المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

جودي ويليامز الحائزة على جائزة نوبل للسلام: يجب إطلاق سراح عبد الله أوجلان

53

قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورئيسة الحركة النسائية جودي ويليامز، إنه يجب على الجميع الضغط على تركيا من أجل حرية القائد، ودعت إلى الانضمام إلى الحركة الدولية من أجل حرية عبدالله أوجلان.

أجابت الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورئيسة حركة النسائية لنوبل جودي ويليامز على أسئلة مقدم قناة مديا خبر Medya Haber Tv  أرم كانسوي بخصوص حملة الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان وعزلة إمرالي.

لقد بدأتم حملة كتابة الرسائل من أجل حرية عبدالله أوجلان وحل القضية الكردية، هل يمكنكم التعبير عن سبب البدء بالخطوة؟ وتظهر كلا الرسالتين أن هذين الموضوعين لهما علاقة رمزية، هل يمكنكم ذكر سبب عدم فصل هذين الموضوعين؟

لقد كنتُ ناشطة من أجل السلام والعدالة وحقوق الإنسان منذ حرب فيتنام، هذا وقت طويل، بالطبع، طوال عملي، اهتممت بانتهاكات حقوق الإنسان، والقضايا المخالفة لقوانين الحرب، القضية الكردية هي قضية كبيرة يجب حلها دولياً، ويجب الضغط على الرئيس التركي والمنظمات، ففي عام 2019، أثناء إضراب السجناء السياسيين عن الطعام في تركيا، وقعتُ على رسالة وطلبت في الوقت نفسه إنهاء عزلة أوجلان، وهذا ما جعلني أتنبّه أيضاً، ثم طلبوا مني المشاركة في مؤتمر يتعلق بوضع أوجلان والشعب الكردي في أوروبا، كنتُ أرغب بشدة في ذلك ولكني لم أستطع، لقد كنت مهتمة جداً بحقيقة أن أوجلان يُحتجز في السجن منذ أكثر من 25 عاماً ويتعرض لممارسات فظيعة وللعزلة، وأعتقد أن هذا الشيء جنوني، عندما أنظر إلى أعمال العنف الجارية في العالم الآن، أرى أنها تزداد سوءاً.

وعلمتُ من خلال بحثي أنه حتى أردوغان حاول إيجاد حل مع أوجلان، وكانت هناك عملية أوسلو والاجتماعات المباشرة مع أوجلان، في وقت لاحق رأيت أن هذه العمليات قد تم إلغاؤها، لاحظتُ أن أوجلان يحظى بالقبول لدى غالبية الشعب الكردي كقائد سياسي وروحي وعاطفي، ومن دون المساهمة في هذه العملية، من الصعب إيجاد حل ذي معنى لهذه القضية العريقة، لذلك، ومن أجل لفت انتباه المؤسسات الدولية، اقترحتُ أن تبدأ حملة جديدة من الرسائل المتعلقة بعدم شرعية العزلة والتعذيب، وعبرت لحملة أوجلان الدولية أنني أستطيع المساعدة في هذا الأمر، هذه هي الطريقة التي بدأت بها.

لقد كثفتُ أبحاثي أكثر من أجل كتابة الرسائل، وقد تم الاعتراف بها وقبولها من قبل الكرد، ثم أرسلتها إلى جميع الحائزين على جائزة نوبل مع زملائي الحائزين على الجائزة، سواء كانت جوائز نوبل للسلام، سواء كان للطب أو الأدب؛ لا يهم، لدينا 69 من الحائزين على جائزة نوبل، آمل أن يتم اتخاذ بعض الإجراءات لصالح الشعب الكردي، وأنا على استعداد لمواصلة المساعدة.

كيف ترتبط قضية عبد الله أوجلان والكرد بالسياسة المحلية والدولية وما أهمية ذلك على مستوى العالمي؟

كان الشعب الكردي يتعرض دائماً للمضايقات، وكانت هناك محاولة لتدميره كقضية، ربما كانت المفاوضات مع أوجلان وتركيا في ذروتها، لكن بعد أن هاجمت تركيا الشعب الكردي في سوريا والعراق، أصبحت هذه قضية محلية في منطقة تشهد بالفعل الكثير من العنف والحرب، هناك انتهاك لحقوق الإنسان، لقد أردت تغيير هذا الوضع.

