المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

كالكان: الأقوال لا تكفي لا بدَّ من اتخاذ خطوات عملية

27

صرّح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان، أن هناك تصريحات إيجابية حيال العملية، ولكن لم يتم اتخاذ خطوات عملية، موضحاً أنه من أجل تحويل العملية إلى الحل، يجب على الجميع القيام بمسؤولياتهم.

تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان لقناة مديا خبر، وقدم تقييماً بشأن المستوى الحالي للعملية، وجاء في اللقاء الذي أُجري مع دوران كالكان ما يلي:  

لقد مرَّت فترة شهر ونصف على دعوة 27 شباط التي أطلقها القائد آبو، وكان من المتوقع أن تُجرى تغييرات في ظروف وأوضاع القائد آبو، فما هي آخر المستجدات في هذا الخصوص…؟

بدايةً وقبل كل شيء، أحيي مقاومة إمرالي التاريخية والقائد آبو بكل احترام، وللأسف، فإن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً في إمرالي، ولم تردنا أية معلومات عن القيام بأي تغيير جدي، وكما ذكرتم، لقد مرت فترة شهر ونصف الشهر على ذلك، في حين أن القائد آبو أطلق دعوة تاريخية لاقت الترحيب من الجميع، وكان من المتوقع أن تكون هناك تطورات وتغييرات عملية بناءً على ذلك، ولكن لم يحدث أي شيء من القبيل، حيث أن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً في إمرالي، ويستمر نظام العزلة والإبادة الجماعية في إمرالي.

ولم يستعيد القائد آبو ظروف العيش والعمل بحرية، ومع ذلك، فقد ذُكر أنه سيستعيد ذلك في غضون أسبوع، ونحن بدورنا قلنا ذلك في البرنامج الفائت ولفتنا الانتباه إلى ذلك، ولكن لم يحدث أي تغيير، حتى الآن، لا يوجد وضع جاد ينعكس ويُلاحظ في هذا المجال، ومن ناحية أخرى، هناك مناقشات حول دعوة القائد آبو والوضع في إمرالي، حيث أن العديد من الأمور هي مجرد تفسيرات، أو يتم إبلاغها لأغراض مختلفة، فبقدر ما نعرفه ونفهمه، بسبب عدم الاستجابة العملية للدعوة، فقد أدى ذلك إلى نقاش وأزمة جادّين، ونحن كقيادة الحزب عبّرنا عن موقفنا بوضوح شديد، وقلنا أن هذا العمل لا يمكن أن يسير على هذا الحال، ونعتقد أن موقف القائد آبو هو على هذا النحو أيضاً، فقد قال البعض “لم يرغب أن يعطي رسالة في نوروز”، لكن الأمر لم يكن كذلك، باعتقادنا أن القائد آبو يبدي موقفاً لكي لا يكون الأمر حالة عادية مألوفة، حيث هناك حالة أزمة في إمرالي، يُقال إن هذا الوضع المتأزم قد تم تجاوزه بالتصريحات واللقاءات الأخيرة، وسواءً حدث هذا بالفعل أم لا، بالطبع، ليس لدينا معلومات محددة للغاية حول هذه المسألة، ولكن كان المطلوب أن تنعكس الأجواء الإيجابية على الرأي العام، ويمكنني أن أقول ما يلي؛ بدون شك، يجب مناقشة مضمون دعوة القائد آبو، ويمكن للجميع أن يعبروا عن آرائهم حول نظام إمرالي، وحول الحرية الجسدية للقائد آبو وحول حل القضية الكردية، لكن لا ينبغي قول أمور مثل ’سمعتُ من شخص ما إن القائد آبو قال هذا الشيء‘، أي أنه لا ينبغي لأحد أن يتحدث باسم القائد آبو، ويجب توخي الحذر الشديد بشأن هذا الأمر، فهذا يخلق تصوراً خاطئاً، قد يرغب البعض أيضاً في التلاعب، من المهم توخي الحذر في هذا الصدد.

