“المؤامرة الدولية لإستمرار احتجاز عبدالله أوجلان جزء من صراع القوي الدولية وأدوات ضغط متبادلة مابين تركيا والدول الكبري”

رامي زهدي-سياسي مصري-مهتم بالقضية الكردية
تعتبر عملية اختطاف القائد عبد الله أوجلان من كينيا ونقله لسجن امرالي في تركيا من أكبر المؤامرات الدولية التي شهدها العصر الحديث، حيث تحالف عدد من أكبر أجهزة الاستخبارات في العالم لاعتقال مناضل ينادي بحقوق شعبه، ولم تثبت أي أدلة إتهام ضده أكثر من كونه مفكرا سياسيا ينشر أفكاره، ويملك الجميع التوافق مع فكره ام لا، هي في النهاية حريات كان يجب ان تقدر وتحترم، لا ان تسجن وتعتقل العقول.
السيد عبد الله أوجلان تعرض ومازال لظلم وتأمر ولكن بدرجات متفاوتة، ما بين الفعل المباشر مثل المخابرات التركية والمخابرات الأمريكية التي لعبت دوراً في خلق بيئة لعدم استقبال عبد الله أوجلان من المناطق التي تواجد فيها منذ ما قبل عام ١٩٩٨، وخاصة سوريا حيث الضغط على السلطات السورية بضرورة إخراج عبد الله أوجلان من الأراضي السورية والسماح للدولة التركية بممارسة الضغط على النظام السوري، او المخابرات الإسرائيلية أيضا والتي كانت ضالعة في المؤامرة ضد أوجلان لأنها كانت طوال الوقت تراقب الرجل وترسل تقارير استخباراتية إلى تركيا عن تحركات أوجلان، استناداً على التنسيق الاستخباراتي والعسكري بين البلدين والذي بدأ منذ ستينات القرن العشرين، واتفاقيات عسكرية تقوم على فكرة التبادل الاستخباري.، واليونان أيضا تورطت في هذه العملية لأن أوجلان خرج إلى كينيا بناء علي مساعدة دبلوماسيين يونانيين وبالتالى خطواته كانت مرصودة من قبل تركيا.
أن كل من عملية اختطاف القائد عبد الله أوجلان من كينيا عبر طائرة إلى سجون الاحتلال التركي أو مؤامرة استمرار سجنه واحتجازه حتى الآن، وفي كلا الحالتين فإن استمرار احتجازه سنده القانوني غير واضح، وغير ملائم سواء لوضعه الصحي أو التهم الموجهة إليه.
ويبدو واضحا وجود مؤامرة لإختطافه وان تلك المؤامرة مستمرة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لاستمرار اعتقاله بشكل غير قانوني وغير انساني، ليصبح هذا الملف ورقة تستخدمها تركيا أو يستخدمها العالم مع تركيا.
بينما وعلى الجانب الآخر توجد مطالبات من العديد من النشطاء حول العالم من جنسيات ودول متعددة لإطلاق سراح السيد أوجلان، وذلك لأن التهم المنسوبة إليه وطريقة إختطافه نفسها تمت بشكل غير قانوني.، حتي ان حملات متعددة ظهرت في العالم،أبرزها الحملة العالمية التي شاركت بها 74 دولة، وشخصيات عامة وسياسين ورجال دين وغيرهم تحت اسم (الحرية لأوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية) و للمطالبة بحتمية خروج السيد أوجلان من محبسه ولحين حدوث ذلك يجب ان يسمح للسيد اوجلان بظروف انسانية وصحية عادلة وان يسمح له بإستقبال محاميه وزائرين من أهله للإطمئنان عليه.
ويظل السيد اوجلان يحمل رمزية وإشارة خاصة عن قضية الأكراد التاريخية وإن ظلت التفاصيل تختلف ما بين الكرد في كل دولة، خاصة وإن المناخ السياسي والمجتمعي، والاقتصادي، وكذلك الظروف الأمنية مختلفة من دولة لأخرى.
و لم يكن أبداً ولن يكون موقف الدول الأوروبية أو القوى الدولية المؤثرة حيادياً أو متصفاً بالعدل، حيث دائماً ما تتغير المواقف، والأحكام حسب المصالح، وأرى أن الكرد لم يكونوا من قبل إرهابيين، ولن يكونوا أبداً، وعليهم أن يثقوا بأنفسهم، ويخاطبوا الشعوب الأخرى بديلاً عن حكومات الدول، التي تتحرك حسب ما ترى مصالحها ولو على حساب الإنسانية أو العدالة.
و أرى أن إستمرار القضية الكردية، ورمزية ودلالة استمرار اختطاف السيد اوجلان دون حل، سوف يكلف المنطقة والمجتمع الدولي ثمناً باهظاََ جداً.، وان تعطيل طاقات الأكراد يضر بأمن وسلم وتنمية المنطقة وإقتصادها.
أخيرا، مطلوب من الشعوب العربية والكردية إعلاء روح التعاون والتكامل وتشاركية الأوطان، وإعلاء قومية الجغرافيا فوق فكرة القومية ، التي لم تكن مناسبة، أو ناجحة فيما مضى، ولن تكون أبداً مواكبة للواقع وطموحات الشعوب فيما هو قادم، التعاون والتكامل بيننا جميعاً كشركاء في الأوطان، وفي الجغرافيا، هو الأهم فوق كل قومية أو لغة أو دين، ونتفهم جميعاً أن الاختلاف قوة وتكامل، وليس سبباً لخلاف، أو لتنافر.
وكوني سياسي مصري عربي، مهتم بالقضية الكردية، فإني داعم ايضا للحملة العالمية المطالبة بخروج أوجلان وانهاء ابقائه قيد حبس غير قانوني وغير انساني وكذلك ادعم الجهود السياسية لحل منصف للقضية الكردية والتي يؤثر استمرارها كأزمة سياسية ومجتمعية كبيرة علي أمن وسلم المنطقة والعالم.