جميل بايك: يجب تدمير البنية التحتية التي أنشأها الكفاح المسلح-تم التحديث
بيّن جميل بايك الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني أن الدولة التركية لم تتخذ أي خطوة بعد دعوة القائد آبو وقال: “إذا لم يدمروا البنية التحتية التي أنشأها الكفاح المسلح وألقى حزب العمال الكردستاني سلاحه، فغداً سوف يحمل شخص آخر السلاح”.

شارك الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك في برنامج خاص على فضائية Stêrk TV وقيّم الفيديو المصور للقائد آبو ومراسم حرق الأسلحة لمقاتلي الكريلا والتطورات الأخيرة في سوريا.
https://cdn.iframe.ly/sBqzkItT
أوضح بايك بأنه بعد دعوة القائد آبو “السلام والمجتمع الديمقراطي” لم يتم رفع العزلة في إمرالي حتى الآن، وأن الدولة التركية تحاول أن تُظهر وكأن العزلة قد رُفعت، هذا ليس صحيحاً، وذكر بايك بأن القائد آبو قد اتخذ خطوات من جانب واحد في أصعب الظروف والأوضاع، وقال:” لقد اتخذ القائد آبو بالعديد من الخطوات التاريخية بمبادرته الذاتية، طالب بحلّ حزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح، وحركتنا استجابت لذلك ونفذت مطالب القائد آبو، بعد أن طوّر القائد آبو الخطوة وحيدة الجانب، قام بما يقع على عاتقه، وكذلك الحركة قامت بما يقع على عاتقها، لذا، يجب أن تتغير ظروف القائد آبو، يجب تغيير مكانه، ويتواصل مع الشعب والحركة والمثقفين والسياسيين والأكاديميين، يجب إزالة الحظر، قام القائد آبو بكل ما كان يجب أن يقوم به، والآن حان دور الدولة للقيام بخطوات.
وذكر بايك بأن النضال على مدى عقود لحركة الحرية الكردية والتطورات في الشرق الأوسط قد ضيقت الخناق على الدولة التركية، وأكد على أنه بالرغم من ذلك، لا تزال حكومة حزب العدالة والتنمية تحاول أن تقمع المعارضة عبر الضغط والاعتقال والسجن، وأوضح بايك أن الدولة لن تستطيع ان تتجاوز هذه المرحلة الصعبة عبر الاعتقال والظلم وتابع بالقول:” هل عن طريق هجوم قوات الشرطة على أشخاص يستمعون إلى أغاني كردية في إسطنبول ونقل امرأة حامل تعرضت للضرب إلى المستشفى، سيحلون المشاكل، هل سيقبلونهم الشعب بهذا الشكل، هل سيعززون حكمهم بهذا الشكل، هذا غير ممكن”.
تقييمات الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك على النحو التالي:
أود أولاً أن أسال عن المشاهد المرئية للقائد آبو، فقد نُشرت رسالة مرئية للقائد آبو بعد مضي 27 عاماً، كيف كانت هذه الرسالة؟ لأنك كنتَ كرفيق درب للقائد آبو منذ اليوم الأول، كيف كان شعورك عند رؤيتك للقائد آبو مجدداً بعد مرور 27 عاماً؟
في البداية، أوجّه احترامي وتحياتي إلى القائد آبو، فالقائد آبو لا يؤدي دوراً تاريخياً بالنسبة لنا فقط، أو لحركتنا، أو للشعب الكردي، بل للبشرية جمعاء، ولذلك فإن الدعوة التي وجّهها القائد آبو، تُعد دعوة تاريخية بامتياز، فالقائد آبو يتحرّك من منطلق الشعور بالمسؤولية، وكما ذكرتُ، هو يتحمّل هذه المسؤولية ليس فقط تجاه حركتنا وشعبنا، بل تجاه الإنسانية بأسرها، وقد أثّرت المشاهد المنشورة في جميع الرفيقات والرفاق، لكنها تركت أثراً كبيراً بالدرجة الأولى لدى الشعب ولدى الإنسانية، فماذا قال القائد آبو؟ قال: “حيثما تكون مرافعاتي، فأنا هناك أيضاً”، وهذه هي حقيقة القائد آبو، وهي أيضاً حقيقتنا، وبالنسبة لنا، فإن ما يُشكّل أساس المسألة ليس مجرد نشر المشاهد المرئية للقائد آبو أو عدم نشرها، بل الفلسفة، والأفكار، والنظام الذي قام بتطويره القائد آبو هو الأساس، وكلّما استوعبنا هذه الفلسفة بشكل أعمق، زادت قوة ارتباطنا بالقائد أوجلان أكثر فأكثر، وهذا هو الأمر الأساسي بالنسبة لنا، وبالطبع، فإن تأثير نشر المشاهد المرئية علينا وعلى رفيقاتنا ورفاقنا وشعبنا وأصدقائنا ليس هو ذاته.
ولقد أحدثت تأثيراً عميقاً للغاية على شعبنا، لأن القائد أوجلان كان يتعرض لنظام التعذيب والإبادة منذ سنوات طويلة، ولم يكن نظام التعذيب والإبادة هذا مجرد نظام عادي ومألوف، بل ربما لم يعش أي شخص في العالم في ظل نظام تعذيب وإبادة بمثل هذا الشكل، وقد استمر نظام العذيب والإبادة هذا لسنوات عديدة، حيث كان هدفهم المنشود هو قطع علاقة القائد مع الحركة، والشعب، والإنسانية بشكل كامل، وكانوا يعتقدون أنه من خلال استمرار نظام التعذيب والإبادة على هذا النحو، سيتمكنون من التأثير على القائد آبو بشكل عميق، وإضعافه من الناحية الفكرية، لكنهم أدركوا لاحقاً أن نظام التعذيب والإبادة الذي فرضوه، والضغوط التي مارسُوها، لم تؤدِّ إلى أي تحقيق أي نتيجة مرجوة، بل على العكس من ذلك، فإن القائد آبو تعمّق فلسفياً وفكرياً أكثر ضمن ظروف ذلك النظام القائم على التعذيب والإبادة، وفي التاريخ، هناك أمثلة على حالات نظام تعذيب وإبادة مشابهة، حيث يدخل من يختبرون نظام التعذيب والإبادة ذاك في حالة من التعمق الذاتي، إلا أن تلك الحالات لا تشبه ما عاشه القائد آبو، فالقائد أبو يعيشها منذ سنوات طويلة، إذ أن انقطاع شخص ما عن العالم والحركة لسنوات طويلة يُعتبر حالة صعبة على الإنسان تحمّلها، بل إن حياة من النوع وحتى تطوير أفكار جديدة في ظلها يُعدّ أمراً بالغ الصعوبة، إلا أن القائد أوجلان يتمتّع بحقيقة: إذ أنه، مهما كانت الظروف التي يعيش فيها القائد آبو، يظل دائماً متمسكاً بأهدافه ويسير نحوها بثبات، ولهذا، فإن نظام التعذيب والإبادة الذي فُرض على القائد آبو قد أدّى إلى خلق تأثير عكسي تماماً.