ومن ناحية أخرى، فقد أوفى القائد آبو بالعبء المُلقى على عاتقه، بل وقام بأكثر من ذلك، في الواقع، فُوجئ الجميع، حيث كان الرأي العام هو أنه فعل ما لم يكن متوقعاً، وفعل الأمر الذي لم يكن فعله بسهولة في العادة، حيث تم الإدلاء بتصريحات ممن هذا النوع، فقد أدلى القائد آبو بتصريح تفوق فيه على الجميع، وقد كان هذا بالطبع مهم للغاية وذا مغزى، ولكن مع ذلك، لا ينبغي أن يقول أو يتوقع أحد أن يتم حل القضية بأكملها من قِبل القائد آبو، وأن كل شيء قد تم حله ببيان القائد آبو، لا يجوز أن يكون هناك توقعاً من هذا القبيل، فالقائد آبو لم يخلق هذه القضية، بل إن القضية الكردية تكمن وراءها، لقد خلقها نظام الحداثة الرأسمالية العالمي والدولة التركية، فقد خلقوا هذه القضية من خلال إنكار الكرد وشن هجمات التدمير وممارسة الإبادة الجماعية بحق الكرد، وهذه القضية خُلقت على أساس العداء للكرد، على أساس عقلية وسياسة تريد تجاهل الكرد والقضاء عليهم، وهذا هو جوهر القضية، وقد رسخوا ذلك الأمر على العنف، لذلك، فإن حل القضية سيمر من هنا، فالذين يستخدمون العنف، والذين ارتكبوا المجازر والإبادة الجماعية ضد الكرد على مدى قرن وقرنين، سيتخلون عن هذه السياسة والعقلية، والذين لا يعترفون حتى بأدنى حق من حقوق وجود الكرد ويريدون تدميرهم سيتخلون عن هذا الأمر، فقد سلط القائد آبو وحزب العمال الكردستاني الضوء هذه الحقيقة ووضعهما أمام الجميع.

قال القائد آبو: ’أنا لم أخلق القضية، لقد خلقها الآخرون؛ ووجدتها أمامي، وكان الجميع يراها، لكنهم تجاهلوها، لم أستطع أن أتعامل مثل الجميع، ولم أتجاهلها، وقلتُ أن هناك قضية هنا، وأنا أعمل على حلها‘، لذلك، فالقائد آبو يعمل، ويقوم بمسؤولياته، لكن القائد آبو لا يمكنه بمفرده تحقيق السلام في تركيا، فالحرب والسلام يحتاجان إلى أطراف، ولا يمكن أن يتم ذلك من جانب واحد، حيث يبذل القائد آبو جهوداً دؤوبة من أجل السلام منذ أكثر من 30 عاماً، ولكن لا يمكن حل أي شيء بمفرده، ولا يمكن تحقيق الحريات والتحول الديمقراطي على هذا النحو بجهود شخص واحد، يجب أن يشارك الجميع في ذلك، والمسؤولية تقع عاتق الجميع، لذا، من الضروري عدم القول: ’القائد آبو يحل، وتوصل إلى الحل، وبالتالي سيكون هناك حل، وهذا يكفي‘، ولا ينبغي نشر مثل هذا التوقع في المجتمع، ومن الخطأ خلق هذا التصور، حيث أنه يجب أن يكون المجتمع الكردي بشكل خاص والمرأة والشبيبة حساسين جداً حيال هذا الواقع، فمن هو المسؤول في هذا العمل، وكيف سيتم حله، وعلى عاتق من تقع المهمات والواجبات، وخاصة ما هي واجباتهم النضالية، يجب أن يعرفوا ذلك جيداً ويحققوا متطلباته، حيث أن الوضع الحالي يستوجب تنفيذ الحملة الدولية التي تهدف إلى الحرية الجسدية للقائد آبو على نطاق واسع وشامل.

وعلى هذا الأساس، فإن انعقاد مؤتمر واجتماع ونقاش في روما، كان أمراً في غاية الأهمية، وكان من المهم أن يتم تقييم التطورات أيضاً، كما أنه لا يزال هناك نقاش حول ما يجب القيام به من الآن فصاعداً، ونحن بدورنا، نحيي كل من بذل وانخرط في هذا الجهد، ولكن من الضروري تعزيز ونشر وتجسيد حملة الحرية الدولية التي تهدف إلى الحرية الجسدية للقائد آبو في كل ميدان، ويجب خوضها في الأجزاء الأربعة من كردستان، وفي جميع أنحاء العالم، بشكل واسع النطاق، دون توقف أو استراحة.

تضمنت دعوة القائد آبو أيضاً الدعوة إلى عقد المؤتمر، وهذا الأمر يُناقَش بشكل مفصل، وكمخاطب للموضوع، ما الذي تودّون قوله بهذا الشأن؟

لقد كان بيان القائد آبو في 27 شباط تحت عنوان” دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي“في الواقع ذا مضمون عميق، ودعوة تاريخية، وكانت ذات مغزى وفعالية، وكان لها تأثير على الجميع، حيث بقدر ما يُلاحظ، كان لها تأثير إيجابي على الغالبية العظمى، وبقدر ما كان من المفترض أن يكون له تأثير إيجابي، تأثر البعض الآخر سلباً، وكان هناك من عارضها وحتى من وجهوا اتهامات شديدة، لكن بشكل عام، أثرت على الجميع، كان التأثير الإيجابي في المقدمة، لماذا؟ لأنها كانت دعوة لا يستطيع الجميع القيام بها، دعوة لا يستطيع الجميع أخذها بعيد الاعتبار، وكانت خطوة لا يستطيع الجميع الإقدام على اتخاذها، وقد اتخذ القائد آبو هذه الخطوة.

