هيلين أوميت: مطلبنا هو أن يتم فتح الطريق أمام السياسة الديمقراطية
صرحت عضوة نضال الحرية الكردستاني هيلين أوميت بأن مطلبهم هو أن يتم فتح الطريق أمام السياسة الديمقراطية وقالت إن اللجنة التي ستتشكل في البرلمان، يجب أن تولي الأهمية لقوانين الحرية والتكامل الديمقراطي.

تحدثت عضوة نضال الحرية الكردستاني هيلين أوميت لقناة مديا خبر (Medya Haber TV) حول الحرية الجسدية للقائد آبو والمستوى الحالي الذي وصلت إليه عملية السلام والمجتمع الديمقراطي.
https://cdn.iframe.ly/4bXDqHGT
ردّت هيلين أوميت على أسئلة الإعلامي أردال أر:
“بدايةً أبعث بتحياتي وأشواقي للقائد آبو، لقد تابعنا المشهد المصور للقائد آبو في 9 تموز مع الرأي العام والشعب الكردي ودعوته، قبل كل شيء، ذاك المشهد مع الرسائل التي حملها، ولّد فينا جميعاً شعوراً خاصاً وعظيماً برؤية القائد آبو بعد سنوات.
ليس هناك تواصل مباشر مع القائد آبو، الكل يعلم هذا، يعني شاركنا المعلومات التي وصلتنا خلال العملية منذ شهر تشرين الأول وإلى الآن مع الرأي العام بطرق مختلفة، أتوقع أن الرأي العام والأطراف المعنية في هذه القضية يعتقدون بوجود تواصل وراءها، وأن هناك تواصل مباشر بالقائد آبو، وهم بصدد البحث عن ذلك.
أي أنهم يحاولون توضيح هذا الأمر، نعم، ترد معلومات ورسائل من القائد بين الحين والآخر. وكما ذكرت، نُشارك هذا الأمر مع الرأي العام بطرق مختلفة، مع رفاقنا وشعبنا، لكن لا يوجد تواصل مباشر مع القائد آبو، نتوقع تغييراً في موقف القائد آبو.
كما هو معلوم، عقدنا المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، واتخذ هذا المؤتمر قرارات مهمة، ما هي هذه القرارات…؟ حلّ حزب العمال الكردستاني، وإنهاء الكفاح المسلح، وفتح الطريق أمام عهد جديد، وبداية مرحلة جديدة، وقد ذكرنا أنه لإدارة كل هذه العمليات، يجب على القائد آبو نفسه أن يقود هذه العملية بشكل مباشر.
لم تُتخذ بعد خطوات لتغيير وضع قائدنا
هذا ليس شرط أو وضع، صحيح أن وسائل الإعلام الحربية الخاصة وخصومنا يحاولون دائماً تصوير الأمر على هذا النحو، لكن هذه الحركة هي حركة القائد، يعني حركة الحرية الكردية، فقد خلق القائد آبو الأساس المعنوي بشكل واضح لحزب العمال الكردستاني وأسلوب بناء قوة الكريلا.
عدا القائد آبو، لا أحد يستطيع تطبيق هذه القرارات بشكل صحيح، بهذا المعنى، تُعدّ حرية القائد آبو الجسدية ضرورة مُلحة لنا، لكي تسير هذه العملية بشكل سليم، هذا ليس مجرد شرط، بل هو أكثر من مجرد شروط، نحن نتحدث عن وضع يتجاوز مجرد مفاوضات مشتركة، يجب النظر إلى هذا الوضع بشكل منفصل، أي ليس كجزء من المفاوضات أو كجزء من الخطوات الواجب اتخاذها لدفع هذه العملية قدماً، لكي تصل هذه العملية إلى هذا المستوى، يجب ضمان حرية القائد آبو الجسدية، وأن يكون قادراً على التواصل معنا دون وسطاء، لا يمكن لأي قوة أخرى أن تنقل لنا هذا الأمر وتديره.
