المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

الحرية الجسدية لـ “عبدالله أوجلان” في عيون نسائية: لا سلام ولا ديمقراطية دونها

21

تؤكد أصوات نسائية أن حرية القائد عبدالله أوجلان ليست مطلباً كردياً فقط، بل مطلباً لكل الشعوب، كما أنه لا سلام دون الحرية الجسدية له.

تتصاعد الأصوات النسائية التي تؤكد أن السلام في تركيا وربما المنطقة سيظل حلماً بعيد المنال؛ ما لم تتحقق الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان، معتبرات أن استمرار عزلته يشكل عائقاً أساسياً أمام أي مسار جاد نحو الحل الديمقراطي، وأن حريته هي حرية لكل النساء في الوقت ذاته.

ويولي القائد عبدالله أوجلان مكانة مركزية للمرأة في مشروعه الفكري والسياسي؛ إذ يرى أن تحرر المجتمع يبدأ من تحررها. ويعتبر أن نظام الهيمنة الذكورية أحد جذور الاستبداد التاريخي، وأن المساواة الحقيقية لا تتحقق إلا عبر مشاركة المرأة في القرار السياسي والاجتماعي. لذلك طرح مفهوم “حرية المرأة” كقاعدة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي يحقق العدالة والكرامة الإنسانية.

سياسات متناقضة؟

وتؤكد العديد من الأصوات أن قضية السلام مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإنهاء العزلة المفروضة على عبدالله أوجلان في سجن إمرالي، في وقت تتحدث الحكومة التركية عن السلام في المحافل الدولية، لكنها في الداخل تمارس سياسات تناقض هذا الخطاب، فالقائد عبدالله أوجلان يمثل حجر الأساس لأي عملية حوار حقيقية، وبدون إطلاق سراحه لن تتحقق المصالحة.

تقول الدكتورة فرح صابر وهي أكاديمية عراقية متخصصة في التاريخ، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تاريخ النضال الكردي لعقود، وقد شهد العديد من التحديات والصعوبات، ومع ذلك، فإن الشعب الكردي لم يفقد الأمل في تحقيق حريته وكرامته، مشيرة إلى أنه اليوم بات الجميع على قناعة تامة أن القضية الكردية في تركيا تتطلب حلاً شاملاً وعادلاً، مضيفةً أن هذا الحل لا يمكن تحقيقه دون إطلاق سراح عبدالله أوجلان.

وأشارت إلى أن عبدالله أوجلان الذي قضى عقوداً في السجن، يمثل رمزاً للنضال من أجل الحرية والعدالة. كما أن إطلاق سراحه يعتبر مفتاحاً حقيقياً لإنجاح نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، كما سيكون خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة الوطنية والسلام المستدام في المنطقة.

وأكدت الأكاديمية العراقية أن إطلاق سراح عبدالله أوجلان ليس فقط مطلباً كردياً، بل ضرورة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وهذا يدعو الأطراف المعنية جميعها للعمل سوياً لتحقيق هذا الهدف وضمان مستقبل أفضل للشعب الكردي وجميع سكان المنطقة.

وفي ختام تصريحاتها، تقول الدكتورة فرح صابر إنه من خلال إطلاق سراح عبدالله أوجلان، يمكن تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، وتعزيز فرص تحقيق حل سياسي عادل يلبي مطالب الشعب الكردي، معتبرة أن هذا الإجراء سيكون له تأثيراً إيجابياً على استقرار المنطقة، وسيعزز من فرص بناء مجتمع ديمقراطي يضمن حقوق جميع المواطنين، كما يهيئ فرصاً أفضل للتعاون والتنسيق بين الدول لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

سجين الجسد

فيما قالت شيماء الشواربي رئيسة اتحاد المرأة بالحزب الليبرالي المصري، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن عبدالله أوجلان سجين الجسد فقط لكنه حر بفكره وفلسفته الإنسانية، إلا أن الحرية الجسدية ضرورة، لإنجاح عملية السلام؛ فهو أقدر من يستطيع إدارة هذه المرحلة المهمة، وهو من يحمل الرمزية الكبيرة ليس في وسط الكرد فقط، بل كذلك في وسط الشعوب التواقة إلى السلام والعيش المشترك.

وأعربت كذلك عن قناعتها بأن حرية عبدالله أوجلان الجسدية هي حريةً لمشروع المرأة في المساواة والديمقراطية؛ فقد طرح “آبو” نموذجاً لحل ديمقراطي قائم على العدالة الاجتماعية وحقوق المرأة، وبالتالي تجاهل صوته يعني إغلاق الباب أمام مستقبل آمن للأجيال القادمة.

وعن موقف الحكومة التركية الحالي، قالت شيماء الشواربي إن السياسات الحكومية الحالية تهدف إلى إطالة أمد الصراع، مشيرة إلى أن “أنقرة تراهن على القمع والإنكار بدل الحوار، لكن هذا النهج أثبت فشله مراراً”، مشددة على أن الحرية الجسدية لعبدالله أوجلان ليست مطلباً حزبياً أو فئوياً، بل شرطاً أساسياً لإطلاق عملية سلام شاملة تعود بالنفع على جميع مكونات تركيا.

وتجمع الآراء على أن تجاهل الحكومة التركية مطلب الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان يثبت غياب الإرادة السياسية الحقيقية للحل، كما أن استمرار الحرب والعسكرة لن يجلب سوى المزيد من المعاناة للشعوب التركية والكردية على حد سواء، فلا سلام بلا حرية جسدية للقائد آبو.