عملية السلام والمجتمع الديمقراطي.. القائد يستقبل وفد المحامين وتباطؤ تركي في التشريع
بعد غياب دام لأكثر من 6 سنوات توجه محامو القائد عبدالله أوجلان إلى سجن إمرالي للتباحث بشأن العديد من القضايا المهمة المرتبطة بعملية السلام والمجتمع الديمقراطي تزامنا مع زيارة مقررة لوفد إمرالي.

استمرت عزلة القائد عبدالله أوجلان دون مبرر أو سند قانوني بعد إطلاقه مبادرة تاريخية تتطلع إلى العيش المشترك وإحلال المساواة والإخاء بين الشعوب في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، تؤكد نظرته السياسية الملمة بأوضاع الشرق الأوسط والعالم وما هو مقدم عليه من نزاعات تتطلب الحكمة في التعامل بطرق مختلفة لفرض حالة من الاستقرار ووقف نزيف الدماء والصراعات، ورغم مبادرته التاريخية المهمة إلا أن أردوغان لا يزال ينار بين اختيار القوة الصلبة أو المراوغة تزامنا مع استمرار السياسات القمعية تجاه المعارضين.
زيارة حقوقية
الدكتورة فرناز عطية الكاتبة والباحثة المصرية قالت في تصريحات لوكالة فرات للأنباء «ANF »، إنّ «زيارة المحامين للقائد عبدالله أوجلان تأتي بعد غياب دام لأكثر من 6 سنوات وفي سياق مبادرة القائد التي أطلقها في فبراير\شباط الماضي بهدف خلق مرحلة جديدة من السلام في الداخل التركي وتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط عموما، وبالتالي تعكس الزيارة دعماً نفسياً ومعنوياً للقائد خاصة وأن تفاصيلها تتعلق بتأييد حقه في الخروج من العزلة المفروضة عليه دون مبرر أو سند قانوني حيث أمضى القائد ما يزيد على 25 عاما السجن ولم يعد هناك سنداً قانونياً لاستمرار سجنه بعد إطلاق مبادرة السلام وحرق سلاح حزب العمال، ومن ثم يجب أن تنتهي عزلته ليباشر مهامه في عملية السلام نظراً لأن المرحلة الراهنة تتطلب ضرورة إنهاء عزلته من أجل مواصلة نضاله الفكري و السياسي ليقود عملية السلام والمجتمع الديمقراطي في تركيا».
عملية السلام
وفيما يخص زيارة وفد «إمرالي» أكدت فرناز عطية أن الزيارة تأتي ضمن مفاوضات عملية السلام لإنهاء الأعمال العدوانية التركية سواء في الداخل التركي أو في سوريا، قائلةً: «يجب ألّا ننسى الرسائل التي يرسلها القائد من محبسه وكان آخرها مباركته لوحدة الصف بين العرب والكرد في سوريا لمواجهة التحديات المختلفة كما هنأ السوريين جميعا بالحرية ودعاهم للوحدة والانصياع لمؤامرات التفرقة وشدد على ضرورة مواجهة التحديات التي تواجهها سوريا مطالباً بوحدة الصف كضرورة مهمة في تلك المرحلة، فضلاً أن الزيارة تدعم مسار السلام الذي دعا إليه القائد ويجب أن تتعاطى معه تركيا بإقرار خطوات قانونية لدمج عناصر حزب العمال وإقرار السلام بين كافة المكونات دون تمييز مع ضرورة تخلي النظام التركي عن سياسية الاعتقال والإقصاء والتهميش للمعارضين من مختلف الأحزاب التركية والكردية، وذلك من خلال تعديلات تشريعية حقيقية تمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من الإخاء والتعايش».
زيارات متعددة
على مدار الأشهر القليلة الماضية تعددت زيارات وفد إمرالي المشكل للتفاوض مع القائد عبدالله أوجلان وكان آخر تلك الزيارات ما أعلن عنه وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، إلى سجن إمرالي للقاء القائد في أعقاب تشكيل اللجنة البرلمانية وتحمل الزيارة في طياتها إشارات قوية على تحولات محتملة في المشهد السياسي التركي والكردي على حد سواء، وذلك تزامنا مع تغير في المزاج السياسي التركي، أو على الأقل اعتراف ضمني بأن تجاهل القضية الكردية لم يعد مجدياً.
أكد محمد عبدالسلام آلا ممثل الإدارة الذاتية في جنوب كردستان في تصريحات لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ «الزيارات المتعددة لوفود المعارضة التركية تأتي في إطار المفاوضات الجارية مع تركيا بشأن عملية دمج العمال الكردستاني والأهم أن القائد عبدالله أوجلان دائما ما يحرص على توسّيع رؤيته لتشمل مستقبل الشعب الكردي في كل الأنحاء، بما يمثل طرحاً قوياً عابراً للحدود ويعكس إدراكاً عميقاً لطبيعة القضية التي لا يمكن حلها دون بناء أسس ديمقراطية تضمن المساواة بين جميع الشعوب، في إشارة واضحة إلى أن الحل لا يكمن في التفاوض بين الحكومة وإمرالي فقط، بل في إعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع».
ودائماً ما حرص القائد على طرح رؤية متكاملة تتضمن الدعوة إلى إعداد إطار قانوني وديمقراطي يضمن المساواة بين الشعوب في تركيا، والتأكيد على أن السلام يجب أن ينبع من المجتمع، لا من اتفاقات فوقية، ورفض اختزال القضية في السلاح والأمن، كما طرح نموذج حل لامركزي يضمن حقوق الشعوب ويمنع تدخل القوى الإمبريالية في المنطقة.