كما قلت، حتى الآن، نُقلت بعض الرسائل المكتوبة والآراء، طبعاً بناءً على ذلك عُقد المؤتمر، وبناءً على ذلك، أُقيمت مراسم ترك السلاح في 11 تموز، واستجابت الكريلا لذلك، إذا حلّ حزب العمال الكردستاني نفسه، فإن هيكلة حزب العمال الكردستاني قد استجاب لدعوة القائد على هذا الأساس.
لكن يمكنني القول إنه حتى الآن لم يطرأ أي تغيير على وضع ومكان القائد آبو، نعم، هناك مرونة، ولكن لا يوجد ضمان لذلك، ولا يوجد وضع قانوني لهذا، لاحظوا أن العملية بدأت بحق الأمل، أي أن دولت بهجلي قد وجّه نداءً إلى القائد بناءً على حق الأمل، والآن أصبح من المفهوم أكثر أنه فعل ذلك باسم الدولة، بدأ الأمر به، ولكن في مقدمتها حق الأمل وفي الوضع الحالي، لم تُتخذ أي خطوات لتغيير وضعه.
يقول البعض، ويجادلون، يُقال إنه بعد فترة سيتغير مكان القائد، وسينتقل إلى وضع كالإقامة الجبرية، إلخ… لكن في الواقع، لا مجال للمقارنة، من يسمح باستمرار هذه العملية اليوم، يمكنه منعها غدًا إذا ما ظهرت مشكلة، يعني، قبل كل شيء، يجب ضمان ذلك من خلال القانون.
نحن لا نقبل مصطلح الإرهاب
نحن نرفض مصطلح” تركيا بلا إرهاب“، وبعبارة أخرى، نحن لا نقبل مصطلح الإرهاب، يجب أن يعلم الجميع أن حركة التحرر وحزب العمال الكردستاني خاضا أكثر نضال مشروع شهده التاريخ، إذ خاضا معركة وجود وهوية شعب.
وكما قال دنيز (كزميش) في المحكمة،” المقاومة في مواجهة الظلم هي حق عالمي“، حيث استخدم الكرد حقهم في مقاومة في مواجهة الظلم في شخص حزب العمال الكردستاني والقائد، وبهذا المعنى، فكما أنهم لم يتمكنوا من تحقيق نتائج مع مصطلح” الإرهاب “على مدى 50 عاماً، فلن يتمكنوا من تحقيق ذلك من الآن فصاعداً أيضاً.
إن هذا المصطلح في حقيقته يعمق انعدام الثقة أكثر من اللازم، ومن الضروري إعادة النظر فيه وتغييره، لكن، على أي أساس تعتمد الدولة التركية في تبني هذا المصطلح؟ إنها تقول:’ إن مشكلتنا هي مع القوى المسلحة، أي تحديداً مع حزب العمال الكردستاني الذي يخوض كفاحاً مسلحاً، وهذا بالنسبة لنا يُعدّ إرهاباً، وإذا ما انتهى هذا الكفاح، فإن المشكلة ستُحلّ‘.
ما هو نهجنا كأعضاء في حركة التحرر الكردية؟ إن هذه العملية من جانبنا تعني فتح الطريق أمام أسلوب جديد للنضال قائم على السياسة الديمقراطية والقانون، حيث تم اتخاذ جميع خطوات هذه العملية لهذا الغرض، بعبارة أخرى، نحن في الواقع لدينا خطة ومشروع لحل القضية الكردية على أساس المساواة والأخوة والقانون، ولقد انخرطنا في هذه العملية في هذا الإطار ونقوم بتنفيذها، وبهذا المعنى، فإن تعريفاتنا مختلفة.
فالقوة التي نواجهها، أي الدولة التركية، وفي مقدمتها جهاز الاستخبارات (MÎT) والبيروقراطية الأمنية، تسعى إلى اختزال هذا النقاش، أو هذه العملية برمتها، في إطار مناقشات حول إلقاء السلاح، إلى الحد الذي يصل فعلياً إلى مستوى التصفية.
