المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

“الظروف في إمرالي أكثر قسوة وصعوبة بكثير من الظروف في جزيرة روبن”

174

أعرب البرلماني السويسري الدكتور بيبه سافاري-بوريولي، عن ردة فعله حيال العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان، وقال: “إن الظروف في إمرالي أكثر قسوة وصعوبة بكثير من الظروف في جزيرة روبن حيث بقي فيها نيلسون مانديلا أسيراً على مدى 27 عاماً”.

قيّم نائب برلمان كانتون تيتسينو السويسرية ورئيس رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية (IPPNW)وأيضاً أحد أعضاء اللجنة الدولية لحرية عبد الله أوجلان د بيبه سافاري-بوريولي العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان من خلال برنامج جدول أعمال أوروبا الذي يبث على فضائية مديا خبر(Medya Haber).

الظروف في إمرالي أكثر قسوة من الظروف في جزيرة روبن

وأوضح بيبه سافاري-بوريولي إن الممارسات التي ينفذ بحق عبد الله أوجلان غير إنسانية تماماً ومخالفة لجميع القواعد القانونية، وقال: تحدثنا اليوم مع السيد ديك مارتي، المدعي الفيدرالي السويسري السابق والمدافع عن حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، حول العزلة المفروضة على السيد عبد الله أوجلان، ونتفق كلانا على أن ظروف أسر عبد الله أوجلان غير إنسانية وغير قانونية على الإطلاق.

يشبه موقف عبد الله أوجلان إلى حد ما موقف نيلسون مانديلا، في رأيي، الظروف في إمرالي أكثر قسوة وصعوبة بكثير من الظروف في جزيرة روبن في جنوب إفريقيا حيث بقي فيها نيلسون مانديلا أسيراً، نحن نعلم جيداً أن طرق الحل في جنوب إفريقيا بدأت بحرية مانديلا، وعندما أطلق سراح مانديلا، كان رئيس الوزراء إف دبليو دي كليرك على رأس الحكم في جنوب إفريقيا، وكان أكثر تقدمية من أردوغان، بصراحة، الشيء الذي شعرني بالارتياح قليلاً بشأن وضع السيد أوجلان هو أن السيد ديك مارتي، الذي يتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع مجلس أوروبا، قال لي: “على أي حال، فإن مجلس أوروبا يراقب وضع عبد الله أوجلان”، وأعتقد أن مجلس أوروبا لم يشارك هذا الوضع بسبب العلاقات الدبلوماسية، ولكن بعدم وجود أي مؤشرات حيوية من السيد أوجلان منذ 27 شهراً وحقيقة عدم تلقي أية معلومات عنه مما يجعلني قلقاً للغاية”.

أردوغان يبتز الجميع من خلال العزلة

ونوه سافاري، أن أردوغان يبتز الجميع من خلال العزلة، قائلاً: “لقد فعل نفس الابتزاز الذي فعله لفنلندا والسويد، اللتين أرادا مؤخراً الانضمام إلى الناتو، يعتبر أردوغان هو القائد العام لثاني أكبر وأهم جيش في الناتو بعد الجيش الأمريكي، ولذلك فإنه يبتز الدول الأوروبية خاصة من خلال استغلال أوضاع اللاجئين السوريين، ويتصرف بقوله “سأفتح الحدود للاجئين، سترى ما سيحدث”.

علاوة على ذلك، على الرغم من أن معظم إنتاج الأسلحة التركية يتم الآن في تركيا، أعتقد أن أردوغان عميل جيد لبعض الصناعات الأوروبية، لكن أردوغان يستخدم الابتزاز كاستراتيجية، يوجد طرق عديدة أمام الدول الأوروبية لتقديم نصائح أفضل لتركيا، التي تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنهم لا يفعلون، إن ألمانيا، حيث تعيش جالية تركية كبيرة، هي بالتأكيد دولة كانت لها أكبر علاقات وتأثير على تركيا وأردوغان، على الرغم من ذلك، يبدو لي أن ألمانيا لا تفعل شيئاً ضد أردوغان، على وزير الخارجية الألمانية أن يتخذ خطوات أكثر صرامة ضد أردوغان.

لم يسمحوا لنا بإجراء تحقيق عن الأسلحة الكيماوية

وصرح د.  بيبه سافاري بوريولي إن لأوروبا وأمريكا دور في سياسة تركيا تجاه الكرد، وتابع: “بالطبع تتحمل أوروبا المسؤولية في هذا الوضع، لكن أمريكا مسؤولة أيضاً عما حدث، وأمريكا تتبع سياسة النفاق، حيث دعمت أمريكا الكرد في الحرب ضد داعش، وقاتلت الكرد ضد داعش بتقديم تضحيات عظيمة وانتصروا، لم يتحقق الانتصار على داعش بالقنابل الجوية بل بالنضال اليدوي للكرد، بعد أن فعل الكرد ذلك، تُركوا وحدهم.

