سي هوزات: نظام الإدارة الذاتية هو السبيل الأمثل لتجنب الصراعات الطائفية في سوريا
أكدت بسي هوزات، الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، أن نظام الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا يُعد نموذجاً ديمقراطياً يهدف إلى الحفاظ على وجود الشعوب وحريتها، ويُعتبر السبيل الأمثل لتجنب الصراعات الطائفية في سوريا.

أوضحت بسي هوزات، الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، أن شعوب شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية يتعرضون لهجمات مكثفة من الدولة التركية تهدف إلى تصفية ثورة روج آفا، وفي مواجهة ذلك، أظهرت الشعوب مقاومة شاملة سياسية واجتماعية ودبلوماسية وعسكرية، مستندة إلى نهج “حرب الشعب الثورية”، وأشارت إلى أن هذه المقاومة تعد السبيل الوحيد لضمان وجودها وحريتها، وتتجلى في انخراط الجميع في صفوف قوات سوريا الديمقراطية. وأكدت أن شعب شمال كردستان وأبناء المهجر والشتات وأصدقائهم من المكونات الديمقراطية يقدمون دعماً ملموساً، من خلال فعاليات احتجاجية مستمرة كـ “دافع عن روج آفا”، إلا أن هذا الدعم يحتاج إلى تصعيد ليشمل عشرات الآلاف والملايين.
وأجابت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني بسي هوزات، على أسئلة قناة مديا خبر (Medya Haber TV)، وجاء في القسم الثاني من المقابلة التي أُجريت معها ما يلي:
تستمر الحرب في الشرق الأوسط، الذي يُعتبر مركز الحرب العالمية الثالثة، على أشدها، وفي سوريا، انهار نظام البعث وتم جلب هيئة تحرير الشام إلى سدة السلطة، كيف تم إنشاء وتنفيذ خطة في سوريا وما هو دور القوى الإقليمية مثل الدولة التركية وإيران في هذه الخطة؟
تدور رحا الحرب العالمية الثالثة في المنطقة بشكل عنيف للغاية، وقد وصلت بالفعل إلى مرحلة مهمة للغاية، ويجري إعادة تصميم المنطقة من جديد، وقد أجرينا تقييمات لذلك مراراً وتكراراً، وتجري في تصميم المنطقة محاولة تحويل إسرائيل إلى القوة المهيمنة الأولى في المنطقة، ويجري إعطاء شكل جديد للمنطقة على أساس مصالح إسرائيل، والواقع حالياً أن جميع الخطط، أي مشروع الشرق الأوسط الكبير نفسه هو مشروع من هذا القبيل، لذلك، فإن النزاعات العرقية والصراعات الطائفية والصراعات الدينية في المنطقة، تُستخدم كسلاح أساسي في تنفيذ هذا المشروع، ويجري تنفيذ المخطط جزئياً من خلال ذلك، فالحرب في غزة، والحرب في لبنان، والحرب التي تشتد حالياً في سوريا، وسقوط النظام، وقدوم هيئة تحرير الشام إلى السلطة في دمشق، وانتقال الحرب تدريجياً إلى العراق، واشتداد الحرب في إيران التي هي الهدف الرئيسي، وكذلك تحوّل تركيا إلى مركز حيث تشتد فيه الحرب، كل هذه المرحلة هي مرحلة إعادة تصميم للمنطقة.
ولا بد من خوض النضال، لكي تمر هذه المرحلة بشكل إيجابي من جانب الشعوب، نعم، في سوريا حالياً، جاءت هيئة تحرير الشام في غضون 12 يوماً، وأسقطت نظام “البعث” الممتد على مدى 60 عاماً واستولت على السلطة في دمشق، لكن هل حدث هذا حقاً بقوة هيئة تحرير الشام نفسها؟ بالطبع لا، كانت هذه خطة دولية، فقد قادت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل هذه الخطة، كما تم إشراك تركيا في هذه الخطة، وأُعطيت تركيا زمام المبادرة في تنفيذ هذه الخطة، وبهذا المعنى، لعبت تركيا دوراً رئيسياً في تطبيق هذه الخطة عملياً، وبعبارة أخرى، لن يكون من الخطأ تعريف تركيا على النحو التالي، وهذا ما ستراه تركيا بشكل أوضح في المستقبل، فهم الآن منتشون بالنصر، وكأنهم حققوا فتحاً عظيماً، وكأنهم فتحوا سوريا، وكأنهم قد فتحوا كل شيء، وكأنهم أحكموا السيطرة على كل شيء، وكأنهم خلقوا منطقة هيمنة عظيمة في الشرق الأوسط، حيث هناك بالفعل سكرة انتصار عظيمة في السلطة الحاكمة ووسائل الإعلام وفي محيطهم، ولكن هذه ليست بالطبع الحقيقة، فحقيقة الأمر هي أن تركيا أصبحت مثل الحمار الذي يُساق إلى حقل ألغام، هذا هو جوهر وضع تركيا.
