المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مؤرخ مصري: أطروحة أوجلان حول كونفدرالية شعوب الشرق الأوسط فكرة قابلة للتطبيق

649

أكد الكاتب والمؤرخ المصري علي أبو الخير أن فكرة كونفدرالية الشعوب المطروحة في فكر القائد عبد الله أوجلان قابلة للتطبيق؛ لأن الدول في الشرق الأوسط متناسقة الأديان ومتجاورة جغرافياً، وبالتالي يمكنها الحياة في حالة أفضل.

قسّمت اتفاقية لوزان وسايكس بيكو كردستان والدول العربية وأنشأت دولاً قومية – عربية – تركية – يهودية؛ بهدف تحويل المنطقة إلى منطقة حروب بين تلك المكونات، وذلك بدفع من الدول المهيمنة.

وبغية الوقوف في وجه هذا المخطط الذي أدمى الشرق الأوسط، دعا القائد عبد الله أوجلان إلى لوزان جديدة بين الشعوب وهي (لوزان اجتماعية) قائمة على اتحاد جميع شعوب الشرق الأوسط، ضمن كونفدرالية ديمقراطية للشرق الأوسط، مناهضة لاتفاقية لوزان التي صاغتها الدول المهيمنة، فكيف يمكن تطبيق هذه الكونفدرالية؟ وما تأثير ذلك على مستقبل المنطقة من خلال بناء تكامل سياسي اقتصادي اجتماعي؟ وما الطريقة المُثلى ليتجاوز الشرق الأوسط أزماته؟

لوزان الشعوب

وفي هذا الصدد، أكد المؤرخ المصري علي أبو الخير أن: “مصطلح لوزان الشعوب فكرة جديدة ونبيلة من القائد عبد الله أوجلان”.

وأوضح لوكالتنا: “لوزان الحكومات القديمة عام 1923 أدت لتفكك وضعف الدول التي استقلت من خلالها، حيث اشتعلت حروب بين الدول التي استقلت عن الخلافة العثمانية، وقبلها كانت اتفاقية سايكس بيكو وقبلها الاتفاق بين إنجلترا وفرنسا فيما يعرف بالاتفاق الودّي عام 1904؛ لتقسيم المنطقة العربية”.

وأشار إلى أن: “جميع تلك الاتفاقات الحكومية الاستعمارية لم تظلم الشعب الكردي فقط، ولكنها أيضاً ظلمت الحكومات العربية والتركية، حيث اشتعلت الحروب بين تركيا وسوريا وبين العراق وإيران ثم بين العراق والعرب بعد غزو الكويت وتهديد المنطقة الخليجية، هذا بالإضافة إلى انشاء وتأسيس الدولة الإسرائيلية عام 1948”.

ولفت إلى أن: “كل هذا الاستطراد يقودنا إلى الدفاع عن الفكرة الحديدية الرائعة لوزان الشعوب؛ لأن الشعوب قائمة ودائمة والحكومات زائلة، فالشعب الكردي على الرغم من أنه مقسّم وموزّع بين دول مختلفة، لكنه شعب مستمر وموجود على أرضه الممتدة وجغرافيته المستقرة، وربما أكثر استقراراً من باقي الشعوب في المنطقة التي توجد فيها حكومات وطنية”.

كونفدرالية الشرق الأوسط

يعتقد المؤرخ المصري “أن فكرة لوزان مجتمعي، فكرة جيدة وتهدف لوجود كونفدرالية تشمل كل دول المنطقة، بحيث تقوم الحكومات بتحقيق هدف واحد هو الانعتاق الذاتي للشعوب من هيمنة الدول الكبرى وتحقيق الاستقرار بين الشعوب، فلا تشتعلُ حرباً بين دول الكونفدرالية”.

