المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

أبو خولة وخطط وأهداف الأطراف الداعمة له.

141

المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله أوجلان

فرزندا منذر

تحرك (قسد) لمحاسبة أحمد خبيل:

لم يأت تحرك (قسد) لمحاسبة أحمد خبيل، الملقب ب أبي خولة، من العبث، فهناك أسباب عدة جعلت قسد تبنّي هذا الموقف تجاه أبي خولة، وهي أسباب متشابكة تصب في خانة العديد من الأطراف المعادية لأخوة الشعوب، والعيش المشترك في ظل أمة ديمقراطية، أساسها العدل والمساواة، وضمان حقوق الأفراد، وهي غاية في الأهمية.

فأبو خولة، والذي كان يشغل منصب القائد في المجلس العسكري، لقوات سورية الديمقراطية في دير الزور، قد استغل منصبه القيادي، أسوأ استغلال، ولعل أهم تلك الأسباب، وهي على سبيل العد لا الحصر، تجارة المخدرات، وتهريب المحروقات إلى غرب الفرات، وتسهيل نشاط خلايا داعش، والتواصل مع الدولة التركية، والنظام البعثي الفاشي، وميليشيات إيران، ناهيك عن حوادث القتل والاغتصاب والنهب والتلاعب بأرزاق الأهالي في دير الزور.

وبناءً على طلب شيوخ وشرفاء أبناء دير الزور، استدعت (قسد) هذا العنصر الفاسد والمتميز بالذهنية العصاباتية المتواطئة، والمشبوهة، لإجراء التحقيق معه، ومن ثم محاسبته، بعد أن تتم إدانته بالأدلة والبراهين.

موقف الأطراف الداعمة ل أحمد خبيل:

ولم يكن الموقف الذي اتخذته الأطراف الداعمة ل أبي خولة مثيراً للجدل، لأنه موقف معهود عليه في أجندة أعداء الإنسانية.  والتي قوامها إثارة الفتن والقلاقل بين أبناء الشعب الواحد، ضماناً، وحفاظاً على مصالحها.

ولهذا فلم يكن الموقف الذي اتخذه النظام البعثي ، والفاشية التركية الداعمة لهذا اللص المجرم ، صادماً ل قسد ، ولكل الشرفاء والوطنيين من كافة شرائح وطوائف أبناء سورية ، ولم يعد دعم ميليشيات إيران ، وخلايا داعش ، والدور اللاإنساني الذي لعبته روسيا من خلف الستار في هذا الحدث ، خافياً على أي أمرئ ، ولم يكن قلب وجه الحقيقة ، والتشدق بأن ما يجري في دير الزور ، ليس سوى قضية حرب عربية – كردية ، إثر تمرد العشائر العربية ضد الكرد الانفصاليين ، مفاجئاً لأي أحد ، وهدفهم من كل ذلك هو إثارة القلاقل وإشعال نار الفتنة بين الكرد والعرب

محاولة هزيمة قسد توحد الأطراف الداعمة لنار الفتنة، في جبهة واحدة:

والذي يوحد بين تلك الأطراف والقوى المتناقضة ، والتي باتت أشبه بالزيت المنسكب على نار الفتنة بين أبناء الشعب السوري الواحد ، بكافة فئاته وطوائفه ومذاهبه ، والمتعايش سلمياً منذ عقود من الزمن ، هو هزيمة ( قسد ) في دير الزور ، فتلك الهزيمة المتخيلة ، تترجم عن النصر الأعظم لجميعهم  ،هذا حسب لغتهم، ولا سيما لرأس الحربة ، النظام السوري البعثي  ، والذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة ، بالإضافة إلى محاولته لإبعاد الأنظار المحلية والدولية والعالمية  عن الأحداث والمظاهرات السلمية الجارية في السويداء ودرعا ، والمطالبة بإسقاط النظام ،وبإقامة إدارة ذاتية على غرار الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية ، وبالتالي إلى إطالة عمر النظام .

وأما هدف أمير المؤمنين (أردوغان)، طاغية الدولة التركية الفاشية، فهو واضح للعيان، ولم يعد خافياً على أحد، وهو متمثل في إضعاف الإدارة الذاتية، والإساءة لمنجزاتها، وبالتالي محاولة القضاء عليها في أية فرصة سانحة.

وأما النظام الإيراني الملالي، فمرامه من ذلك لا يقل سفالة من هدف سابقيه، فهو يحاول وبشتى الوسائل إبعاد الخطر الأمريكي على وجوده في سورية، ومحاولة إلهائه بحروب واشتباكات لا تحصى، وفي حال نجاحه في تحقيق ما يصبو إليه، يكون قد ضمن لنفسه في إيران، النجاة من أية هجمة محتملة تأتيه على حين غرة.

وروسيا، فهي المستفيد الأكبر من كل هذا وذاك، ولأنها بذلك تلحق ضربة قاصمة لأمريكا في شمال وشرق سورية، كون إخراج أمريكا من الدير الزور، يعني فتحاً مبيناً، ونصراً معنوياً وسياسياً لها من جهة، ويغير في الجيو استراتيجية المنطقة، والتي تحمل في مدلولها تبعات إقليمية وعالمية من جهة أخرى.

المستفيد الرائد من انتصار (قسد) على هذه الجبهة:

وبلا ريب ، فالمستفيد الأول والأخير من إحراز قسد النصر على هذه الثلة ،ثلة اللصوص وتجار دماء الآمنين من أبناء شعبنا المسالم ، والمتعطش للسلام والديمقراطية وأخوة الشعوب ،ومن نجاحها في إفشال خطة هذه الجبهة التي لا تمثل إلا إرادة مجموعة من أفراد عصابة قذرة ، هو دير الزور ، حيث سيعيش أبناؤها في أمن وسلم واستقرار وكرامة ، لأنها ستشهد مرحلة بناء جديدة ، فالإدارة الذاتية الديمقراطية ، ستقدم خدمات جليلة ، لا تقل أهمية عما تقدمها لكافة مقاطعات شمال وشرق سورية ، وستعمل على إعادة الثقة ورفع المعنويات لديهم بقوات سورية الديمقراطية ( قسد ) ،حيث سيتم دعمها أكثر من السابق ، أملاً بتحرير المناطق المحتلة (عفربن، سرى كانية ، تل أبيض)

نجاح (قسد) في إخماد نار الفتنة المُختلقة، هو نصر بحد ذاته:

ولو حللنا انتصار قسد على هذه المجموعات الإرهابية، وعلى ثلة اللصوص المرتزقة، ونجاحها في إخماد نار الفتنة المُختلقة بين الكرد والعرب، لاستنتجنا بأن ما حققته هو بحد ذاته نصر مؤزر، وهذا ما سيخلق ثقلاً إقليميا وعالميا عظيماً لقوات سورية الديمقراطية، ومكانةً مثلى للإدارة الذاتية الديمقراطية، والتي ستتحول إلى نموذج يحتذى به، باعتبارها تجربة جديرة بالاحترام والتقدير والاحتذاء.

وبهذا ستبقى العلاقات العربية- الكردية وطيدة لا تبالي بزوابع القلاقل والفتن، وما هذا التكاتف الذي شمل الكرد والعرب والسريان والأرمن والآشور، وباقي المكونات والثقافات في شمال وشرق سورية، إلا أعظم مؤشر على وعيهم واستيعابهم لفحوى هذه الفتنة، ولآثارها السلبية المنعكسة على الجميع، وخير دليل على وحدتهم كالبنيان المرصوص، في إطار حمايتهم وتطويرهم لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.