المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

الكونفرانس الاول للمبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان

401

بتاريخ 27/21/2022 يوم الثلاثاء تم انعقاد الكونفرانس الأول للمبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان .

تحت شعار (حرية القائد آبو ضمان الحل والسلام ).

مؤلف من محورين أثنين :

الأول:أزمة الشرق الأوسط وحل قضايا الشعوب.

الثاني: المؤامرة الدولية واهمية حرية القائد عبد الله اوجلان .

وذلك في صالة زانا بقامشلو في الساعة العاشرة صباحاً بحضور عدد كبير من السياسيين والمثقفين والأحزاب السياسية والحقوقيين والمحاميين والشخصيات وبلغ عددهم حوالي 175 عضواً بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين .

في البداية تم الترحيب بالضيوف ثم وقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وقراءة المحورالاول والتي هي:

أزمة الشرق الأوسط وحل قضايا الشعوب

قبل الحديث عن القضايا في الشرق الأوسط يجب أن نوضح بأن الأزمات هي ذات معنى أعمق من القضايا فالأزمات الاجتماعية تعبر عن مرحلة سقوط النظام السائد نتيجة ِّ عدم القدرة على الاستمرار بذاته. إن القضايا التي تُعاش بشكل يومي من أحداث وظواهر وعلاقات ومؤسسات داخل النظام تسمى( الأزمات الدورية )وهناك أزمات تسمى بالأزمة البنيوية ولها العديد من الأسباب السياسية والاقتصادية والديموغرافية( السكانية) أو طبيعية مثل / الزلازلالقحط – السيول/، أ ما الأسباب السياسية للأزمات البنيوية هي نمو وتطور الهرمية والدولة( مؤسسات السلطة عموماً) التي تسعى إلى زيادة معدل ربحها الأعظمي لتصبح بذلك أزمة ممنهجة من قِّبل الدولة والسلطة، وبالتالي تدهور المجتمعات، فمن المحال  العيش تحت ظل ذلك النظام فتخلق الفوضى ويظهر نظام جديد قائم على نتائج سلبية ونشاطات تحدد رسم أشكال المجتمع بمفهوم قدري جديد.

إ ن النقاشات الأكثر عمقاً قد دارت وتصاعدت بشأن الطبيعة الاجتماعية فالمستجدات الجارية بحق الإيكولوجيا والفامينية والثقافة والديمقراطية باتت أكثر إنارة للطبيعة الاجتماعية وأكثر قدرة على تحديد فرص الحل وزيادتها بمنوال سليم، فالميتافيزيقية العقائدية والوضعية المتمحورة حول القومية والاقتصاد والقانون على مدى التاريخ هي حلول خيالية ومتخبطة ولكن الحل لتجاوز تلك الأزمات هو زيادة التعمق بالمعرفة، وهذا طرح صحيح حيث يساعد في التحليل العميق للواقع لخلاص المجتمع من الأزمات الاجتماعية المعاش.

فحتى تطور العلم والفلسفة والفنون كان عبارة عن زيادة الحاجة لتلبية احتياجات، الأزمات الاجتماعية وبالنهاية بقاء المجتمع غارق بالأزمات والقضايا، يخدم استمرارية السلطة ويزيد من تأثر المرأة سلبا بمركزية الرجل ونظامه الهرمي وبقاء العبد تحت هيمنة سيده، والفلاح تحت حكم الإقطاعي والعامل مُلك لرب عمله الذي لا يهمه سوى الفائدة والربح الأعظمي، فالمدنية الدولتية هي الاستمرار التاريخي لأساليب القمع والاستغلال وقتل فلسفة الحرية وتعطيل المساواة في ممارستها العملية لإغراق العالم بمجموعة من الأزمات.

  • هناك قضايا عدة في الشرق الأوسط ومنها:
  • قضية المرأة في مجتمع الشرق الأوسط.
  • قضية العشيرة والأثنية والقوم في الشرق الأوسط.
  • قضية الدين والمذهب في الشرق الأوسط.
  • قضايا المدينة والبيئة.
  • قضايا الطبقية والهرمية والأسرة والسلطة والدولة.
  • قضايا الأخلاق والسياسة والديمقراطية في مجتمع الشرق الأوسط.
  • القضايا الاقتصادية والأيديولوجية.
  • قضية الثورة في الشرق الأوسط.
  • لا بد لنا في مستهل حديثنا في قضايا الشرق الأوسط، أن نذكر هجوم هيمنة الحداثة الرأسمالية على الشرق الأوسط والنقاط الأساسية الثلاث لدى الأنظمة المدنية هي:
  • المنافسة والهيمنة
  • –         المركز والأطراف
  • الهبوط والصعود

ويوجد هناك في منطقة الشرق الأوسط مظاهر الاحتكارات الأيدلوجية من خلال:

  • التناقض العربي اليهودي
  •  التناقضات التركية – الكردية – الأرمنية – الأشورية – اليهودية.
  • التناقض الشيعي السني.
  • تناقضات الدويلات القومية مع كل شيء.

