دوران كالكان: من الضروري حضور القائد آبو ووفده أيضاً إلى البرلمان
صرّح دوران كالكان قائلاً: “إنه كما يتم لقاء الجميع في البرلمان، فإنه من الضروري أيضاً حضور القائد آبو والوفد المرافق له إلى البرلمان والاستماع لهم؛ فطالما بقي القائد آبو أسيراً في إمرالي، فلن تتمكّن اللجنة من إحراز أي تقدّم ولو بمقدار مليمتر واحد”.

وفيما يلي النص الكامل لحديث دوران كالكان، عضو أكاديمية عبدالله أوجلان للعلوم الاجتماعية، الذي تحدث لقناة مديا خبر (Medya Haber TV) التلفزيونية:
https://cdn.iframe.ly/xKjIvjbf
“في البداية وقبل كل شيء، أستهلّ كلامي بتوجيه التحية باحترام إلى القائد آبو، مهندس عملية السلام والمجتمع الديمقراطي. وأود أن أضيف ما يلي: بالنسبة للمهتمين بالنقاشات أو الساعين لفهم مسار العملية، قد يكون من المفيد توضيح بعض النقاط، فمنذ نحو شهر لم يتم إجراء أي لقاء مع القائد آبو، إذ مرّ أكثر من 25 يوماً، ولا نعلم ما هو الوضع في إمرالي؟
في حين أنه كان يُفترض، وفقاً لمقتضيات العملية، أن تُفتح أبواب إمرالي على مصراعيها بالكامل، وهذه كانت التوقعات، وكانت التقييمات على هذا النحو، وكان من المفترض أن ينتهي نظام إمرالي دون أن يطول الأمر إلى هذا الحد، لكن، وعلى الرغم من أن بعض اللقاءات قد جرت، فإن ذلك لم يتحقق، لذلك، فإن من يريد تقييم العملية في إطار عمل اللجنة، عليه أولاً أن يدرك هذه الحقيقة ويأخذها بعين الاعتبار، لأنه ما لم يتم النظر إلى هذا الوضع القائم، وما لم يتم إدراك أن القائد آبو ما زال في موقع الرهينة، فإن كل نوع من أنواع التقييمات ستكون خاطئة وغير صائبة، فنحن لا نملك أي معلومات عمّا يجري هناك، أي أن ما يحدث في إمرالي ما يزال مجهولاً تماماً.
في حين أن طلبات إجراء اللقاء تتدفق بكثافة من داخل البلاد وخارجها، من النساء والشباب، ومن السياسيين والمثقفين والصحفيين، ومن جميع فئات المجتمع. فالجميع يريد لقاء القائد آبو، ويريدون النقاش معه وتبادل الآراء، لأن القائد آبو يطرح رؤى تتعلق بأوضاع الجميع.
ومن ناحية أخرى، فهذا يعني أن وضع القائد آبو والنظام القائم في إمرالي يهمّان الجميع ويؤثران فيهم إلى هذا الحد، فكل شخص يرى شيئاً مما يعيشه منعكساً داخل هذا النظام، إنه، في الواقع، يخوض النضال ويبحث عن الحرية، ويريد الديمقراطية ويريد تطوير الديمقراطية وإحراز تقدم فيها، ويرى أن تحقق ذلك مرهون بنيل القائد آبو حريته الجسدية، ومن دون تحقق الحرية الجسدية للقائد آبو، ومن دون زوال نظام إمرالي القائم على الإبادة والعزلة والتعذيب، فإنه من غير الممكن الحديث عن الحرية والديمقراطية ليس فقط بالنسبة للكُرد، بل لتركيا بأسرها أيضاً. ومن الواضح أن الشرق الأوسط والعالم يتأثران بذلك بعمق؛ إذ يرى الناس في مناطق مختلفة من العالم في إمرالي ركيزةً مهمة لحياتهم الحرة والديمقراطية، ويرون ذلك متجسداً في الحرية الجسدية للقائد آبو. وهذه حقيقة واضحة كوضوح الشمس وظاهرة للعيان. ومع ذلك، لم يطرأ أي تغيير على هذا الوضع. ونحن لا نرغب في بثّ حالة من اليأس والتشاؤم، لكن هذه هي المعطيات والمعلومات المتوفرة. وبالطبع، نحن نتابع الأمر بعناية، ونحاول فهم أسبابه.
اللجنة تُبدي جدية
بالإضافة إلى ذلك، إذا ما انتقلنا إلى اللجنة البرلمانية التي شُكّلت في هذا السياق؛ فقد تم في نهاية المطاف اختيار اسم لها، وكان أمراً طبيعياً. نحن لا نعلّق كثيراً على ذلك، لجنة التضامن الوطني والأخوّة والديمقراطية، إذا أدّت فعلاً ما هو منتظر منها، وقامت بمسؤوليتها وواجبها وتصرفت بما يتناسب مع اسمها، يمكن أن تثمر نتائج مهمة، فالتوقعات من اللجنة كبيرة، وتشكيل لجنة بهذه الصيغة يُعد بحد ذاته خطوة مهمة، خصوصاً مع مشاركة جميع الأحزاب فيها. ويُقال إن هذه اللجنة تمثل نحو 98% من الساحة السياسية، حيث تشارك الأحزاب كافة بجدية كبيرة، ولا شك أننا نعي أنها تقوم بعمل جاد.