وأكد أن “الأهم هو وجود ديمقراطية حقيقية نابعة من الشعوب، لافتاً إلى أنه في الإطار المجتمعي يمكن تحقيق مكاسب منها تأسيس وبناء تكامل اقتصادي واجتماعي، مؤكداً أن هذا التكامل هو الذي يمنع الدول من التدخّل في الشان المجتمعي الداخل ضمن الإطار الكونفدرالي”.

واعتبر المؤرخ المصري أن الوصول إلى هذه الفكرة الديمقراطية وتحقيق كونفدرالية بين شعب المنطقة، يمثل الأمل والحلم الذي يجب السعي من أجله تحقيقه، لافتاً في الوقت نفسه إلى ضرورة السعي لإطلاق سراح الزعيم الكردي عبد الله أوجلان؛ لأنه أفضل من يستطيع تحقيق فكرته على أرض الواقع”.

عزلة أوجلان

وشدد أبو الخير على أن “العزلة التامة المفروضة على القائد والزعيم عبد الله أوجلان مقصودة تماماً؛ لمنع أفكاره من الوصول إلى شعب المنطقة، مشيراً إلى أن القوى المناهضة لحق الشعوب في الحرية تخشى من رؤية أوجلان لحل مشكلات الشرق الأوسط المتمثلة في قيم الحرية والإخاء والديمقراطية”.

وتابع: “لم تجد تركيا سوى فرض العزلة على أوجلان لمنع انتشار أفكاره، سواء داخل تركيا أو خارجها، لافتاً إلى أن النظم المستبدة لا تريد سوى تثبيت سلطانها، فكان من الطبيعي حجب الفكر الأوجلاني عن العالم وعزله عن شعبه وبقية الشعوب الراغبة في نشر التسامح في ربوع الأرض”.

ويرى أبو الخير أن “هناك تجاهل عالمي لقضية أوجلان ودعوات الإفراج عنه؛ لأن الغرب عادة يتعامل مع المنطقة بغرور استعماري من أجل دوام بقاء إسرائيل، وبالتالي تتجاهل الحكومات الأوروبية الأميركية كل دعوى ديمقراطية حقيقية؛ لأنها تؤدي إلى زوال الحجج الاستعمارية، لافتاً إلى أنه من الطبيعي أن تكون مؤسسات المجتمع الدولي تابعة للقوى الكبرى ولا يرجى منها الخير”.

وشدد المؤرخ على أنه “لا بد من شرح القضية التي عزل أوجلان بسببها والسعي للإفراج عنه والأهم هو نشر فكره الذي لا يمكن عزله عن أحرار العالم”.

وأكد أن “الكونفدرالية الديمقراطية، حسب الطرح الذي قدّمه القائد عبد الله أوجلان تعتبر ملاذاً أمناً لتخطي الصعاب بين دول المنطقة بصفة عامة”.

ويعتقد أن “الحالة الكونفدرالية المطروحة في فكر أوجلان جيدة؛ لأن الدول في الشرق الأوسط متناسقة الأديان ومتجاورة جغرافيا ومن ثم يمكنها الحياة في حالة أفضل بكثير، حيث توفر الكونفدرالية الاستقلال السياسي لكل دولة في نطاقها المحلي، ولكن تتحد مع الدولة الكونفدرالية في جيش موحد وعملة موحدة والتنسيق فيما بينهم حول السياسة العامة مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية، بحيث تكون سياسة تنسيقية بين الدول التي تؤسس الدولة الديمقراطية المقترحة”.

وتوقّع المؤرخ المصري أن “تواجه فكرة الكونفدرالية في الشرق الأوسط حال تطبيقها، عقبات هائلة حتى ظهورها للوجود، مثل رفض حكومات المنطقة للفكرة وأيضاً تآمر الدول الكبرى عليها ومحاولة عرقلتها، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأمر ليس مستحيلاً إذا توحدت الرؤى الشعبية والنخب الثقافية للدعوة التي أطلقها عبد الله اوجلان والترويج لها إعلامياً وشعبياً”.