وبناء على طلب رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية  (IPPNW)في ألمانيا، ذهبت أنا واختصاصيي الأسلحة الكيماوية د. جان فان أكين، الذي حقق في الوقت نفسه في الأسلحة الكيماوية التي استخدمها صدام حسين في حلبجة، إلى السليمانية وإلى حدود تركيا، لكن قائمقام آمدية لم يرغب في السماح لنا بالذهاب إلى المنطقة بناءً على أوامر من السلطات التركية، مدعياً أنه لا يستطيع “ضمان سلامتنا”، وفي الحقيقة، بناء على تعليماتهم، منعنا من الذهاب إلى هناك التي يزعم أنها استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية، للتحقيق ولقاء الأشخاص الذين كنا على اتصال بهم، لهذا السبب، لم نتمكن من الحصول على بعض الأدلة الجادة، وللحصول على أدلة، يمكن للأمم المتحدة وأمينها العام إرسال وفد إلى المنطقة للتحقيق، أوعلى منظمات مثل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) التدخل، يجب أن يكون هناك بلد يطلب هذا التحقيق حتى تتصرف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على أساسها، للأسف، لم نتمكن من العثور على هذا البلد حتى الآن، لا سويسرا ولا ألمانيا، اللتين نحن على علاقة وثيقة بهما، تريدان القيام بذلك، وهذا يؤكد أيضا رأينا بأن الجميع خائفون قليلاً من تركيا التابعة لأردوغان.

لولا الكفاح المسلح لحزب العمال الكردستاني، كانت القضية الكردية ستُنسى

وتابع د. بيبه: “هذه مشكلة قديمة ليس لها إجابة، إنها قضية قديمة جداً حيث وضع رئيس الحكومة الألمانية في ذلك الوقت، هلموت كول، حزب العمال الكردستاني على قائمة الإرهاب من أجل إرضاء تركيا، كما وضع ترامب كوبا على قائمة الدول التي تدعم الإرهاب، لكننا لا نعرف الإرهاب الذي يتحدث عنه، كوبا لم تقتل أميركياً قط، هذه قضية سياسية، مثل ما فعله هلموت كول بحزب العمال الكردستاني، ولا نعرف على أي أساس اتخذ هلموت كول قراره بوضع حزب العمال الكردستاني على قائمة الإرهاب، لطالما رفض حزب العمال الكردستاني الأساليب الإرهابية مثل التهديدات ضد المدنيين والهجمات على المدنيين.

برأيي، الكفاح المسلح لحزب العمال الكردستاني مهم للغاية، لولا اكفاح المسلح لكانت القضية الكردية منسية، لقد أدى وجود الكفاح المسلح هناك إلى تغيير الوضع في جنوب إفريقيا، وخاصة أنغولا، ويمكننا زيادة التدخل العسكري لكوبا في المنطقة، بعبارة أخرى، هناك صراع سياسي ودبلوماسي من جهة، ولكن هناك أيضاً كفاح مسلح، وهو مهم جداً، من جهة أخرى، على الرغم من أن الجيش التركي يتمتع بموارد كبيرة وقوة تكنولوجية، إلا أنه لم يتمكن أبداً من هزيمة مقاومة الشعب الكردي في جنوب كردستان وشمال كردستان التي تمثل قلب كردستان.

أردوغان أراد تحقيق النصر لكنه فشل

وذكر بيبه سافاري بوريولي في نهاية حديثه، أن أردوغان يحاول الاحتفال بالانتصار على الشعب الكردي و لكنه لم ينجح، وقال: “خلال الحملة الانتخابية، سيطر على جميع وسائل الإعلام، كان من الصعب جداً سماع أصوات أخرى أثناء هذه العملية، على الرغم من كل هذا، حصل على 50٪ فقط من الأصوات، لذلك، على الرغم من أنهم يمثلون أقلية في الوقت الحالي، إلا أن هناك قسماً كبيراً في تركيا غير راضٍ عن سياسات أردوغان.

في هذا الصدد، أعتقد أنه من المهم للغاية ممارسة الضغط على أردوغان في الساحة الدولية، وخاصة في الدول الأوروبية، حيث يريد أردوغان الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يمكن للدول الأوروبية ممارسة الضغط على أردوغان لاحترام حقوق الإنسان الأساسية على الأقل.