أن العجز القائم للخلاص من التفاف الحداثة الرأسمالية التي كانت سبب كل ما ذكر سابقا حول المجتمعات وتأثيرها عليهم وصعوبة مواجهة ذلك العجز يصبح الاستسلام للحداثة الرأسمالية أمراً واضحاً، وبالتالي إيجاد أراء مناهضة لهذه الحداثة نادر جدا ولكن براديغما الحداثة الديمقراطية تستطيع ً تحليل الأزمات والصراعات التي جذرتها الدولة القومية على مر التاريخ وعجزت عن تقديم حلول مما يضاعف فشل الدولة القومية.

إن الشرق الأوسط يتميز بجغرافية ثقافية بعيدة عن مبدأ تجزئة الدولة القومية، فعلى مر التاريخ لم يعاني الشرق الأوسط من التجزئة بقدر ما عاناها على يد الدولة القومية، فالشرق الأوسط لم يتعدى صراعه على أبعاد السلطة وبقيت الجيوثقافية (الجغرافية الثقافية) مهيمنة ضمن ثقافة إقليمية، فمن عهد سارغون الأول الأكادي كأول مهيمن وصولا للهيمنة العثمانية الأخيرة قد عاش ضمن ثقافة إقليمية سوأ المدنيات المبنية على أرضية الطبقية والسلطة أو الحضارات الديمقراطية ذات الأبعاد المذهبية الأثنية.

إن المجتمع الاقتصادي والأيكولوجي والأخلاقي والسياسي يتخذ من جيوثقافة المنطقة أساساً له، فالحداثة الديمقراطية مرنة في بناء مفهوم الأمة المبنية على التعددية الثقافية واللغات والأثنية والأديان والكيانات السياسية، وتٌعد أرضية أمة، تُقدم الأمن والاستقرار والتعايش الذي تستلزمه الجيوثقافية في الشرق الأوسط للوقوف في وجه الأمة المبنية على الدولة القومية.

وحتى بالإمكان تشكيل أمة الشرق الأوسط الكبرى، كما هي حال الأمة الأمريكية (الولايات المتحدة الأمريكية) أو الأمة الأوروبية(لاتحاد الأوروبي )، وباستطاعتها تقديم حلول أقرب للكمال أكثر من الأمم الأوروبية أو الأمريكية، وأفضل من التجزئة التي تعيشها أمم الشرق الأوسط كالأمم (العربية و التركية و الفارسية) وحتى أمم الشعوب القليلة (اليهودية والسريانية والأرمنية والقوقازية) تتميز البراد يغما (النماذج العلمية والعملية) للحداثة الديمقراطية بالقدرة على القضاء على العقلية النمطية والقوموية والجنسوية والدينوية والوضعية السائدة في الدولة القومية، وعلى الانسدادات العقيمة والاشتباكات المحتدمة التي تؤدي إليها الاحتكارات السلطوية والاستغلالية.

فهدف الرأسمالية الصناعوية لا يقتصر على الاقتصاد والبيئة لخلق الأزمات فقط، بل تهدف إلى التجزئة التي تريدها الدولة القومية، لذلك فالعنصر الاقتصادي المجتمعي لا يقتصر على تجاوز الأخطاء فقط بل يقوم بتوفير الإيكولوجيا المناسبة لاحتياجات المجتمع. فإيجاد الاتحاد الكومينالي الاقتصادي المجتمعي المعتمد على الكومينات (الزراعة- الماء –الطاقة) يشكل قوة اقتصادية مجتمعية أيكولوجية يحد من البطالة وتوفير فرص العمل ويعود بربح مجتمعي.

 تقوم عناصر المجتمع الأخلاقي والسياسي للحداثة الديمقراطية بتجاوز الدولة القومية التي تقدس القانون والسلطة، ساعية بذلك لبناء مجتمع ديمقراطي يحارب السلطة ً الساعية لتمزيق المجتمع وإفراغه من هويته المجتمعية وبناء مجتمع يعتمد على الكُلياتية الثقافية الاجتماعية.