ثانياً، فرضت واجبات ومسؤوليات على الجميع، فالدعوة لم تكن موجهة فقط لبعض الأشخاص أو لبعض الأماكن، بل لكل من يعيش في هذا العالم، بعبارة أخرى، لا يمكن لأحد أن يقول إن هذه الدعوة ليست لي، فحتى الأكثر اضطهاداً كانت الدعوة موجهة لهم نظراً لوضعهم على هذا النحو، لأن نظام الاستعمار هذا تم إنشاؤه نتيجة عقلية وسياسة الإبادة الجماعية وتدمير الكرد، لذلك، فإن النضال التحرري الكردستاني يشمل كل هذه الأمور، حيث إنه نضال فعّال للغاية، وحتى لو لم يكن الجميع على نفس المستوى، كان الجميع مخاطباً للدعوة، ونحن كحركة، استجبنا على الفور، حيث أصدرنا في الأول من آذار بياناً، واتخذنا موقفاً، وأعلنا وقف إطلاق النار لتمهيد الطريق عملياً على أرض الواقع، والأهم من ذلك أننا أوضحنا موقفنا، حيث قلنا أنه إذا تم توفير الظروف المناسبة، يمكن تنفيذ هذا الأمر، وأوضحنا أننا نتفق تماماً من حيث المحتوى، وأننا سنلتزم به ونطبقه، وبالنسبة للظروف المناسبة، فقد أكدنا على أنه ينبغي أن يستعيد القائد آبو الظروف التي تمكنه من العيش والعمل بحرية، لماذا…؟ لأن القائد آبو فقط هو الذي يستطيع عقد المؤتمر، حيث أن القائد آبو وحده القادر على اتخاذ القرارات التي من المقرر اتخاذها في المؤتمر، والقائد آبو وحده القادر على تنفيذها، وبصرف النظر عن هذا، لم تتمكن أية قوة أو شخص أو مؤسسة أخرى داخل حركتنا، ولا أي مؤسسة خارج حركتنا من القيام بذلك، لأن إدارتنا وكل الآليات الأخرى داخل حركتنا تعتمد على الحرب، بإمكانهم فقط خوض المعركة. 

ومن هم من خارج دائرتنا، قالوا “ليقوم المؤتمر بحل حزب العمال الكردستاني‘، لقد اتحد العالم لتدمير حزب العمال الكردستاني، واستخدموا كل أنواع الأسلحة، ولجأوا إلى كل أنواع الأساليب والوسائل، ولم يستمعوا أبداً إلى معايير الأخلاق، فهم لم يتمكنوا من الحصول على أية نتائج على مدار 40 عاماً من شن الهجمات، وعلى مدار عشر سنوات لم يتركوا أي هجوم بناءً على “خطة عملية التدمير”، إلا وأقدموا على شنه، ولم يحققوا أي نتائج، ولم يتمكنوا من القضاء عليه، لم يتمكنوا من تدمير حزب العمال الكردستاني، ولم يتمكنوا من مواصلة إنكار الكرد.

لذلك، ليس بمقدور أحد غير القائد آبو يمكنه اتخاذ تلك القرارات أو تنفيذها، ونحن بدورنا نركز على هذا الرأي وتصريحنا، ولا زالت سارية المفعول، وقد مر وقت طويل على ذلك، وقد أجرينا أيضاً بعض التقييمات، ولكن مع ذلك، ونظراً لأهمية القضية ومحتواها وصعوباتها، واصلنا هذه العملية من منطلق منح الفرصة للممارسة العملية، وتصريحاتنا الحالية لا تزال سارية المفعول إلى هذا اليوم أيضاً، وفي هذا الصدد، لم نتلقَّ حتى الآن أي شيء ملموس من شأنه أن يحثنا القائد آبو على عقد المؤتمر، حيث أعرب القائد آبو أنه مصمم على ذلك، وهذا ما رأيناه، وقد رأيناه مهماً، ووجدنا هذا القرار ذا معنى وقيمة، فنحن لسنا ضد تحقيقه، بل على العكس، نحن مع تحقيقه، ولكن من الواضح أن الوضع الذي من شأنه أن يؤدي إلى حدوث ذلك لم ينشأ في إمرالي، ولقد مرت أكثر من 40 إلى 45 يوماً، أي أكثر من شهر ونصف، ولا يزال نظام التعذيب والإبادة مستمراً، ولم يطرأ أي تطور أو تغيير على الظروف التي من شأنها تمكن القائد آبو من العيش والعمل فيها بحرية، ولا يزال نظام إمرالي مستمراً، ولم يتم إلغاؤه أو اتخاذ أية خطوات في هذا الاتجاه، حيث لا يستطيع القائد آبو أن يلتقي بأحد، وهو ليس في وضع يسمح له بالقيام بأي عمل فيما يتعلق بعقد المؤتمر، وإذا تم تهيئة ظروف ذلك من الناحية العملية، فإنه سيقوم بإحراز تقدم في سير العملية.