وإذا ما قمنا بدراسة مضمون الدعوة التي وجهها القائد أوجلان بتمعّن، فبوسعنا أن نُدرك بوضوح ما هو ضروري لتلبية احتياجات الشعب الكردي، وشعوب الشرق الأوسط، وشعوب تركيا، بل والإنسانية جمعاء، وما الذي يريد تحقيقه، وكما ذكرتُ، فإن القائد آبو يعيش مهمة تاريخية تجاه الإنسانية، والشرق الأوسط، والشعب الكردي، وهو يضع في جوهر اهتمامه كيفية أداء هذه المهمة على أكمل وجه، وإنه يناضل من أجل حل القضية الكردية، وقضايا الشعوب، وقضايا الإنسانية، وهذه هي حقيقة القائد آبو، حيث خرج القائد آبو من عائلة مشتتة، أي من عائلة تفتقر إلى أي أمل، وتعيش في خضم المشاكل، فقد انبثق من مجتمع كرديّ ممزّق، فاقد لكل شيء، وغارق في اليأس، فما الذي اعتمده أساساً؟ لقد اتخذ من كيفية تمكنه من رأب هذا التصدّع وكيفية جمع شملهم من جديد، ودفعهم إلى الانبعاث والنهوض بهم من جديد أساساً له، لم يقتصر سعيه على النهوض بالشعب الكردي فحسب، بل اتخذ أيضاً من كيفية تمكين المرأة الكردية من النهوض بها أساساً له، حيث أنجز هنا عملاً تاريخياً، وتدخّل في مجتمع مشتت ومفتقد للأمل حيث كان الجميع يراهن على اندثاره، وأنقذه من الوضع الذي كان فيه، ونهض به، بل وجعله حتى نموذجاً يُحتذى به للإنسانية جمعاء، وتحقيق هذا ليس بالأمر الهيّن، إذ لا أحد في العالم يمكنه فعل ذلك بسهولة، ولكن القائد أوجلان تمكن من فعل ذلك.
وكما تمكّن القائد آبو من النهوض بالمجتمع الذي كان في الحضيض، ومفككاً، ويائساً، وكذلك نهوضه بنساء هذا المجتمع، فقد وضع في جوهر مساعيه أيضاً النهوض بالحركات الاشتراكية التي تفكّكت عقب انهيار الواقعية الاشتراكية، والعمل على انبعاثها من جديد، وجعلها أملاً للإنسانية، وحتى أنه اتخذ هذا الأمر أساساً له في ظلّ ظروف المؤامرة، وكانت دعوته الأخيرة أيضاً قائمة على هذا الأساس، وما لم يتم إخراج القضية الكردية من أرضية الحرب، فإن النضال الجاري لن يحقق نتائج كبيرة، كما أن العديد من الأطراف ستستمر في الحفاظ على وجودها من خلال الحرب الدائرة في كردستان، وسيظل الشعب الكردي يواجه الحروب والمجازر بشكل دائم، فجميع الخطوات التي خطاها القائد آبو، والنضال الذي طوّره، ارتكزت على أساس يتمثّل في كيفية إنقاذ هذا الشعب من التشتت، ودفعه نحو الانبعاث من جديد، وبثّ الأمل فيه، وضمان تحقيق الديمقراطية والحرية، لقد ناضل من أجل ذلك، وحقق نتائج ملموسة من خلال هذا النضال، ونجح في إزالة إنكار الكرد، وأصبح من غير الممكن أن يقع الشعب الكردي في اليأس مجدداً، لأنه أعاد انبعاث هذا الشعب من جديد وجعله مصدر أمل وقوة عظيمة للجميع، وأثبت أنه لم يعد بإمكان أحد القضاء على الكرد، وهذا ما حققه القائد آبو، ومن خلال الخطوات التي يتخذها، يهدف القائد آبو إلى إيجاد حل للقضية الكردية على أساس الديمقراطية والحرية، ويهدف إلى تطوير مجتمع ديمقراطي، فالدعوة التي وجّهها القائد آبو قائمة على هذا الأساس.
نرى أن الظروف والأوضاع في إمرالي لا تتغير، تحدثوا عن حرية القائد آبو الجسدية وكان هناك نداء بهجلي أيضاً، ولكن لا يزال المحامون والعائلة ووفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لا يستطيعون زيارة إمرالي كل وقت، وفقاً لهذا، هل هناك مرونة أم أن العزلة لا تزال مستمرة…؟
في الأشهر القليلة الماضية، خُفِّفت العزلة المفروضة على القائد آبو، لكنها لم تُرفع، تحاول الدولة التركية إظهار العزلة وكأنها رُفِعت، لكن هذا غير صحيح، لماذا ترى الدولة التركية ضرورةً لذلك؟ لأن مجلس أوروبا أمهلها حتى أيلول لتغيير ظروف واوضاع القائد آبو، هذا الموعد يقترب، والدولة التركية واقعة في ضيق في هذه النقطة، علاوةً على ذلك، اتخذ القائد آبو العديد من الخطوات التاريخية بمبادرة شخصية منه، طالب بحل حزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح، وقد استجابت حركتنا لذلك ونفذت مطالب القائد.
بعد أن طوّر القائد آبو الخطوة وحيدة الجانب، قام بما يقع على عاتقه، وكذلك الحركة قامت بما يقع على عاتقها، أعلنت حركتنا وقف إطلاق النار واستجابت لمطلب القائد آبو بشكل إيجابي وألقت السلاح، كل ذلك تم تطويره من طرف واحد من قبل القائد آبو والحركة عززت من الخطوات التي طُوّرت من قبل القائد آبو وأتمّتها، تعتقد بعض الشرائح بأنه لو قام القائد آبو بهذه الخطوات، فستظهر مشاكل وانقسامات داخل الحركة والشعب، وحينها سيحققون نتائج أسهل، ولكنهم وجدوا بأن هناك رابط قوي بين القائد والحركة والقائد والشعب، الجميع رأى ذلك، رأوا بأنه من المستحيل أن تحدث مشاكل وانقسامات داخل الحركة والشعب.
لقد رأوا أن يد القائد آبو لم تكن ضعيفة وكانت قوية جدًا. لقد رأوا أنها كانت تنمو كل يوم على الحركة والشعب وتتطور أيضًا على المستوى الدولي، لهذا السبب كانوا قلقين وتظاهروا بأن العزلة قد رُفعت، أرادوا خلق المفاهيم والتحرر من هذا الوضع، أرادوا خداع الجميع بهذه الطريقة، لكن الجميع رأى أن شروط وظروف القائد آبو لم تتغير، كانت هناك بعض المرونة، فقط الوفد يذهب أحياناً، لم يطرأ تغيير في مكان القائد آبو، ولا يذهب أي من السياسيين والصحفيين، لا تزال الدولة التركية لا تسمح بذلك، لا يزال القائد آبو يقوم بعمله ضمن العزلة، الجميع يرى ذلك، لقد قام القائد آبو، بعد اتخاذ خطوات أحادية الجانب، بواجبه، كما قامت الحركة بواجبها، الآن، يجب أن تتغير أوضاع وظروف القائد آبو، يجب أن يتغير المكان، يجب أن يتواصل مع الشعب والحركة والمثقفين والسياسيين والأكاديميين.
يجب رفع الحظر، يعني إذا أرادوا أن يلتقوا بالقائد آبو ويتحدثوا إليه، يجب أن يتمكنوا من الذهاب إلى إمرالي، على الدولة التركية ألا تضع العراقيل أمام ذلك، إن نظام إمرالي هو نظام عزلة، ويجب إزالته، مطلبنا على هذا الأساس، وهذا ليس مطلبنا فقط، بل هو مطلب الشعب والذين يتابعون العملية على الساحة الدولية.
يقولون بأن القائد آبو قد قام بخطوة على الساحة الدولية، ومقابل ذلك، على الدولة التركية أن تتخذ خطوات، ويقولون هذا غير ممكن في ظل هذه الظروف والأوضاع أن يقوم بدوره، هذا صحيح، فإذا تريد الدولة التركية حقاً حل المشاكل، فإن السبيل هو القائد آبو بنفسه، إذا عمل القائد بطريقة حرة، حينها يمكن تحقيق الأهداف المرجوة، إذا أرادوا أن يحل القائد آبو المشكلة في ظل ظروف وأوضاع العزلة، وهذا غير ممكن.
هم أنفسهم قالوا: لا يطير الإنسان بجناح واحد، وضعوا القائد في خزان ماء، لكن لا ماء فيه، قالوا: “تحرّك”، هذا غير ممكن، الجميع يرى ذلك، القائد آبو قام بكل ما في وسعه، لم يعد أحد يستطيع أن يطلب منه أي شيء.
