المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

السيناتور كارلو سومّا روغا: يجب أن تكون الخطوة الأولى لصدق النية هي حرية أوجلان

20

اعتبر السيناتور السويسري كارلو سومّا روغا، أن دعوة 27 شباط هي بمثابة خطوةً عظيمة لحل القضية، وقال: “يمكنهم أن يُظهروا أول خطوةٍ من صدق نيتهم وإخلاصهم حول حل القضية بإطلاق سراح أوجلان.”

تحدث السيناتور كارلو سومّا روغا، عضو مجلس الدولة السويسري، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن دعوة القائد آبو التاريخية، ومسؤولية المجتمع الدولي عن الحل الديمقراطي للقضية الكردية.

https://cdn.iframe.ly/SfiMacm


أوضح السيناتور كارلو سومّا روغا في البداية، أنه تفاجأ تجاه دعوة القائد آبو، وقال: “لكنني أعتقد أن ما فعله اليوم كان صحيحاً، إنني أعتبر هذه الدعوة في غاية الأهمية  لحل الأزمة المؤسساتية بشكل نهائي وللحد من العنف الذي تعرض له الشعب الكردي في تركيا، لذلك، فإن هذه الدعوة يمكنها أن تفسح المجال أمام عملية سلام واندماج اجتماعي وسير عمل المؤسسات الديمقراطية بشكل أفضل في ظل ظروف طبيعية، ولا يزال كل من رئيس الجمهورية أردوغان وحكومته لم يغتنما هذه الفرصة بعد لإحلال السلام في تركيا وكذلك إطلاق عملية مع حزب العمال الكردستاني والقوى الاجتماعية، وهذا أمر مؤسف أيضاً”.

يجب أن تبدأ المفاوضات

وحول نجاح العملية، قال السيناتور: “ما يجب القيام به في المرحلة الأولى هو ضمان إرساء وقف دائم لإطلاق النارـ حتى في الخارج-والبدء بعملية حوار، فقبل الحديث عن المفاوضات، يجب أن يكون هناك حوار مبني على الثقة ومن ثم تشكيل وفود يمكنها التفاوض، ولا أعتقد أنه يمكن القيام بذلك داخل تركيا ولا أعتقد أنه يمكن القيام بذلك بطريقة رسمية، لذلك، كخطوة أولية، يجب أن تتم اللقاءات بشكل غير رسمي ومخفي وسري.

وبالطبع، يتطلب ذلك ثلاثة أطراف: أولاً، حكومة مستعدة للقيام بذلك؛ وثانياً، حزب العمال الكردستاني أو مسؤولون من حركة سياسية قريبة منه، وأخيراً، بلداً يمكنه استضافة مثل هذه المحادثات، وربما يكون من الأنسب أن يكون هناك أشخاص مقربون من الحكومة أو الرئاسة يمكنهم العمل كوسطاء في هذه العملية، بدلاً من أشخاص في الحكومة مباشرة، تماماً كما حدث في مبادرات جنيف الخاصة بفلسطين في الماضي، كان هناك ممثلون من كلا الجانبين لم يكونوا مسؤولين بشكل مباشر ولكن قريبين من السلطة، وكانت هذه الشخصيات قادرة على تولي سير عملية المفاوضات، وأعتقد أنه بالإمكان أن تكون على هذا النحو.

بإمكان سويسرا أن تقوم بدورها

وحول السؤال المطروح على السيناتور كارلو سومّا روغا: هل يمكن لسويسرا أن تقوم بدور الوسيط بين كلا الجانبين؟ أجاب قائلاً: “نعم، لما لا، كما تعلمون أنتم أيضاً، أن لسويسرا وظيفة مزدوجة، أولاً، لديها القدرة على توفير البنية التحتية لاستضافة المشاركين في المحادثات، بطبيعة الحال، يمكن أن يكون ذلك على ضفاف بحيرة جنيف، ويمكن أن يكون ذلك في جنيف أو لوزان أو مونترو، ولكن يمكن أن يكون ذلك في الوقت نفسه في المناطق الناطقة بالألمانية من سويسرا، ويمكن أن يكون في دافوس، على سبيل المثال، ولكن بشرط ألا يتصادف مع المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، وبعبارة أخرى، تتمتع سويسرا بالعديد من المواقع المناسبة لإجراء محادثات سرية وهادئة، وهذا أمر مهم للغاية.

ثانياً، يمكن لسويسرا أيضاً أن توّظف أشخاصاً على درجة عالية من الكفاءة يمكنهم تيسير المحادثات بشكل سلس، وقد كانت سويسرا نشطة بشكل خاص في العملية التي ساهمت في التوصل إلى اتفاق السلام في كولومبيا، وقد جرت تلك المفاوضات في كوبا، وكانت سويسرا إحدى الدول التي ساهمت مع النرويج في الوصول إلى هذا الاتفاق.”

وفيما يتعلق بدور الجهات الفاعلة الدولية، أردف السيناتور السويسري قائلاً: “أعتقد أن شركاء تركيا التقليديين، وخاصة حلفائها في حلف الناتو، بإمكانهم أن يوجهوا تركيا نحو مسار المسؤولية ونحو إحلال السلام الداخلي، وسوف تستفيد المنطقة بأكملها من حدث وتطور من هذا القبيل”.

حرية أوجلان ستكون علامة وإشارة على صدق وإخلاص النية

وأكد السيناتور سومّا روغا أن حرية القائد آبو مهمة للغاية، مضيفاً: “لقد ذكرتم العديد من العمليات، ولكن المثال الأكثر وضوحاً الذي يتبادر إلى أذهان الجميع هو جنوب أفريقيا، فقد مهد إطلاق سراح مانديلا الطريق لعملية السلام، وكمانديلا، أوجلان أيضاً شخصية تاريخية معروفة على نطاق واسع ومقبولة لدى الشعب الكردي، لذا، فإن إطلاق سراحه سيكون بمثابة رسالة قوية جداً، ولذلك، هذا لن يكون بمثابة خطوة إلى الوراء أو علامة ضعف بالنسبة للحكومة التركية، بل على العكس من ذلك، فإن إطلاق سراح أوجلان سيكون خطوة توضح قوة السلطة الحالية وثقتها بنفسها، سواء الرئيس أو الحكومة، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل إلى درجة أنهم واثقون من أنفسهم لتنفيذ سير عملية السلام.

وقد شهدنا حالة مماثلة في كولومبيا أيضاً، فقد أُفرج عن بعض أعضاء حركات التحرير الوطني المسلحة قبل انتهاء مدة عقوبتهم، ولم يكن ذلك في سياق العفو، بل كان ذلك حتى يتمكنوا من التوسط بين المجموعات المسلحة والحكومة وفتح مسارات الحوار، ولذلك، فإن إطلاق سراح أوجلان سيكون في غاية الأهمية، ولكن كما قلت، لن يكون ذلك هزيمة للحكومة ولا انتصاراً مباشراً لشعب تركيا، فعلى المستوى الفردي، سيعني ذلك نهاية معاناة شخصية لأوجلان، نعم، يمكن أن تكون هذه الخطوة بداية لعملية السلام”.