لذلك لا بد من طرح وإيجاد الكُلياتية السياسية التي تعتبر قوة الحداثة الديمقراطية، فجميع العناصر الاقتصادية والأيكولوجية والأخلاقية والسياسية تتأطر ضمن الكُلياتية السياسية التي تمنع هجمات الرأسمالية وتحل القضايا الراهنة في المجتمع. وبنا ًء على ذلك بالإمكان طرح أيضاً الكومونة الديمقراطية في الشرق الأوسط ككيان سياسي في كافة الميادين، لأنه إذا نظرنا للعراق وإسرائيل-فلسطين وأفغانستان نعي أنه لا يمكن حل الأزمات بذهنية الدولة القومية التي تعد منبع لهذه الأزمات.

 ويجب عكس الجيوثقافية للشرق الأوسط على الجيوسياسية ويكون ذلك عن طريق الكومينالية الديمقراطية الفيدرالية، ولا نقصد الكونفدرالية أو الفدرالية للدولة، لأنه على دراية بأن الدولة القومية أصبحت مريضة منبوذة وإن ادعت أنها ميالة للاستقلال، فهي مقيدة بالرأسمالية، لذلك يجب السير دون التعثر بعراقيل الدول القومية والتمسك بالكيان السياسي والأيكولوجي والاقتصادي والمجموعات الدينية الديمقراطية الذي سوف يطور كل الميادين ويقدم الحل للقضايا والأزمات من الأبسط إلى الأعقد ويبعد المجتمع عن الهوية المنغلقة.

 فالارتباط بكومونة دجلة والفرات والماء والطاقة يُمِّكننا من إنشاء الكُلياتية سياسية تغير منحى الدولة القومية في الجمهوريات (التركية – السورية الكبرى) بلاد الشام (العراق الفدرالية) بمرور الزمن إلى هوية دول قومية مرنة منفتحة الأطراف متجهة بذلك نحو الوحدة الديمقراطية.

 فالكيان السياسي الذي سوف ينشئ ُملَزم بالانفتاح نحو الديمقراطية التي ستعالج أزمات الدولة القومية وتطوير الحياة الممتدة عبر آلاف السنيين. فعند إنشاء الأثنية والعشائر والقبائل في الشرق الأوسط بهوية الأمة الديمقراطية ستساعد على تجاوز الصراعات والحروب وسياسة (فرق تسد) التي أشعلتها الحداثة الرأسمالية بواسطة الدولة القومية. وبهوية الأمة الديمقراطية سوف تتطور الكُلياتية السياسية وتساعد على التقارب بين جميع مكونات وعناصر المجتمع، وسيكون الجوهر الأخلاقي والسياسي أساس المجتمع والقانون في خدمة المجتمع.

 وبإيجاد كونفدرالية ديمقراطية -يمكننا نعتها بصفات الفدرالية والاتحاد الديمقراطي أو ما شابه -التي سوف تكون مركز الجذب في الشرق الأوسط وتتخذ من الكومونات الأيكولوجية والاقتصادية أساسا لها، فسوف تضع الجواب التاريخي للأزمات البنيوية ً والفوضى التي أوجدتها الحداثة الرأسمالية، فمن الفوضى التي أوجدتها الحداثة الرأسمالية تمزيق كردستان وصهر الوجود الكردي ومسحها عن طريق الدول القومية المجاورة. وبالتالي فإن التعايش في الحداثة الديمقراطية لتلك الأمم في المنطقة من خلال الكيانات السياسية الديمقراطية والكومونات الأيكولوجية والاقتصادية ستكون الحل التاريخي للدولة القومية.

وما كان عبر التاريخ من العصر النيوليتي(الزراعة والقرية) في بدايتها، وما كان في المدنية المركزية الممتدة منذ خمسة آلاف سنة وما كان فيه من السيادات السلطوية من السومريين وصولا للعثمانيين والسيادات الديمقراطية الموجودة في كل زمان على تضاد منها جميعها، وثقافة الحداثة الرأسمالية خلال القرنين الأخيرين تعد كيانات سياسية الكُلياتية متكاملة وما أوجدته الدولة القومية الأوروبية المحور خلال القرنين الأخيرين من أزمات وقضايا سوى تفصيلات صغيرة ضمن السياق التاريخي الطويل الأمد، ولا يمكن عودة التاريخ إلى صياغته الحقيقية الأم ، ألا عن طريق الحداثة الديمقراطية.