بعد أن لاقت دعوة القائد آبو ترحيباً إيجابياً من قبل منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، قامت مجموعة من مقاتلات ومقاتلي الكريلا بإقامة مراسم رمزية لإتلاف أسلحتهم، لقد كان حدثاً عظيماً ومهيباً، تابعته وسائل العالم بأسره، وشكلت لحظة تاريخية فارقة، وفي هذا السياق، يتساءل الجميع بفضول؛ ما هو موقف تلك المجموعة للكريلا، وأين هم، وإلى أين سيذهبون، وهل سيتمكنون من الذهاب إلى تركيا؟ هناك نقاشات حول أن بعض مجموعات الكريلا أيضاً ستلقي سلاحها بهذه الطريقة، ما مدى صحة ذلك؟
بناءً على الدعوة التي وجهها القائد آبو، أُقيمت مراسم من هذا القبيل، إذ إن القائد آبو هو الأساس بالنسبة لنا، لا يمكن للمقاتلين أو الحركة أو أعضائها أن يقوموا بأي خطوة كهذه إلا بناءً على دعوة من القائد آبو، ولا يُعير أحد اهتماماً لما يُقال خارج إطار دعوة القائد آبو، وهذا يجب أن يكون معروفاً للجميع، لأن كل من ينضم إلى هذه الحركة فهو ينضم إلى القائد آبو، واليوم، كل من ينشط داخل هذه الحركة قد أقسم اليمين، وحمل السلاح بناءً على أهداف وخط القائد آبو وحريته الجسدية، ويخوض النضال وفق هذا الأساس، لذلك، لا يمكن لأي آخر سوى القائد آبو أن يطالبهم بترك السلاح، وحتى لو طالبهم أي كان بذلك، فإنهم لما كانوا سيقبلون بذلك، ونحن بدورنا أيضاً، قلنا بأننا لن نسمح بإلقائه.
لأن جميع المنضمين إلى الحركة يستخدمون هذا السلاح وفق واقع القائد آبو، وبناءً على دعوة القائد آبو، قامت الكريلا بهذه الخطوة، وكانت هذه الخطوة خطوة تاريخية، وقد اتُخذت هذه الخطوة في مكان تاريخي.
وكانت الكلمات التي أُلقيت أيضاً استجابةً وبناءً على دعوة القائد آبو، وقد أكد هؤلاء الرفاق والرفيقات ذلك بوضوح، حيث شرحوا أسباب إلقاء السلاح، وأهدافهم، وما الذي يرغبون في تحقيقه، كما أنه تم حرق الأسلحة فعلياً، أما لماذا تم إحراق تلك الأسلحة؟ فيعود إلى أن دول الناتو اليوم تعمل على تطوير الأسلحة القائمة وزيادة تصنعيها، مما يدفع العالم نحو سباق حروب الأسلحة.
كما تشهد منطقة الشرق الأوسط حرباً كبيرة وتغييرات وتحولات مهمة، ومن ثم فإن خطوة حرق الأسلحة تمثل رداً على ذلك، كما أن معناها الآخر هو أننا لا نرغب في العودة إلى الحرب أو استخدام السلاح مرة أخرى، ولهذا السبب، يجب على الدولة التركية توفير سياق قانوني لهذا الأمر، وإذا ما قامت بتوفير بذلك، فإننا على أي حال لا نرغب في استخدام السلاح مرة أخرى.
وهناك ثقافة متجذرة في تاريخ الكرد مفادها أن نور النار يمثل التجدد والانطلاقات الجديدة، وهذا هو أحد أسباب حرق الأسلحة، الرفاق والرفيقات الذين أدلوا ببيان قالوا بوضوح أيضاً: “نحن نقوم بخطوة رمزية بناءً على طلب القائد آبو، وينبغي على الدولة التركية، والرأي العام في تركيا، وحتى في العالم، أن يرى ذلك، فنحن نريد حل القضية على أساس سياسي وقانوني، ولا نريد الحرب، لهذا السبب نحن نحرق الأسلحة ونعود إلى أماكننا”، لماذا؟ لأنه لا توجد ظروف وقوانين في تركيا معدة لذلك، فإذا ما ذهبوا، سينتهي بهم الأمر في السجن، ويواجهون المحاكم، حتى أنهم قد يتلقون عقوبات شديدة، لأنه وفقاً لقوانينهم، فإن من يحمل السلاح هو عدو، وعقوبة ذلك شديدة للغاية.
وما لم يتم تغيير القوانين، وما لم يتم تهيئة الأرضية القانونية، كيف يمكن للرفاق والرفيقات الذهاب إلى تركيا؟ لهذا السبب لم يذهبوا، لا توجد أرضية لذلك، لهذا السبب عادوا إلى أماكنهم، فكيف يمكن لشخص عاش مسلّحاً في الجبال لسنوات، ودافع عن نفسه، أن يلقي سلاحه ويبقى على هذا الحال؟ لا يوجد مكان يذهبون إليه في تركيا، لا توجد أرضية، ولا يمكنهم العيش هناك أيضاً، فهم مضطرون إلى أن يعودوا إلى أماكنهم مرة أخرى، لهذا السبب عادوا إلى أماكنهم مرة أخرى.
إذا قامت تركيا بإجراء تغييرات في ظروف القائد آبو، إذا رفعت نظام التعذيب والإبادة، وإذا تمكن القائد آبو من العمل بحرية، وإذا تمكن من التواصل مع الجميع، وإذا تم تطوير قوانين الحرية والاندماج الديمقراطي، عندها ستتم تهيئة أرضية ويمكننا إلقاء السلاح، وما لم يحدث هذا، لا يمكن لأحد أن يطلب منّا إلقاء السلاح.
هناك بعض النقاشات في وسائل الإعلام؛ يقولون ’إنهم سيلقون السلاح في دهوك‘، أو ’سيلقون السلاح في هولير‘، هذا نقاشات عقيمة كلياً، لا يمكن لأحد أن يضغط علينا بهذه الطريقة أو يخلق مثل هذا التصور، ربما يريد البعض أن نتخذ مثل هذه الخطوات، لكن ما لم تتوفر الظروف التي ذكرتها، لا يمكننا إرسال مجموعة جديدة، هذا غير ممكن.
على حد علمنا، بدأت العملية للتو ولم يُحسم أي شيء بعد، هناك حديث في تركيا أيضاً عن تشكيل لجنة، ما هو مستوى معلوماتكم حول هذه اللجنة…؟ ما الذي ستفعله اللجنة المُقرر تشكيلها، وما هي مقترحاتكم بشأن هذه المسألة، وهل جرى تبادل وجهات النظر…؟
طالب القائد آبو مراتٍ عديدة بتشكيل لجنة في البرلمان التركي، وقال إنه يجب تشكيل هذه اللجان قانونياً، كما بيّنّا مراراً وتكراراً على ضرورة تشكيل اللجنة رسمياً وقانونياً، لأنه ما دامت غير قانونية، يُمكنهم إلغاؤها متى شاؤوا.
تم تشكيل لجان أيضاً في الفترة السابقة، لكنها لم تستطع أن تحقق شيئاً، كانت اللجان تجمع المعلومات وتقدّمها إلى رجب طيب أردوغان، كان وقتها رئيساً للوزراء، كانوا يقدمون تلك المعلومات له، تلك اللجنة لم تحل المشكلة، إذا كانت اللجنة التي ستُشكّل الآن على هذا النحو، فلن تكون قادرةً على حل المشاكل.
بقدر فهمنا، فإن اللجنة التي يريدون تشكيلها تهدف فقط إلى إلزام حزب العمال الكردستاني بإلقاء سلاحه، ماذا فعل أولئك الذين بقوا في الجبال لسنوات، وما هي عقوباتهم بناءً على ذلك…؟ يريدون تثبيت ذلك واتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً عليه، الهدف الوحيد لهذه اللجنة هو نزع السلاح.
المسألة لا تتعلق بترك السلاح فحسب، فترك السلاح جزء من المسألة، وليس المسألة كلها، ومع ذلك، فإن الدولة التركية تريد تطوير المشكلة على أساس ترك السلاح فقط، فإذا تحقق ذلك، حسب قولهم، ستُحل جميع المشاكل، لكن الأمر ليس كذلك.