لكن في المقابل، نهجنا أكثر استراتيجية، فنحن نريد عملية جديدة تقوم على أساس دمقرطة تركيا ولهذا السبب أطلق القائد اسم” السلام والمجتمع الديمقراطي“، لاحظوا؛ هي لم تكن عملية سلام فقط.
هناك أناس من مختلف الأطراف يتساءلون قائلين:’ هل يتصالح الكرد، في شخص حزب العمال الكردستاني، وفي شخص القائد آبو وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) مع السلطة الحاكمة؟ ‘أنا أقول هذا لكي يفهموا، أي أنه حتى تسمية العملية ليست مجرد عملية مصالحة أو عملية سلام؛ بل هي عملية المجتمع الديمقراطي، فإذا تطور المجتمع الديمقراطي، يمكن لهذه العملية أن تتطور أيضاً.
وإذا لم يكن لدينا إيمان بالعملية أو بالدعوة والمنظور الذي طرحه قائدنا، لما كان قد تم اتخاذ هذه الخطوات، وبهذا لمعنى، نعتقد أن هذه الفجوة ستُغلق من خلال نضال جاد.
ففي نهاية المطاف، لكل حرب سلامها، وقد أبرزت هذه الحرب الممتدة منذ 50 عاماَ الحقيقة التي كشفتها هذه الحرب؛ إذ كشفت الوجود الكردي وحقيقة مجتمع يخوض المقاومة، وحقيقة المرأة الكردية الحرة كما كشفت عن أصدقاء الكرد، وأسهمت في بلورة فهم جديد ومعاصر للاشتراكية.
نحن لسنا في وضع كهذا؛ علينا أن نكون حذرين جداً من توجهات الحرب الخاصة، بماذا تريد الحرب الخاصة أن تربطها؟ إنهم يريدون أن يقوموا بدعاية من قبيل” انظروا، اندثرت قوتهم، ولم تكن كافية، وانتهى أمرهم“، وقد تطورت تكنولوجيا أسلحتنا إلى درجة أننا كنا فعالين مؤثرين جداً، ولهذا السبب وصلوا إلى هذه المرحلة“. لكن العملية لم تكن كذلك، وبعبارة أخرى، هناك وجود كردي قد تم الكشف عنه، فقد أصبح فاعلاً أساسياً ليس فقط في تركيا ولكن أيضاً في المنطقة، حيث أن كل قوة تقريباً تريد تعزيز مكانتها في المنطقة وأن تكون فعالة من خلال توطيد علاقاتها مع الكرد، حتى الولايات الأمريكية المتحدة تريد أن تفعل ذلك، وحتى إسرائيل أيضاً تريد أن تفعل ذلك، أليس كذلك؟ هذه أمور تتم مناقشتها ومعروفة، وبهذا المعنى، فإن العملية ليست كذلك، وبعبارة أخرى، هناك واقع تمكّنا من كشفه، ونمتلك مصدر قوة حقيقي، ولدينا ثقة راسخة بأنفسنا، وإذا ما استمرت هذه العملية وتكرّست أرضيتها على نحو فعلي، فإن تركيا ستتجه نحو الديمقراطية، وسنُسهم في تحويلها إلى بلد ديمقراطي.
السبب في تراجع تركيا لهذا القدر الكبير هو عدم قدرتها على تحقيق السلام الداخلي
أنا لا أقول هذا بمعنى الهندسة الاجتماعية، بالتأكيد لا ينبغي أن يُؤخذ في هذا المعنى، حيث إن الجرح الرئيسي لتركيا ولمجتمع تركيا، والسبب في تراجع شعوب تركيا لهذا القدر الكبير في كل المجالات تقريباً، هو عدم قدرتها على حل قضاياها الداخلية، وبعبارة أخرى، بسبب عدم قدرتها على تحقيق السلام الداخلي مع الكرد، فتركيا التي لا تستطيع القيام بذلك، لا يمكنها أن تتحول إلى الديمقراطية مهما فعلت، ومهما اتخذت من خطوات في أي مجالٍ كان، وإلا فإنها ستعود إلى المربع الأول.
