المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان : بنفشة أجمل وردة تزهر في كردستان

281

بنفشة أجمل وردة تزهر في كردستان

رفيقتي! كم كانت الكلمات خجولة ،حييّة لأنها لم تستطع أن تجد مع اليراع والدواة معانٍ تعبّر بها عن عظمة مقاومتك ،فانحنت بقاماتها إجلالاً لقدسيتك .
بنفشتي الزردشتية! كم عرفت أن تعبّري بنضالك عمّا تكلّم عنه زرادشت من الحق والباطل ،ومن الخير والشر ،فأعطيت العالم دروساً عن معنى الحق والخير والعدل والمساواة والحرية.
أ لم تكوني تلك الفتاة المرفّهة التي كانت تعيش في كنف حضارة أوروبا والتي أبت إلا أن تترك الحياة ،وتلتحق في صفوف حزب العمال الكردستاني ،وتترك بصمات خالدة في قامشلو ،وتربسبيه ،وديريك ،و……..
كم كنت شخصيّة محبوبة ،وكم كنت جميلة ،جميلة بأخلاقك وفكرك وفلسفتك التي استوحيتها من فكر وفلسفة القائد آبو ،ولهذا فلم يكن صعباً عليك أن تتركي أبواب الرفاقية والثورية مفتوحة على مصارعها أمام العشرات العشرات من الرفيقات للالتحاق بصفوف الحزب .
وبالتأكيد فمن المحال أن تُمسح من ذاكرة التاريخ مقاومتك الشرسة التي أبليتها حتى رمقك الأخير في جزيرة بوطان ،رافضة الاستسلام ،مرويّة ذاك الثرى بطهارة دمك حتى حققت أمنيتك في انضمامك إلى قافلة الشهداء .
ما أطول طريق تلك القافلة يا رفيقتي ،هي طويلة وشاقّة ،ولكنها كانت أمنيتك التي حققتها بعنفوان ،ومحوّلة بذلك استشهادك إلى أول انتفاضة اندلعت في عام 1990 في جزيرة بوطان ،في أرض ممو زين ،فكما تحوّل مثواهما إلى مزار للمحبين والعشاق ،فقد تحوّل مثواك إلى مزار يتيمم بترابه كل عاشق للحرية والسلام .
رفيقتي! كنت بيريفان ،وكنت كاسمك في حلّ وترحال دائمين ،لأنك لم تتركي شبراً من تراب الوطن إلا وطهّرته بنضالك ومقاومتك .
وكنت صالحة ،ومرة أخرى كنت كاسمك ،فكنت تلك الرفيقة المناضلة التي تترجم بأعمالها وفكرها كل ما هو صالح لشعبها .
وكنت بنفشه ،أجمل وردة تزهر في جبال كردستان ،وبمقاومتك واستشهادك قد رويت الآلاف من ورود بنفشه ،والتي أزهرت وترعرعت وسارت في الدرب الذي سرت فيه .
فأنت كل هذا يا مناضلتي الشجاعة ،ولهذا فلا غرابة أن تتحولي إلى رمز المرأة القوية الشجاعة المضحّية ،وأن تنالي هيام وإجلال الشعب الكردي لك على وجه العموم ،و احترام وحب وتقدير القائد عبدالله أوجلان لك على وجه الخصوص.
نامي – يا رفيقتي – في مرقدك مرتاحة البال مطمئنة ،فما تزال المقاومة على أشدّها ،وما تزال قافلة الشهداء تسير نحو الشمس.