كانت القضية الكردية موجودة قبل الكفاح المسلح
إذا كان الكفاح المسلح قد تطور، فهناك سبب لذلك، لم يتم القبول بالكرد، بل تم إنكارهم، وأرادوا القضاء على الكرد، أرادوا ازالة على كل ما يُشير إلى الكرد وكردستان من الوسط، أراد الكرد أيضاً أن يعيشوا أحراراً بإرادتهم وهويتهم وقيمهم وثقافتهم، لم تكن هناك أي فرصة لذلك، لهذا السبب تطور الكفاح المسلح، حتى تتمكن الحركة من حماية نفسها وشعبها، إنها حركة دفاعية، كان هذا هو هدف الحركة، لذلك، فإن البنية التحتية لظهور الكفاح المسلح موجودة، إذا لم تدمروا هذه البنية التحتية، وألقى حزب العمال الكردستاني سلاحه، فغداً سيسلح شخص آخر نفسه.
إذا كان حزب العمال الكردستاني قد سلّح نفسه، فليس لأنه أراد استخدام السلاح، بل بسبب سياسات وممارسات الدولة التركية التي ضغطت عليه، لهذا السبب تطورت حركة مسلحة، إذا لم يرغبوا في وجود حركة مسلحة، فعليهم تغيير سياساتهم، عندها فقط ستُحل المشكلة، لا يمكن حل المشكلة بالسلاح فقط.
القضية الكردية مختلفة، يجب حلها، لهذا، يجب عليهم إحداث تغييرات في قوانينهم وسياساتهم وعقليتهم، حتى الآن، لم نشهد أي تغيير في عقليتهم، ولهذا السبب، لا يُجرون أي تغييرات على قوانينهم أيضاً، ما زالوا يُطبّقون قوانين “الإرهاب”، إذا لم تُغيّر اللجنة هذه القوانين، ولم تتخذ القضية الكردية أساساً، ولم تُصدر قوانين الحرية وقوانين التكامل الديمقراطي، فلن تُحلّ المشكلة، لذلك، يجب أن تعمل اللجنة على هذا الأساس.
اللجنة التي سيُشكّلونها لا تمنح الكثير من الثقة، لماذا…؟ لأنه يجب تمثيل جميع القوى السياسية التركية في اللجنة.
من جهة، يقولون “سنشكل لجنة”، ومن جهة أخرى، ينفذون عمليات ضد حزب الشعب الجمهوري (CHP) ويزجّون بهم في السجون، لهذا السبب، صرّح أوزغور أوزل، عضو حزب الشعب الجمهوري، قائلاً: “سنتوقف الآن عن المشاركة في اللجنة”.
إذا توقف حزب الشعب الجمهوري عن المشاركة أو لم يشارك، فكيف ستحل اللجنة القضايا…؟ ما هي القضايا التي ستحلها…؟ إذا شُكّلت لجنةٌ بالفعل لحل القضية الكردية وقضية الديمقراطية، فعلى كل حركة سياسية الانضمام إليها، ستُحل المشكلة حينها بدعم المجتمع، لكنكم تُهملون جزءاً كبيراً منها، لا تُهملونهم فحسب، بل تزجونهم في السجون أيضاً، في وضعٍ كهذا، من يؤمن بأن هذه اللجنة ستحل المشاكل في تركيا…؟ هذا الوضع يثير المخاوف.
أنتم تقولون بأنكم ستحلون المشكلة من خلال تشكيل لجنة، ولكنكم لا توضحون كيف ستحل هذه اللجنة القضية الكردية، في موضوع حل القضية الكردية، ليس هناك أي شيء حول قضية التحدث باللغة الكردية، ماذا يقولون…؟ “تركيا خالية من الإرهاب” هذا ما يناقشونه، ماذا يعني ذلك…؟ سنجعل حزب العمال الكردستاني يترك سلاحه، هذا ما يقولونه، لا يسمونها، ولكن الأصح أن اسمها القضية الكردية، وهذه هي النقطة الأولى حول حل القضية الكردية.
والنقطة الثانية هي: “سوف نحل المشكلة” ولكن بالمقابل، يقومون بخطوات لمنع حل المشكلة، اعتقال رؤساء البلديات، والضغوطات على حزب الشعب الجمهوري، والتصريحات التي أُدليت، تنفذ في حين يتم تشكيل اللجنة، الشخص الذي يكون هدفه حل المشكلة، كيف له أن يقوم بخطوات كهذه…؟ اتخاذ هذه الخطوات، يوضح عدم حل المشكلة، وهذا يزيد من المخاوف.
السيد بايك، بعد مراسم مقاتلي الكريلا، ألقى أردوغان خطاباً، توقع الجميع منه أن يقول كلاماً واقعياً، انتقده البعض، بينما رحَّب به آخرون بإيجابية، كيف رأيتم هذا الخطاب؟
بعد الخطوة التاريخية لمجموعتنا ” مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي” ألقى أردوغان خطاباً، صحيح أن البعض اعتبرها إيجابياً، بينما رأى آخرون أنه يفتقر إلى المضمون، ألقى أردوغان أيضاً خطاباً عام 2009 في السياق نفسه، ربما عبّر عنه بوضوح هذه المرة، لكنه كان في الإطار نفسه لم يختلف الأمر كثيراً.
على سبيل المثال، أدلى المتحدثون باسم حزب العدالة والتنمية ببعض التصريحات قبل الخطاب، وأبدوا توقعات قائلين “رجب طيب أردوغان سيُلقي خطابًا تاريخيا” بمعنى آخر، أظهروا توقعاتٍ بأنَّه سيُلقي بياناً جديداً، سيكون تاريخياً وذا أهمية كبيرة، أنَّ البيان الذي صدر كان جيداً، ولكنه كان ناقصاً ومحدوداً جداً.
لم يقل في خطابه “سنحل القضية الكردية، أو بأنهم سيشكلون لجنة لأجل لذلك” بل ذكر” سنحل القضية كحزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب”، واستبعد جميع الأطراف الأخرى، وكما تحدث عن التحالف الكردي والعربي والتركي؛ صحيح أنَّ لهذه المجتمعات تأثيراً في الشرق الأوسط، ولها مكانة مهمة، لكن هناك مجتمعات أخرى في الشرق الأوسط أيضاً، كما أنَّ إدراج بعضها واستبعاد أخرى، يثير القلق وبعض المخاوف، ولهذا السبب، دارت نقاشات واسعة، ووُجهت انتقادات كثيرة أيضاً.
حسناً، ربما نرى في الخطاب جانباً جيداً نوعاً ما، توقع الجميع ذلك، لكن لا يمكننا القول إن النتائج المرجوة قد تحققت، كان ينبغي أن يكون خطاباً أقوى، كان ينبغي أن يقول “نريد حل القضية الكردية؛ سنفعل ذلك مع الجميع” كان ينبغي أن يقول “إنَّها ليست مسؤوليتنا وحدنا، بل مسؤولية الجميع، لذلك سنحلها معاً” حينها سيؤمن الجميع بأن اللجنة ستُشكل وأنَّ المحادثات التي تجري ستحل القضية.
إلا أنَّ البيان الذي صدر أثار بعض المخاوف وفتح الباب أمام الانتقادات، لاحقاً، أدلى الرئيس رجب طيب أردوغان ببعض التصريحات لأجل ذلك، حيث قال “إنَّها ليست مشكلتنا وحدنا، سنحلها معاً”، كان ذلك جيداً، كان ينبغي أن يكون هذا هو الخطاب منذ البداية.
يؤكد مسؤولون حكوميون، بمن فيهم أردوغان، بأنَّ العملية تسير خطوة بخطوة وفقاً للخطة التي تم إعدادها، هل الوضع مماثل من جانبكم؟
تؤكد الدولة التركية، وخاصةً مسؤولي حزب العدالة والتنمية، بأنَّ كل شيء يسير كما هو مُخطط له، بل إنَّهم يسعون إلى خلق انطباع مماثل في المجتمع، لكن من وجهة نظرنا الأمور لا تجري هكذا. فالمشكلة كما يقولون، لا يمكن حلها ولا يتم اتخاذ أي خطوات.