ألم يحدث هذا قبل عشر سنوات مضت؟ فقبل عشر سنوات، وُضعت طاولة، حيث ناضل القائد آبو بشدة لإبقاء تلك الطاولة صامدة، إلا أنهم قلبوا تلك الطاولة راساً على عقب، ويمكن أن تُشكّل أسباب ذلك موضوعاً لبرنامج آخر، أو تحليل موسّع، أو مراجعة معمّقة، فقد تم قلب تلك الطاولة، فماذا حدث إذن؟ ما حدث هو أن تركيا عادت عشر سنوات أخرى إلى الوراء، وتراجعت تقريباً في كل معاييرها، من حيث علاقاتها الاجتماعية وبنيتها السياسية ووضعها الأخلاقي والاقتصادي وواقعها الثقافي، فهل أصبحت تركيا أقوى في هذه السنوات العشر؟ على العكس من ذلك، لم يعد هناك دولة في تركيا بمعنى الكلمة.
والآن، هل بقيت هناك هيكلية يمكننا رؤيتها؟ أي بمعنى هل هناك شيء اسمه دولة، لكن الدولة ليست حزباً، والدولة ليست سلطة حاكمة أيضاً، فالدولة شيء آخر مختلف، ففي الوقت الراهن، لا توجد دولة في تركيا حتى بالمعنى الحديث أو بالمعنى المتمثل في الدولة القومية، ولم تتمكن حتى من البقاء أيضاً، ففي تركيا التي لم تتمكن من حل القضية الكردية في بنيتها، أو لم تتمكن من حل قضاياها مع الشعوب أو حل قضيتها مع العلويين، فمن المحال أن تتطور، وإذا لم تتم إعادة بناء الدولة من جديد، فسوف يكون مصيرها الانهيار، وخلال تلك العملية، من أين استمدت حقيقة قلب الطاولة رأساً على عقب؟ أولاً؛ كان ذلك نابعاً من الذهنية الحالية، وبعبارة أخرى، كانت هناك ذهنية أرادت الإبقاء على إنكار الكرد، ولو كان ذلك بشكل مخفي، حيث كانت هناك هيكلية أصرت على ذلك، وهذه الذهنية التي برزت في طريق تلك العملية.
فعلى سبيل المثال، لو أن الفاعلين في تلك المرحلة، والفاعلين الذين كانوا معنا والذين كانوا يتحاورون مع القائد آبو، قد امتلكوا ذهنية ديمقراطية، ولو وُجدت إرادة ورغبة حقيقية وقوية لحل القضية، لكان من الممكن التصدّي لذلك حينها، وقد كانت السلطة الحاكمة آنذاك أيضاً حزب العدالة والتنمية (AKP)، وكان أردوغان هو المسيطر على زمام الأمور، ولو كانت هناك تصميم حقيقية في التعامل مع هذه المسألة، لما كانت تلك العملية سارت على ذلك النحو، وهذا هو السبب الأول.
والسبب الثاني المرتبط بذلك، كان ثورة روج آفا، وحقيقة أن الكرد كانوا يفوزون بأمور ما، وأن بإمكانهم الفوز بشيء ما، وأنهم أصبحوا شعباً أُعطي دوراً معترفاً بهم في العالم، خلق حالة من الارتباك بسبب هذه الذهنية، حيث اُرتكبت أخطاء جسيمة بالتوازي مع تلك الحالة من الارتباك والذعر، فماذا قاله بهجلي قبل بدء هذه العملية؟ قال: ”هناك عملية تغيير كبيرة في الشرق الأوسط، وآمل ألا يؤثر ذلك علينا“.