 ومن خلال الكيانات السياسية الكومينالية الديمقراطية يمكن تجاوز الأزمات والقضايا التي شكلتها الحداثة الرأسمالية وسيكون عصر الشرق الأوسط الديمقراطي عصراً ذهبيا يعود إلى مجراه التاريخي الحر القديم والحديث في آن واحد. ً

علينا ألا ننسى بأن مشروع الشرق الأوسط الديمقراطي هو مشروع حياة المرأة الحرة الغير سلطوية باعتبارها تمثل حقيقة المجتمع الأيكولوجي والاقتصادي التي هي اكتشفته وأضاعه مرض السلطة، فمشروع الحداثة الديمقراطية هو المستقبل الواعد على درب الحرية والمساواة ضمن إطار الاختلاف والتباين.

الخاتمة:

يستحيل تحليل ثقافة الشرق الأوسط بنا ًء على الأيديولوجيات والعلوم الوضعية للحداثة الأوروبية، وإذا ما تم ذلك فما سينتج عنه هو الاستشراق، وهذا ما أحدث الفارق(الهوة) بينهما، وكل المواقف المتشكلة تحت تأثير الاستشراق بعيدة جداً عن الواقع، فالهوة الناشئة من الاختلافات والتناقضات عبرت عن نفسها بمختلف أشكال الحروب الوحشية، وكل ذلك سببه تطبيق طراز الحداثة الرأسمالية، فعندما تصارعت الأديان التوحيدية فيما بينها أو تصارع الوثنيات القديمة، لم ترتكب تلك الوحشية التي سببتها الحداثة الرأسمالية، بل إ ن مفهوم الأمة لديها جعلها تحاول تشكيل اتحاد يتخطى الأمة باسم أهل الكتاب (أصحاب الكتاب)، فالقول بأن العصور الوسطى هي الأكثر ظلمة مجرد تلفيق، وبأ ن العصر الحديث هو عصر التنوير مجرد خرافة الأكثر، والتركيز على إرغامات الدولة القومية الممزقة لثقافة الشرق الأوسط لا يفي بالغرض، فتدخلات هيئة الأمم المتحدة (اتحاد الدول القومية)لم تأتي بنتيجة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي (اتحاد الدول القومية الإسلامية) عاجزة عن التأثير واتخاذ الدور الفعال، والجولات الدبلوماسية التي التعد ولا تحصى للدول القومية والتي لم تسفر عن شيء، وسبب كل ذلك هو الارتباط بذهنية وبنية الدولة القومية، ولا توجد دولة قومية نتجت بدون حرب، وما من دولة قومية إ لا وتعيش حالة حرب وتوتر مستمر سواء داخليا أو مع دول قومية أخرى خارجياً.

 فبناء الدولة القومية لا يأخذ بعين الاعتبار وضع المكونات الثقافية التي تحتويها، وتشييد الدول العربية التي يتخطى عددها العشرين لا عالقة له بالحقائق التاريخية والاجتماعية، ومن لا حقيقة له فإن حياته وسعادته مجرد خيال، والأكثر إثارة هو ،إنشاء إسرائيل الكيان المصطنع، الذي جعل المنطقة في اضطراب دائم، وكلما رجعنا  بالتاريخ تختفي تسميات الأوطان، وكانت تسمية (بلاد الإسلام) مقبولة ولا تثير المشاكل، وتعبر عن الواقع فلم تكن عبادة الوطن موجودة، والمعبود الوحيد هو (الله( وهو الضمير المشترك للمجتمع، وربما كان ذلك هو الأصح. ولكن ذلك لا يعني إنكار الدولة والأمة أو محاولة هدمهما فوراً، بل يجب العمل على إصلاحها وتحويلها إلى مجتمع ديمقراطي، ويجب تقييم الإسلام الجديد المطور ضمن إطار الدولة القومية، فقد أنشأ كقوموية وليس كدين وشريعة، والإسلام السياسي هو أيديولوجية قوموية تغطي حاكمية الدول القومية، ويجب تدوين التاريخ الذي يميز الإسلام كعنصر ديمقراطي في عهد سيدنا محمد (ص)، وبين الإسلام كعنصر سلطوي، وتاريخ الشعوب والكيانات أيضاً يجب تدوينه بوجهه الحقيقي، فالآراء الدينوية والقوموية التاريخية لا تقدم سوى عرض قوالب دوغمائية تخدم مصالحها. ومهما كان انتقاد أيديولوجية وبنية الدولة القومية مهماً، فإن تقديم البديل هو الأكثر أهمية، ويجب التركيز على الكُلياتية الثقافية أثناء تطوير البديل، كون الثقافة الاجتماعية تشكلت متداخلة وضمن الكُلياتية متكاملة في جميع العصور ويجب تطوير  نماذج الحل بحسب مفهوم الهوية الثقافية المرنة والمنفتحة الأطراف، ويجب التشديد  بالتركيز على مناهضة التداعيات الاغترابية والاحتكارية للحداثة المفروضة  والمتأسسة على التضاد مع ثقافة المنطقة، أي تطوير نمط التعبير باعتباره حقيقة على أساس استهداف وتخطي رموز الدولة القومية البعيدة عن الحقيقة، ويجب اتخاذ الكُلياتية والتكامل أساسا من خلال عناصر الحداثة الديمقراطية ضد الاحتكارية التي طورتها الحداثة الرأسمالية استنادا على ركائزها. وبنا ًء على التقييمات والتحليلات بخصوص ثقافة الشرق الأوسط يجب العمل على:

