المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

​​​​​​​القائد عبد الله أوجلان: فقط درب التحرير البطوليّ يمكن أن يشكّل طريق الخلاص

211

“يجب تقييم حقيقتنا كشعب على صعيد خصائصنا التاريخيّة أو اليوميّة. فالطريق الذي كان يمكن تحديده له (الشعب) هو فقط طريق التحرير البطولي. وإذا كانت هناك أدنى إمكانيّة للعيش في الجبال، بين الناس وفي العديد من مجالات العمل، ستجدون فرصاً كبيرة للتطوّر”.

 خبر  27 آذار 2023, الأثنين – 02:35 2023-03-27T02:35:00 مركز الأخبار

بمناسبة أسبوع البطولة الذي يصادف الـ 21-28 من آذار، نشارككم هنا جزءاً من التقييمات التي أجراها القائد عبد الله أوجلان عام 1995 بهذا الخصوص.

“بمناسبة الذكرى السنويّة العاشرة لاستشهاد رفيقنا عكيد (معصوم قورقماز) نستذكر شهر آذار وأسبوع البطولة الذي يصادف الـ 21-28 تحديداً بتعريفٍ ثوريّ حقيقي.

جرى تعريف البطولة في أدبيات حزب العمال الكردستاني بشكلٍ كافٍ، كما تمّ تعريف الاستشهاد بوضوح. لذا لن نكرّرهما. كان الظهور العظيم لحزب العمال الكردستاني بطوليّاً بهذه الصفات والتعريفات. وظهور العديد من الأبطال دليلٌ بارز على هذا.

يمكن لأي شخص عادي استلهم بحزب العمال الكردستاني واحتذى به أن يصبح بطلاً فوراً، لأن جوهر حزب العمال الكردستاني قائم على البطولة. العمليّة بطوليّة في بدايتها وبطوليّة وهي تسير نحو النهاية وبطوليّة حقّاً نحو الاستشهاد. كشف للصديق والعدو بآلاف الأمثلة أنّ هذا هو الحال. وكان ينبغي أن يكون كذلك. لم يكن لينتهج حزب العمال الكردستاني أي أسلوب آخر عدا البطولة. ولم يكن لأي أسلوب آخر أن يسمح له بالتطوّر.

الانطلاق البطولي والاستمرار البطولي حقيقة موضوعيّة

ويمكننا إثبات هذا تاريخيّاً واجتماعيّاً. يجب تقييم حقيقتنا كشعب على صعيد خصائصنا التاريخيّة أو اليوميّة، فالطريق الذي كان يمكن تحديده له (الشعب) هو فقط طريق التحرير البطوليّ. لأنّ هناك العديد من الشخصيات في تاريخها وحاضرها تتسبّب بالإذلال والبخل وتستدعي الاستنكار. لذا يجب محاربتهم بشكلٍ رفيع واستثنائي لا مثيل له، وهذا ما يُسمّى بأسلوب البطولة. وهذا ما يمكن أن يؤدّي إلى إنجاحها وتحقيق النتيجة المرجوّة منها. وأنا لا اخترع هذا، لكن إذا أردنا استكمال الديالكتيك التاريخي وديالكتيك حياتنا بالثورة يجب أن يكون الأمر على هذا النحو. إذ أنّ الانطلاق البطوليّ والاستمرار البطوليّ حقيقة موضوعيّة.  

إن كنتم تريدون الانتصار فعليكم الانضمام ببطولة

ولهذا لا يمكن لحزب العمال الكردستاني أن ينتهج أي أسلوب عادي، أحادي وسطحي. يمكن لهذا أن يكون أسلوب باقي التنظيمات فقط وهو لا يفضي إلى أي انتصار. وهذا النهج له هذه القيمة الحيويّة: إن كنتم تريدون الانتصار فعليكم الانضمام إلى هذا الحزب والانخراط في النضال الذي يخوضه ببطولة. ولا يمكن لأيّ مشاركةٍ بخلاف ذلك أن تعبّر عن الحقيقة. 

إنّهم أعضاء حزب العمال الكردستاني الحقيقيّون

عندما نستذكر شهداءنا كأبطال، فما الذي يجب أن نفهمه أوّلاً؟ إنّهم أعضاء حزب العمال الكردستاني الحقيقيّون، إنّهم أبطالٌ بحق، لأنّهم أكملوا حياتهم وفقاً لسمات حزبنا البطوليّة هذه ولأنّهم أبدوا تلك القوّة. لذا يمكن اعتبار الشخص الذي يعرف كيف يموت أيضاً بطلاً. لكن يمكن قول شيء آخر؛ أي موت (عمليّة فدائيّة) لاسيما إن كان مبكّراً وفي غير وقته المناسب يُعبّر عن تقصير. وسواء كان ذلك بسبب الشهداء أنفسهم أو غيرهم ففيه تقصير وخطأ. إنّه يُعدُّ ديناً بقدر ما يُعدّ مشرّفاً.

