المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مقالة :للاستاذ أنس المرفوع

240
الصورة الحالية ليس لديها نص بديل. اسم الملف هو: صورة-واتساب-بتاريخ-1446-09-18-في-14.29.51_755fea77.jpg

من الدولة الدينية إلى الأمة الديمقراطية: تحليل المفكر أوجلان لتحرير المجتمعات من هيمنة السلطة المقدسة:

في كتابه مانيفستو الحضارة الديمقراطية يقول المفكر أوجلان : أن التحرر الحقيقي يبدأ عندما نرفض أن نكون أدوات في يد السلطة سواء كانت دينية أو علمانية ونعمل على بناء نظاما يقوم على العدالة البيئية والاجتماعية وبذلك تصبح الدولة من وجهة نظر المفكر أوجلان مجرد إطار تقني لتنظيم الحياة المشتركة بينما يبقى البعد الروحي مجالا حرا للإنسان دون أن يتحول إلى أداة للتقسيم أو التمييز وبذلك يرفض المفكر أوجلان فكرة الدولة الدينية بصورتها التقليدية التي تتحول فيها السلطة إلى أداة للهيمنة باسم الإله ويؤكد أن دور الدولة الحقيقي ليس فرض العقائد أو الوساطة بين البشر والله بل بالعمل على بناء نظام اجتماعي عادل يضمن الحياة الكريمة للمواطنين دون استغلال أو تمييز أو تهميش ففي تحليله للتاريخ يوضح المفكر أوجلان كيف تم استخدم الدين كأداة لتبرير الاستبداد وتفتيت المجتمعات حيث تقوم النخب الحاكمة بتأجيج الصراعات الطائفية والطبقية لإبقاء الناس مشغولين ببعضهم البعض بينما يتم نهب الثروات واتباع سياسات القمع وارتكاب مجازر دموية تمرير أجندات خفية ويؤكد المفكر أوجلان أن الدولة التي تتدخل في العلاقة بين الإنسان وربه تفقد شرعيتها الأخلاقية وتصبح أداة قمع. حيث يشير إلى أن التجارب التاريخية مثل الخلافة العثمانية أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية حولت الدين إلى أيديولوجيا سلطوية تخضع الأفراد بدلا من تحريرهم ويرى أن البديل تبني نموذج الأمة الديمقراطية من خلال إنشاء إدارات ذاتية ديمقراطية لامركزية بديل عن الدولة المركزية حيث يتم من خلال هذا النموذج حل جميع المشكلات من خلال مجالس محلية تشاركية بعيدا عن هيمنة الدولة المركزية أو الخطاب الديني الأحادي وبذلك يصبح الدين في ظل هذه الإدارات الذاتية شأنا شخصيا بينما تدار الموارد والخدمات بطريقة عادلة تضمن توزيع الثروة وتقليل الفوارق الطبقية وبذلك تتحقق الإرادة الحرة للإنسان في ظل مجتمع أخلاقي متضامن ويصبح المواطنون قادرين على العيش بكرامة والسعي بحرية في جوانبهم الروحية دون خوف من قمع أو استغلال فنموذج الإدارة الذاتية في سوريا رغم تحدياته مثال عملي على ذلك حيث يثبت نسبيا أن المجتمعات يمكن أن تدير نفسها دون وصاية دينية أو قومية متطرفة عبر تعاون عرقي وديني متنوع حيث تحترم حقوق الأكراد والعرب والسريان والأزيديين في إطار عقد اجتماعي جديد هذه الرؤية تتعارض جذريا مع الدولة الدينية التي تخضع القانون والسياسة لتفسير واحد للنصوص المقدسة مما يؤدي حتما إلى إقصاء المختلفين وتكريس الامتيازات للطبقة الحاكمة.
من فكر وفلسفة المفكر عبدالله أوجلان
أعداد الأستاذ أنس المرفوع