المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

جميل بايك يؤكد أن الحل الديمقراطي الشامل هو الخيار الوحيد لسوريا

31

أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لـ KCK، جميل بايك، أن ثورة شمال وشرق سوريا تمثل أملاً حقيقياً لشعوب المنطقة، مشدداً على أن الإصرار على الدولة القومية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والفشل، في حين أن الحل الديمقراطي الشامل بات الخيار الوحيد أمام السوريين. وأضاف أن “قوى الديمقراطية والحرية في سوريا لن يبقى أمامها خيار سوى بناء كيان ديمقراطي وصياغة قوانينها الخاصة”.

جميل بايك يؤكد أن الحل الديمقراطي الشامل هو الخيار الوحيد لسوريا

شارك الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، في برنامج خاص على قناة Stêrk TV، وقيّم فيه الرسالة المصوّرة للقائد عبد الله أوجلان، ومراسم إحراق أسلحة الكريلا، وآخر التطورات في سوريا، مركّزاً بشكل موسّع على دور ثورة روجآفا كنموذج ديمقراطي ومشروع شامل لحل أزمات المنطقة كما علّق على التصريحات الصادرة باسم الولايات المتحدة بشأن مستقبل الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

وفي حديثه عن الذكرى السنوية لثورة روجآفا وشمال وشرق سوريا، قال بايك: “ثورة بدأت الآن في روجآفا وقد خلقت أملاً. لكل من الأكراد، ولكل من يناضلون من أجل الحرية والديمقراطية وحرية المرأة والإيكولوجيا، أي لكل من يقاوم الظلم واللاعدالة، أصبحت أملاً. الجميع يقول إن نموذج روجآفا يجب أن يُعتمد كأساس ليس فقط في سوريا بل أيضاً خارج سوريا. الجميع يعترف بهذا. وهذا صحيح أيضاً. الجميع يعلم أنه رغم كل نواقصه، إذا كان قد تم إنشاء نموذج في روجآفا، فهذا قد تحقق بفضل أفكار القائد. في جوهر هذه الثورة هناك آثار كبيرة لأفكار القائد. القائد ناضل هناك لسنوات. كثير من رفاقنا بقوا هناك مع القائد، تحدثوا معه، وعقدوا اجتماعات. أي إذا كان قد حدث تغيير مع الشعب، ووعي قد تشكل، فإن ذلك كان بفضل جهود القائد. إذا كان اليوم شعب روجآفا يدين بالفضل للقائد، فهذا هو السبب؛ لأن القائد خدمهم. وبنتيجة هذه الخدمة تقدّمت ثورة روجآفا”.

وأضاف بايك: “قد لا يعلم الجميع هذا تماماً، لكن هناك من يعلم. أي أن هذه الثورة لم تتقدم من تلقاء نفسها. هناك أساس لها. من أسّس هذا الأساس؟ حينما يتم النظر إلى روجآفا، يتم الوصول إلى حقيقة القائد. يرَون أن أفكار القائد قد أنجحت هذه الثورة. ولهذا يريدون فهم حقيقة القائد آبو بشكل أعمق. مثال على ذلك، حركة نساء كردستان أصبحت نموذجاً لكل نساء العالم. يريدون فهم كيف تقدمت هذه الحركة داخل المجتمع الكردي. هناك أيضاً يرون القائد آبو. حينها يريدون فهم حقيقة القائد آبو بشكل أعمق. هناك من يوجّه انتقادات أيضاً؛ يقولون كيف لرجل أن يكون قائد حركة نسوية. وقد رد القائد على هذا أيضاً؛ إذا كنت أنا القائد، يجب أن تنتج هذه الحركة النسوية نتيجة من هذا. أي لأنهّن لم يتمكنّ من قيادة أنفسهن، أنا قدتُ. كل مطالبي ونضالي كان لأجل أن تقود المرأة نفسها بنفسها”.

وتابع قائلاً: “إذا حدث تغيير في روجآفا على صعيد الوعي والممارسة، وإذا حصل تغيير بين الشعب والنساء، وإذا تقدّمت الأمة الديمقراطية، وكان الشعب يعيش وفق هذا النهج، فهذا أمر مهم جداً. أليست هناك نواقص؟ بالتأكيد هناك، ولكن رغم ذلك، فإن ثورة روجآفا هي نموذج للجميع”.

وحول مستقبل سوريا والحل السياسي، أكد بايك: “إذا أرادوا حل مشكلات سوريا، يمكن حلّها بهذا النموذج. أي إذا أخذوا كما في السابق نظام حزب البعث كنموذج للدولة القومية، فلن يستطيعوا حل مشكلات سوريا. في هذا الوضع تنشب الحروب، يحدث تقسيم، مجازر، واستيعاب قسري. بأي شكل من الأشكال لن يستطيعوا تأسيس وحدة سوريا، وحدة شعوب سوريا. فقط من خلال نموذج روجآفا يمكن تأسيس وحدة سوريا ووحدة شعوب سوريا. هذا النموذج فقط يمكنه أن يجلب الديمقراطية والحرية”.

وأضاف: “حينها يمكن للجميع أن يعبّر عن لغته، هويته، إرادته، وثقافته، أن ينظم نفسه، وأن يتحمل مسؤولياته تجاه بقية الشعوب. سوريا لا يمكن أن تخرج من هذا الوضع السيء إلا بهذه الطريقة. روجآفا تكافح من أجل تقدم سوريا ديمقراطية، وتدفع الثمن. ولكن من جاؤوا مكان نظام البعث، ما زالوا يتخذون أفكار النظام البعثي أساساً. ما زالوا يؤمنون بالقومية والدولة القومية. يريدون إذابة الجميع ضمن الدولة القومية وجعلهم شيئاً واحداً. وقد نتجت المشكلات من هذا المنظور. وهم يريدون استمرار هذه المشكلات”.

