المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

خبراء عن تخاذل المنظمات الدولية بخصوص قضية القائد: مسيّسة تنفذ أجندات الجهات المموّلة

262

أدان خبراء وباحثون مصريون المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان التي حيكت أولى خيوطها في 9 تشرين الأول من العام 1998، واعتبروا أن ما تعرض له أوجلان دليل على ازدواجية المعايير الدولية وسياسة الكيل بمكيالين في المجتمع الدولي، وتقديم المصالح السياسية والمؤامرات على القيم والمبادىء والأخلاق.

تستمر العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان والتي كانت نتاج المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد أوجلان وشعوب المنطقة من خلاله.

ازدواجية المعايير

الكاتب المصري المهتم بقضايا الأقليات بالشرق الأوسط، إيهاب عطا أكد خلال حديث لوكالتنا، أنه “لا يمكن النظر إلى قضية الزعيم عبد الله أوجلان بمعزل عن واقع حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط والتي تحتاج إلى إعادة تقييم في ظل متغيرات إقليمية ودولية بدلت الموازين والمعايير فأصبح الكيل بمكيالين هو المبدأ السائد في معظم قضايا حقوق الإنسان”.

وقال لوكالتنا: “قضية عبدالله أوجلان جزء من هذه السياسة، فالرجل السبعيني المعتقل في سجن انفرادي ومحروم من كل حقوقه التي كفلها القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتم استخدام قضيته أحيانا كورقة ضغط على تركيا لتحقيق مصالح سياسية معينة ويتم تجاهلها معظم الأوقات لمصالح سياسية أيضا”.

وبحسب عطا فإن “أوجلان يواجه الموت البطىء في تركيا، وذلك بالنظر إلى الظروف القاسية التي يواجهها في السجن المشدد بجزيرة ايمرالي التركية في البحر المتوسط، والانتهاكات التي يتعرض لها من الإدارة التركية الحالية”.

سياسة المصالح

وحول صمت منظمات حقوق الإنسان، يرى الباحث في شؤون الأقليات أن “معظم هذه المنظمات مسيسة وتنفذ أجندات الجهات الممولة والمانحة، والتي عادة ما تستخدمها ضد حكومات بعينها في ظروف وأوقات خاصة كورقة ضغط، فنجد مثلاً في تركيا نفسها مفوضية حقوق اللاجئين ومفوضية حقوق الإنسان تخلت عن دورها فعلياً لصالح الحكومة التركية، وما عليك إلا أن تحاول الاتصال بها لتجد رداً غير متوقعاً أنها توقفت عن خدماتها في تركيا منذ2018”.

وأشار إلى أنه “لا يجب أن ننظر إلى منظمات حقوق الإنسان المحلي والإقليمي والدولي منها، على أنها منظمات مثالية أو تؤدي دورها المعلن والتي أنشئت من أجله، فهي مجرد ورقة ضغط تستخدم كفزاعة في أوقات معينة وفي قضايا محددة دون غيرها، ولن يكون من المستغرب تخاذل تلك المنظمات الحقوقية الدولية في قضية أوجلان، في ظل مواءمات ومصالح مشتركة واتفاقيات معلنة وغير معلنة، فلا مانع أن تتغاضى تلك المنظمات عن قصة أوجلان طالما أن النظام التركي يستجيب لشروط أخرى تفرضها دول أوروبا وأمريكا”.

أبعاد المؤامرة

بدوره، يرى الكاتب والمؤرخ المصري علي أبو الخير أن “أبعاد المؤامرة الدولية على أوجلان باتت أكثر وضوحا”.

وقال لوكالتنا “تلك المؤامرة التي تورطت فيها أكبر قوى الهيمنة العالمية والتي بدأت بأسر القائد أوجلان لا زالت مستمرة إلى يومنا الراهن ضد شعوب الشرق الأوسط ورسم مستقبلها حسب مصالح قوى الهيمنة”.

وأشار إلى أن” تلك القوى استطاعت أسر القائد بدنياً، ولكنها لم تتمكن من أسره فكرياً، أو كسر إرادته في توجيه الشعوب إلى السبيل الذي ينهي استعبادها واستغلالها، لافتا إلى أن أوجلان حمل على عاتقه مهمة الدفاع عن حقوق الشعوب، واستطاع تجاوز كل المعوقات والحواجز الموضوعة أمام إيصال فلسفته وأفكاره إلى الشعوب”.

وأضاف : ” لقد وجدت قوى الهيمنة أن فكر ورؤى أوجلان ستشكل عقبة أمام ما تخططه لمنطقة الشرق الأوسط وشعوبها، لذا قررت تحييده، وسلمته إلى النظام التركي، مما يدل على أن المخطط والمنفذ أكبر من الدولة التركية، حيث وضعت تلك القوى نظاماً خاصاً للقائد الأسير في سجن منفرد في جزيرة نائية معزولة عن العالم، ولا زالت تشرف عليه جاعلين من النظام التركي واجهة لكافة ممارساتها”.

وبحسب المؤرخ المصري فإن “مؤامرة اعتقال أوجلان، لم تكن سوى حلقة في سلسلة مؤامرات تعرضت لها شعوب المنطقة، وعلى رأسهم الشعب الكردي”.