تحليل بهجلي يعبر عن الخوف
يجب تحليل رموز تأسيس الجمهورية التركية بشكل جيد. عندما فرضت تركيا سلطتها على المنطقة، بدأت مرحلة وصفت بأنها “حرب التحرير”، قاوم الكرد والأتراك وشعوب المنطقة وهذه الجغرافيا معاً، هكذا تم تأسيس الجمهورية، لكن في المرحلة الثانية من عمر الجمهورية، أصبح تأثير القوى الخارجية كبيراً جداً، وحتى يومنا هذا، لم تتحرر الجمهورية التركية من هذا التأثير، لم تستطع اتخاذ قرارات بنفسها، في هذا الإطار، ينبغي أن نواجه حقيقة الجمهورية التركية بوضوح، بما في ذلك رموزها، وكيف تأسست، اليوم، نرى أنفسنا كأصحاب إرادة مستقلة، حسب فلسفتنا، لا توجد دولة قومية مستقلة بالكامل، لا يمكنها أن تكون مستقلة، هذا مرتبط بمنطق تأسيس النظام.
في منطق عمل النظام الرأسمالي، وفي العلاقة المعقدة بين الدولة والقومية التي تتخذ أشكالاً متعددة، لا يمكن لأي دولة أن تبقى مستقلة تماماً، النظام لا يسمح بذلك. لقد رأينا من أرادوا أن يصبحوا مستقلين، في العراق، أراد صدام أن يقود حركة مستقلة بنفسه، ورأينا ماذا حلّ به، في سوريا، أسّس نظام الأسد، من خارج النظام الرأسمالي وباسم حزب البعث، نظاماً وصمد أمام النظام العالمي، ونحن نعلم ما آلت إليه أوضاعه، وفي نهاية المطاف، إيران… لم تستطع المضي قدماً كثيراً، ولا نعلم حتى الآن ما الذي سيحدث.
أي أن تحذير وشعور بهجلي ليس خاطئاً، فمنذ تسعينات القرن الماضي، يشهد الشرق الأوسط تحولات وتغيرات جذرية، لا يعيش فقط عملية تدخلات.
إن هذه البنية الذهنية والمقاربة السياسية تدخل تركيا في وضع أكثر انغلاقاً، وتعيش الخوف بداخلها، تحليل دولت بهجلي يعكس هذا الخوف.
الآن، كيف ستتحرر تركيا من هذا…؟ كيف ستضمن تركيا مستقبلها…؟ حقاً، كيف يمكنها أن تصبح دولة رائدة في المنطقة…؟ إذا نشأت بنية داخلية تفضي إلى السلام، وتُبنى وفقاً لسوسيولوجيتها، وواقع مجتمعها، حينها يمكنها تجاوز هذا التهديد، مثلاً، لنفترض أن حزب العمال الكردستاني قد تم حله اليوم، وتم إلقاء السلاح ولم يَخُض أي نضال لفترة من الزمن، لكن، طالما أن هناك أرضية للصراع، أي طالما وُجد الكرد، وطالما أن هذا الشعب يمتلك وعياً بهويته، وإذا افترضنا أن شعوباُ أخرى كالأرمن باتت واعية لذاتها، وأن الشركس اكتسبوا وعياً بوجودهم، فإنهم سيواصلون المقاومة دائماً ضد النزعة الأحادية، أي أنهم إذا أصرّوا على قول: “ستصبحون أتراكاً وتعيشون هكذا، فهناك طبيعة في حماية الوجود، وسيحمون وجودهم.
الكرد أيضاً لم يعودوا كما كانوا في سبعينيات القرن الماضي، بل أصبح لديهم وعي، هناك كردية أوجدها حزب العمال الكردستاني، وهذه الكردية باتت تؤمن بنفسها، لم تعد كردية السبعينات موجودة، هذا الوعي لا يمكن القضاء عليه، نعم، كانت هناك كردية تخجل من نفسها، تنكر ذاتها، أما الآن فلم تعد كذلك، الكردي اليوم يقول: “أنا موجود، وسأعيش بحرية”، يعني النتيجة الأساسية التي خرجت بها هجمات 24 تموز والتطورات التي ظهرت بعدها، هو تحقيق السلام الداخلي.