وقد تم وضع خطة وأعطيت تركيا دوراً في تنفيذ هذه الخطة، والواقع أن مؤامرة من هذا القبيل قد أُحيكت لتركيا، حيث تم جر تركيا إلى هذه المؤامرة، وبالتالي ومن خلال استخدام تركيا، كُسر نفوذ إيران في سوريا، وتلقّت إيران ضربة جادة، وفي لبنان، وجهوا بالفعل ضربة كبيرة لحزب الله، كما كسروا النفوذ الإيراني هناك أيضاً، وفي سوريا، كسروا نفوذ إيران من خلال تركيا، والآن انخرطت تركيا في هذا الأمر بشغف كبير، تريد تركيا ملء الفراغ الذي تركته إيران، وتريد تركيا التمركز بدلاً من إيران، وبهذه الغاية دخلت في غمار هذا العمل بهذه الطريقة الوقحة، دون أن ترى أحداً أمامها ودون أن تعي عمق الخطة والعواقب التي ستنجم عنها، وقالت إنه سيتم تصفية إيران في سوريا، وأنا سأحل محل إيران، وسأقوم بتحصين نفسي، وسأحول سوريا إلى ولاية خاصة بي، كما فعلت في العهد العثماني، إنهم بالفعل يناقشون هذا الأمر بشكل مكثف الآن، حيث أن تركيا تعتقد أن سوريا ستصبح ساحة تستغلها وتستفيد منها، وأنها ستقوم بفرض هيمنتها على سوريا، فمنذ 100 عام، وإيران وتركيا في تنافس كبير وحرب هيمنة مع بعضهما البعض في المنطقة، فتركيا تعتبر التطورات الحالية هي بمثابة فرضة لها بحيث تتخلص من إيران وتتقاسم الهيمنة الإقليمية مع إسرائيل، بعبارة أخرى، تحاول تركيا تصفية إيران في المنطقة بشكل كامل، وتكسر هيمنة إيران في المنطقة، وتتقاسم الهيمنة في المنطقة مع إسرائيل. وهي الآن تحلم بذلك، وتتوق إلى ذلك، وتسعى إلى تحقيق ذلك، لكن على تركيا أن تدرك أن سوريا لن تُترك لقمة سائغة لها، وسوف يتم سحق هذه الأطماع التركية، فسوريا لقمة كبيرة، ولن يسمحوا لتركيا بأكل هذه اللقمة، إذا أرادت تركيا أن تأكل هذه اللقمة بالقوة، ستبقى هذه اللقمة عالقة في حلق تركيا، وستختنق تركيا، أي أن الأمر ليس بهذه السهولة، بعبارة أخرى، لن تتقاسم إسرائيل هيمنتها في المنطقة مع تركيا، كما أن قوى الهيمنة الدولية لن تسمح بتقاسم الهيمنة الإقليمية بين إسرائيل وتركيا، ففي الوقت الراهن، هناك سياسة ومخطط يجري تنفيذه لجعل إسرائيل القوة المهيمنة الرئيسية في المنطقة، ووضع تركيا في خدمتها، وكسر هيمنة إيران في المنطقة من خلال تركيا، ومن ثم كسر نفوذ تركيا ووضعها في خدمة إسرائيل بالكامل، وفي الوقت الحالي، يتم تطوير تصور بشكل متعمد في تركيا كما لو أن تركيا قد انتصرت، ويجري تطوير هذا التصور بشكل متعمد، حيث أن إشادة ترامب بأردوغان، وتصريحاته مثل ”إنه رجل ذكي وحكيم للغاية“ تهدف إلى تحسين هذا التصور، أي كما لو أن تركيا قد حققت انتصاراً كبيراً حقاً في المنطقة، أي أنها القوة المنتصرة الوحيدة، فعندما يقول ترامب هذا الكلام، يستدير ويضحك ساخراً من تركيا، وتدير إسرائيل ظهرها وتسخر من تركيا، تركيا واقعة حالياً في كمين كبير، وسوف يستخدمون تركيا، ثم يسحبون تركيا إلى الخط الذي يريدونه، وبمجرد أن تقاوم تركيا ذلك، سيثيرون تركيا من الداخل، وينفذون كافة أنواع الصراعات فيها، وسيلعبون كل أنواع الألاعيب على تركيا، وحالياً، تحاول هذه السلطة خداع المجتمع وقوى الديمقراطية والمعارضة، وقد انطلت هذه الخدعة على المعارضة أيضاً، وتحاول المعارضة أن تكون جزءاً من هذا، وهي تكاد تتنافس مع السلطة الحاكمة، وستذهب إلى دمشق وتقدم الخدمات البلدية وتعمل على تحسّين العلاقات، بعبارة أخرى، بدلاً من انتقاد سياسات السلطة، وبدلاً من اقتراح سياسة سلمية على السلطة الحاكمة مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وبدلاً من اقتراح سياسة تصالحية، تؤيد المعارضة على العكس من ذلك السياسات الحالية للسلطة وتكاد تكون حريصة على أن تكون جزءاً منها، وهذا يُعد نوعاً من عمى البصيرة، لذلك، فإن تركيا هي أحد أكبر الخاسرين في الوضع الحالي.