نرى في استشهاد رفيقنا محمد خيري دورموش الذي يُعدّ أحد الشهداء العظماء، أبرز مثالٍ على هذا. إنّه يقول في استشهاده إنّه مدين، يقول في فعاليته إنّه لديه تقصير كبير، ولهذا يسير نحو الاستشهاد وهو يتألّم لهذا، هذا يعبّر بالضّبط عمّا نريد قوله. إنّ استشهاده مشرّف، لكنّه دين وجرى بتقصير. وبحسب وصيّته، فقد أوصى بخلاص المرء وتجنّب الدين والتقصير. كيف يكون هذا؟ يكون الخلاص من خلال الوصول إلى أسلوب القتال الصحيح لحزب العمال الكردستاني.

ولهذا فإنّ أوّل درسٍ يمكن أن نتعلّمه من استذكار شهدائنا هو؛ هو اختيار الموت عندما يكون ذلك ضروريّاً وعندما يفرض نفسه بشكلٍ سيّء أو عندما يفرض العدو من خلال حياة مُذلّة؛ طريقةً رخيصةً للخلاص، عندما تكون الخيانة مفروضة في الحياة وعندما لا يكون هناك أي خيار، تماماً كما فعل مظلوم، كمال بير وخيري. فاختيار الموت في هذه الحالة يُعدّ النهاية المشرّفة الوحيدة للحياة. وغير ذلك ليس هناك أي عمل مشرّف. في هذه الحالة يكون الموت مقبولاً، لكن في هذه الحالة فقط.  

فعاليّة مظلوم هي أكثر فعاليّة مشرّفة في الحياة

في الحالة التي قبل فيها رفاقنا بالموت، لم يكن هناك أي سبيل آخر للحياة سوى الاستسلام. يجب ألّا يضع أحداً تعريفاً آخر للاستشهاد والموت. متى يمكن قبول الموت؟ عندما لا يكون هناك أي سبيل آخر. فهذا يُعدّ في هذه الحالة عمليّة هجومٍ فدائيّة، فأنت محاصر من جميع الاتجاهات وتفضّل الموت على الاستسلام، لذا فإنّ عمليّة مظلوم ليست عمليّةً انتحاريّة، والفعاليات الأخرى المتمثّلة بصيام الموت أيضاً ليست عمليّةً انتحاريّة، بل تمثّل أكثر فعّاليّة مشرّفة في الحياة، ويجب النظر إلى الشهادة في حزب العمال الكردستاني بهذا الشكل.

انتهاز فرصة صغيرة قيد أُنملة لتنفيذ فعاليّة

أشير مرّةً أخرى إلى إنّه، إن كانت هناك أدنى إمكانيّة للعيش في الجبال، وبين الناس وفي العديد من مجالات الحياة؛ فستجدون فرصاً كبيرةً للتطوّر. كما أشير مرّةً أخرى إلى أنّ مظلوم سعى إلى الاحتفال بنوروز بعود كبريت. ماذا يعني هذا؟ يعني انتهاز فرصة صغيرة قيد أنملة لتنفيذ فعاليّة. ليست هناك إمكانيّة لتنفيذ فعاليّة أخرى. ما الذي يعنيه صيام الموت؟ لا يوجد إمكانيّة أخرى لتنفيذ فعاليّة أخرى، كشمعةٍ تحرق نفسها. ما الدروس الأخرى التي يمكن استخلاصها من خطاب خيري الوجيز؟ أكرّر القول؛ كانوا في أسوء مرحلةٍ شهدها سجن آمد، لم تكن أمامهم فرصة أخرى للقتال حتّى لو قيد أُنملة. لو أُتيحت لهم الفرصة لذلك لتحرّكوا حتماً بطريقةٍ مختلفة. لقد أوضحنا أبعاد الخطوات البطوليّة؛ وبأيّ تعريف، أي خطوة، أية جهود، أي معنى وأي نهج تنظيمي وأي نهج للفعاليات والحرب والمسؤوليّة تُنفّذ. هذه هي طريقة عدم الموت بثمنٍ بخس وعدم الموت والشخص مديون لأحد.

(ر)