لماذا يفعلون ذلك؟ هذا أيضاً يثير الشكوك والمخاوف، إنَّهم لا يعتبرون حل القضية الكردية ضمن أولوياتهم، هدفهم الوحيد هو إلقاء الحزب سلاحه، إنَّهم يريدون إضعاف الحركة وتحييدها لتحقيق أهدافهم، يريدون خلق انطباع بأنَّ “كل شيء تحت سيطرتنا، وكل شيء يتطور أو يسير وفقاً لرغباتنا” سواء على المستوى الداخلي أو في الخارج، وبهذا، يهدفون إلى تعزيز مكانتهم وسلطتهم.
ومع ذلك، لا نعلم مدى نجاحهم في خلق هذا الفهم أو الانطباع، فنحن لا نحسب بهذه الطريقة، ولا نفهم بهذه الطريقة. ولكن ليس كل شيء يسير وفقاً لرغباتهم، فالخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن تم تطويرها بمبادرة من القائد آبو.
لم تُتخذ أي خطوات عبر المساومات، بهجلي فقط ألقى خطاباً، هذا كل ما في الأمر، عدا ذلك، لم تتخذ الدولة ولا حزب العدالة والتنمية أي خطوات كما يزعمان، وحسب قولهما، لن تُتخذ أي خطوات.
لقد رأى القائد آبو بأنَّ بهجلي قد أدرك الخطر المحدق بتركيا والشرق الأوسط، وأدركوا بأنَّ خروج تركيا من هذا الوضع الخطير يتطلب حل القضية الكردية، ولذلك ألقى بهجلي ذلك الخطاب، ردّ القائد آبو على خطاب بهجلي قائلاً “إذا كنتم تريدون حقاً إنقاذ الشعب التركي، وتركيا من الخطر، فالسبيل إلى ذلك هو تغيير سياستكم تجاه الكرد”، وأضاف “إذا كنتم تريدون التغيير، فأنا مستعد؛ وأستطيع القيام بواجبي من الناحية النظرية والعملية” واتخذ القائد آبو خطواته بناءً على ذلك.
وبالمثل، لم نقرر حل حزب العمال الكردستاني استجابةً لطلب تركيا، بل التزاماً لطلب القائد آبو، لم تُعلن الدولة التركية إنهاء الصراع المسلح، بل على العكس، القائد آبو من قال ذلك، لذلك، فإنَّ الخطوات المتخذة حتى الآن اتخذها القائد آبو بشكل منفرد، لقد استجبنا للقائد آبو، وأكملنا الخطوات التي بدأها القائد آبو، وهذا ما حصل بالفعل.
قلنا أيضاً “هذا هو أقصى الخطوات الأحادية التي يمكننا اتخاذها؛ ولن نتخذ أي خطوة أخرى” إذا كنتم تريدون حقاً حل القضية، فقد هيأنا الأرضية لذلك، وما تم إنجازه يندرج ضمن هذا الإطار.
كل ما يدّعون أنَّهم خططوا له لم يحدث، الأمر ليس كما يروجون، “كل شيء يسير وفقاً لخطتنا” إنَّهم يُرسخون لمثل هذا الانطباع، يريدون خلق انطباع على المستوى الداخلي وفي الخارج، مفاده “لقد حاربنا، وقضينا على حزب العمال الكردستاني، ولا سبيل آخر أمامه، نحن نستسلم له” يجب أن يعلم الجميع بأنَّ هذا ليس صحيحاً. كانت تركيا في مآزق كبير؛ لأن كفاحنا أفشل سياستهم ضد الكرد والقائد آبو، وقد جلب هذا مشاكل خطيرة للغاية لتركيا، لو استمروا على هذه السياسة، لكانت المشاكل التي واجهتها أكبر بكثير، كما تشهد الشرق الأوسط تغيرات كبيرة ومهمة، ولها تأثير كبير على تركيا، فعندما تتداخل المشاكل الداخلية مع مشاكل الشرق الأوسط، فإنَّها ستؤثر على مصير تركيا.
كما يعتبر القائد آبو نفسه مسؤولاً تجاه الكرد، فإنَّه يشعر نفسه مسؤولاً أيضاً تجاه شعوب تركيا والشرق الأوسط، لقد أدرك الخطر وأراد منعه، لا يريد أن يتعرض الكرد والترك أو شعوب الشرق الأوسط للخطر، لا يريد أن تواجه تركيا المشاكل التي واجهتها الدولة العثمانية، لأنَّ القائد آبو يتصرف بمسؤولية حقيقية، إنَّه يحب تركيا وشعبها، ولا يريد أن يواجهوا مشاكل، لهذا السبب، اتخذ خطوات أحادية الجانب. يحاولون التظاهر بأنَّهم طوروا الخطوات التي اتخذناها بمعنى كما لو أنَّهم جعلونا نتخذها، هذا غير صحيح، على الجميع أن يعرفوا هذه الحقيقة جيداً
حالياً، العملية تسير من جانب واحد، وقد سارت على هذا النحو حتى الآن، بعد 41 عاماً، اتخذتم قرارات بالغة الأهمية لإنهاء الكفاح المسلح، وخوض النضال بطرق وأساليب مختلفة، بعض الأطراف ترى في حزب العمال الكردستاني ضماناً للأمن، لذا، إذا فشلت العملية أو لم تصل إلى نتيجة، فما هو الموقف الذي ستتخذونه؟
يجب على الجميع أن يفهموا هذا جيداً؛ لدينا فلسفة وأيديولوجية وأسلوب حياة وأسلوب نضال، وكما بدأنا على هذا الأساس في أنقرة، فإننا نخوض نضالنا الآن على هذا الأساس وسنستمر في ذلك في المستقبل، لن يكون هناك تغيير في هذا، إذا أصبحنا حزباً، فقد أصبحنا حزباً على هذا الأساس واتخذنا خطوات على هذا الأساس، في هذا السياق، إذا قمنا بحل حزب العمال الكردستاني، وأنهينا الصراع المسلح، وإذا كنا مستعدين لإلقاء جميع الأسلحة، وإذا أردنا الانضمام إلى السياسة الديمقراطية وتطويرها؛ فكل هذه الخطوات تتخذ على هذا الأساس، لا نريد أن نخوض حرباً على المستوى العسكري مع الدولة التركية من جديد، لقد أظهرنا ذلك للجميع، بناءً على دعوة القرن التاريخية للقائد آبو، أحرقت مجموعة مكونة من 30 من رفاقنا أسلحتهم في مراسم رمزية، لا نريد أن نسلح أنفسنا ونقاتل مرة أخرى، لقد أظهرنا هذا للجميع، لقد شهدنا هذا بما فيه الكفاية.
لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده “بأنَّ القضية يجب أن تُحل على أسس سياسية وديمقراطية”، لذلك، يجب إجراء تعديلات أو إصلاحات قانونية، لقد أثرنا هذه القضية، ونحن مصممون على ذلك، والآن أصبح المسؤولية في طرف الدولة التركية.
إذا أرادت الدولة التركية حقاً حل مشكلتها مع الشعب الكردي، فعليها اتخاذ خطوات، عليها تغيير الشروط والسياسات والقوانين والأنظمة المتعلقة بالقائد آبو، حينها فقط ستتجه القضية نحو الحل،
لكن إذا أرادت الدولة التركية خداعنا وممارسة الألاعيب، وتعمل على إضعافنا بأن نلقي أسلحتنا، وتحقق أهدافها ضد الكرد، فهذا غير ممكن، على الجميع أن يفهم هذا.
لهذه الحركة هدف، وهو الحرية والديمقراطية والاشتراكية، وتأسست على هذا الأساس منذ البداية، وستستمر في مواصلة مسيرتها على هذا الأساس، جميع الخطوات التي اتُخذت في الماضي كانت مبنية على هذا الأساس، وستبقى كذلك خطوات اليوم، يجب على شعبنا، أصدقائنا، الجميع أن يعلم بأنَّنا نسير نحو أهدافنا، ما يقوله الجميع ليس مهماً بالنسبة لنا.