التكامل الديمقراطي هو الاعتراف بالشعوب الجماعية
هناك مخاوف لدى شعبنا بسبب وجود العديد من الحروب الخاصة، والعديد من الالتباس في المفهوم، كما يُفرّغ المعنى الداخلي للمفاهيم، إن كلمة التكامل تعني الوحدة، ولكن، إن انتبهتم، فنحن لا نستخدم مفهوم التكامل فحسب، بل نقول التكامل الديمقراطي، هناك تجارب تكامل في العالم، ما النتيجة المستخلصة من ذلك…؟ ماذا نفهم من التكامل…؟ إنه المشاركة في الوجود وواقع بالحفاظ على تضامننا من أجل بناء، الجمهورية التركية أيضاً تستخدم هذا المفهوم، ونحن أيضاً، ولكن ما نستخدمه هو التكامل الديمقراطي، بمعنى آخر، نقول إنه إذا أصبحت الدولة التركية ديمقراطية، فسننضم إليها متضامنين، ككيان واحد دون أن ننفصل، وهذا يختلف عن النهج الاستيعابي.
ما هو النهج الذي اتبعته الجمهورية التركية حتى الآن…؟ كان نهجاً استيعابياً، أي الإنكار، كان يقول: “إذا كنتَ تركياً، يمكنك الانضمام، وإذا عرّفتَ نفسكَ على أنك تركي، يمكنك الانضمام، ليس لديك حقوق جماعية، وليس لديك حقوق اجتماعية، أنتَ لستَ شعباً، أنتَم أفراد، أوزال أيضاً كان كردياً، من ملاطيه، أصبح رئيساً، إذا أراد الكردي، فيمكنه أن يأخذ مكاناً في الدولة، الطريق مفتوح أمام ذلك”.
ولكن كل هذا يمكن تحقيقه بإنكار كرديته وهويته، لا يزال هذا النهج قائماً حتى اليوم، مثلاً، يوجد في الحكومة الحالية أشخاص من أصل كردي، لكنهم لا يتصرفون وفقاً لهويتهم بقولهم: “أنا كردي” بل يتصرفون وفقا لهويتهم التركية.
التكامل الديمقراطي هو عكس ذلك، التكامل الديمقراطي يعني الاعتراف بالحقوق الجماعية، وهو مرتبط بالاعتراف بالكرد كمجتمع وشعب، إذا حدث ذلك، فإن الكرد سيتبنون الجمهورية، ويصبحون عنصرها الأصلي.
لقد أُزيل الإنكار من الوسط
لقد أوضحنا أن المرحلة ليست مرحلة أخذ وعطاء، عندما وصلنا إلى هذه المرحلة، حللنا كثيراً المرحلة التي وصلنا إليها، ما الذي حدث مع هجمات 24 تموز…؟ وصلنا إلى إجابة بأننا مع حرب العشرة أعوام، عدنا مجدداً إلى نفس المرحلة، صحيح أننا نناضل، لم نخسر، نحن منتصرون، القوة التي تواجهنا لا تستطيع القضاء علينا، لاحظوا أنه في العشرة أعوام الأخيرة، سخّروا كل طاقاتهم المادية والمعنوية لذلك، ولكنهم لم يتمكنوا من القضاء على قوى الانبعاث، حتى أنهم لم يستطيعوا منع الكرد بأن يكونوا مؤثرين في المنطقة.
حينها الكرد موجودون، أثبتوا وجودهم، هناك تغيير في الخطاب في الجمهورية التركية، وفي الحكومة التركية الحالية أيضاً، كذلك، وعلى أعلى مستوى، فإن وجود قائد وشخصية قيادية برزت في محاربة الكرد، شرح وجود الكرد من خلال عبارات مثل: “لا يمكن وجود الكرد بدون الترك، ولا الترك بدون الكرد”، وهذا يعني أن الإنكار قد أزيل من الوسط الآن.
وهذا يسهل الحل، وليس الحل فقط، هذه قضية ذهنية، ولذلك أردت أن أبدأ بالذهنية، في السابق أيضاً كانوا يعارضون ذلك، ولكن الآن يقولون” الكرد موجودون، ونحن أخوة منذ آلاف الأعوام”، وهذا يعتبر تغيير النموذج في الجمهورية التركية، هذا ليس شيئاً سهلاً، الذهنية تُبنى بالمفاهيم.
يتبع…..