إنشاء تنظيم َسقفي للكُلياتية الثقافية باسم كونفدرالية الأمم الديمقراطية في الشرق الأوسط، فلا يمكن الاستناد في إنشاء الأمم الديمقراطية إلى حدود الدول القومية، ويستحيل تواجد حدود مرسومة للأمم الديمقراطية.

اتخاذ الكونفدرالية الديمقراطية من المجتمع الاقتصادي والأيكولوجي الذي يعترف بالسوق ويرفض الاحتكارية أساساً لها.

كما يجب ألا تكون علاقة الكونفدرالية الديمقراطية مع الدول القومية علاقة حرب، ولا تستسلم للانصهار في بوتقتها، بل يجب أن تبنى على اعتراف الطرفين ببعضهما وبشرعيتهما، والتعايش معا ضمن أجواء سلمية فالكونفدرالية الديمقراطية هي إمكانية حل ً وإنهاء الحروب والاشتباكات والتوترات التي لا تزال قائمة في الشرق الأوسط، الذي ولًدته الدولة القومية. والنابعة من الظلم التاريخي والاجتماعي

كما لا بد للحركات المناهضة للرأسمالية من إعادة تقييم الأوضاع وإعادة النظر في ذاتها مجدداً، فإذا وصلت القضايا حدها في مكان ما ولم تستطع الحركات حلها، فمن المستحيل تفكيك القضايا حتى لو تفكك نظام الرأسمالية. والتيارات الفكرية والسياسية المناهضة للحداثة الرأسمالية مجبرة أيضاً على الارتكاز إلى نشاطات علم الاجتماع، الذي يتعدى السيسيولوجيا الحالية لأنها من الشركاء الاحتكاريين لتنامي هيمنة الحداثة الرأسمالية. والانقطاع الجذري عن مفهوم وبنية الحداثة الرأسمالية عن طريق العصرانية البديلة، فالحداثة الديمقراطية تنبع من الحاجة التاريخية، لأنها تناهض الرأسمالية والصناعوية والدولتية القومية ببديلاتها المجتمع الاقتصادي والمجتمع الأيكولوجي والكونفدرالية الديمقراطية.

-وبعدها تم المداخلات من قبل الضيوف الحضور وكان عددهم27 مداخلة .

ومن ثم عرض فيديو للسيد عمر أوجلان.

والانتقال الى المحور الثاني والتي هي:

المؤامرة الدولية واهمية حرية القائد :

إن المؤامرة الدولية المحاكة ضد السيد أوجلان التي بدأت في 9 أكتوبر 1998 و التي تمت بمشاركة الكثير من الدول و المؤسسات الاستخباراتية العالمية بسبب تواجد قوى متنافرة لأبعد حدود ضمن سياج المؤامرة، فالكثير من الدول قد ادرجت ضمنها بدءاً من أمريكا إلى روسيا الاتحادية، ومن الاتحاد الأوروبي إلى الجامعة العربية، ومن تركيا الى اليونان ومن كينيا إلى طاجكستان، فما الذي وحّد الأتراك و اليونان بعد عداء طويل الأمد؟

و لِمَ عُقد على حساب السيد أوجلان هذا الكم الهائل من التحالفات و لِمَ اتّحدت هذه المنافع الفاقدة لمبادئها؟