وقد قلناها في المرة الماضية أيضاً، لقد قرر وقال “سأفعل هذا”، إذا كانت السلطة الحاكمة وأوساط الدولة تريدان فعلاً أن يتم ذلك، فهناك قوة تقول إنها ستقوم بذلك، حينها سيُمهد له الطريق، ويُمنح الفرصة، وهو بدروه أيضاً سينفذ قراره، ويفي بوعده بالفعل، وسيتم حل القضية، إذا كان المطلوب حقاً هو حل القضية، فإنه سيتم حل القضية بهذه الطريقة، لا، إذا قالوا إننا سنطبق نظام إمرالي، ونستمر في نظام التعذيب والإبادة ونظام الأسر، وتنفيذ متطلبات تلك الدعوة، فبالطبع لن يكون الأمر كذلك، لا يمكن أن يحدث هذا عملياً على أرض الواقع، ولن يحدث هذا على أية حال، والآن يُقال إنها خطوة إيجابية، ويتم اتخاذ خطوات عملية، وقال وفد إمرالي إنه ستكون هناك تغييرات في ظروف إمرالي، وسيتم إنجاز أعمال قانونية، وسيتم الالتزام بحق الأمل، وسيتم تأمين هذه الأمور بالقوانين، ونحن لا نعلم ما هو مستواها بالضبط أو ما هو محتواها، ولكن إذا حدث هذا بالفعل ويمتلك القائد آبو إمكانية عقد المؤتمر وإدارته، فإن الممارسة العملية ستمضي قدماً نحو الأمام، لا مشكلة، لا توجد أي مشكلة معوقة من جانبنا، بل على العكس، هناك دائماً مقاربات تسهيلية، وما تبقى، يقع على عاتق السلطة الحاكمة وقوات الدولة، والباقي متروك لأولئك الذين خلقوا هذه القضية، ومتروك لأولئك الذين يطبقون نظام الأسر الأكثر قسوة وشدة، وهم من أطالوا الأمر إلى الآن أيضاً، وقالوا لا يوجد تشريعي قانوني، ومع ذلك، فقد كان موجوداً في القوانين الأوروبية، حيث إن تطبيق القوانين الأوروبية ملزم للقوانين التركية، وكان بإمكانهم تنفيذها عملياً على أرض الواقع، وكان بإمكانهم التوصل إلى ترتيبات قانونية في غضون ثلاثة أيام، فنحن على علم ودراية، أنه لم يكن الأمر شيئاً لا يمكن فعله، ولكنهم لم يفعلوه حتى الآن، بل قاموا بالمماطلة والتأخير، إذا سار الأمر على هذا النحو، فإنهم سيأخذون العملية إلى طريق مسدود، وسيكونون هم أنفسهم المسؤولون عن ذلك.

لقد أجرى وفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب لقاءً مع رئيس الجمهورية، ما هو نهج الدولة والسلطة الحاكمة تجاه العملية؟