لقد تم إرسال رسائل إلى اللجنة الوزارية لمجلس أوروبا، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، هل يمكنكم معرفة سبب انتخاب هذه الأطراف وكيف أنها لا تقوم بواجباتها؟

ينبغي لتركيا أن تستجيب لقرارات الوكالات التي أرسلنا إليها رسائل في إطار عملية العضوية في الاتحاد الأوروبي، في الواقع، الوكالات أو المنظمات لا تمارس الضغط، بل تقدم بعض الاقتراحات، لقد استجابوا لكن التعذيب والعزلة مستمران، اعتقدت هذا وأعتقد أن السبب هو أنهم يخشون أنهم إذا ضغطوا كثيراً فلن يحصلوا على استجابة، لكن عدم القيام بأي شيء لن يساعده، ولن يساعد الشعب الكردي.

“أردوغان يلجأ إلى الأكاذيب”

دعونا نتحدث عن الرسالة، من المهم أنكم ذكرتم في رسالتكم أن الحائزين على جائزة نوبل يهتمون بالحقوق الإنسانية لعبد الله أوجلان، هل تتوقعون رد فعل إيجابي في المستقبل القريب؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، ما هي خطوتكم التالية؟

الرسالة التي وقعها 50 شخصاً من الحائزين على جائزة نوبل، والتي كتبت عام 2019 لدعم السجناء السياسيين المضربين عن الطعام وإنهاء عزلة أوجلان، لم تحدث شيئاَ، ولذلك عندما تحدثنا مع الحملة الدولية من أجل حرية أوجلان، ارتأينا أنه سيكون من الجيد تكرار ذلك، فقلت إنني سأساعد وأكتب الرسائل والآن لدينا 69 من الشخصيات الحائزة على جائزة نوبل، إذا كنتُ صادقة، فأنا لا أنتظر استجابة، لكن أتمنى الرد، لكنني لا أتوقع أي شيء من أردوغان على وجه الخصوص، إنه يتجاهل الجميع، ولم يرد حتى عندما قلنا في رسالة إن منظمات مختلفة تضغط أو تنشر آراء حول عدم شرعية العزلة والتعذيب، ولا يستجيب أبداً أو يجيب بالأكاذيب، لا أعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، سيتم إرسال الرسائل قريباً، لم ترسل بعد، لا أعرف ماذا سنفعل بعد ذلك، من الصعب التخطيط في تلك المرحلة، لأنه علينا أن نرى ما إذا كان الرد سيأتي أم لا، وإذا كان هناك جواب فماذا يقول غير الكذب؟ لذلك يجب الحذر والتفكير في الخطوات التالية.

برأيكم، لماذا لا تقوم هذه المنظمات بواجباتها؟ وتتفق كل من اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب والأمم المتحدة على أن العزلة المطولة هي بمثابة تعذيب، ومع ذلك، فإنهم ما زالوا لا يطالبون تركيا بالوفاء باتفاقاتها القانونية، لماذا تُعفى تركيا من مسؤولية الرد؟ وفي هذه الحالة هل يمكن النظر إلى عبدالله أوجلان كرهينة وليس كمدان؟

لا تختلف تركيا أكثر أو أقل عن الدول الأخرى التي تنتهك حقوق الإنسان، أنظروا إلى الإبادة التي تمارسها إسرائيل، محكمة العدل الدولية دعت إلى التغيير فتجاهلوها واستمروا في الإبادة، أعتقد أن النظام الدولي في حالة رهيبة، وهذا يسمح لدول مثل تركيا بالاستماع إلى ما يتعين عليها القيام به، وسيستمر هذا حتى تنتهي الحصانة، أعتقد أنه رهينة أم لا يزال سجيناً؟ أعتقد أنه محكوم ورهينة، ولا أعتقد أن هناك فرقاً كبيراً بين وضعه كسجين ورهينة، ولا تمارس المنظمات ضغوطاً على تركيا لأنها تخشى أن يتم تقليص وصولها، هذا لا معنى له بالنسبة لي، لأنه بعد 25 سنة لا يزال في السجن.

