بيان إلى الرأي العام:

تحلّ علينا هذه الأيام الذكرى الثامنة و العشرون للمؤامرة الدوليّة التي استهدفت القائد عبدالله أوجلان ، و التي بدأت في التاسع من تشرين الأول عام 1998 بإبعاده عن الشرق الأوسط ، و أسفرت في الخامس عشر من شباط عام 1999 عن اختطافه ، و تسليمه إلى السلطات التركيّة في مطار نيروبي/كينيا ، ليُودَع منذ ذلك الحين في سجن إمرالي تحت عزلة مشددة و تجريد مستمر ، و في ظل ظروف مناخيّة و صحيّة بالغة القسوة .
إنّ استمرار هذا الاعتقال التعسفي ، و تغاضي الدولة التركيّة المتعمّد عن جميع المواثيق الدوليّة و الأوروبيّة ، و لا سيما “حق الأمل” الذي تقرّه القوانين و العهود العالميّة ، يمثّل خرقاً صارخاً لتلك النواميس ، و يكشف عن إصرار ممنهج على إنكار الحقوق الإنسانيّة ، و التمادي في سياسات لا إنسانيّة و قمعيّة تناقض كل الشرائع الكونيّة و السماويّة .
و جدير بالذكر ، إنّ القائد عبدالله أوجلان أطلق في السابع و العشرين من شباط المنصرم مبادرة تاريخيّة بعنوان مبادرة السلام و المجتمع الديمقراطي ، و قد استجابت لها قوى و مقاتلو حزب العمال الكردستاني بقرار جريء يقضي بحل الحزب و نزع السلاح مع التمسّك بحق الدفاع المشروع ، في خطوة تعبّر عن إرادة صادقة لإحلال السلام و ترسيخ الديمقراطيّة ، و مع ذلك، لم تُقدِم الدولة التركيّة حتى اليوم على أي خطوة إيجابيّة نحو تجسيد هذه المبادرة .
و عليه ، فإنّنا نؤكّد أنّ استمرار عزلة القائد عبدالله أوجلان ، و عدم تطبيق “حق الأمل”، و التلكؤ في حل القضية الكرديّة ، هو استمرار لأزمة المنطقة بأسرها ، و من هنا، نطالب المجتمع الدولي ، و جميع المنظمات و المجالس و المؤسسات الحقوقيّة ، بالتحرّك الفوري و الفاعل للضغط على الدولة التركيّة و إلزامها بإطلاق سراح القائد عبدالله أوجلان و تحقيق حريّته الجسديّة ، كما نعلن دعمنا الكامل للحملة العالميّة التي انطلقت في الخامس من حزيران المنصرم تحت شعار : “أريد اللقاء مع عبدالله أوجلان”، و نرفض بشدّة قرار لجنة المجلس الأوروبي التي منحت الدولة التركيّة مهلةً جديدةً تتجاوز ثمانية أشهر لتنفيذ “حق الأمل”، إذ نعتبره تواطؤاً مكشوفاً يشرعن الانتهاكات بدلاً من إنهائها.
إنّنا نحيّي صمود القائد عبدالله أوجلان و إرادته الصُلبة التي لم تلن رغم أكثر من ربع قرن من العزلة، و نؤكد أنّ توجيهاته العميقة في مانيفستو السلام و المجتمع الديمقراطي ، تمثّل بوصلة حقيقية للسلام و الديمقراطية ، و نؤمن أنّ حريته هي مفتاح لسلام عادل و ديمقراطية راسخة في الشرق الأوسط و العالم أجمع .
المبادرة السوريّة لحريّة القائد عبدالله أوجلان
قامشلو – ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