المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

عبد الله أوجلان: قائد إنساني ورؤية ثورية لتغيير النظام العالمي

عبد الله أوجلان هو قائد إنساني ورمز عالمي يسعى لإيجاد حلول جذرية لمشاكل الشرق الأوسط والعالم بأسره. منذ تأسيسه لحزب العمال الكردستاني (PKK)، برز أوجلان كرجل يتجاوز النزاعات المسلحة والاقتتال الداخلي، ويقدم رؤى جديدة تسعى إلى السلام والعدل والديمقراطية. فكره الثوري القائم على “الأمة الديمقراطية” جعل منه قائدًا يخشاه الكثيرون، ليس بسبب العنف، بل بسبب رؤيته العميقة التي تهدد أركان الأنظمة القائمة على التفرقة والهيمنة.

فكر أوجلان: حل للشرق الأوسط والعالم

عبد الله أوجلان لم يكن مجرد قائد قومي كردي يسعى لتحرير شعبه من الظلم، بل كانت رؤيته أوسع من ذلك بكثير. في كتاباته، دعا إلى حل جذري للنزاعات في الشرق الأوسط والعالم من خلال “الأمة الديمقراطية”، وهي رؤية تعزز التعايش السلمي بين الشعوب المختلفة دون الاعتماد على القومية الضيقة أو الدولة القومية المركزية.

فكر الأمة الديمقراطية يعتمد على نظام لامركزي، حيث يمكن للمجتمعات المحلية أن تدير شؤونها بنفسها من خلال الديمقراطية المباشرة. يعزز هذا النموذج حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والاعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي والديني، وهو ما يقدمه كبديل للأنظمة السلطوية التي تعتمد على القمع والتفرقة للحفاظ على السلطة.

لماذا أرعب أوجلان الدول؟

عبد الله أوجلان بفكره الإنساني والديمقراطي أرعب الكثير من الأنظمة السياسية، ليس لأنه كان قائدًا عسكريًا أو سياسيًا تقليديًا، بل لأن أفكاره كانت تهدد النظام العالمي القائم على السيطرة والتفرقة. الدول التي تعتمد على تقسيم الشعوب وخلق النزاعات من أجل الحفاظ على سلطتها رأت في أوجلان تهديدًا وجوديًا.

فكر “الأمة الديمقراطية” يعارض الهيمنة القومية والدينية، ويدعو إلى إعادة توزيع السلطة على جميع أفراد المجتمع، مما يهدد الطبقات الحاكمة التي تستفيد من الانقسامات المجتمعية. انتشار هذه الأفكار كان سيؤدي إلى تقويض الأنظمة السلطوية في تركيا وغيرها من الدول التي تعتمد على فرض سيطرتها من خلال إثارة التفرقة بين الشعوب المختلفة.

الخوف من فكر التعايش والعدالة

الدول المتآمرة ضد أوجلان كانت تدرك أن نجاح رؤيته سيؤدي إلى فقدانها لمكاسبها السياسية والاقتصادية. الأنظمة التي تعتمد على السيطرة بالقوة والتمييز بين الشعوب خشيت من أن تؤدي الديمقراطية الحقيقية والتعايش السلمي إلى نهاية سيطرتها. لم يكن الخوف من انتشار فكر أوجلان نابعًا فقط من كونه زعيمًا كرديًا، بل لأنه كان يعبر عن إرادة شعبية عالمية تسعى للتغيير الجذري.

أوجلان: قائد من أجل السلام

على الرغم من اعتقاله، لا يزال عبد الله أوجلان رمزًا للنضال من أجل السلام والعدالة. رؤيته الإنسانية تتجاوز حدود الصراع الكردي التركي وتصل إلى مختلف مناطق العالم التي تعاني من التفرقة والاضطهاد. إن دعوته إلى الديمقراطية الحقيقية والتعايش العادل تجعل منه شخصية عالمية تسعى لتغيير قواعد اللعبة السياسية، وتحقيق توازن جديد مبني على العدالة والمساواة، بعيدًا عن النزاعات والتقسيمات التي تعمق معاناة الشعوب.

الخاتمة

عبد الله أوجلان هو قائد إنساني يمثل الأمل لشعوب العالم التي تعاني من الظلم والقمع. فكره حول “الأمة الديمقراطية” هو دعوة لتحقيق السلام العادل والدائم، ويقدم حلولًا مبتكرة تتجاوز الفوضى السياسية في الشرق الأوسط. في النهاية، كان الخوف من هذا الفكر الإنساني هو ما دفع الدول المتآمرة إلى محاولة إسكات صوته، ولكن رسالته لا تزال حية، تلهم الملايين في كل أنحاء العالم.

بقلم…..[علي عيسو ]