مليس تانتان: نضال الكرد من أجل الحرية هو أيضاً نضال من أجل حماية الطبيعة
لفتت عضوة لجنة البيئة في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب مليس تانتان الانتباه إلى الإبادة البيئة في كردستان، وقالت” أنَّ نضال الكرد من أجل الحرية هو في الوقت نفسه النضال من أجل حماية الطبيعة.

شهدت الإبادة البيئية ونهب الطبيعة، المستمرة في كردستان منذ زمن طويل، تصاعداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، حيث تتزايد الاعتداءات على طبيعة كردستان يوماً بعد يوم، وتزداد مقاومة الشعب لها بشكل واضح.
تحدثت مليس تانتان عضوة لجنة البيئة في حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، لوكالة فرات للأنباء” ANF” عن هذا الموضوع، موكدة بأنَّ الهجمات والنهب في كردستان لها تاريخ طويل، واعتبرت ذلك استمراراً لسياسة الحرب الخاصة.
وقالت تانتان” استمراراً للحرب الجسدية والحرب الخاصة تمَّ حرق الغابات لسنوات عديدة ، وتمَّ بناء السدود في الوديان، وكذلك محاولة محو التاريخ من خلال تدمير الطبيعة، وتمَّ إلحاق أضرار كبيرة بالحياة الطبيعية من خلال سياسات إزالة السكان.
نضال الكرد من أجل الحرية هو أيضاً نضال من أجل حماية الطبيعة
وأشارت تانتان إلى أنَّ نضال الكرد من أجل الحرية هو في الوقت نفسه نضال من اجل حماية الطبيعة، وقالت” لقد أدرك الكرد بأنَّ نضالهم من أجل الحرية سيحمي طبيعتهم أيضاً ،إلا أنَّ بناء السدود الأمنية والثكنات العسكرية أضرَّ أيضاً بحماية الطبيعة.
شُيّدت هذه الثكنات والسدود في الجبال، في أجمل بقاع الريف، على سبيل المثال، في وديان مثل وادي غوديرن، التي لم تعد موجودة اليوم، إنَّ شرط إنهاء النهب البيئي ليس السلام فحسب، بل هو أيضاً سلام متساوٍ وعادل وكريم ومستدام، إنَّ قلق السكان من استمرار النهب رغم إسكات السلاح هو قلق مشروع وفي الوقت المناسب، لأنَّ عمليات السلام هي أيضاً عمليات تزدهر معها الأسواق والاستثمارات.
وكما أوضحت تانتان بأنَّ السبيل لمنع هذا الوضع في كردستان هو تعزيز النضال البيئي، ومقاومة نهب رأس المال، وقالت” عنما نفعل ذلك، ستكون عملية السلام دائمة وحقيقية، بمعنى أخر، هدفنا من ذلك هو إرساء السلام المشرف والسلام مع الطبيعة.
وأشارت تانتان بأنهم كحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، يعملون من أجل بناء أرضية مشتركة للنضال، وقالت” في المرحلة الجديدة، وفي إطار عملية “السلام والمجتمع الديمقراطي” تلوح فرص عظيمة لأجل ذلك ولا سيما في كردستان وتركيا، يعد الدعم المتبادل للحركات البيئية وتعزيز التضامن أمراً بالغ الأهمية، فعندما يرى الشعوب بأنَّ هنالك هجمات مماثلة تشن عليهم، سوف يتضامنون مع بعضهم البعض.
في هذه الفترة تتاح فرص كثيرة لمن يناضلون من أجل البيئة في روج آفا ليدكوا بأنَّ مستوى هذه الهجمات في كردستان أعلى من ذلك بكثير، لذلك سنسعى إلى توضيح وإظهار أوجه الشبه والأسباب المختلفة لسياسات الحرب، لهذا الغرض سنلتقي بنشطاء البيئة في إطار لقاءات عملية” السلام والمجتمع الديمقراطي “.
بالإضافة إلى هذا العمل لتعزيز أسس النضال المشترك، نناقش كيفية بناء مجتمع ديمقراطي –بيئي ومجتمعي، وتحت شعار “الأمس كان مبكراً، والغد متأخر جداً، وسنتحرك اليوم”، سنتحدث عن سبل ووسائل مستقبلنا البيئي.
كما صرحت تانتان بأنَّ هذه العملية ليست نهاية النضال، وقالت “علينا أن نواجه الحقيقة معاً؛ للأسف، ستزداد الهجمات على الطبيعة في كردستان، لكن هذا سيؤدي إلى وضع مختلف: ستؤدي هذه الهجمات بالتأكيد إلى تصاعد النضال البيئي، وعلامة ذلك واضحة بالفعل: لأول مرة منذ فترة طويلة، تُقام فعالية بيئية في كردستان، وفي آمد، ينظم القرويون فعالية أمام منجم “.
وأشارت تانتان إلى أنَّه إذا كان الهجوم موجهاً ضد عوالم الحياة، فإنَّ المقاومة ضده يجب أن تكون أيضاً لحماية عوالم الحياة.