الجواب الواضح و الصريح لهذه الاستفهامات هو أنّ المؤامرة القذرة المنسوجة بإحكام ضد القائد عبدالله أوجلان لم تكن ضدّ الشعب الكردي فحسب بل استهدفت النسيج الثقافي و الاجتماعي و السياسي لشعوب الشرق الأوسط، ورغم انطلاقة السيد أوجلان كانت تحت شعار ( كردستان مستعمرة) إلاّ أنّ هدفه الأساس كان دائماً هو حل قضايا الشعوب و الأثنيات الشرق أوسطية و ذلك عبر إخراج القضية الكردية من حالة الرهان المستخدمة دائماً كأداة ضد شعوب المنطقة، أيّ أنّ المؤامرة كانت بمثابة تأديب الشعوب الأخرى و ذلك باستخدام الكرد كورقة ضعط  وتهديد ضدهم، لذلك فحل قضايا الشعوب في التحرر و العيش بكرامة مرتبط وبشكل جذري بحل القضية الكردية.

إن أسلوب حياكة المؤامرات هو من أهم أساليب السلطة و لا ريب فإن تاريخ الشرق الأوسط مليء بهذه الأمثلة، فالمؤامرة التي حيكت على سيدنا إبراهيم وتلاه ماني ومن ثمّ الحلاّج المنصور فالقدّيس بولس فبرونو إلى أن انتهى المطاف بالسيد أوجلان الذي يعتبر الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة الدراماتيكية من المؤامرات التي فحواها يتلخّص بأنّ كل مَن ينادي ويعيش لأجل شعبه يتعرض إلى غضب الآلهة ( غضب السلطة)  .

و لإدراك ماهيّة هذه المؤامرة لابدّ من العودة إلى مراحل المؤامرة الدولية حيث يقول في صددها السيد أوجلان:

إن سيناريو احتلال العراق مرتبط بعرى وثيقة بمسألة تسليمي، وفي الحقيقة فقد بدأ الاحتلال مع التمشيط  الذي استهدفني، و الأمر عينه يسري على احتلال أفغانستان أيضاً، أو بالأصح كان ذاك التمشيط الذي استهدفني أحد و أول خطوات المفتاح لتطبيق ( مشروع الشرق الأوسط الكبير) فكيفما أنّ  شرارة الحرب العالمية الأولى اشتعلت مع قتل ولي عهد النمسا على يد قوموي صربي متطرف، فإن ضرباً من الحرب العالمية الثالثة كان قد ابتدأ مع التمشيط المستهدف إيّاي.

1_ الخروج من سوريا: في شهر أيلول من عام 1998 أُريد وضع حدّ نهائي لتموقع السيد أوجلان الاستراتيجي في الشرق الأوسط،  من خلال تلويح الدولة التركية بخطر الحرب على سوريا، حيث يقول القائد أوجلان في هذا الصدد:  ( قد كان للموقع الاستراتيجي الذي تتحلى به تلك الساحة و أتميّز به أنا دوره الأولي في الوصول إلى هذه النقطة، لكن الدافع الأساسي وراء ذلك حسب رأيي هو دخول الحل السلمي و السياسي جدول الأعمال مرة اخرى في تركيا و بدرجة لا يُستخف بها،إذ كان بإمكانهم الهجوم عسكرياً على سوريا قبل ذلك بكثير حيث ما من رادع يصدهم عن ذلك،  أما اختيار هذه الفترة أو هذه السنة بالتحديد فهو معني عن كثب باحتمال الحل السلمي و السياسي، وبإيجاز كان يُراد لقرار مؤتمر القاهرة المنعقد عام  1920 أن يظلّ قائماً في الأجندة، فإبقاء القضية الكردية تسبح في بحر العقم و اللاحل يتّسم بأهمّيّة مصيرية لما تتميّز به منطقة الشرق الأوسط وخاصة تركيا من أهمية عظيمه بالنسبة إليهم )

كان كلينتون و القيادات الكردية المتعاملة معه لا يعتبرون تواجدي في سوريا مناسباً لمآربهم الاستراتيجية ذلك أنّ كردستان و الكرد كانوا يخرجون من تحت سيطرتهم تدريجياً، كما كانت إسرائيل مغتاظة جداً من هذا الوضع، فمجرى الأحداث في كردستان، و انفلات زمام السيطرة على الكرد من أيديهم كان وضعاً لا يمكن قبوله بالنسبة إليهم، حيث إن إحكام قبضتهم على كردستان يتّسم بدور مصيري على صعيد تطبيق مشاريعهم المتعلقة بالعراق خصوصاً و عليه كان يُفرض عليّ أن أخرج من هناك من دون بُد،  و أن اضع حدّاً نهائيّاً للهوية الكرديّة المستقلّة و لنهج الحرية بما لا يقبل الجدل