في حين أن الفائزين في هذه المرحلة هم قوى الرأسمالية والمهيمنة؛ أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وفي هذا الصدد، لا ترى تركيا ذلك، فلسنوات، قامت بالفعل بتأسيس وتركيز سياستها بالكامل على ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد، فهي تقوم بكل شيء من أجل إبادة الكرد، بعبارة أخرى، أسست الكثير من الهياكل المضادة تحت اسم الجيش الوطني السوري (SMO)، وجمعت الكثير من المرتزقة وبقايا داعش، في الواقع، إن القوة التي يطلقون عليها اسم ”الجيش الوطني السوري“ هي داعش نفسها، وتقودهم ضد الكرد، ومن ناحية أخرى، يحاول ضمان أن تتخذ هيئة تحرير الشام موقفاً مماثلاً، وهي على اتصال دائم مع دمشق، وتتجول بين دمشق، وواشنطن ولندن، وتحاول تأمين دعم كل هذه القوى، وتحاول تفكيك نظام الإدارة الذاتية هناك وارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد وشعوب شمال وشرق سوريا، وبهذه السياسات ستهيمن على سوريا وتثبت هيمنته في المنطقة وتتقاسم الهيمنة في المنطقة مع إسرائيل، وهكذا ستضمن مصالحها، أي، أن هذا خداع كبير، ففي الوضع الحالي، تنتهج تركيا سياسة خطيرة وخاطئة وغير واقعية وغير منطقية، وهذا سيؤدي إلى خسارة كبيرة لتركيا، وفي الوضع الحالي، هي بالفعل في الطرف المنهزم، وهذا أمر واضح.
لقد ذكرتم أن الدولة التركية اتخذت إجراءات لتصفية ثورة روج آفا، وكثفت من هجماتها من أجل ذلك، أمام هذه الهجمات العنيفة، كيف يمكن للمرء تقييم المقاومة السياسية والاجتماعية والدبلوماسية والعسكرية لشعوب شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية وقوات الدفاع؟
مما لا شك فيه، أن هناك مقاومة منقطعة النظير، وإنني أحيي بكل احترام ومحبة وامتنان كبيرين جميع مقاتلي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية وأبناء شعبنا الوطني الذين استشهدوا في هذه المقاومة، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى الذين أُصيب الكثيرون منهم في هذه الحرب، والمقاومة مستمرة بطريقة رائعة للغاية، وفي الواقع، لقد استنفر شعبنا لمثل هذه الحرب والمقاومة في كل مكان، ويخوض المقاومة على خط حرب الشعب الثورية، وجميع شعوب شمال سوريا يقاومون على هذا الخط، وهذا أمر ذو مغزى كبير بما فيه الكفاية، حيث انخرطوا في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، وهم في خضم مقاومة كبيرة في خنادق الحرب وفي كل مكان، وهذا هو الطريق الذي تسلكه شعوب شمال وشرق سوريا، حيث لا يمكنها ضمان وجودها وحريتها إلا من خلال المقاومة، فلا يوجد سبيل آخر لتحقيق ذلك، فالطريقة الوحيدة هي المقاومة حقاً، حيث يمكننا أن نضمن وجود حريتنا بالمقاومة، والمثال الملموس على ذلك، ما يحدث اليوم في شمال وشرق سوريا ظاهر للعيان، فالجميع من صغيرهم إلى كبيرهم مستنفرون ويقاومون، وإنني أهنئ وأحيي إرادة المقاومة هذه، وهذا الموقف المقاوم لشعبنا، حتى أنه يمكن أن تقول إنه حقاً ذو مغزى وقيمة كبيرة، وإنهم بحاجة إلى مواصلة هذه المقاومة بأقوى أشكالها، وعليهم أن يواصلوا من خلال تعزيزها