المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

​​​​​​​”قبل المؤامرة أيضاً وجّه القائد آبو تحذيراً”

181

أشار محمد منير شيخو الذي بقي برفقة القائد عبدالله أوجلان 6 سنوات إلى أنّ القائد أوجلان قد قال قبل انطلاق المؤامرة: “إنّنا نسير على حدّ السيف وإن ارتكبنا أي خطأ فإنّ هذا السيف سيقطّعنا”.

تعرّف المواطن العفريني محمد منير شيخو إلى حركة التحرّر الكردستانيّة عام 1985 عن طريق والده، ومع الوقت، انخرط في أعمال الحركة وتدرّب مع 5 من رفاقه من جهة ووزّع المنشورات والكتب في المجتمع بشكلٍ سرّي وعرضوا فيديوهات القائد عبدالله أوجلان وعمليات الكريلا للناس من جهةٍ أخرى.

 وبدأ محمد منير شيخو بزيارة دمشق منذ عام 1992 لتسيير الأعمال الثوريّة، وفي إحدى المرّات، زار المدرسة المركزيّة لحزب العمال الكردستاني، وقد أراد الالتقاء بالقائد عبدالله أوجلان منذ زيارته الأولى لكن لم يحالفه الحظ حينها، لكنّه التقى به في زياراته اللاحقة.

“تحدّث معي لـ 45 دقيقة”

وتحدّث محمد منير شيخو عن لقائه الأوّل بالقائد عبدالله أوجلان قائلاً: “كنت أتحدّث مع الرفاق، فرأيت أنّهم قد بدأوا فجأة بالتحرك، وبينما أنا في حيرة مما يجري نظرت نحو الباب، فرأيت القائد، فاندهشت واحترت أين اتّجه، وبعد أن حيّا الجميع، تقدّم نحوي وقال’ من هو هذا الرفيق؟‘ فقدّمني الرفاق إليه فقال القائد’ لقد حدّثني الرفاق عنك سابقاً‘ ثمّ سأل عن أحوالي وقال’ ما تفعله مقدّس، وعليك التفكير بعمق أكثر، ويمكنك مقابلتي وقتما تشاء، اعتني بعملك‘ لقد تحدّث معي لـ 45 دقيقة، ثمّ التقيت به عدّة مرات في أماكن مختلفة، لذا كنت محظوظاً جدّاً”.

“أعدّت تنظيم حياتي بعد أن انتقدني”

وروى شيخو إحدى ذكرياته مع القائد عبدالله أوجلان والتي يعتبرها درساً له وقال: “كنت أنقل الرفاق بالسيارة، وكنت أقود السيّارة بسرعة كبيرة من أجل إنجاز العمل بسرعة، دون أن أدرك أنّني أعرّض حياتي وحياة الرفاق للخطر، فانتقد القائد أسلوبي هذا في إحدى الأيام وقال’ إنّ هذا العمل يتطلّب وقتاً طويلاً، وهو ليس عملٌ يمكن إنهاؤه مرّةً واحد وبسرعة، فلو حدث مكروه لك أو للرفاق بسبب تلك السرعة، بماذا تكون قد أفدّت الحزب ‘فاعتذرت وفكّرت مليّاً وأعدّت النظر بجميع تصرفاتي وأعدّت تنظيم حياتي من جديد”.  

“لم تكن هناك دقيقة واحدة من وقت القائد فارغة”

لقد تأثّر محمد منير شيخو بأسلوب القائد عبدالله أوجلان جدّاً وقد علّق على هذا الأمر قائلاً: “لم تكن هناك دقيقة واحدة من وقت القائد فارغة، كان يقرأ ويستقبل ضيوفه ليلاً ونهاراً، كان القائد يطالبنا بالتخطيط لجميع أعمالنا، وكان دائم التحدّث عن المساواة والأخوّة والحريّة، كان يقول’ تجبرنا الدولة التركيّة المستبدّة على القتال، لذا سندافع عن أنفسنا، لكن ليست لدينا أي مشكلة مع الشعب التركي‘”.

“التقيت بالقائد قبل 3 أشهر من المؤامرة”

كانت المرّة الأخيرة التي التقى فيها محمد منير شيخو بالقائد أوجلان، قبل 3 أشهر من بدء المؤامرة الدوليّة بحقه، وأشار شيخو إلى أنّ القائد كان مشغولاً جدّاً آنذاك وكان يقيّم الوضع وتابع حديثه قائلاً: “حينها كانت السلطات التركيّة تهدّد سوريا على الحدود، وكان القائد آبو يقول’ إنّنا نسير بين أفواه الأسد وأي خطأ منّا هذا الأسد سيلتهمنا، إنّنا نسير على حدّ السيف وإنّ ارتكبنا أي خطأ، هذا السيف سيقطّعنا‘ لم يكن القائد يريد سفك الدماء لذا غادر سوريا”.

اعتُقل مع 7 من رفاقه

تغيّرت الأصوات السياسيّة وسياسات حكومة دمشق بعد مغادرة القائد عبدالله أوجلان لسوريا، وبدأت بقمع الشعب، وطال هذا القمع محمد منير شيخو أيضاً، فبعد 3 أشهر من بدء المؤامرة (كانون الثاني عام 2000) تعرّض شيخو للاعتقال على يد قوات حكومة دمشق، مع 7 من رفاقه، واعتُقل في سجون حلب، دمشق، الفيحاء، عدرا وصيدنايا، متعرّضاً فيها لتعذيب جسدي ونفسيّ عنيف.

“كان يتابع القضيّة شخص يتحدّث باللغة التركيّة”

في عام 2001، قُدّم شيخو ورفاقه إلى المحكمة 3 مرّات خلال شهر واحد، وكشف شيخو عن وجود شخص يتحدّث باللغة التركيّة في المحكمة وتابع حديثه قائلاً: “استغربت ذلك، فكيف يمكن لشخص تركي أن يكون حاضراً في محكمة سوريّة ويتابع القضيّة، لقد أطلق سراح 6 رفاق منّا، وبقي رفيق واحد”.

 “فشل المتآمرون”

ذكر محمد منير شيخو أنّه عندما تمّ إطلاق سراحه، كان قد تمّ تسليم القائد عبدالله أوجلان لدولة الاحتلال التركي، لكنّه واصل نضاله سرّاً من حيث توقّف، وفي هذه الأثناء، انضمّ أبناؤه إلى صفوف النضال في سبيل تحرير كردستان، وعندما انطلقت الثورة في روج آفا، سارع شيخو إلى المشاركة في الأعمال والأنشطة الثوريّة ولا يزال يواصل عمله هذا.

وأشار شيخو إلى فشل المتآمرين فنموذج القائد آبو قد انتشرت في العالم أجمع وقال: “شعب روج آفا محظوظ لأنّه تعرّف على القائد آبو، فهذه الثورة انطلقت بفضل أفكاره وعلينا الحفاظ على هذا الإرث”.