هل تريد الدولة التركية خلق انطباع، أم تريد الخداع، أم أن بعض القوميين سيهاجمونها؟ هل ستنتقدها وتهاجمها بعض الجماعات التي تتبنى مبدأ الاشتراكية العملية؛ نحن لا نبدي أهمية كبيرة لمثل هذه الأمور.
نحن لا نعيش هذه الأمور اليوم فحسب، بل نعيش هذه الحقائق منذ انطلاقتنا، ربما انتبهنا لبعض تصريحاتهم، لكننا لم نأخذها أساساً لنا ولم نتحرك وفقاً لها، لدينا هدف، ومنهج وخط ومبادئ، لدينا أسلوب حياة، ولدينا ميثاق أخلاقي، ونسير على هذا الأساس، على الجميع أن يعلموا هذا، هذه الحركة لن تستسلم أبداً.
وإذا قال أحدهم “سنجعلهم يستسلمون” فهو يخدع نفسه، إذا كان هناك أي شك في أن الدولة التركية سوف تخترق الحركة أو ستجعلها تستسلم، فعليه أن يعلم بأنَّ هذه الحركة لم تستسلم قط، بل قاومت وحافظت على أهدافها، حتى في أصعب الأيام، وفي أوقات الشدة، وتحت وطأة الظلم والقهر الشديدين.
اليوم، وضع الحركة ليس كما كان من قبل في، ظل هذه الظروف، لا يمكن لأحد أن يخدع هذه الحركة، أي تجعلها تستسلم، لا يمكنهم خداع القائد آبو ولا الحركة، القائد آبو وهذه الحركة ليست حركة يمكن خداعها، أنَّ الهدف من ظهورهما ونضالهما هو منع خداع الشعب الكردي وشعوب تركيا والشرق الأوسط والإنسانية، ولمنعهم من الضلال والابتعاد عن الحرب، وتطوير الحياة بناءً على جذورهم وأهدافهم ورغباتهم، نشأت الحركة ومستمرة في مواصلة النضال على هذا الأساس، إذا كانوا يعتقدون ويقولون بإنَّهم يستطيعون جعل مثل هذه الحسابات خارج النظام، وخلق تفاهمات، والتصرف كما لو يعملون على إيجاد حل للقضية، واتخاذ بعض الخطوات ضد حزب العمال الكردستاني، والعمل على إلقاء سلاحهم وتدميرهم بهذه الطريقة، فهذا أمر غير ممكن.
هذه الحركة ملتزمة بأهدافها، سواءً أكانت مسلحة أم غير مسلحة، فهي مستمرة وفقاً لأهدافها، النضال ليس مرتبطاً بالسلاح فحسب؛ هذا جانب واحد فقط منه، هناك طرق ووسائل متعددة للنضال، لقد ناضلت الحركة الآبوجية في ميادين مختلفة منذ تأسيسها وحتى اليوم، وسيستمر في مواصلة هذا النضال، ستتخذ هذه الحركة، كل ما يحتاجه الشعب الكردي، شعوب كردستان، شعب تركيا، وشعوب الشرق الأوسط، والإنسانية بأكملها، أساسا لها، وستستمر على ذلك، وعلى الجميع أن يفهموا القائد آبو والحركة على هذا النحو.
بالنظر إلى التجارب السابقة، نجد أن العملية قد فشلت عدة مرات، وكان أردوغان هو المسؤول، أي قلب الطاولة، برأيكم، هل حقاً الدولة جادة الآن في حل هذه القضية؟ وإذا كانت جادة حقاً، فلماذا لا تزال عمليات الاحتلال مستمرة في بعض المناطق؟ وهل لا يزال هناك من داخل الدولة من يريد استمرار الحرب؟
الآن، حزب العدالة والتنمية في السلطة بدعم من حزب الحركة القومية، عندما يتوافق أمر ما مع أهدافهم ورغباتهم، لا شيء يقف في طريقهم، يفعلون ما يشاؤون، ولكن عندما لا يتوافق أمر ما مع أهدافهم ولا يخدم مصالحهم، فإنَّهم ينتهكون جميع القوانين، ويفعلون ما يشاؤون، إذا كانوا يريدون حقاً إخراج تركيا من مشاكلها وأزماتها، كما قال بهجلي “هناك مشكلة البقاء”، فهذا صحيح، إذا أرادوا حل هذه القضية، فالحل ليس بالخداع أو الاعتقال أو القمع، عليهم التخلي عن كل هذه الممارسات، لا يمكن لتركيا الخروج من مشكلة البقاء بهذه الطريقة، فقط إذا غيّروا الذهنية، وتخلّوا عن أفعالهم التي يمارسونها بناءً على هذه الذهنية، واتخذوا القوانين أساساً لهم، واتخذوا مطالب الشعب الكردي، اليساريين الأتراك، الديمقراطيين والمثقفين الأتراك أساساً لهم، واتخذوا خطوات بناءً عليها، عندها فقط يمكنهم حل المشاكل، وهذا سيكون مفيداً لهم أيضاً، كل ما فعلوه حتى الآن كان من أجل سلطتهم وتعزيز نفوذهم، لأنَّهم ضعفاء جداً ويريدون الخلاص، لا يمكنهم الخلاص من هذا الوضع بممارسة الضغوط والاعتقالات.
في إسطنبول، تُهاجم الشرطة من يستمعون إلى الموسيقى الكردية، وقد تعرضت امرأة للضرب وهي الآن في المستشفى، هل بهذه الطريقة سيحلون المشاكل، ويكسبون قبول الشعب، ويعززون سلطتهم؟ هذا غير ممكن، بهذه الطريقة يُضعفون سلطتهم بشكل أكثر، إذا أرادوا حقاً البقاء في السلطة، فعليهم كسب تأييد الشعب والقوى الديمقراطية، والتوقف عن السياسات التي ينتهجونها والتي تؤدي إلى تُقسّم المجتمع، يجب ألا يعملوا إلى حشد البعض إلى صفهم وجعل البعض الآخر معادين لهم ، من هنا نرى بأنَّهم يعتمدون فقط على سلطتهم، لكن هذه الحسابات خاطئة أيضاً، لا يمكنهم تعزيز سلطتهم بهذه الحسابات، بهذه الطريقة، يُلحقون الضرر بأنفسهم أكثر من غيرهم، وهذا يُسبب ردود فعل عدائية كبيرة، أدعوهم إلى التوقف عن هذه السياسة وأن يبنوا سياسات ديمقراطية، هذا المجال بحاجة إلى التطوير، فهذا لمصلحتهم ومصلحة الجميع.