وتقويتها، بالطبع، يجب على شعبنا في شمال كردستان والأجزاء الأخرى من كردستان وشعبنا في المهجر وجميع المكونات الديمقراطية أن يضيفوا قوة إلى هذه المقاومة وأن يقفوا إلى جانب هذه المقاومة، ويجب أن يعبروا عن مشاركة كبيرة لهذه المقاومة، وبهذا المعنى المنطلق، هناك تبني كبير في شمال كردستان، ففي نصيبين وبرسوس تتواصل إقامة فعاليات “دافع عن روج آفا”، حيث يشارك مئات وآلاف الأشخاص في هذه الفعاليات الدفاعية، وهذا الأمر مستمر منذ أكثر من 16 يوماً في بعض الأماكن، كما كانت هناك فعاليات أخرى وتصريحات صحفية، لذلك، أظهر شعب شمال كردستان، سواءً في مدن شمال كردستان والمدن الرئيسية في تركيا على حد سواء، موقفهم من تبني روج آفا والمشاركة في هذه المقاومة ودعم روج آفا، وهذا أمر يحمل الكثير من المعنى، وأحيي وأهنئ هذه المقاومة ومقاومة شعب شمال كردستان، لكن هذا لا يكفي، ومن الضروري أن تكون أكثر من ذلك، ويجب أن يشارك في الفعاليات الاحتجاجية للدفاع عن روج آفا ليس المئات وليس الآلاف، بل عشرات الآلاف من الناس، ويجب أن تُقام الفعاليات الاحتجاجية للدفاع عن روج آفا على جميع خطوط الحدود بمشاركة مئات الآلاف من الناس، ويجب أن تكون المقاومة حاضرة في كل مكان، ويجب أن يكون شعبنا في كل مكان منتفضاً من صغيرهم إلى كبيرهم، وإن شعب شمال كردستان هو الذي يجب أن يدافع عنها بأقوى ما يكون، ففي الواقع، إذا لم تتمكن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من ضمان وجودها وحريتها، فلن تكون هناك أرضية لحل ديمقراطي في شمال كردستان، وفي هذا الصدد، فإن الظروف مترابطة ببعضها البعض، فبدون أرضية لحل ديمقراطي في شمال كردستان، لا يمكن للإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا أن تحافظ على وجودها وحريتها، بعبارة أخرى، أصبحت القضية الكردية الآن موحدة ولا يمكن فصلها أو التفريق بينها، لذلك، فإن تبني الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وثورة روج آفا في الأجزاء الأربعة من كردستان هو تبني لوجود شعبنا وحريته، ويجب أن يكون معروفاً على هذا النحو.
ولذلك، يجب على أبناء شعبنا من صغيرهم إلى كبيرهم، أن يكونون في الساحات ويدافعوا عن ثورة روج آفا، ويقفوا إلى جانب المقاومة في روج آفا، ويشاركون في هذه المقاومة، ويكونوا جزءاً من هذه المقاومة بالآلاف وعشرات الآلاف ومئات الآلاف وبالملايين في الأجزاء الأربعة من كردستان، ولا سيما في شمال كردستان وفي خارج الوطن، وهذا مهم جداً، وبهذا المعنى، ومن خلال هذا البرنامج، وعلى هذا الأساس، فإنني أتوجه بالدعوة لجميع أبناء شعبنا، وأصدقائنا، وجميع المكونات الديمقراطية، وجميع النساء –حيث ثورة روج آفا هي ثورة نسائية، ونظام محوره المرأة، وللمرأة جهد عظيم فيها، ودفعت النساء تضحيات ثمينة– أنه أمر مهم جداً من أجل حرية المرأة ووجود ومستقبل هذه الثورة، ويجب على جميع النساء، وليس المرأة الكردية فقط، تبني هذه الثورة، وهذا أمر في غاية الأهمية، وهذا مهم بالنسبة للشبيبة وجميع الأوساط البيئية، وهذا ما أود أن أؤكد عليه.
