المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

رسالة الى الشعب السوري بكل مكوناته :

27

إن مسؤوليتنا في هذا العصر لا تقتصر على الذات بل تشمل المجتمع والإنسانية جمعاء في ظل التحديات الهائلة التي نواجهها اليوم يتعين علينا أن نكون قادة للتغيير في مواجهة الركود وأن نشعل شموع الأمل في ظلام اليأس وأن نكون حماة للحرية في مواجهة الظلم وأن نبني جسور التفاهم للتغلب على الاختلافات فلنزرع بذور التعاون لنجني ثمار التقدم والازدهار فلنستلهم من شخصيات عظيمة لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا علينا أن نستلهم من أنبياء الله جميعا من آدم الى المسيح عليه السلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قيمهما السامية في نشر الحب والسلام والاخلاق ونبذ العنف فمحبة المسيح التي تجلت في تضحياته من أجل البشرية وإعلان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن رسالة الإسلام القائمة على العدل والرحمة كلاهما يمثلان نموذجا يحتذى به في نبذ العنف والفساد يمكننا أن نستلهم من عقد المدينة المنورة كأول وثيقة دستورية تجسد التعايش السلمي بين مختلف الأديان والطوائف نموذجا عمليا لبناء مجتمع قائم على التسامح والاحترام المتبادل ،وحتى أرسطو بفلسفته وعلمه وخديجة بنت خويلد بنصرتها لنبي الإسلام وملكة سبأ بحكمتها وقيادتها و ابن خلدون بمدينته الفاضلة وماري كوري بإنجازاتها العلمية ونيلسون مانديلا بمواقفه البطولية وملالا يوسف زاي بدفاعها عن تعليم الفتيات وأوجلان الذي أيقظ شعبه وحثهم على المطالبة بحقهم في الوجود حين صاغ مشروع “الأمة الديمقراطية” في سجنه بديلا عن الحرب ودعوة للسلام والتعايش السلمي وايضا غاندي الذي استخدم المقاومة السلمية لتحقيق الاستقلال للهند أو شخصية مارتن لوثر كينغ الذي قاد حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة إنهم أيقونات مؤثرة لجيل ملهم يسعى لبناء عالم أكثر عدلا وسلاما لكن لكن حتى الشخصيات المثيرة للجدل مثل نابليون بونابرت تسهم في تشكيل فهمنا للتاريخ وتعلمنا دروسا قيمة حول القوة والسلطة وعواقب القرارات وتظهر لنا هذه الأمثلة أن حتى في أكثر الظروف صعوبة يمكن أن يحدث الفرد فرقا من خلال الإيمان الراسخ بقيمه والتزامه بالسلام والبحث عن حلول سلمية إن الثقة بالنفس والإيمان بقدرة الفرد على إحداث الفارق هما أساس تحقيق أهدافنا السامية هذه الثقة لا تأتي من فراغ بل من خلال فهم عميق للتاريخ بما في ذلك جوانبه المعقدة والمثيرة للجدل فدراسة التاريخ بكل مكوناته لا تقتصر على حفظ الحقائق بل على تحليل الأحداث وفهم الدوافع واستخلاص الدروس من نجاحات واخفاقات الماضي بهذه الطريقة نستطيع تجنب تكرار الأخطاء واستلهام الإيجابيات وبناء مستقبل أفضل فالتاريخ يعلمنا أن الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم وأن حل النزاعات بالطرق السلمية هو الخيار الأفضل دائما فالحروب العالمية وحرب فيتنام و افغانستان والعراق على سبيل المثال تظهر بوضوح فشل القوة العسكرية في حل الخلافات الدولية وحتى المحلية كما في الثورة السورية في مواجهة النظام بل وساهمت في زيادة المعاناة والخسائر البشرية الهائلة في هذا السياق يجب على السوريين بكل مكوناتهم العرقية والأثنية أن يتعلموا من التاريخ وأن لا يسمحوا بأن يُصبحوا “حصان طروادة” لأي قوة خارجية فكما أدى قبول حصان طروادة إلى سقوط طروادة فإن قبول مخططات خادعة اليوم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة طويلة الأمد على سوريا مما يهدد استقرارها ووحدتها وستكون كارثية وستؤثر على أجيال قادمة ولذلك ندعو جميع الأطراف السورية إلى إعطاء الأولوية للحوار البناء والبحث عن حلول سلمية ترضي جميع الأطراف وتحقق اهداف وتطلعات كل السوريين بعض النظر عن عرق او دين فلندرس التاريخ بكل تعقيداته ونستلهم من إنجازات الماضي ونبني مستقبلا قائما على العدالة والسلام مستفيدين من دروس الماضي لتشكيل حاضرنا ومستقبلنا مسترشدين بقيم السلام والتفاهم فبعد سنوات من الصراع والانقسام لا يمكن تحقيق الاستقرار والازدهار إلا من خلال التكاتف الوطني الشامل إن بناء سوريا جديدة ديمقراطية وعادلة يتطلب تجاوز الخلافات الطائفية والمذهبية والعرقية والسياسية وان نستلهم من تضحيات الذين قادوا الثورة في مواجهة الاحتلال الفرنسي (كيوسف العظمة والشيخ صالح العلي وسلطان الأطرش وإبراهيم هنانو وعدنان المالكي أهمية الوحدة الوطنية فمع اختلاف خلفياتهم الدينية والعرقية إلا انهم اتحدوا ضد الاحتلال الفرنسي مبرزين أن الوحدة الوطنية والعمل الوطني هما سبيل النصر وأن الانقسام والاختلاف يضعف الجهود الوطنية ) من أجل العمل معا على بناء جسر من الثقة والتفاهم بين جميع مكونات المجتمع السوري فبالتعاون والتضامن يمكن بناء اقتصاد قوي نظام تعليمي متطور وبنية تحتية متينة مما يضمن مستقبلا أفضل للأجيال القادمة الوحدة الوطنية ليست مجرد شعار بل هي أساس بناء دولة قوية ومزدهرة تحترم فيها حقوق الإنسان وتحافظ على كرامة المواطن إنها الطريق الوحيد نحو سوريا آمنة ومستقرة تشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة والعالم.
بقلم ….الاستاذ أنس قاسم