“على العالم أن يضغط على تركيا”

ما هو الدور الذي لعبه الضغط في ظل ظروف العزلة التي يتعرض لها عبد الله أوجلان منذ 25 عاماً؟ ومن الإجراءات السابقة يتضح أن سياسة الدولة التركية تحكمها الكراهية والعداوة، فتركيا تقطع ببطء الشجرة التي كان يتحدث عنها عبد الله أوجلان عندما ينظر إليها من نافذته، كيف ترون هذا؟

أعتقد أن هذا هو التحليل الصحيح، يحكمها الحقد والعداء، ولا يريدون إلا القضاء على القضية الكردية، لكن هذا لن يحدث، تجاهل الوضع ليس حلاً، الظلم والكراهية ليسا الحل، يجب على العالم أن يضغط على تركيا، إن حالة العالم، والهجوم الروسي على أوكرانيا، والإبادة في غزة، التي تحدث للكرد منذ عقود، واعتقال أوجلان، كل ذلك يظهر أن العالم في وضع رهيب حقاً، إحدى هذه المشاكل هي عدم إمكانية الوصول، ويسمح هذا التدخل لتركيا بالتعامل مع أوجلان بالشكل الذي تراه مناسباً، لأنه لا شيء يحدث، ولهذا السبب كتبنا رسائل ونأمل أن تنجح الحملة الدولية.

هل يمكن القول إن التقاعس عن قضية عبدالله أوجلان هو أمر جيوسياسي أم أنه مرتبط بالسياسات الداخلية للاتحاد الأوروبي؟ وكما تتذكرون فقد رأينا مدى السرعة التي سعى بها مجلس أوروبا للحصول على عضوية روسيا، لكن تركيا تعتبر دائماً انتهاكاتها بمثابة حق لها، وباعتبارها عضواً في حلف الناتو ودولة، فهي مسؤولة عن وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، والآن تهاجم تركيا العراق وكردستان وروج آفا كل يوم، وتتعرض المنطقة للقصف كل يوم، ولكن لا يبدو أن أي دولة أوروبية تشعر بالقلق إزاء هذه القضية، ما سبب ذلك؟

في رأيي، تركيا مهمة دائماً للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، لأنهم يعتبرونها جسراً بين أوروبا والعالم الإسلامي، هذا هو تحليلي، إنهم لا يريدون إفساد هذا الوضع، وربما لا يريدون الانضمام إلى حرب أخرى، إنهم خائفون، هذا ليس شيئاً جيداً.

“أدعو للانضمام إلى حملة حرية عبد الله أوجلان”

من أجل تطبيق القانون الدولي في جزيرة إمرالي، ومن أجل التحقيق والمراقبة والضغط على تركيا، ما نوع الضغط الذي يجب أن تمارسه هذه المؤسسات؟ كيف يمكنها إسماع صوتها أو المساعدة في هذه القضية؟

يمكنهم الانضمام إلى الحملات الدولية من أجل حرية عبدالله أوجلان، اقتراحي الأول سيكون هذا، عندما تنضمون إلى حركة ما، يكون من السهل جداً التحرك، لأن هناك أشخاصاً من حولكم لديهم نفس الرؤية وينضمون إلى الحركة، لن يساعدكم الأمر إذا شعرت بالعزلة في بعض الأحيان، لذلك أقترح عليكم الانضمام إلى الحملة ويمكنكم كتابة رسائل إلى أردوغان بشكل فردي، يمكن إرسال رسائل إلى المنظمات التي نكتب إليها كأفراد، في رأيي، هذه طريقة ممكنة للبدء.

ما هي رسالتكم الأخيرة؟

أريد زيارته في السجن مع الحائزين على جائزة نوبل الآخرين، أريده أن يعرف أننا معاً، ونحن نعلم أن الشعب الكردي ينظر إليه كقائد، أعتقد أنه سيكون أمراً جيداً إذا سمحت لنا تركيا بالذهاب وإجراء اللقاء معه، وستكون الخطوة الأولى بالنسبة لي، وبعد ذلك سوف نستمر من هناك.