المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مؤرّخ مصري: فكر أوجلان هو الطريق الوحيد لتكريس قيم التعايش في الشرق الأوسط

142

أكد المؤرخ المصري علي أبو الخير، أن ما يجري من خلافات ومشاكل في المنطقة هو نتاج سياسات الدول الاستعمارية التي كرستها في المنطقة، عبر زرع أنظمة قومية وطائفية بهدف الهيمنة على المنطقة ونهب ثرواتها، وأشار إلى أن فكر القائد أوجلان يمثل الطريق الوحيد لتكريس قيم التعايش في الشرق الأوسط.

عملت الدول الاستعمارية على تقسيم المنطقة إلى دول ذات صبغة قومية وطائفية لكي يسهل عليها احتلال المنطقة وسرقة ثرواتها.

وحسب مراقبين وخبراء، فإن الشرق الأوسط وعموم شعب المنطقة، بحاجة ماسة لتكريس حالة من التعايش عبر الاعتماد على نظرية أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية، لمواجهة المخططات التي تهدف للهيمنة على المنطقة.

ويرى الكاتب والمؤرخ المصري علي أبو الخير، قبل الحديث عن اتفاقية سايكس بيكو، لا بدّ من الإشارة للاتفاق الودّي بين فرنسا وبريطانيا عام ١٩٠٤ والذي حدد مناطق نفوذ كل دولة؛ حيث أصبحت بموجبه الشام والجزائر تابعتين لفرنسا، في حين خضعت مصر والسودان لبريطانيا.

وقال علي أبو الخير لوكالتنا: “إن هذا الاتفاق كان بداية التقسيم بالمنطقة ومهد لتوقيع اتفاقية سايكس بيكو عام ١٩١٦، لافتاً إلى أن الاتفاق اعتمد على تقسيم المنطقة حسب القوميات العرقية، كما ضم أيضاً بعض المناطق لغير عرقها. في كل هذه المحاولات الاستعمارية لم يرد ذكر للشعب الكردي إلا نادراً وتركوا المشكلة لمستقبل قريب”.

وأشار أبو الخير إلى: “أنه عندما ننظر للتاريخ نجد أن المخطط الاستعماري لتقسيم المنطقة بدأ بسايكس بيكو عام ١٩١٦ وبعدها بعام وعد بلفور ١٩١٧ ثم اتفاقية سيفر ١٩٢٠ وبعدها زيادة الهجرة لإسرائيل ثم اتفاقية لوزان عام  1923، لافتاً إلى أنه بتتبّع هذه التواريخ نجد أن المخطط كان يهدف لغرس إسرائيل في قلب الشرق الأوسط مع حرمان الكرد من حقهم في تأسيس دولة، وتوزيعهم كأقلية بأكثر من دولة لتفادي وحدتهم؛ نظراً لكون الكرد شعب مجاهد طوال تاريخه، وكان في أول الصفوف للدفاع عن فلسطين؛ وهو أمر غير مرغوب في الدوائر الاستعمارية”.

مخطط التقسيم

وأشار إلى أن المخطط الاستعماري سعى لترسيخ الفرقة والانقسام بين شعب المنطقة، عن طريق إنشاء دول في الولايات العثمانية، مع تعمّد وجود أقلية مخالفة في العرق داخل هذه الدول لصناعة حالة دائمة من عدم الاستقرار، إضافة إلى تأسيس دول بملوك لا ينتمون للشعب المحكوم.

وعاب المؤرخ المصري على العرب عدم وجود نظرة سياسية منصفة تجاه الكرد والقضية الكردية، على الرغم مما قدمه الكرد للقضايا العربية والإسلامية وما يمثلوه من خط دفاع أول عن العرب تجاه القوى التي تستهدفهم بالمنطقة.

فكر أوجلان هو الحل

وعن إمكانية استعادة قيم التعايش والتآخي بين مكونات المنطقة، يرى المؤرخ المصري: “أن هذا أمر صعب ولكن ليس مستحيلاً، فقيم التعايش بين مكونات المنطقة العربية تحتاج للعودة للقيم الإسلامية والديمقراطية”. لافتاً إلى أن: “هذه القيم جسّدها وعبّر عنها بكل وضوح فكر القائد الكردي عبد الله أوجلان، في فلسفته الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، التي تعتمد على ضرورة التحول من الأسس القومية إلى الإسلام الديمقراطي”.

وبحسب المؤرخ المصري فإن: “الإسلام نفسه وجّه دعوة للحرية والإخاء والتعايش السلمي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بوثيقة المدينة المنورة بعد هجرته مباشرة إليها، وجعلت الوثيقة كل من بداخلها مواطن له حقوقه بصرف النظر عن ديانته؛ فاليهود في المدينة المنورة كان لهم وجوداً حقيقياً في الوثيقة”.