كان ذلك اللقاء تم الإعلان عنه منذ فترة طويلة، وقد عُقد اللقاء بعد أسبوعين تقريباً، كما برز إلى الواجهة النقاش حول ما إذا كان ذلك سيحدث أم لا، نظراً لانقضاء فترة طويلة على ذلك، ولكن في نهاية المطاف جرى عقد اللقاء، ومن دون شك، فإن لقاء رئيس الجمهورية التركية مع وفد حزب إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب لهو أمر مهم، ووجدنا أنه مهم وذو معنى، كما التقوا برئيس البرلمان، والتقوا بزعماء أحزاب أخرى، والتقوا مع أوساط مختلفة، ولكن من المهم اللقاء مع رئيس الجمهورية باعتباره المحاور الرئيسي للدولة والسلطة الحاكمة، كما انه من المهم أن يكون رئيس الجمهورية مشاركاً في هذا الأمر على هذا المستوى، إننا نعتبره أمراً مهماً وذو معنى، كما أظهرت مشاهد وصور اللقاء ذلك الأمر على هذا النحو، وكانت التصريحات أيضاً إيجابية للغاية، وكان لها الأثر على الجميع، ولكن كما ذكرتُ في البرنامج السابق أيضاً؛ هناك الكثير من الآمال والتطلعات، حيث هناك أقوال، لكن لا توجد ممارسة عملية على أرض الواقع، ولم يتم اتخاذ أي خطوات عملية، والآن هناك تصريحات وأقوال إيجابية للغاية ومفرحة، نحن لا نعلم كيف سيكون الأمر عملياً، ليس لدينا أي علم بمضمونه حقاً، فهل تم أخذ القرار حول بعض الأمور، أو تم الإعراب عن الآمال والتطلعات، وكيف ستدخل نتائجها قيد الممارسة العملية على أرض الواقع؟ لا نعرف حيثياتها بالضبط، نأمل أن تكون إيجابية وتدفع العملية إلى الأمام.

هل هناك حالة من الإلهاء؟

لا نعلم، التصريحات التي يتم الإدلاء بها تفيد بأنه لا توجد مماطلة، ولكنها لا تزال على مستوى الأقوال، فعندما يكون للأمر ممارسة عملية على أرض الواقع، فيمكن حينها قول شيء ما، ودون رؤيته على أرض الواقع عملياً، فإن الأقوال لن تكون كافية، فنحن لا يمكننا أن نقول أي شيء بناءً على الأقوال، ومن هذا المنظور فإن اللقاء مهم، والتصريحات مهمة أيضاً، ونأمل أن تأتي الممارسة العملية وتكون لها استمرارية وتصبح عملية وتملأ مضمونها عملياً وتصل إلى النتيجة وتخلق الحل، ولكن يجب على الرأي العام، وخاصة الرأي العام الكردي، والرأي العام الديمقراطي، والنساء، والشبيبة أن يعرفوا هذا الأمر، إن جميع هذه الأمور لا زالت على مستوى الأقوال، وعلى مستوى الآمال والتطلعات، لا ينبغي النظر إلى الأمر كما لو أنه قد تحقق، وقد يكون هذا أيضاً تصوراً خاطئاً، وقد تكون الحرب الخاصة من تقف وراءها، يتعين علينا أن ننظر إلى الأمر من جميع الزوايا، لا يمكننا أن نخدع أو نضلّل أنفسنا، علينا أن نتعامل معها بعناية وحذر، ونقيّمها من وجهات نظر متعددة، ونقيّمها أيضاً بشكل صحيح، وهناك بالفعل مساعي من شأنها أن تؤكد أقوالنا، قد يقول قائل: “اللقاء إيجابي، والتصريحات إيجابية، فلماذا يتم التعبير عن هذه بأقوال معاكسة…؟” لدينا مبررات لذلك أيضاً في هذا الصدد، ما هي مبرراتنا…؟ الأولى، لا تزال الحرب مستمرة، ولا تزال الهجمات مستمرة، حيث أن قيادة قيادتنا المركزية، والمركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG’) تفصح وتصرّح يومياً عن الهجمات على الكريلا والعواقب الناجمة عنها، ففي زاب، ارتقى خمسة شهداء، وفي كارى، ارتقى شهيدان، حيث هناك عمليات قصف ما يقارب من 500 إلى 1000 مرة بشكل يومي، وتُستخدم الأسلحة المحرمة، وتقوم الطائرات بعمليات القصف.

وإنني أحيي مرةً أخرى مقاومة مقاتلينا ومقاتلاتنا، وأستذكر شهداءنا الذين استشهدوا في مواجهة هذه الهجمات بكل احترام ومحبة وامتنان، حيث إن القدرة على الصمود في ظل هذه الظروف واستخدام حق الدفاع المشروع ضد الهجمات أمر مهم وذو معنى، فلا يمكن لأحد أن يسميها بأي شيء مختلف، ولكن ماذا سيحدث لو أن مؤسسة تقول، يجب وقف الكفاح المسلح، ويجب إلقاء الأسلحة، ومن ناحية تشن هجوماً عسكرياً من هذا النوع وتفرض الحرب على الطرف المقابل لها…؟ حينها، إلى أيّ درجة ستكون المطالبة بإلقاء السلاح محلّ ثقة…؟ إنه وضع مثير للنقاش، وطالما أن الأمر على النحو، حينها، ما الغاية من شن هذه الهجمات…؟ إذا قامت قوة بمهاجمة قوة أخرى وهي في حالة وقف إطلاق النار، وإذا ألقت السلاح غداً، فما الذي لن تفعله بهؤلاء الناس الذين ألقوا السلاح…؟ نحن لسنا جاهلين، ولسنا أطفال، لا ينبغي لأحد أن يحاول خدِاعنا أو تضليلنا، ويجب على الرأي العام أيضاً رؤية هذا الواقع وتقييمه جيداً.

