المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

دوران كالكان: إذا كنتم تريدون حلاً فإن ذلك يبدأ بالحرية الجسدية للقائد آبو

14

صرّح دوران كالكان، أحد الأعضاء المؤسسين لحزب العمال الكردستاني، أن جوهر الحلّ قد تم تقويضه من خلال سياسة المماطلة، قائلاً: ”إذا كنتم تريدون حلاً، فإنه يبدأ بالحرية الجسدية للقائد آبو“.

قدّم دوران كالكان، أحد الكوادر المؤسسين لحزب العمال الكردستاني، تقييمات مهمّة خلال برنامج خاص بُثّ على شاشة مديا خبر (Medya Haber TV) تناول فيها نظام التعذيب والإبادة المفروض في إمرالي، وقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المتعلق بانتهاك “حق الأمل”، والموقف المحتمل للجنة الوزارية لمجلس أوروبا إزاء هذه المسألة، إلى جانب أعمال اللجنة البرلمانية ذات الصلة. وأضاف دوران كالكان قائلاً: إن “مفتاح الحل هو الحرية الجسدية للقائد آبو”.

وفيما يلي التقييمات التي قدّمها دوران كالكان:

أحيّي أولاً مقاومة إمرالي التاريخية، وأحيّي القائد آبو بكل احترام. كما أستذكر بكل تقدير أبطال مقاومة صيام الموت العظيم في 14 تموز، الرفاق محمد خيري دورموش، كمال بير، عاكف يلماز، وعلي جيجك، واستذكر في شخصهم جميع شهداء شهر أيلول بكل احترام ومحبة وامتنان.

نعم، اليوم، ذهب المحامون مرة أخرى إلى الجزيرة. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان قد جرى لقاء أم لا. لقد ذهبوا بعد ست سنوات من الانقطاع. وقبل ذلك أيضاً، من عام 2011 حتى 2019، لم تحصل لقاءات. لكن صيام الموت آنذاك تمكن من إنهاء هذه العزلة. والآن، وبعد ست سنوات، ذهب المحامون مجدداً. وكأننا سنفرح لمجرد أن “المحامين ذهبوا إلى إمرالي وتمّ لقاء المحامين”، بينما هذا أمر طبيعي جداً في أي مكان آخر، وأمر بديهي في الديمقراطية. وإن وصول مسألة اللقاء مع المحاميين إلى هذا الحد أشبه بما يقال في المثل الشعبي الدارج في المجتمع: ’يُري الموت، ويُرضي بالحمّى‘، بمعنى يقومون بكل هذه المخالفات والانتهاكات القانونية، ثم حين يُطبّق قانون بشكل عادي، يُصوَّر الأمر وكأنه معجزة أو حدث استثنائي. وهذه هي المفارقة والأمر المثير للدهشة. فالوضع القائم لا ينسجم مع روح العملية ولا مع مضمونها.

نحن نتحدث عن عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، بحيث أنه جرى اتخاذ خطوات تاريخية لم تخطر ببال أحد، ولم يكن من الممكن تصديقها من خلال الدعوة التاريخية التي أطلقها القائد آبو في 27 شباط. فحزب العمال الكردستاني، ذو الخمسين عاماً، أنهى وجوده التنظيمي. كما غيّر استراتيجيته في الكفاح المسلح. وحدثت أمور كبيرة إلى هذا الحد، لكن ما يقابِلها اليوم من استجابة ومقابل هو ذهاب المحامين إلى إمرالي وإجراء اللقاء في إمرالي. ما الذي يعني ذلك؟ سنترك الإجابة على ذلك والتقدير للجميع. على الجميع أن يتساءل ويقيّم. هل نقول: ’أُفْتِحت أبواب إمرالي؟‘ وهل نقول ’لقد حلّ السلام؟‘ وهل يمكن قول ذلك حقاً؟ لكن عندما نقول: ’لا زال نظام التعذيب والإبادة مستمراً، وحالة الأسر ما تزال قائمة‘، يستاء محاورونا ويشعرون بالانزعاج. حسناً، ما هو هذا الوضع إذن؟ فعلى الرغم من أنه مرّ أكثر من أربعة أشهر على حلّ حزب العمال الكردستاني، ودخل شهره الخامس، لا يزال الوضع مستمراً على حاله، إذ أن مجرد إظهار وتصوير لقاء المحامين على أنه حدث استثنائي أو توصيفه بالمعجزة، هو أمر غير مقبول.

لا يمكن تفسير الأمر بطريقة أخرى. فلا أحد يناقش مضمونه. وماذا سيناقشون في المضمون أصلاً؟ إنهم يشعرون بالانزعاج من مضمونه برمّته بالأساس.

فالمفارقة أنهم يتحدثون عن شخص معتقل منذ 27 عاماً، بل ومحتجز كأسير؛ ويُحاكم بدوافع سياسية، ثم يبدون امتعاضهم لأن حديثه يدور حول السياسة. حسناً، عن أي شيء آخر يمكن أن يتحدَّث؟ وهل هناك أي جانب من جوانب القانون منفصل عن السياسة؟ ثم إن احتجازه في إمرالي طوال 27 عاماً لم يكن بالتأكيد لأسباب خارجة عن السياسية، بل إن احتجازه كان وما يزال بدوافع سياسية.

ورغم ذلك، وبالنظر إلى هذا الوضع، نرى أنه لم يطرأ أي تغيير يُذكر، بل أكثر من ذلك، إن الرغبة في التغيير معدومة، كما أنه لا يوجد موقف متماسك باتجاه إجراء تغيير في السياسة والجانب الفكري. ولا يحمل الأمر أي معنى سوى ذلك.

يتبع ….