وإن اللجنة أيضاً تعمل على تقييم الوضع الحالي بقدر كبير من الجدية، فهي لجنة شُكّلت بجدية وتتصرف على هذا النحو، ولا شك أن التوقعات من اللجنة المشكلة كثيرة جداً، كما أن المطالب كثيرة أيضاً. وقد أنجزت حتى الآن بعض الأعمال، ونحن بدورنا نرى أن عملها مهم، وقد قدّم رفاقنا تصريحات بشأنها، ونحن نرى أنها تحمّل معاني ودلالات ونجدها ذات قيمة.
وعلاوة على ذلك، قال العديد من رفاقنا في تصريحاتهم لوسائل الإعلام: إذا تعاملت الدولة بجدية، وتناولَت حل القضية الكردية في إطار التحوّل الديمقراطي، وتصرفت على هذا الأساس؛ فنحن نتعامل مع العملية باستراتيجية واضحة، ونأخذه على محمل الجد، ونتابعه، وعلى هذا الأساس، سنؤدي مسؤولياتنا على الوجه الأكمل دون أي تقصير.
وعلى أي حال، فإن القائد آبو هو الضامن لذلك الأمر، وقرارات المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني سلطت الضوء على هذه الحقيقة بوضوح، إذ أظهرت بجلاء قرار حل البنية التنظيمية وإنهاء استراتيجية الكفاح المسلح. وقد عبّر رفاقنا مراراً عن هذا الالتزام والموقف الواضح، وما زالوا يؤكدونه باستمرار.
وهذا ما يبرز: إن الجانب الكردي متكامل، ويتعامل مع القضية بجدية واستراتيجية واضحة، ويؤدي ما يقع على عاتقه من مهام دون الانتظار أو الالتفات إلى أحد، لكن، وكما قال دولت بهجلي، فإن الطائر لا يطير بجناح واحد، وهذا العمل لا يُحل من طرف واحد فقط.
وقد سعى البرلمان إلى أن يكون أكثر شمولية، فأشرك جميع الأحزاب، وهو ما نعدّه خطوة مهمة وذات مغزى. أما أعماله حتى الآن فتسير بصورة طبيعية وفي المستوى المطلوب، حيث أن ما تمخض من جدول أعماله، إلى جلسات الافتتاح، وصولاً إلى الأوساط التي استمع إليها في الاجتماعات الأخيرة، فإنها في المسار الطبيعي وما يتوجب القيام به، كل ذلك يُظهر أن الأمر يُعالج بجدية، ولهذا نعتبره مهماً، مع التأكيد على أن المطلوب هو أن تقوم بأكثر من ذلك.
مشاركة جميع الفئات من ضروريات نجاح العملية
في الواقع، كثير من الأوساط تقول على الدوام؛ إن السلام والديمقراطية يجب أن يتم تعميمهما اجتماعياً، فإذا تعمم اجتماعياً، ووجد المجتمع نفسه فيها، فإن العملية ستتكلل بالنجاح وتحقق أهدافها، وبالمثل، كلما استمع البرلمان من خلال أعماله إلى شرائح مجتمعية متنوعة أكثر، وأخذت بوجهات نظرهم وآرائهم، وعملت على تقريب الجميع من بعضهم البعض، كلما اقتربت من الوصول إلى النتائج المرجوة وتحقيق النجاح.
فالعملية تريد حل قضية عمرها قرن من الزمان، وتريد إنهاء حالة الحرب التي ولّدتها هذه القضية على مدى قرن من الزمان، فهذه الحرب خلّفت آلاماً ودماءً ودموعاً، وقد أثّرت كل هذه الأمور مجتمعة على المجتمع بأسره، صحيح، أن التأثير الأشد قسوة كان على الكرد، لكن كل من كان ضمن حدود جمهورية تركيا تأثروا بدرجات مختلفة، لذلك، فإن عملية السلام الجارية تهدف إلى معالجة هذه التداعيات وإنهائها، فالسلام يعني إنهاء ذلك، وإذا ما تم العمل بطريقة متعددة الجوانب، وإبداء تعامل جاد، وإشراك جميع الفئات في العملية، فإنها ستتكلل بالنجاح، ولهذا السبب، فإن هذه المساعي والجهود مهمة وذات معنى، لأن الاستماع لجميع الفئات وضمان مشاركتها ليس فقط ضرورة ديمقراطية، بل هو أيضاً ضرورة لنجاح هذا العمل.
يتبع…