ومن ناحية أخرى، تشن السلطة الحاكمة الحالية هجمات ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضاً تشن الهجمات على المجتمع وساحة السياسة بطريقة مماثلة، حيث يجري الحديث عن هجمات الإبادة السياسية، ولا تزال هذه الهجمات مستمرة في مجال السياسة الديمقراطية، وتتعرض أوساط اجتماعية مختلفة ومؤسسات ديمقراطية للاعتقال بشكل مستمر، والسجون ممتلئة بالمعتقلين، وتتعرض المعارضة للاعتداءات، وها هي الضغوط والاعتداءات على حزب الشعب الجمهوري ظاهرة للعيان، والضغوط على الأحزاب الأخرى، وقد ذكر الرفيق قره سو، هل بإمكان العقلية والسياسة والنهج التي لا تتحمل المعارضة أن تكون ديمقراطية…؟ هل يمكن للمرء الحديث عن هذا الأمر…؟ وهل لعقلية وسياسة كهذه أن ترسخ ديمقراطية الدولة والمجتمع…؟ وهل يمكنها إيجاد حلول ديمقراطية للقضايا…؟ ليس ممكناً، إذا لم تتمكن من أن تكون ديمقراطية بنفسها، فلن تتمكن من بناء الديمقراطية، فهي لا تستطيع إيجاد حلول ديمقراطية للقضايا، ولذلك، تستغل السلطة الحالية لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، في الواقع، هذه العملية وفرص العملية لتعزيز قوة سلطتها، وتقوم بشن الهجمات بكل أشكالها، حيث تلجأ إلى استخدام القضاء والقانون كسلاح انطلاقاً من المؤسسات القانونية إلى المحامين، فبهذا النهج، لن ترى الديمقراطية النور ولا الطريق إلى تركيا ديمقراطية، وإن العقلية التي لا تستطيع ترسيخ الديمقراطية في تركيا، لا يمكنها حل القضية الكردية أيضاً، فالذين لا يمكنهم حل القضية الكردية، لا يجرون تغييرات في نظام إمرالي، ولا يمكنهم المشاركة في العملية التي يؤكد عليها القائد آبو، وهذا وضع ملموس بما فيه الكفاية بحيث يمكن رؤيته بالعين المجردة.

ولا يقتصر الأمر فقط على هذا، فعلاوة على ذلك، هناك أيضاً لقاءات خارجية، على سبيل المثال، عقدوا اجتماعاً في الآلية المشتركة التي أنشأوها مع العراق، الأجندة الوحيدة هي “إرهاب حزب العمال الكردستاني، القتال المشترك ضد حزب العمال الكردستاني” وهل كنتم تعقدون اتفاقاً مع حزب العمال الكردستاني؟ هل تريدون من حزب العمال الكردستاني أن يعقد مؤتمراً ويلقي سلاحه ويحل نفسه؟ إذا كان هذا صحيحاً، لماذا تجوب كل أنحاء العالم، وتذهب إلى سوريا والعراق وإيران وأوروبا، وتوقع اتفاقيات ضد حزب العمال الكردستاني، من أجل ماذا كل هذا؟ لا يوجد تغيير في العقلية أو السياسة، لا تزال معاداة الكرد، وإنكار وجودهم، مستمرين في نهج السلطة الحالية من حيث العقلية والسياسة، ويستمرون على هذا النحو في كل مكان، وكما يحاولون منع الكرد من الحصول على أبسط الحقوق، فإنهم يريدون أيضاً تدمير الكرد، كما يقومون بشن الهجمات بكل أشكالها، فالهجمات على روج آفا والصراع على سوريا واضح وجلي، حينها، لا يوجد أي اعتراف بوجود وحقوق الكرد هنا، فشخص على هذا النحو، لا يمكنه إدارة المواضيع التي أكد عليها القائد آبو، باختصار، نعم هناك لقاءات، وهناك بعض التصريحات السياسية، ولكن لا يُلاحظ أي تغيير جدي من حيث العقلية والسياسة، وكان دولت بهجلي أول من أدلى ببيان وأراد أن يأتي القائد آبو إلى أنقرة ويتحدث في البرلمان، وقال ربما يكون كذلك، لكنها بقيت فقط في خانة الأقوال، فالسلطة الحالية لا تنخرط في تغيير في العقلية أو السياسة التي تقبل وجود الكرد، ووجودهم كشعب، وحقوقهم الديمقراطية، ماذا يمكنها أن تفعل بعقلية وسياسة معادية للكرد؟ يمكنها ممارسة الإبادة الجماعية، لا يمكن تنفيذ هذه العملية، نعم، هناك تصريحات متفائلة، ونحن نعتبرها مهمة، وهي تعبر عن آمال وتطلعات، يُقال إنهم سيقومون باتخاذ خطوات من خلال الإلهاء والمماطلة، لا توجد خطوات عملية، ولكن عندما ننظر إلى كل هذا، حينها يسأل، ما هي الخطوات التي سيتخذونها؟ وما الذي سيضعونه موضع التنفيذ عملياً على أرض الواقع؟ لا يمكن للمرء أن يرى أو يفهم بشكل جيد، هناك وضع غير واضح وغامض ولا يزال مستمراً.

