ضد ثقافة الساتي؛ المرأة الحياة الحرية” عنوان ندوة حوارية في قامشلو
أقامت أكاديمية جنولوجيا ومجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي، ندوة حواريّة بعنوان “ضدّ ثقافة الساتي؛ المرأة، الحياة، الحرية” وتناولت الندوة الثقافات الأربعة التي تحدّث عنها القائد عبد الله أوجلان وهي “ثقافة الآلهة، وثقافة نساء القصر، وثقافة الساتي وثقافة المرأة الحرة”.في إطار فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة المصادف للـ 25 من تشرين الثاني من كل عام، أقامت أكاديمية جنولوجيا ومجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي، ندوة حواريّة بعنوان “ضدّ ثقافة الساتي؛ المرأة، الحياة، الحرية”، وانعقدت الندوة في حديقة آزادي في مدينة قامشلو بمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا.
وعُلّقت على مدخل القاعة صور النساء اللواتي قُتلن على أيادي الرجال والدولة التركية، من بينهن؛ صور الصحفيات المناضلات؛ كلستان تارا، وجيهان بلكين، وعضوة مركز أبحاث جنولوجيا، ناكهان آكارسال، والأم تايبت إنان، وساكنة جانسيز والعديد من النساء اللواتي كن ضحايا الدولة التركية وعقلية القاتل الزمروي (الفئوي).
وشاركت في الندوة، عضوات أكاديمية جنولوجيا ومجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي، وممثلات عن حركة المجتمع الديمقراطي، وحزب الاتحاد الديمقراطي، ومؤسسات وهيئات المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، وممثلات عن مؤتمر ستار وباقي تنظيمات المرأة.
وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمتٍ إجلالاً لأرواح الشهداء، وانقسمت إلى 5 جلسات، خُصّصت كل منها لمناقشة قضية مختلفة، وتمّ الخوض في تفاصيل كل قضية من خلال مقاطع مصورة وصور حول الموضوع.وخلال الجلسة الأولى، قدّمت عضوة أكاديمية جنولوجيا، سهام داوود موضوع “الطبقات الأربعة لأيديولوجية تحرير المرأة”.
وناقشت سهام داوود الموضوع في إطار الأسئلة التالية: “لماذا أدرج القائد عبد الله أوجلان على جدول أعمالنا هذه الطبقات الأربعة؟” و “ما تأثير الثقافات الأربعة على موضوع تاريخ المرأة؟”، وشرحت سهام الموضوع من خلال مقطع مصور وصور ذات صلة.
وسلّطت الضوء على تقييمات القائد عبد الله أوجلان بخصوص الثقافات الأربعة “ثقافة الآلهة وثقافة نساء القصر وثقافة الساتي وثقافة المرأة الحرة” في مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي، وقالت: “أراد القائد عبد الله أوجلان من النساء أن يبحثن في هذه الثقافات وإجراء دراسات حولها”.
وتابعت حديثها قائلة: “طلب منا القائد أن نبحث في التاريخ، وأن نجري دراسات حول قضايا المرأة، إلّا أنّ فهمنا ما زال محدوداً حتى الآن، إنّ التاريخ علم وفلسفة، ولهذا علينا البحث فيه، لكن تحليلنا سيكون مختلفاً، فنحن سنحلّل المجريات التاريخية من وجهة نظر جنولوجيا، فالمجتمع نشأ حول المرأة، ويعرّف القائد هذه الثقافة من خلال تقسيمها إلى 4 ثقافات.
ثقافة الآلهة: إنّ الإنسان كائن تاريخي، بظهوره، نشأ المجتمع الطبيعي، وهذا ما يميز الإنسان عن الكائنات الحية، تبني النساء القبائل الصغيرة أو المجتمعات الأولى، وتطورها وتحميها، وتشمل المجموعات التي تتشكل حول النساء مجموعات الصيادين، التي يصفها القائد عبد الله أوجلان بـ “القاتل الزمروي” (الفئوي)، وتحاول هذه المجموعات الاستيلاء على إنجازات المرأة ومجتمعها، فيتعرض مجتمع النساء للهجوم، مما يجبرهن على ترك منازلهن والهجرة لحماية أنفسهن، وكنتيجة لذلك يقمن ببناء معابدهن ويقمن بتسميتها “روناهي”.
فيقوم الرجل المهيمن ببناء معبده الخاص ضدّ المرأة، ويسميه “القصر الأبيض”، الذي لا يزال قائماً حتى اليوم، وقد سرق 104 إنجازات للمرأة، وأنكر دورها وجهدها، واليوم هناك نموذج عن رجل الإنكي في كل منزل.
ثقافة نساء القصر: بُنيت ثقافة ضدّ قيم المرأة، وكان دور الراهبات في المعابد تعليم المجتمع بالأساليب والصور التي ابتكرتها النساء، لكن الرجال المهيمنين يهاجمونهن ويقومون بالعكس، وفي النتيجة، ظهرت القصور وأوكار استغلال المرأة جنسياً، حيث لا تستطيع النساء مغادرة القصر ويقتصر دورهن على إنجاب الأطفال للرجال الأرستقراطيين، كما نشأت مع الوقت ثقافة الجواري، وتستمرّ هذه الثقافة اليوم في المنازل.
ثقافة الساتي: في هذه الثقافة، عندما يموت الرجل، تُحرق المرأة معه، وهذا لا يُمارس في الهند فقط، ففي ثقافة الساتي، يُعدّ وجود المرأة مرهوناً بوجود الرجل، ومن الجيد أن ندرك مدى رسوخ ثقافة الساتي فينا، فعندما ندرك ذلك، سنصبح قوة الحل، ولهذا نحتاج إلى قوة المرأة الحرة.