وبطبيعة الحال، فإن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تطرح بشكل أساسي مفهوم التوصل إلى حل في سوريا برمتها، وهذا يظهر معدل التوصل إلى الحل، بمعنى آخر، كيف يمكن تحقيق الحل في سوريا؟ كيف يمكن لسورية أن تخرج من هذه المرحلة المظلمة؟ بل وكيف يمكن بناء الجمهورية السورية الديمقراطية على أساس أخوة الشعوب والوحدة الديمقراطية للشعوب؟ روج آفا هي أقوى وأفضل مثال على ذلك، ولا بد من أن تتطور سوريا على أساس على أساس أقاليم الإدارة الذاتية والديمقراطية والنظام الدستوري الديمقراطي، فمثل هذا النظام ومثل هذا الحل من شأنه أن يحول دون اندلاع النزاعات الطائفية والصراعات الدينية والنزاعات العرقية والعنصرية، ومن شأنه أن يلعب دوراً أساسياً في ترسيخ الديمقراطية في المنطقة والتعايش بين الشعوب، وفي الوضع الراهن، فإن الكرد هم الرواد في هذا الشأن، وشعوب شمال شرق سوريا يتولون الريادة في هذا الشأن، وهم الذين يظهرون هذا الأمر في الممارسة العلمية، وبهذا المعنى، تكمن مصالح تركيا هنا أيضاً، وبعبارة أخرى، تكمن مصلحة تركيا في المصالحة والاتفاق مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، فلو كان لدى تركيا عقلانية الدولة، لكان ذلك مبنياً على اتفاق ومصالحة مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وكانت ستستند إلى حل ديمقراطي في شمال كردستان، وستتخذ الحل الديمقراطي السلمي مع جميع الكرد كأساس لها، وستتخذ المفاوضات مع القائد آبو كأساس، وهذا من شأنه أن يجعل من تركيا قوة عظمى في المنطقة، وبعبارة أخرى، إذا أرادت تركيا أن تكون قوة عظمى في سوريا، وإذا أرادت أن تكون قوة مؤثرة، وإذا أرادت أن تكون قوة مؤثرة في الشرق الأوسط بأكمله، فعليها أن تتوصل إلى اتفاق ومصالحة مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ويجب أن تتبع سياسة تصالحية وسلمية، وهذا من شأنه سيجعل من تركيا قوة، ولذلك لا بد من معالجة القضايا بالتركيز على الحلول الديمقراطية ووضع الحلول على هذا الأساس، بعبارة أخرى، هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة للتوصل إلى حل في سوريا، خلافاً لذلك، فإن سوريا سوف تصبح باستمرار ساحة لصراعات، وقد بدأت بالفعل من الآن، حيث هناك إبادة كبيرة بحق العلويين والدروز، وبالأساس، هناك بالفعل هجوم للإبادة جماعية ضد شعوب شمال وشرق سوريا، يعني أن التناقضات الطائفية والدينية تتصاعد وتشد حدة من الآن، بعبارة أخرى، أنظمة الدولة القومية الأحادية والفاشية والقمعية لا تجلب سوى الصراعات، فهي تجلب الصراعات العرقية والطائفية والدينية، وهذا من شأنه يفسح المجال أمام وقوع خسائر فادحة، ففي الواقع، لم تعد أنظمة الدول القومية الأحادية والفاشية هذه مناسبة لشعوب المنطقة على الإطلاق، أي أن هذا كان يحدث منذ 100 عام، وما أعنيه أننا قد رأينا ذلك، وقد اختبرناه، ولم تخرج المنطقة من دائرة الحروب و الصراعات، وإذا كان لابد من تأسيس الدول القومية على نحو يراعي الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية، فلابد من تحديث هياكل الدول القومية على هذا الأساس، ولا بد من بنائها على أساس نموذج جديد، وبشكل آخر، فإن الوضع في سوريا ماثل أمام أعيننا، ومن الواضح أن الأوضاع ستتعقد أكثر فأكثر تدريجياً، صحيح، أنهم كسروا نفوذ إيران في سوريا، ولكن يجب ألا نستخف بإيران، فإيران لن تترك لبنان أو سوريا أو العراق بهذه السهولة، بينما الجميع يحاولون إعادة نشر قواتهم وفقاً للظروف والأوضاع الجديدة وتنظيم أنفسهم، إنهم يحاولون تنظيم أنفسهم، أي، أن الوضع يسير نحو مرحلة أكثر خطورة، والشيء الوحيد الذي سيحول دون تحقيق ذلك، هو الإرادة والحل الذي طرحه القائد آبو، ففي هذا اللقاء الأخير، كشف عن إرادة الحل ومنظور الحل بطريقة قوية للغاية، وهذا الأمر مهم وقيم بما فيه الكفاية، وفي الواقع، التقييمات التي طورها القائد آبو مهمة جداً.
يتبع….