يتم مناقشة دعوة القرن التاريخية للقائد آبو، دعونا نأخذ الأمور بشكل أكثر واقعية، كيف تُقيَّم المعارضة ووسائل الإعلام هذه العملية وما هو موقفها؟

هناك بعض المناقشات الهامة، فلمرء لا ينبغي أن يعيش بلا أملً، ولا أن ينكر ذلك، هناك بالفعل نقاشات مهمة تجري لدى بعض الأطراف، الأطراف الديمقراطية، والحركات النسائية والشبيبة الثورية، داخل الأطراف اليسارية والاشتراكية، داخلياً وخارجياً، إلى جانب مناقشة وضع وحقوق القائد آبو ونظام الإبادة الجماعية ونظام الإبادة والتعذيب المستمر منذ 27 عامًا في إمرالي والقضية الكردية، يناقشون وجود الشعب الكردي والحصول على حقوقه الديمقراطية، هذه مناقشات مهمة، وهذه هي الحقيقة، الحل يأتي من هنا، وإذا لم يكن الأمور على هذه الشاكلة، فلن يكون هنالك حل مثل هذا، ولكن هناك أيضًا بعض المناقشات، وفي الواقع هذه الأمور يجعل من المرء بأن يكون مندهشاً .

هل يمكن أن يصبح المرء ضيقي الأفق، شوفينيين وقوميين إلى هذا الحد؟ كيف يمكن لهم بأن يصبحوا عنصريين وسلطويين وانتهازيين إلى هذا الحد؟ بعض المناقشات ليس لها علاقة بالواقع التركي، لقد أصبحوا متورطين في مصالحهم الخاصة، مما أدى إلى خنق مستقبل تركيا في صراع ضيق على السلطة، وتصبح مشاكل تركيا تتفاقم بشكل كبير، هؤلاء هم الذين يقفون في طريق الديمقراطية في تركيا وحرية الكرد، غاياتهم غير واضحة، أمورهم متشابكة في بعضها البعض،   هذا فقط  ما تم ملاحظته؛ إنَّهم أعداء القائد آبو، وهم أعداء حزب العمال الكردستاني، والشر يتدفق من أفواههم، لا يوجد شيء آخر، لا يمكنك الذهاب إلى أي مكان مع أشخاص مثل هؤلاء، ويجب على الشعب أن يتذكروا حقيقة تركيا والمنطقة والعالم لهؤلاء الأشخاص، ماذا تتحدثون ، ماذا تفعلون؟ ليس لديكم أي مسؤولية، لقد صعدتم على حصان الدولة وتقولون؛ سنفعل ما نريد، لكن الدولة التي تعيشون عليها تنهار، وتبحث عن كيفية إنقاذها غداً أو في المستقبل، لقد دخلت البلاد في وضع خطير، وهم يجهلون هذا، ليس لديهم أي مشاكل أو مخاوف بشأن استقرار الدولة، وليس لديهم أي قلق بشأن مستقبل البلاد، إنَّ الحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجتمع لا تشكل مشكلة بالنسبة لهم، اهتمامهم الوحيد هو مصالحهم الضيقة، لا يهتمون إلا بمصالحهم الضيقة، وهذا الوضع سيئ للغاية، ينبغي انتقادهم وعزلهم.

