المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

دوران كالكان: أبدى القائد آبو مقاومة عظيمة في التاريخ وخلق أكبر ثورة فكرية

87

أشار عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان إلى المقاومة العظيمة التي أبداها القائد عبد الله أوجلان خلال 25 عاماً في إمرالي، وأكد: “أبدى القائد آبو مقاومة عظيمة في التاريخ وخلق أكبر ثورة فكرية”.

دوران كالكان: أبدى القائد آبو مقاومة عظيمة في التاريخ وخلق أكبر ثورة فكرية

جاء حديث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان عن سمات المقاومة التاريخية التي خاضها القائد عبد الله أوجلان ضد نظام التعذيب والعزلة والإبادة الجماعية في إمرالي، في الجزء الثاني من مقابلته مع وكالة

والجزء الثاني من المقابلة كالتالي:

* ما سمات المقاومة التاريخية التي أبداها القائد عبد الله أوجلان ضد نظام التعذيب والعزلة والإبادة الجماعية المستمر منذ 25 عاماً في إمرالي؟ وكيف تم خوض المقاومة ضد نظام التعذيب والعزلة والإبادة الجماعية في إمرالي؟

كيف بقي القائد آبو وحيداً في مقر العدو على مدار 25 عاماً؟ وعلى ماذا اعتمدت مقاومة القائد ضد أولئك الذين أسروه وحاولوا الحكم عليه وإدانته تاريخياً؟ ومن أين استمد القائد قوته؟ وما الصفات التي جعلته يعيش على مدار 25 عاماً ليخلق الكثير من التطورات التاريخية؟ نحن نعلم جيداً أن القائد آبو لم يقف بمفرده، حيث جعل من إمرالي مركزاً للإنتاج النظري، أي حوّله إلى أكاديمية ومدرسة بحدّ ذاتها، لقد حقق أكبر ثورة ذهنية في التاريخ وأحدث ثورة فكرية لا مثيل لها، ابتكر نموذجاً جديداً لحل قضايا الكرد والمرأة وجميع المضطهدين وأظهر الطريق للتحرر، وفي مثل هذه البيئة، حيث تكون ممارسات وضغوط العدو محسوسة باستمرار من الناحية الجسدية والنفسية في كل لحظة، وكل ثانية، بالإضافة إلى أن كل شيء كان مقيداً، ومعرضاً للتهديد والضغط في جميع الأوقات، إلا أنه أبدى مقاومة عظيمة في التاريخ وخلق أيضاً أكبر ثورة فكرية.

* على أي أساس خاض هذه المقاومة؟ وكيف يجب أن نفهم هذه المقاومة؟ كيف يجب أن نبدي موقفنا حيال هذه المقاومة؟ كيف يجب أن نطور وأن نجدد أنفسنا؟ كيف ينبغي لنا أن نحصل على القوة والمشاركة المناسبتين لتمثيل مثل هذه المقاومة؟

يجب على جميع الثوار والوطنيين الإجابة عن هذه الأسئلة بشكل صائب، إننا جميعاً وخاصة مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK) وحزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، الذين نريد أن نكون رفاقاً للقائد آبو، يجب أن نجيب عن هذه الأسئلة بكل صدق، يجب الشعور بحقيقة المقاومة هذه جيداً وإدراكها بعمق، وعلى أساس سمات هذا النوع من المقاومة يجب تحقيق الثورة الذهنية وثورة الضمير، ومن أجل تحقيق الثورة الذاتية أو الشخصية يجب تطوير وتجديد وخلق الذات، وطبعاً ينبغي أن تحيا هذه الثورة وأن نحييها في كل مكان.

