المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

البروفيسورة كارياني فيسترهايم: كلّما زاد الضغط على تركيا كان التأثير أكبر

26

قالت البروفيسورة كارياني فيسترهايم وهي إحدى الشخصيات الـ 69 الحائزة على جائزة نوبل، والأكاديميين الذين أرسلوا إلى الهيئات الدولية رسالة مناهضة للعزلة المفروضة في إمرالي: “كلّما زاد الضغط على تركيا، كان التأثير أكبر”.

البروفيسورة كارياني فيسترهايم: كلّما زاد الضغط على تركيا كان التأثير أكبر

خبر 16 يلول 2024    05:30

في الـ 26 من تموز المنصرم، أرسل 69 حائزاً على جائزة نوبل رسالة إلى لجنة وزراء مجلس أوروبا، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ولجنة مناهضة التعذيب الأوروبية ولجنة حقوق الإنسان في الأمم المتّحدة؛ مطالبين إياها بالالتزام بواجباتها لحماية حقوق القائد عبد الله أوجلان. 

وردّت لجنة وزراء مجلس أوروبا والمحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان على الرسالة التي كتبتها البروفيسورة الدكتورة كارياني فيسترهايم من جامعة بيرغن، باسم 69 حائزاً على جائزة نوبل.

وتحدّثت البروفيسورة الدكتورة كارياني فيسترهايم إلى وكالتنا، حول ردّ المحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان ولجنة وزراء مجلس أوروبا على رسالتها.

“يُعدّ الرد إيجابياً بغض النظر عن كونه مختصراً وليس واضحاً”

وصفت كارياني فيسترهايم رد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على رسالتها بأنه “تقدّم محدود جدّاً” وقالت: “جاء ردّ المحكمة الأوروبيّة لحقوق الإنسان باسم الرئيس ولكن من خلال موظف التسجيل، وهو يُعدّ إيجابياً بغضّ النظر عن كونه مختصراً وليس واضحاً، ومن الواضح أنّهم تلقّوا الرسالة الرئيسة للملف الذي أرسلناه، أي توفير الظروف الملائمة للسيد عبد الله أوجلان وضمان حريته الجسدية، ويُختتم ردّهم بالشكر على المعلومات وعلى عرض وجهات نظر الحائزين على جائزة نوبل، غير هذا ليست هناك أي وعود، ردّهم تقدّم محدود جدّاً”.

وعلّقت البروفيسورة كارياني على الرد التفصيلي الذي أرسله القنصل أندريوس كريفاس باسم وزير الخارجية الليتواني ورئيس لجنة وزراء مجلس أوروبا غابريليوس لاندسبيرجيس في الـ 26 من آب المنصرم، قائلةً: “هذه الرسالة واعدة أكثر، فقد أرسلوا الرسالة إلى الأطراف المعنية في مجلس أوروبا”.  

“نتوقّع أنّهم يستطيعون الضغط على تركيا”

أوضحت كارياني فيسترهايم أنّه لا يمكن للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إرسال وفد إلى إمرالي بمبادرة منها، لكن يمكنها إحالة القضية إلى مؤسسات أخرى في مجلس أوروبا وقالت: “تركيا دولة عضو، ونعتقد أنّه يمكن للجنة مناهضة التعذيب الأوروبية وباقي المؤسسات المسؤولة في مجلس أوروبا، الضغط على تركيا للسماح بإرسال وفد إليها، فكلّما زاد الضغط على تركيا كان التأثير أكبر”.

“صمت لجنة مناهضة التعذيب الأوروبيّة يثير القلق”

وصفت كارياني عدم ردّ لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية على رسالة حائزي نوبل بـ “الخطأ الفادح” وقالت: “لا نزال نترقب ردّاً، فهذا يثير القلق ويحطّم الآمال، مهمّة لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية هي التحقيق في وضع المعتقلين في السجون سواء على صعيد التعذيب أو على صعيد ظروف السجن، ويتعرّض السيّد أوجلان لتعذيب نفسي وجسدي وسوء المعاملة، أعتقد أنّه لو كانت أي دولة أخرى غير تركيا تتبنى أحكام المؤبد، لوجدنا منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وباقي منظمات حقوق الإنسان تعارض ذلك بأعلى صوت، لكنّ هذا لا ينطبق على وضع السيد أوجلان، وهذا ما يجعل صدق وجدية وموثوقية المؤسسات والمنظمات الدولية الكبرى التي تدّعي حماية وتعزيز حقوق الإنسان مسألة شك”.

“يتنصّلون من مبادئهم علناً”

وذكرت كارياني أنّ هذه المبادرات والردود على الرسائل غير كافية بأي شكل من الأشكال، وأشارت إلى تنصّل هذه المؤسسات من مبادئها وتابعت حديثها قائلةً: “إنّنا نتحدّث عن مجلس أوروبا الذي يُعدّ أحد أقوى المؤسسات السياسية في العالم ومسؤول عن مراقبة 46 دولة عضو فيه، لذا فعدم قيامهم بذلك، هو انتهاك لسيادة مجلس أوروبا، ويدلّ موقفهم من عبد الله أوجلان المحكوم بالمؤبّد على أنّ مجلس أوروبا يتنصّل من قيمه ومبادئه”.

“يجب تذكيرهم باستمرار”

أشارت كارياني إلى أنّه على لجنة وزراء مجلس أوروبا الوفاء بوعودها، وأنّه يتوجّب على لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية إرسال وفدٍ إلى إمرالي وإرسال تذكيرات مستمرة للكشف عن الأوضاع هناك، وقالت: “ينبغي على كلّ واحد منّا المشاركة في الإجراءات التي من شأنها تعبئة المؤسسات السياسية وجعلها تتصرّف”.

“متأكّدة من ظهور الضوء في النفق”

“متأكدة من أنّ الضوء سيظهر في مكان ما في النفق” بهذه الكلمات لفتت كارياني فيسترهايم، إلى ضرورة الضغط على تركيا بشكل أكبر واختتمت حديثها قائلةً: “هناك العديد من المبادرات الجيدة لإطلاق سراح السيّد عبد الله أوجلان، لكنّه مع ذلك لا يزال يُعتقل في ظلّ عزلة مشدّدة، وللأسف، لا تبدي السلطات أي اهتمام بالاستماع للمطالبات العديدة ببدء المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني وبدء عملية المصالحة مع الكرد، وما لم يتم الضغط على أردوغان وحكومته إلى درجة كبيرة، فلن تحقّق هذه المبادرات مهما كانت جيّدة، لن تحقّق سوى نتائج محدودة، هناك احتمال كبير، بأنّ الناس سيواصلون هذا الضغط، لكن يجب القيام بذلك على الصعيد السياسي، ولا سيما من قبل الاتحاد الأوروبي وأجهزته، الناتو والأمم المتّحدة”.