وتوجد مناقشات مماثلة لدى كل من المعارضة والسلطة أو الحزب الحاكم، وتضغط السلطات على حزب الشعب الجمهوري، وقد مشت على هذا الطريق، ولكن حزب الشعب الجمهوري لم يتمكن من إنقاذ نفسه من هذا أيضًا، وأعربت أحزاب المعارضة الأخرى عن آمالها وتوقعاتها الإيجابية، لكنهم لا يتخذون أي إجراء، ولا يستطيعون تقديم المشروع، ولا يستطيعون طرح بعض السياسات، على سبيل المثال، لم يتمكنوا من جعل البرلمان يعمل أو يتحرك، ولفت القائد آبو الانتباه أيضًا إلى البرلمان، ووجدنا ذلك مهمًا أيضًا، وقلنا إنَّ هذا العمل سيتم من خلال التعديلات القانونية، وأنَّ المؤسسة القادرة على إيجاد الحل في المستوى الأول هو البرلمان، وأنَّ الأحزاب وحدها هي التي تستطيع أن تحرك البرلمان، تمتلك العديد من الأحزاب مجموعة أو كتلة برلمانية في البرلمان، أو أنَّ لديهم برلمانيين ، ويمكنهم العمل في البرلمان، لكن حزب الشعب الجمهوري قال في وقت سابق بإنَّهم يعملون على طرح  مشروع بشأن التحول الديمقراطي وحل القضية الكردية، وإنَّهم سيعرضونها على البرلمان، لكن لم يحدث شيء مثل هذا، لقد كان ذلك مهما بالرغم من ذلك، لم يتخذ خطوات مثل هذا، إنَّهم يتحدثون فقط عن عدم الثقة بالسلطة، ويعبرون عن مخاوفهم، وينتقدون السلطة، حسنًا، فليكن، إذا كانوا يريدون حقًا النضال ضد هذه الحكومة، فيمكنهم النضال عندما تقدم لهم مشاريع حلول أكثر من ذلك، أما خلاف ذلك، فإنَّ النقد وحده لا يمكن أن يضعف الحكومة، بل سيعززها ، ولذلك لم يتخذوا خطوات جدية في تحرك البرلمان وفي طرح المشاريع، لم نرى ذلك بعد .

يقولون إنَّه لا يمكن فعل ذلك، ويرفضون حتى التصريحات الإيجابية التي تطلقها السلطات، لقد دخلوا في وضع مثل هذا، ولا يمكنهم السير بهذه الطريقة، إذا كنتم تنتقدون الحكومة حقًا، وتنتقدون قمعها واستبدادها وموقفها المناهض للديمقراطية، فاجعلوا الديمقراطية تعمل، أعملوا على تعزيز الديمقراطية، واتخذوا خطوات نحو الديمقراطية، وأطرحوا المشاريع، واجعلوا البرلمان يعمل في إطار الديمقراطية، ولكن لم يتم إجراء أي ممارسة في هذا الصدد، يمكن أن يؤدي هذا إلى تفاقم الأمور بشكل كبير وبهذه الطريقة تصبح عائقاً أمام حل المشاكل الملحة والتاريخية مثل القضية الكردية وديمقراطية تركيا، أو أنَّهم يتورطون في هذا الصراع الضيق على السلطة، وبالتالي يبتعدون عن قوة الحل، وهذا الأمر خطير جداً، ينبغي على الجميع الامتناع عن مثل هذه الأساليب الضيقة والاستبدادية السلطوية والانتهازية، إنَّ حل القضية الكردية وديمقراطية تركيا لا يمكن أن يقتصر على الحسابات الضيقة للطبقة الحاكمة، لا يمكن تقييمها بالمصالح الضيقة، وتقيم السلطة على هذا النحو، وكذلك يقيمون حزب العدالة والتنمية بهذه الشكل، ويهاجمون على هذا الأساس، لذا عندما يتحركوا ويتصرفوا على نهج السلطة، فلن يتمكنوا من تحقيق السلطة أبداً، ومن ثم يجب تعزيز الديمقراطية، ويجب على المعارضة أن تتحول فعلاً إلى معارضة ديمقراطية، وتعتمد تدريجياً ممارسة وطنية تستغل البرلمان لصالحها، وممارسة من أجل ديمقراطية تركيا، أنَّ دعوتنا هي على هذه الشكل.

 إذا فعلوا ذلك، فسوف يكونون مؤثرين، وسوف تكون تصريحاتهم مفهومة، وسوف يتمكنون من إدانة أخطاء السلطات، وسوف يتلقون أيضًا الدعم من داخل المجتمع، نريد أن تحل مثل هذه المشاكل بعقلية ديمقراطية وبالتحالف والاتفاق الديمقراطي، وبمشاركة الجميع، دعوتنا للجميع هي على هذا الشكل، إذا فعلت المعارضة هذا فإنَّها سوف تنتصر، وغير ذلك لا يمكن تصوره.

يتبع……..