بدأت المؤامرة في 9 تشرين الأول 1998 قبل تنفيذها في 15 شباط وكان ذلك سبباً في خروج القائد آبو من سوريا، ثم حدثت أعنف متابعة ومراقبة في التاريخ، وأتمت ذلك بتعاون قادة نظام الحداثة الرأسمالية والقوى المتآمرة من الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وإسرائيل ونحن ندرك ما فعلوه جيداً، لقد حشدت هذه القوى كل إمكانياتها وأرادت أن تجعل هذا العالم يكاد يكون ضيقاً أمام القائد آبو، لقد استخدموا جميع أنواع القوة الدولية في هذا الهجوم، وأرادوا القضاء على القائد آبو بهجوم إبادة جماعية دولية، وكان الغرض منه القضاء على حزب العمال الكردستاني واستكمالاً للإبادة الجماعية بحق الكرد، لذلك استهدفوا القائد آبو، لقد قاموا بتضييق الخناق على القائد آبو في كل مكان ووضعوه تحت أشد مراقبة في التاريخ، وفعلوا ذلك في روسيا وروما واليونان وكينيا، ومن خلال عشرات الهجمات أرادوا القضاء على القائد آبو، ولكن القائد أحبط وحده كل هذه الهجمات، وخططهم هجومية، وبطبيعة الحال فضح المؤامرة أيضاً، وفي 15 تشرين الأول في روسيا وثم في 25 تشرين الأول أجرى القائد تقييمات متعددة الأطراف وفضح هجوم المؤامرة الدولية، وفي روما دعا المجتمع إلى أن يكون حساساً ضد المؤامرة، كما انتفض عشرات الآلاف من الكرد والاشتراكيين الديمقراطيين في ساحات وشوارع روما، لقد ظلوا في المناوبة لأسابيع، كما تطورت مقاومة وتضحية كبيرة في السجون وجميع المجالات تحت شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا” لقد تبنّى الشعب والكريلا والمرأة والصغار والكبار والشيوخ والإنسانيون في كل مكان مقاومة القائد آبو، كما ضحى العديد بأرواحهم في سبيل تبنّي القائد آبو، لقد صنعوا حلقة من النار حول القائد آبو، وساروا بشجاعة كبيرة ضد هجوم المؤامرة الدولية وقالوا أوقفوا المؤامرة، وحذروا قوى المتآمرة، وقال وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، الذي نظم وقاد المؤامرة الدولية، “كنا نتوقع رد فعل شعبي ولكننا لم نتوقع أن يكون الرد بهذه الضخامة” لقد اعترفوا بحجم المقاومة ورد فعل الشعب الكردي وأصدقائه ضد المؤامرة وأعربوا عن خوفهم من التداعيات.

وعلى هذا الأساس بدأت القوى المتآمرة التي لم تتمكن من القضاء على القائد آبو، بتنفيذ مؤامرة 15 شباط 1999 كمرحلة ثانية للهجوم، فما كان هذا؟ كان الهدف هو أسره في كينيا وتسليمه إلى تركيا والتأكد من إعدامه، ونفذوا هذه المؤامرة يوم 15 شباط وفرضوا عليه نظام التعذيب في إمرالي، والذين نفذوا هذه المؤامرة هي القوى التي قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء ونفذت هجوم إبادة جماعية ضد المجتمع الكردي على مدى مائة عام، واستهدفوا القائد آبو لأنه كان يمثل إرادة الكرد وحريتهم، ومن خلال القضاء على تلك الإرادة كانوا يهدفون إلى تصفية هيكله التنظيمي أي حزب العمال الكردستاني وتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الكرد، ومن أوجد نظام إمرالي هي هذه القوى المتآمرة التي نظمت مؤامرة 15 شباط، وقال القائد آبو عن دور تركيا في المؤامرة، “إن دور تركيا في هذه المؤامرة عبارة عن حراسة لا أكثر”، وما ندركه هو بأنه لا يمكن لدولة الاحتلال التركي إلا أن تلعب دور الحارس في هذه المؤامرة.

نحن ندرك موقف القائد آبو من مؤامرة 15 شباط، وكتب في مرافعاته أنه قرر عدم التحدث مسبقاً بسبب ردود الفعل ولكن في غضون ساعة أو ساعتين أعاد تقييم الوضع أدرك أن المتآمرين يرغبون في إبقاء كل شيء مُبهماً.

وذكر لاحقاً أنه توصل إلى نتيجة مفادها أنه من خلال محاربة المؤامرة من الضروري هزيمة أهداف المؤامرة، ومن أجل هزيمة هذه المؤامرة، جعل من النضال أساساً له، كيف وقف القائد آبو ضد تنفيذ مؤامرة 15 شباط؟ أولى المعلومات التي نشرها القائد حيال المؤامرة كانت على هذا النحو: “أتساءل عن كل شيء عني، من أطراف شعري إلى أظافر أقدامي، وعلى جميع الرفاق أن يفعلوا الشيء ذاته، ونحن في خضم بحث وتحقيقٍ كبير، سوف نجري التغييرات والتحولات لأن الهجوم الذي يستهدفنا خطير جداً، ومن أجل فهم هذه الهجمات بشكل صحيح والقيام بنضال ناجح وفقاً لذلك، يجب علينا أن نجري في أنفسنا تحقيقٌ من جميع الجوانب، وعلينا أن نقوم بتغييرات وتحولات جوهرية من حيث العقلية والضمير والأسلوب والشخصية والتنظيم والنظام والأهداف، ويجب على جميع الرفاق أن يتعاملوا مع المرحلة بهذه الطريقة” وعلى هذا الأساس ناضل القائد آبو ضد استهدافه بالإعدام، وكشف القائد في كتابه بعنوان “مانيفستو الحل الديمقراطي للقضية الكردية” عن المؤامرة وأهدافها وركز في معظمها على جوانب المؤامرة التي تستهدف تركيا، كما حاول تحذير تركيا من خلال تحليل أهداف المؤامرة التي تستهدف تركيا أيضاً.