أريد أن أسأل عن وضع سوريا وروج آفا قليلاً حيث أننا في الذكرى السنوية لثورة روج آفا، إلى أي مرحلة وصلت إليها هذه الثورة، وكيف ترون مستوى الثورة…؟ كيف هو وضع الكرد والمكونات الأخرى هناك…؟ الآن هناك أزمة، وهناك صراعات من وقت لآخر، ووضع الحكومة الجديدة، بشكل عام، ما هو آرائكم حول سوريا وروج آفا…؟
صحيح، الآن تطورت ثورة في روج آفا وهذا أيضاً خلق أملاً، كان أملاً من أجل الكرد والمناضلين من أجل الحرية والديمقراطية وحرية المرأة والبيئة، أي لكل من يقف في وجه الظلم والقمع، الكل يقول، إن النموذج الذي طُوّر في روج آفا يجب أن يُؤخذ كأساس في سوريا وخارجها أيضاً، الجميع يُثير هذا الموضوع، وهذا صحيح، الجميع يعلم أنه على الرغم من جميع أخطائه، فإن أي نموذج يتطوّر في روج آفا، فقد تطوّر بأفكار القائد آبو، في أساس هذه الثورة هناك جهود عظيمة للقائد آبو، ناضل القائد آبو هناك لسنوات، التقى العديد من أبناء شعبنا هناك مع القائد آبو، وعقدوا اجتماعات، يعني، إذا كان حدث تغيير ووعي لدى الشعب، فهذا بفضل جهود القائد آبو، إذا كان شعب روج آفا يتبنى القائد آبو اليوم، فهذا هو السبب، لأن القائد آبو خدمهم، ونتيجةً لهذه الخدمة، تطورت ثورة روج آفا، قد لا يعلم الجميع هذا تماماً، لكن هناك من يعلمه، بمعنى آخر، لم تتطور هذه الثورة من تلقاء نفسها، بل لها أساس، من بنى هذا الأساس…؟ عندما يركزون على روج آفا، يصلون إلى حقيقة القائد آبو، يرون أن أفكار القائد آبو هي التي طوّرت هذه الثورة، لهذا السبب يريدون فهم حقيقة القائد آبو بشكل أفضل، مثلاً، أصبحت حركة المرأة الكردية مثالاً لجميع نساء العالم، يريدون فهم كيف تطورت هذه الحركة بين الكرد، يرون القائد آبو هناك أيضاً، ثم يريدون فهم حقيقة القائد آبو بشكل أفضل، ينتقد البعض أيضاً، قائلين كيف يمكن لرجل أن يقود حركة المرأة، ردّ القائد آبو على هذا قائلاً: إذا كنتُ أقود، فيجب أن تستخلص حركة المرأة نتيجة من ذلك، يعني أنا أقود لأنهن لا يستطعن قيادة أنفسهن، جميع مطالبي ونضالي هي من أجل أن تدير المرأة نفسها، إذا كان قد حدث تغيير في الوعي والممارسة في روج آفا، تغيير في الشعب والمرأة، وتطورت الأمة الديمقراطية، ويعيش الشعب وفقاً لذلك، فهذا مهم جداً، ألا يوجد أخطاء…؟ بالطبع هناك، ولكن رغم ذلك، ثورة روج آفا نموذج للجميع.
وحول مستقبل سوريا والحل السياسي، أكد بايك: “إذا أرادوا حل مشكلات سوريا، يمكن حلّها بهذا النموذج. أي إذا أخذوا كما في السابق نظام حزب البعث كنموذج للدولة القومية، فلن يستطيعوا حل مشكلات سوريا. في هذا الوضع تنشب الحروب، يحدث تقسيم، مجازر، واستيعاب قسري. بأي شكل من الأشكال لن يستطيعوا تأسيس وحدة سوريا، وحدة شعوب سوريا. فقط من خلال نموذج روج آفا يمكن تأسيس وحدة سوريا ووحدة شعوب سوريا. هذا النموذج فقط يمكنه أن يجلب الديمقراطية والحرية، حينها يمكن للجميع أن يعبّر عن لغته، هويته، إرادته، وثقافته، أن ينظم نفسه، وأن يتحمل مسؤولياته تجاه بقية الشعوب. سوريا لا يمكن أن تخرج من هذا الوضع السيء إلا بهذه الطريقة. روج آفا تكافح من أجل تقدم سوريا ديمقراطية، وتدفع الثمن. ولكن من جاؤوا مكان نظام البعث، ما زالوا يتخذون أفكار النظام البعثي أساساً. ما زالوا يؤمنون بالقومية والدولة القومية. يريدون إذابة الجميع ضمن الدولة القومية وجعلهم شيئاً واحداً. وقد نتجت المشكلات من هذا المنظور. وهم يريدون استمرار هذه المشكلات، من يحكم سوريا اليوم؟ هي القاعدة. من أوصلهم للحكم؟ أمريكا وبريطانيا هم من أوصلوهم. فعلوا هذا في أفغانستان، ويفعلونه اليوم في سوريا. يقولون إنهم ضد القاعدة وداعش. لكنهم يفرضون هذا الحكم على الجميع، ويقولون يجب أن تقبلوا هذا الحكم وتنضموا إليه. يقولون يجب أن تتركوا كل شيء وتنضموا لسوريا، أي، يقولون انضموا لداعش والقاعدة. ما مدى صحة هذا، ومن يقبل به؟، الشعوب التي وقفت لعقود في وجه الدولة القومية، وضد نظام البعث، أمن أجل هذا وقفوا…؟ لا يمكن لهذا المخطط أن ينجح، لا يجب لأحد أن يصر على هذا، يقولون يجب أن يحدث اندماج، الاندماج الذي يتحدثون عنه هو أن ينكر الكردي، الدرزي، العلوي، وكل شخص هويته وينضم إلى هذه الحكومة، هذا هو الاندماج من وجهة نظرهم، أما الاندماج الذي يتبناه القائد آبو وحركتنا، فلا علاقة له بذلك، نحن نتحدث عن اندماج ديمقراطي. يجب على الدولة والديمقراطية أن تقبلان بعضهما، وأن يتعايشا، يجب على الدولة أن تقبل بالديمقراطية، وعلى الديمقراطية أن تقبل الدولة.
ما معنى الديمقراطية؟ معناها أن يعبّر الكردي، السرياني، الأرمني، الدرزي، العلوي عن هويته، ثقافته، إرادته وينظم نفسه، كما أنه يتحمل المسؤولية تجاه الدولة، كذلك يجب على الدولة أن تكون مسؤولة بالقدر نفسه تجاه الشعوب، فقط بهذه الطريقة يمكنهم أن يعيشوا بسلام، الوحدة تتحقق بهذا الشكل، ليس بالقوة ولا بالإلغاء، بل بالمحبة، الوحدة بالمحبة تعني أن تعترف بهوية، وإرادة، وثقافة، وتنظيم الطرف المقابل، بالقتل والاستيعاب والتهجير لا يقبل أحد أحداً، وهذا قد استمر لسنوات، في روج آفا، حزب العمال الكردستاني (PKK) ناضل ضد هذا، يجب الاستخلاص من هذه النتائج، لا يجوز فرض شيء بالقوة أو بقول “أنكروا أنفسكم”، روج آفا أيضاً لا تقبل بهذا، ولا يجب أن تقبل، إذا استمروا بسياستهم هذه، فإن روج آفا، والدروز، والعلويون، وكل العرب الذين لا يقبلون داعش وهيئة تحرير الشام، والمسيحيون، والمثقفون، يمكن أن يتكاتفوا ويدفعوا بسوريا نحو الديمقراطية، يمكنهم أن يؤسسوا قوانينهم، ويقاوموا ضد قمع وظلم القاعدة معاً، فقط بهذه الطريقة يمكنهم أن يحققوا نتيجة.