ثقافة المرأة الحرة: إنّ المرأة التي تحمي وجودها وهويتها وتتّخذ القرارات، هي المرأة الاشتراكية، إنها المرأة الحرة والجميلة والواعية، لذا نختم بمقولة القائد عبد الله أوجلان: “إنّ نظريتي هي أنّ 25 بالمئة منكن يعشن ثقافة الآلهة و25 بالمئة يعشن ثقافة نساء القصر و25 بالمئة يعشن ثقافة الساتي و25 بالمئة يعشن ثقافة المرأة الحرة، وهذا المشروع لم يكتمل بعد، وسيُستكمل بالجنولوجيا”.
بعدها، تمّ عرض مقطع مصوّر (سنفزيون) ومناقشة تقييمات القائد عبد الله أوجلان للثقافات الأربعة وفي الجلسة الثانية، تناولت عضوة أكاديمية جنولوجيا، ليمان شيخو “ثقافة الساتي” وطرحت الموضوع في إطار الأسئلة التالية: “ما هي ثقافة الساتي؟” و “ما أساس هذه الثقافة التي بدأت من الهند وانتشرت في جميع أنحاء العالم؟”.
وشرحت ليمان شيخو ثقافة الساتي كالتالي:
ثقافة الساتي: في هذه الثقافة التي بدأت في الهند في القرن الرابع؛ تُحرق المرأة مع زوجها، ولم تقتصر هذه الثقافة على الهند، فقد انتشرت لاحقاً في جميع أنحاء العالم، حتّى مُنعت رسمياً في عام 1829، ورغم أنّها انتهت ظاهرياً، إلّا أنّها مترسخة في الوعي العام، إذ تستمرّ من خلال التقاليد المناوئة للمرأة كأداة استعباد من قبل الرجل، ويتمّ وصفه بأنّه وفاء للرجل، فعندما يموت الرجل تفقد المرأة أي معنى لحياتها، ومرادف الساتي اليوم هو “الطهارة” التي ترافق المرأة بعد وفاة الرجل، أي يُنظر للمرأة المستقلة نظرة سوء، وهذا ما ينطبق على الأرامل اليوم، إذ يُسلب حقّها وتُعتبر عالة على من حولها.
ويُنظر إلى المرأة اليوم على أنها أداة للشهوة، ولا تزال عقلية إخضاعها من قبل الرجل وتجاهل إرادتها مستمرة في الأسرة، فهل انتهت ثقافة الساتي اليوم يا ترى؟”.
وبعدها، عُرض مقطع مصور للتعريف بثقافة الساتي.وفي الجلسة الثالثة، طرحت عضوة مجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي، كندة كنعان، موضوع “استمرار ثقافة الساتي حتى اليوم” في إطار الأسئلة التالية: “ما هي أساليب انتشار ثقافة الساتي في الشرق الأوسط؟” و”كيف تظهر حقيقة ثقافة الساتي في ميدان ثورة المرأة؟”.
تحدثت كندة كنعان قائلةً: “كيف دخلت ثقافة الساتي شمال وشرق سوريا؟ قد تسألون، ما علاقتها بالأمر؟ ربما لم تكن الطريقة نفسها، لكنها دخلت المجتمع من خلال “الشرف” وولاء النساء وكونهن نساءً يقمن في منازلهن. صحيح أن النساء شاركن في السياسة والقوات المسلحة والجنولوجيا، لكن هذه الثقافة لا تزال قائمة”.
الساتي الجمالي: وتعني هذه الثقافة تحديد قالب جمالي ووضع معايير للجمال، وفيها تسعى جميع النساء إلى مطابقة هذه المعايير. ولتخطي ذلك، علينا بناء روح المرأة الحرة، وحمايتها، فلنحرّر أنفسنا علينا كسر هذه القوالب النمطية”.وفي الجلسة الرابعة، طرحت الناطقة باسم أكاديمية جنولوجيا، زهريبان حسين موضوع “حل قضية ثقافة الساتي” في إطار “تعزيز ثقافة الذات وأيديولوجية تحرير المرأة”.
وعرّفت زهريبان حسين ثقافة المرأة الحرة في إطار الحماية الذاتية والتنظيم الذاتي ومعرفة الذات، وقالت: “لطالما كان هناك خطان في التاريخ: خط النضال وخط الإبادة، وضع القائد أيديولوجية تحرير المرأة على جدول أعمالنا في ٨ آذار عام ١٩٩٨، والآن مرّ ٢٧ عاماً، فماذا يعني مناقشتها مجدداً؟ لقد ثارت النساء مراراً وتكراراً، لكنهن تراجعن، بسبب غياب الأيديولوجية والوعي والعلم.
ولبناء ثقافة المرأة الحرة، نحتاج إلى الحماية الذاتية والتنظيم الذاتي ومعرفة الذات، فالنساء يتعرضن للعنف كل يوم، لذا من الضروري لهن الدفاع عن أنفسهن، يوجد لدينا، وحدات حماية المرأة، وقوات الحماية المجتمعية – المرأة، بنت كلٌّ منهما دفاعها ومجتمعها في إطار مؤسساتي واجتماعي مستقل. في السابق، لم نرَ امرأة تحمل سلاحها وتدافع عن نفسها، أو تُدير شؤونها بنفسها. وكلما نظّمنا أنفسنا، زادت قدرتنا على الدفاع عن وجودنا.
طُرحت الأسئلة وأُجيب عنها في الجلسة الخامسة. واختتمت الجلسة بفقرة أسئلة وأجوبة.