ومن ناحية أخرى، فقد أظهر موقفاً جديداً ضد الشرطة في المحكمة، ولم يظهر أي موقف تنبأت به قوى المؤامرة، بل على العكس من ذلك كان لديه الموقف والتصميم على كشف المؤامرة وإحباطها، كما استخدم المحكمة كمنصة لنقل رسالة إلى الرأي العام والشعب التركي، ودعا القائد آبو الجميع إلى الحل السياسي الديمقراطي، كما دعا إلى الحل والسلام للقضة الكردية وللقضايا التي أدخلت تركيا في الأزمات بالإضافة إلى إنهاء الحرب التاريخية التي بدأت مع عدم الحل للقضية الكردية، ولم يتوقع أحد من قوى المؤامرة هذا الأمر من القائد آبو.

اعتقد الجميع أن القائد آبو سيخوض حرباً غير عادية؛ لأن هذه هي الطريقة التي ينظرون بها إلى القائد آبو، لقد أطلقوا على القائد آبو لقب “الإرهابي” و”الهمجي”. فقالوا: إنه لا يعرف سوى السلاح والحرب، وكان هناك من كتب وقال إنه لن يدافع، وكان منهم من يعتقد أنه سيقاتل بلا نهاية وهذا سيؤدي إلى إعدامه، ومع ذلك سواء في التحقيق أو في المحكمة رأوا شخصية القائد آبو السياسية الصبورة والصادقة والعميقة والعقلانية، كما واجهت السلطات التركية التي أجرت التحقيق مثل القوى المتآمرة، فقد واجه الرأي العام بأكمله أيضاً حقيقة القائد آبو، وبذلك خطا خطوة مهمة في إحباط أهداف القوى المتآمرة، ثم دعا إلى وقف إطلاق النار ضد المؤامرة في 2 آب إلى أجل غير مسمى، ودعا أيضاً إلى انسحاب الكريلا، وفي تشرين الأول استدعى مجموعات السلام من الجبال وأوروبا، وبهذه المواقف أحبط القائد هدف الإعدام الذي سعى إليه المتآمرون وأبدى النضال حيال ذلك، وانضمت حركتنا وشعبنا إلى هذا النضال وتبنوا القائد آبو، لقد تم تقديم الدعم من قبل حركتنا وشعبنا التي أرادها القائد آبو بكل الطرق، والحفاظ على أهميته في الوحدة وجعل الحركة والشعب من ذاتهما كدائرة دعم نضالي حول القائد وضد الإعدام في آنٍ واحد، ونتيجة لذلك كانت دولة الاحتلال التركي خائفة من الإعدام، معتبرة أن الإعدام سيكون حدثاً يلحق بها ضرراً جسيماً، وسيمهد الطريق أمام انتفاضة ومقاومة كردية، ولم تعتبر دولة الاحتلال التركي أن ذلك في مصلحتها، لذلك في بيئة مثل إمرالي ذات سياسات التعذيب والعزلة والإبادة الجماعية طويلة الأمد، اعتبرت الإبادة هي الأساس ووجدت أنه أكثر دقة في مصلحتها، وفي الواقع أعلنت حكومة أجاويد في 11 كانون الثاني 2000 أنها لن تنفذ حكم الإعدام، وبهذه الطريقة بدأت مرحلة جديدة في مناهضة المؤامرة الدولية، وعلى إثرها بدأ النضال في إمرالي، أولئك الذين بنوا نظام إمرالي للتعذيب والعزلة والإبادة الجماعية قالوا: “يموت المرء هنا 10 مرات كل يوم”، وقالوا أيضاً: “يموت المرء دفعة واحدة بالإعدام ولكن في نظام إمرالي للتعذيب والعزلة والإبادة الجماعية، يموت المرء 10 مرات في اليوم” وأعلنوا بوضوح للرأي العام أن نظام إمرالي هو نظام إبادة وهذا موجود بالفعل في وسائلهم الإعلامية.

يتبع…