في إطار الحملة العالمية لحرية القائد عبد الله أوجلان الجسديّة، صدر العدد الرابع من مجلة الأمة الديمقراطية التي تسلط الضوء على فلسفة القائد عبد الله أوجلان، وما يقدمه من رؤى إنسانية.
صدر العدد الرابع من مجلة الأمة الديمقراطية، التي تصدر من العاصمة المصرية القاهرة، في إطار الحملة العالمية لحرية القائد عبد الله أوجلان الجسديّة، والتي تقدم منذ صدورها قراءات متميزة للجوانب الفكرية والفلسفية لدى القائد عبد الله أوجلان، وتتطرق إلى كثير من إشكاليات وقضايا الشرق الأوسط من منظور القائد، لا سيما في ظل المتغيرات والتطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.
ويتزامن صدور العدد الجديد، في وقت يواصل وفد إمرالي لقاءاته مع مختلف الأطراف، في إطار السعي لدفع عملية السلام، لا سيما بعد المبادرة التاريخية ونداء السلام والمجتمع الديمقراطي الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان قبل أسابيع، بدعوته حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء سلاحه، وعقد اجتماع لحل الحزب، في خطوة لاقت إشادات دولية وإقليمية واسعة النطاق.
السلام والمجتمع الديمقراطي
وجاء العدد تحت عنوان “السلام والمجتمع الديمقراطي”، ومنه كانت الافتتاحية التي حملت عنوان “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي”، وجاءت شارحة للخلفيات التي انبثق منها نداء السلام، فقد تطرقت إلى تأسيس حزب العمال الكردستاني، والذي جاء معبراً عن طبيعة القرن العشرين، بما شهد من حربين عالميتين وحرب باردة، والاشتراكية المشيدة، وبيئة كان السائد فيها إنكار الحقيقة الكردية وحظر الحريات، وخاصة حرية الفكر.
كما تطرقت الافتتاحية المستوحاة من كلمات القائد عبد الله أوجلان إلى طبيعة العلاقة بين الشعبين الكردي والتركي المستمرة على مدار أكثر من 1000 عام، والتي فرضت عليهما دائماً التحالف الطوعي من أجل الحفاظ على وجودهم والوقوف في وجه القوى المهيمنة، في المقابل هدفت الحداثة الرأسمالية حلال الـ 200 عام الأخيرة إلى كسر هذا التحالف، عبر تفسيرات وروايات طبقية وأحادية، ومن ثم فإن المهمة اليوم تتمثل في إعادة تنظيم العلاقة التاريخية بين الشعبين الكردي والتركي بروح الإخوة والوحدة.
مقالات متنوعة ومتميزة
وتضمّن العدد مجموعة من المقالات والتحليلات والأفكار المتميزة، كان بدايتها مقال “الديمقراطية لدى أوجلان.. المفهوم والسياق”، للدكتور أحمد محمد إنبيوة الباحث في علم التاريخ، والذي قدم رؤية عميقة لثوابت وقواسم الديمقراطية في فكر القائد، والسياقات والصلاحيات التي رسمت محددات الديمقراطية لديه.
كما تضمنت مقالاً آخر للدكتور علي ثابت صبري الباحث في علم التاريخ تحت عنوان: “الثورة الذهنية في الشرق الأوسط.. ثورة البقاء والمواجهة”، ثم مقال تحت عنوان “من الإمارات الكردية إلى الإدارة الذاتية.. المجتمع الكردي وتعايشه مع شعوب المنطقة” للأستاذ الدكتور محمد علي مرجونة أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية.
أيضاً تضمّن مقالاً تحت عنوان “الأزمة البنيوية للشرق الأوسط في رؤية عبد الله أوجلان.. مشروعات الوحدة والتفكيك” للدكتور حسني أحمد مصطفى وهو باحث متخصص في علم الاجتماع. كما تضمّنت مقالاً آخر للدكتورة سحر حسن أحمد وهي باحثة في علم التاريخ تحت عنوان “العرب والكرد.. الأخوة والتشارك”، والذي قدم تحليلاً مهماً ومستفيضاً عن طبيعة العلاقات بين الشعبين الكردي والعربي.
حتمية الحل الديمقراطي
وتحت عنوان “نداء السلام وحتمية الحل الديمقراطي في تركيا” جاء مقال الدكتور طه علي أحمد، الباحث والمحلل السياسي المتخصص في دراسات الهوية، وقدّم قراءة للواقع التركي الحالي في ضوء التطورات والمتغيرات الإقليمية الكبيرة، التي تؤكد حتمية الحل الديمقراطي، والتعاطي الإيجابي مع نداء السلام للقائد عبد الله أوجلان.
ولم تخلُ المجلة من الحديث عن المرأة ودورها، لا سيما وأنها احتلت مكانة كبيرة في فلسفة القائد عبد الله أوجلان، ومن هنا جاء مقال الكاتب الصحفي إلهامي المليجي تحت عنوان “المرأة الكردية درع المجتمع وروح المقاومة: قراءة في تجربة وحدات حماية المرأة في مواجهة الإرهاب”، في تسليط للضوء على دور العنصر النسائي الكردي الوطني، والتضحيات التي قدمتها المرأة في معركة الإرهاب.
كما كان هناك مقال آخر حول المرأة بعنوان “الحياة الندّية وحضور المرأة في الحياة” للكاتبة والباحثة شيماء يعقوب رجب، ومقال آخر تحت عنوان “عشتار وامتدادها السردي.. قراءة تداولية في رواية حفيدة عشتار للروائية الكردية روناك مراد” للدكتور هشام محفوظ، مقدماً قراءة تحليلية في الرواية.
(ع م)