2_ روسيا و الساحة الأوروبية

أتى تفضيلي الفوري لموسكو من إيماني بأنه “أيا يكن” فقد عاشوا تجربة اشتراكية دامت سبعة عقود بأكملها ، لذا فسوف يقبلون بي بكل يسر ، سواء بدافع من مصلحتهم أو من الموقف الأممي ، ورغم انهيار نظامهم لكني لم أتوقع أن يكونوا مصابين بهذا القدر من الشح المعنوي ،لقد كنا وجها لوجه أمام أنقاض رأسمالية بيروقراطية أنكى بكثير من الرأسمالية الليبرالية ،فموقف روسيا كان ذليلا أكثر حيث أرغمتني على الخروج من موسكو مقابل مشروع التيار الأزرق وقرض من صندوق النقد الدولي مقداره عشرة مليارات من الدولارات ،

لذا أصبنا بخيبة أمل من موقف الأصدقاء في موسكو بقدر ما تسبب به في أثينا على أقل تقدير أو بالأحرى كان قد تجلى بوضوح أن علاقات الصداقة المعقودة لم تكن محل ثقة .

كانت مذهلة فترة الشهور الأربعة من 9تشرين الأول 1998 حتى 15شباط 1999 وما كان لأية قوة عالمية عدا أمريكا أن ترتب لهذا التمشيط الممتد أربعة أشهر بأكملها في تلك المرحلة ،أما دور قوات الحرب الخاصة التركية حينذاك ( رئيسها كان الجنرال أنكين آلان) فكان منحصرا في نقلي إلى إمرالي على متن الطائرة تحت الإشراف(قوى الهيمنة العالمية )

كانت فترة شاهدة غلى تنفيذ أهم التنشيطات التي عرفها تاريخ الناتو بالتأكيد ،وقد كان هذا ساطعا بجلاء لدرجة أن أي شخص لم يقم بأي تصرف شاذ في أي مكان حللنا فيه ، ومن فعل ذلك شل تأثيره على الفور، فحتى روسيا الكبرى شل تأثيرها بجلاء فاقع في حين أن موقف اليونانيين كان كافيا أساسا لإيضاح كل شيء كما أن الإجراءات الأمنية داخل وخارج المنزل الذي أقمت فيه بروما كانت تشرح الوضع إلى حد كبير ، لقد اتخذوا تدابير استثنائية بخصوص الأسر ، ولم يسمحوا حتى بخطو خطوة واحدة خارج المنزل  وكانت وحدات الأمن الخاص تراقب كل مكان بل وحتى باب غرفتي على مدار الساعة كانت حكومة داليما يسارية ديمقراطية وكان داليما قليل الخبرة وعاجزا عن اتخاذ قرار بمفرده، لقد جاب أوروبا بأكملها، وبينت إنكلترا ضرورة اتخاذ قراره الذاتي ،ولم تتعاون معه كثيرا في حين كان موقف بروكسل غامضا ، وفي النتيجة أحلنا إلى القضاء ، ما كان ممكنا عدم رؤية تأثير الغلاديو في اتخاذ هذا الموقف وبالأصل كانت إيطاليا واحدة من البلدان التي يتمتع فيها الغلاديو بالقوة الكبرى ،كان برلسكوني قد استنفر كافة قواه ، وهو بذاته كان رجل الغلاديو وعليه كنت مرغما على الخروج لأنني علمت بعدم قدرة إيطاليا على تحملي

وعلى الرغم من جلاء الهدف في شل تأثيري بحبك المؤامرة ضدي، إلا أن  عدم استصدار محكمة حقوق الإنسان الأوروبية القرار الصائب بخصوص ذلك كان عنصرا أو بندا مهما آخر من بنود ذاك الوفاق المبرم،وكانت إنكلترا تقوم بريادة ذلك ، فقد ألح القاضي الإنكليزي العضو في محكمة حقوق الإنسان الأوروبية على عدم استصدار القرار، أي انه أصر على أن السياق المتعلق باختطافي ينسجم من القانون الدولي وكان قد فرض رأيه هذا .