فيما يتعلق بالوضع في سوريا، أدلى توم باراك بتصريح، قال فيه بأنَّ الكرد وتحديداً قوات سوريا الديمقراطية، لا يطالبون بكردستان، مع أنَّه لا يوجد شيء من هذا في الأساس، فلماذا وجّه توم باراك هذه الرسالة إذًا؟
لم أذكر اسم باراك، لكنني ذكرت أفكاره وممارساته، إنَّه يمارس السياسة باسم أمريكا، هو نفسه مسيحي من أصول لبنانية، هناك الكثير من الادعاءات حوله، وقد أُجريت أبحاث حوله، وهو رأسمالي، وإلى أي مدى يمثل الأفكار الأمريكية، هذا موضع شك ولا نعرف على وجه اليقين، لكنه يُدلي بهذه التصريحات باسم أمريكا، يقول بَّإن على روج آفا، إدارة إقليم شمال وشرق سوريا، أن تحل نفسها بشكل تام وتنضم إلى إدارة دمشق وتأخذ مكانها فيها، بعبارة أخرى، يقول” دولة واحدة، شعب واحد، بلد واحد، علم واحد” تماماً كما تفعل الدولة التركية، لقد اتبعت الدولة التركية هذه السياسة لسنوات، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ اليوم، وجدت الدولة التركية نفسها في وضع صعب بسبب هذه السياسة، لا تزال تريد الخروج من هذا الوضع مع الكرد، أرادوا القضاء على الكرد، لكنهم قضوا على أنفسهم، الآن هم مُجبرون على قبول من أرادوا القضاء عليهم للخروج من هذا الوضع، الشيء نفسه يحدث في سوريا، يقولون دائماً بإنَّهم يريدون دولة واحدة، دولة- قومية واحدة، كيف يمكن للشعب أن يقبل بهذا؟ هذا غير ممكن، لذلك، إذا أصرّوا على هذه السياسة، فستُجبر القوى الديمقراطية والحرية في سوريا على تشكيل جبهة ديمقراطية، ووضع قوانينها الخاصة، يجب أن يُعلنوا أنفسهم على هذا الأساس، يجب أن يعززوا نضالهم من أجل سوريا الديمقراطية، وهذه هي الحقيقة
لقد ذكرتُم القوى الدولية، فالقضية الكردية قضية عمرها مئة عام، والقوى الدولية أيضاً لعبت دوراً في هذه القضية، فهي من أنشئت ووقعت اتفاقيتي سايكس بيكو ولوزان، إذا لم تقبل هذه القوى، فكيف ستُحل؟
فشلت اتفاقيات سايكس بيكو ولوزان وغيرها، وإذ أدركوا فشلهم، قاموا بالترويج لاندلاع الربيع العربي في الشرق الأوسط، وهذا ما فعله من أسسوا سايكس بيكو، أرادوا إعادة تنظيم الشرق الأوسط بما يخدم مصالحهم، لكن رغم ذلك، فقد اصطدموا في سوريا، حيث أعاق نظام البعث تقدمهم، لقد أدركوا بأنَّهم لن يتمكنوا من إعادة تنظيم مصالحهم في الشرق الأوسط إلا بعد القضاء على نظام البعث وتدميره، وإن كان هناك أي تغيير أو تحوّل في سوريا، فهذا هو السبب، لأنَّه عانى عقدة أمامهم، لهذا قاموا بحل العقدة، لقد أجروا تغييرات لفكّ هذه العقدة، أرادوا فتح الطريق لأنفسهم وإعادة تنظيم الشرق الأوسط بما يخدم مصالحهم، والآن يطورون الحرب على هذا الأساس، هذا هو هدف التغييرات التي يُجرونها.
بالطبع، هذا وضع خطير على شعوب المنطقة، لقد عانت شعوب المنطقة خسائر فادحة جراء تلك التحالفات، عرباً وكرداً على حد سواء، ولأنَّها جزئهم فقد عانوا آلاماً ومعاناة كثيرة، والآن يجب ألا يقبلوا بهذا، يجب ألا يقبلوا بتحالفات جديدة تحل محل التحالفات الفاشلة مجدداً، لأنَّهم يريدون إعادة تنظيم الشرق الأوسط بما يخدم مصالحهم الخاصة، وهذا يُشكّل خطراً كبيراً على الشعوب.
النظام الذي طوره القائد آبو للشرق الأوسط هو لهذا السبب، في الشرق الأوسط، يجب ألا تتعارض الأديان والشعوب والثقافات، ويجب ألا تدمر بعضها البعض، حتى لا يتمكن النظام الرأسمالي من تنفيذ برنامجه في الشرق الأوسط.
أنَّ النظام الذي طوره القائد آبو لأجل هذا، فالقائد آبو يتخذ خطوات ليس فقط من أجل الكرد، وليس فقط من أجل شعوب تركيا، بل من أجل جميع شعوب الشرق الأوسط، لأنَّ هناك تدخلاً واسع النطاق في الشرق الأوسط حالياً، لقد تدخل القائد آبو في حركتنا، وتدخل في الدولة التركية، ويتدخل في الشرق الأوسط أيضاً، ما هو هدفه من هذه التدخلات؟ القائد لا يريد للشعب أن يعيش أياماً مظلمة ومجازر ومعاناة، يجب أن يعيشوا معاً بطريقة حرة وديمقراطية، لقد طور القائد آبو حلاً لهذا النظام، هذا هو أيضاً نظام الأمة الديمقراطية، نموذج روج آفا، على الرغم من جميع عيوبه، مبني أيضاً على هذا النظام، إذا أراد الجميع التحرر من الحرب والعيش بشكل ديمقراطي وحر، فيجب عليهم تبني نموذج روج آفا ونشره في سوريا وخارجها.
أخيراً، هل لديكم رسالة لشعوب كردستان وتركيا…؟
ما أود قوله للشعب الكردي والشعوب في تركيا هو: يجب عليهم تبني الخطوة التي طوّرها القائد آبو، القائد آبو أطلق دعوة، لكن هذه ليست مجرد دعوة، لكي تُطبق هذه على أرض الواقع، اتخذ القائد آبو العديد من الخطوات الأحادية، على الجميع أن يعلم أنه لا يمكن تحقيق ذلك بالقائد آبو وحده، على الشعب الكردي، والشعوب في تركيا، وكل من يدعو إلى الديمقراطية والحرية في تركيا، وإلى حل القضية الكردية، أن يدعم هذه الخطوة، يعني لكي تُطبّق هذه العملية على أرض الواقع، يجب بذل الجهود، لا تكتفوا بالتصريحات، ولا تقولوا إن هذه الخطوة جيدة، بل لدينا شكوك، نعم، قد تكون هناك شكوك، فتصرفات الدولة والسلطات التركية تُثير الشكوك لدى الناس، كما فعلت في الماضي وما زالت تفعل، ولكن من أجل إزالة هذه الشكوك، علينا ان نعمل.
بالعمل فقط يُمكن تبديد هذه الشكوك، إذا لم نعمل، ستستمر هذه الشكوك، وقد تظهر شكوك جديدة، إذا أردنا تبديد الشكوك، فعلينا العمل، أي يجب علينا أن نتبنى الخطوات التي اتخذها القائد آبو، والعمل من اجل تحقيقها، يجب أن نضغط على الدولة، وعلى حكومة حزب العدالة والتنمية، عندما يُمارس عليهم الضغط، يُجبرون على اتخاذ خطوات، وإذا لم يكن هناك ضغط، فهم لا يتخذون أي خطوات، كل ما يريدونه هو أن تُلقي هذه الحركة سلاحها، لا يهمهم حل القضية الكردية، قضية الديمقراطية والحرية في تركيا، نحن أيضاً نريد حل المشاكل، كيف سيتمكن الشعوب في تركيا، الاشتراكيون والديمقراطيون، وحتى الليبراليون المعارضون للحكومة، والذين يريدون حل المشاكل الاقتصادية والثقافية، من تحقيق ذلك…؟ فقط بتبني هذه الخطوة، والضغط على الحكومة، وإجبار الدولة والحكومة على تغيير قوانينها ووعيها، ستُحل هذه المشاكل، هذا واجب الجميع. هذه ليست مشكلة الكرد والشعوب في تركيا فحسب، بل يجب على الأطراف الأخرى أيضاً تبني هذه الخطوة، عليهم النضال من أجل ذلك، في خارج الوطن، في أوروبا، أينما كان الكرد، عليهم أن يحشدوا أنفسهم ويحشدوا أصدقاءهم، إذا مارسوا ضغطاً كبيراً، فستُجبر الدولة التركية على اتخاذ خطوات نحو الديمقراطية والحرية، حينها ستتحقق أمانيهم وآمالهم، وستزول شكوكهم، إن قول “إن العملية جيدة” والإدلاء بالتصريحات واتخاذ الإجراءات لن يحل هذه المشكلة ولن يُجدي نفعاً، إذا اقتصرت الخطوات التي قام بها القائد آبو على القائد آبو وحده، فلن تتحقق أي نتائج، لقد قام القائد آبو بعمل عظيم من جانب واحد، قام بجميع الخطوات التي كان ينبغي اتخاذها، والذين سيُكملونها هم من يقولون إننا ديمقراطيون، مُحبون للحرية، نريد حل مشاكل تركيا وإرساء الديمقراطية، الآن تقع المسؤولية عليهم، إذا أجبرتم الدولة التركية على اتخاذ خطوات، فسوف تخطو خطوات، وإلا فلن تخطو، نيلسون مانديلا أيضاً حقق نتائج في جنوب أفريقيا بنفس الطريقة، لو لم يناضلوا، لما حققوا نتائج، علينا أيضاً أن نستخلص العِبر من هذا.