وفي معرض حديثه عن التدخلات الخارجية، قال بايك: “من يحكم سوريا اليوم؟ هي القاعدة. من أوصلهم للحكم؟ أمريكا وبريطانيا هم من أوصلوهم. فعلوا هذا في أفغانستان، ويفعلونه اليوم في سوريا. يقولون إنهم ضد القاعدة وداعش. لكنهم يفرضون هذا الحكم على الجميع، ويقولون يجب أن تقبلوا هذا الحكم وتنضموا إليه. يقولون يجب أن تسلموا كل شيء وتنضموا لسوريا. أي، يقولون انضموا لداعش والقاعدة. ما مدى صحة هذا، ومن يقبل به؟”

وأضاف: “الشعوب وقفت لعقود ضد الدولة القومية، وضد نظام البعث، أليس لهذا السبب وقفت؟ لا يمكن لهذا المخطط أن ينجح. لا يجب لأحد أن يصر على هذا. يقولون يجب أن يتم الاندماج. الاندماج الذي يتحدثون عنه هو أن ينكر الكردي، الدرزي، العلوي، وكل شخص هويته وينضم إلى هذا الحكم. هذا هو الاندماج من وجهة نظرهم. أما الاندماج الذي يتبناه القائد آبو وحركتنا، فلا علاقة له بهذا. نحن نتحدث عن اندماج ديمقراطي. يجب أن تقبل الدولة والديمقراطية ببعضهما، وأن يتعايشا. يجب على الدولة أن تقبل بالديمقراطية، وعلى الديمقراطية أن تقبل الدولة”.

واختتم هذا المحور بالقول: “ما معنى الديمقراطية؟ معناها أن يعبّر الكردي، السرياني، الأرمني، الدرزي، العلوي عن هويته، ثقافته، إرادته وينظم نفسه. كما أنه يتحمل المسؤولية تجاه الدولة، كذلك يجب على الدولة أن تكون مسؤولة بالقدر نفسه تجاه الشعوب. فقط بهذه الطريقة يمكنهم أن يعيشوا بسلام. الوحدة تتحقق بهذا الشكل، ليس بالقوة ولا بالإلغاء، بل بالمحبة. الوحدة بالمحبة تعني أن تعترف بهوية، وإرادة، وثقافة، وتنظيم الطرف المقابل. القتل، الاستيعاب، التهجير لا يقبلها أحد. وهذا قد استمر لسنوات. في روجآفا، حزب العمال الكردستاني (PKK) ناضل ضد هذا. يجب الخروج من هذه النتائج. لا يجوز فرض شيء بالقوة أو القول ‘أنكر نفسك’. روجآفا أيضاً لا تقبل بهذا، ولا يجب أن تقبل. إذا استمرت هذه السياسة، فإن روجآفا، والدروز، والعلويون، وكل العرب الذين لا يقبلون داعش وهيئة تحرير الشام، والمسيحيون، والمثقفون، يمكن أن يتكاتفوا ويدفعوا بسوريا نحو الديمقراطية. يمكنهم أن يضعوا قوانينهم، ويقاوموا سلطات القاعدة معاً. فقط بهذه الطريقة يمكنهم أن يحققوا نتيجة”.

وفي سياق آخر، تطرّق جميل بايك إلى تصريحات توم باراك، المبعوث الأمريكي لسوريا، وقال: “لم أذكر اسم باراك، لكنني تناولت أفكاره وتوجهاته. إنه يحرّك السياسة باسم أمريكا. هو في الأصل مسيحي من أصل لبناني. هناك العديد من الادعاءات والتحقيقات حوله، وهو رجل أعمال. إلى أي مدى يمثل أفكار أمريكا؟ هذا محل شك، ونحن لا نعلم تماماً. لكنه يقدّم هذه التصريحات باسم أمريكا. يقول إنه يجب على روجآفا، أي الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أن تتخلى كلياً عن إدارتها وتنضم إلى إدارة دمشق وتأخذ موقعها هناك. أي يقول: دولة واحدة، شعب واحد، وطن واحد، علم واحد. تماماً كما تفعل الدولة التركية”.

وأضاف: “الدولة التركية اتبعت هذه السياسة لسنوات، لكن ماذا كانت النتيجة؟ اليوم، الدولة التركية تعيش وضعاً صعباً بسبب هذه السياسة. وتريد مرة أخرى أن تُخرج الكرد من هذا الوضع. أرادوا من الكرد أن يتخلوا عن إدارتهم، لكن الكرد أنفسهم تخلوا عن هذا. والآن لم يبقَ خيار أمام أولئك الذين أرادوا من الكرد أن يتراجعوا سوى القبول، لكي يخرجوا من هذا المأزق. في سوريا أيضاً، يجري تكرار الأمر نفسه. الجميع يقول: واحد، واحد، ويريدون دولة-أمة. كيف يمكن للشعب أن يقبل بذلك؟ هذا غير ممكن. ولهذا السبب، إذا أصروا على هذه السياسة، ففي تلك اللحظة لن يبقى أمام قوى الديمقراطية والحرية في سوريا خيار سوى بناء كيان ديمقراطي، وصياغة قوانينهم الخاصة. وعلى هذا الأساس يجب أن يعلنوا أنفسهم. من أجل سوريا ديمقراطية، يجب توسيع نضالهم، وهذا هو الطريق الصحيح”.