المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

خبراء مصريون: ما يتعرض له أوجلان يفضح أكاذيب ونفاق القوى الدولية

153

​​​​​​​استنكر باحثون ونشطاء حقوقيون مصريون سياسة الصمت التي تمارسها القوى الكبرى تجاه ما ترتكبه الدولة التركية من جرائم بحق القائد عبد الله أوجلان.

تتواصل الممارسات التعسفية من قبل السلطات التركية بحق القائد عبد الله أوجلان وسط صمت كامل من قبل القوى الدولية والمجتمع الدولي ومنظماته.

ندبة سوداء

ويرى الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية هاني الجمل أن “العالم يشهد حالة من المخاض السياسي الذي سوف ينتج عنه العديد من التحولات السياسية والاستراتيجية، سواء على المستوى العالمي أو الاقليمي أو القومي”.

وقال لوكالتنا: “في ظل هذه المتغيرات والصراعات يظل اعتقال القائد عبد الله أوجلان ندبة سوداء في ثوب الحرية الأبيض والذي تتشدق به العديد من المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية التي تصب جام غضبها في حال تعرض بعض أتباع الانظمة السياسية الكبرى لأي انتقاد أو تحجيم لحريتهم، وهو عكس ما يحدث مع الزعيم التاريخي عبد الله أوجلان الذي يتعرض لعزلة خانقة ليس فقط لجسده ولكن لأفكاره حتى”.

ولفت إلى أن “هناك أكثر من دولة تآمرت على القائد أوجلان لأن في اعتقاله فائدة لها كون فكره يمثل خطورة وعائقاً أمام تحقيق طموحاتها وفرض سياساتها الرأسمالية والاستبدادية التي كانت تخطط للسيطرة على الشرق الأوسط”.

 وحسب الجمل “مورس بحق القائد أوجلان أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي ومنع محاميه من اللقاء به وحتى المنظمات الصحية مُنعت من زيارته في سجن إمرالي ومع ذلك انتشر فكره بشكل كبير ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع”.

وأشار إلى أن “ما يتعرض له أوجلان من انتهاكات وتضييق محاولة لمنع الشعوب المضطهدة من التعرف على فكره للوصول إلى الحرية والديمقراطية”، معتبراً أن “فكر القائد عبد الله أوجلان تجربة فريدة نجحت في ضمان استقرار المناطق الكردية وهو ما أثار حفيظة تركيا والتي بدأت بمحاربة المشروع الديمقراطي لأن محاولاتها في طمس هذا الفكر باءت بالفشل”.

الخوف من أوجلان

وعن سر الصمت الدولي حيال ما يُرتكب من جرائم بحق القائد عبد الله أوجلان، يؤكد الباحث أن “هناك العديد من الدول الأوروبية إلى جانب أمريكا قد شاركت في المؤامرة الدولية على القائد أوجلان وبالتالي فهذه الدول تلتزم الصمت حيال ما يتعرض له لأنه حارب الأنظمة الرأسمالية والاستبدادية ودائماً يدافع عن الشعوب المظلومة والمضطهدة وهذا لا يروق للأنظمة التي تتخذ النظام الرأسمالي أساساً له، لذا نراها اليوم صامتة حيال العزلة المشددة على الرغم من أنها تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لكنها منذ اعتقال القائد أوجلان لم تحرك ساكناً وهذا ما انعكس بشكل سلبي على المنظمات الحقوقية فهي لا تقوم بعملها ولم تقدم شيئاً للشعب الكردي خلال سنوات الحرب وهذا ما تقوم به مع مختلف الأزمات لأن هذه المنظمات الحقوقية والإنسانية مسيّسة وتابعة للدول المتآمرة على القائد أوجلان”.

وتابع: “هناك تخوفات لهذه الأنظمة من إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان لأن مشروعه قد يكون حلاً للعديد من المشاكل العالقة في الشرق الأوسط، لذا فإن المؤامرة الدولية على القائد أوجلان جاءت للسيطرة على مقدرات الشعوب الطامحة إلى الحرية ومن هنا؛ فعلى الشعوب أن تكون بيئة حاضنة لفكر القائد عبد الله أوجلان وأن تسعى لإطلاق سراحه دون التعويل على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المسيّسة، وإنما الرهان على الشعوب التواقة للحرية ومنظمات المجتمع المدني المعبرة عن الحراك والعقل الجمعي لكي تكون يداً واحدة حتى إطلاق سراح القائد أوجلان وغيره من المناضلين للحريات ضد السياسات الرأسمالية”.

نفاق المجتمع الدولي

بدوره، يرى المدير التنفيذي للمجلس المصري العربي لحقوق الإنسان، أسامة شمس أن “ما تمارسه تركيا من انتهاكات بحق أوجلان يمثّل أكبر انتهاك لفكرة حقوق الإنسان من الأساس، فكيف به وهو تجاوز السبعين أن يتم سجنه انفرادياً مع حرمانه من لقاء أهله وذويه أو الاجتماع بمحاميه”.

وقال لوكالتنا “سجلّ تركيا في ملف حقوق الإنسان أصبح متخماً بالانتهاكات، سواء بحق المعارضين السياسيين أو النشطاء والمدونين مستنكراً حالة الصمت المريب من المجتمع الدولي تجاه ممارسات نظام أردوغان”.

وأشار إلى أنه “لا يوجد ما يفسر الصمت الدولي حيال ما يحدث لأوجلان في سجن إمرالي بتركيا سوى أن هناك مصلحة مشتركة تجمع النظام التركي والدول الكبرى المستفيدة من إقصاء أوجلان وتغييبه عن المشهد”.

ويعتقد الناشط الحقوقي أن “ما يتعرض له أوجلان من انتهاكات تكشف أكاذيب ونفاق المجتمع الدولي فبدلا من أن يتحرك الجميع لإطلاق سراحه وتكريمه على فلسفته وأفكاره الداعية للوئام والسلام بين جميع الشعوب والمكونات بالشرق الأوسط يتم غض الطرف عمّا يتعرض له من انتهاكات وهو ما يعد موافقة ضمنية على ما ترتكبه تركيا بحقه، ما يؤكد أن القوى الكبرى لا تريد للمنطقة السلام أو الاستقرار كما تزعم، بل تريد إبقاء الأوضاع مشتعلة ونشر الفتن والصراعات بين شعب المنطقة”.

ولفت إلى أن “الغرب الذي يقف وراء دعم الحرب في السودان، ونهب ثروات أفريقيا ودعم الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط لن يسمح لأفكار أوجلان بما تحمله من دعوة للسلام والتآخي والتعايش بين جميع المكونات أن تنتشر وتسود، خاصة أنها تهدد استراتيجيتهم في السيطرة على المنطقة، وبالتالي يجب ألا نتوقع موقفاً إيجابياً من المجتمع الدولي ولا المنظمات الحقوقية العالمية تجاه قضية أوجلان”.

وأكد الناشط المصري أن الطريق إلى حرية القائد عبد الله أوجلان “يبدأ بنشر أفكاره وتعريف العالم بقضيته والحديث عنه في وسائل الإعلام وتقديم مختصرات لمرافعاته، وتنظيم فعاليات شعبية للدفاع عنه وفضح الانتهاكات بحقه”