لماذا اتخذ بحقي هكذا موقف فوري حيث لم يتخذ حتى بحق خميني أو لينين، و باقتضاب كنت حجر عثرة لا يستهان به على درب حسابات الهيمنة المعمرة قرنين من الزمن بشأن الشرق الأوسط ، وبالأخص بسبب سياساتها المتعلقة بكردستان ،

باختصار بسبب السياسة التي مفادها (إليك كركوك والموصل ، واقض على الكرد داخل حدودك) كنت قد أمسيت خطرا يهدد كل مخططاتها ويقض مضاجع منقذيها

3_الجانب القانوني:

فملف دعواي قد دخل حيز المماطلة والتسويف أو بات معلقا و يدور في حلقة مفرغة ، وقد أضحى هذا الوضع موضوع دعوى جديدة في محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ،فمنذ حوالي عشرة أعوام وأنا لم أحاكم بشكل جاد مثلما كان يعتقد في البداية سواء في محكمة روما الجنائية أو الاستئنافية أو محكمة حقوق الإنسان الأوروبية الكائنة في ستراسبورغ ، والأنكى أن العجز مايزال يطغى على المبادرات التي ماتزال مستمرة لأجل فتح ملف الدعوى المقدمة إلى محكمة أثينا ، على الرغم من سيادة سياق غوانتانامو البدء النابع من قيام الحكومة اليونانية (حكومة سميتس) باختطافي إلى كينيا الأفريقية ،

ضاربة بذلك كل قوانينها الوطنية وقوانين الاتحاد الأوروبي عرض الحائط ، لقد أوتي بي إلى إمرالي بقوة النظام المهيمن أي نظام الحداثة الرأسمالية الذي تروده الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ،و

الأهم من ذلك أنه لم يؤت بي عن طريق القوى الشرعية أو بالسبل القانونية، بل بطريقة غير شرعية و لا قانونية، أي من خلال العملية التمشيطية الكبرى لشبكة الغلاديو التي تعمل بنحو غير نظامي وغير قانوني تحت إمرة تنظيم الناتو العسكري الشريك للنظام ظاهريا ، كان يبدو أن قوى الأمن التركية هي التي أتت بي إلى الجزيرة بعد إحكام القبضة علي في عملية تمشيطية موفقة ، هكذا خططت ملامح المشهد الذي أريد انعكاسه على العالم ، أما تواجدي منذ اثنتي عشرة سنة في وضع أقرب ما يكون إلى الإعدام والذي لم يطبق على أي محكوم سواي، وهذه المقاربات غير العادلة والمنافية للقضاء التركي و لمعايير محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بحد ذاتها وهو بمثابة برهان على استمرار المؤامرة المحبوكة حول الدعوى حتى في الميدان القانوني، وعلى أن شبكة الغلاديو لا تبرح قائمة على مهامها في هذا الشأن.

وبعدها تم اغناءها أيضا بالمداخلات من قبل الحضور.

وقراءة البيان الختامي ومخرجاتها:

البيان الختامي لكونفرانس المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله أوجلان

تحت شعار “حرية القائد آبو ضمان الحل والسلم” انعقد الكونفرانس الذي أطلقته المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله أوجلان بتاريخ 27 كانون الأول 2022، شاركت فيه مجموعة من الفعاليات السياسية والثقافية والدينية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني.

تركزت النقاشات في الكونفرانس حول محوريين أثنين (أزمة الشرق الأوسط وحل قضايا الشعوب، والمؤامرة الدولية وأهمية حرية أوجلان).

النقاشات كانت غنية وركزت على قضايا الديمقراطية ومسائلها المتعلقة بالمرأة والشبيبة والمجتمع وبنيتها الاقتصادية والأزمة العالمية وأزمة الشرق الأوسط وأسبابها وكيفية الوصول إلى حلها.

القائد أوجلان اعتبر أن القضية هي قضية الأنظمة وحل قضايا الشعوب وبهذا تمكن من فتح الطريق أمام الشعوب والأحرار والديمقراطيين ليس فقط للمنطقة، بل في العالم بأكمله.ئ

ومخرجات الكونفرانس كالتالي:

-تحويل قضية حرية أوجلان من قضية شعب إلى قضية تعني كافة الشعوب، والأحرار، والديمقراطيين، وجعلهم يتبنون القضية.

-تشكيل حلف ديمقراطي من الأحرار الديمقراطيين والحقوقيين على مستوى المنطقة من أجل الدفاع عن أوجلان والنضال من .أجل حريته.

-تشكيل لجنة متابعة تكون مهمتها العمل والتنسيق مع المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله أوجلان، من أجل تحقيق حريته.

-العمل على المستوى الإقليمي والعالمي لنقل قضية الأحرار الديمقراطيين في منطقة الشرق الأوسط وتشكيل قطب ديمقراطي يتبنى قضية أوجلان ويعمل من أجل حريته.