الطبقة الوسطى هي الطبقة المطورة لاحتكارات رأس المال الاقتصادية والسياسيةوالعسكرية والأيديولوجية والعلمية على الصعيد العالمي. بالتالي، فهي الطبقة الأكثر تضاداً مع المجتمع .إذ تمارس تضادها عن طريقتن:الإبادة المجتمعية والإبادة العرقية.فقد بات القضاء على شعبٍ أو مجموعةٍ مابسبب نسبها أو عِرقها أو دينها ممكناً مع مزايا الطبقة البورجوازية. والأنكى هو إبادتها للمجتمع. وهي ترتكبُ الإبادة المجتمعية بطريقين: الطريق الأول فرض نفسها على المجتمع،وتسللها إلى كافة مساماته بهيئة العسكرتارية والحروب من خلال أيديولوجية الدولة القومية ومؤسسات السلطة. إنها الحرب الشاملة التي تشنّها السلطة المتضامنةٌ مع الدولة ضد المجتمع. فالبورجوازيةٌ تعي جيداً من خلال تجاربها أنه لايمكنها حكم المجتمع بشكلٍ آخر. ثانية إحلالُ المجتمع الافتراضيِّ محل المجتمع الحقيقيِّ تماشياً مع ثورةِ “الإعلام والمعلوماتية” التي انفجرت في النصف الثاني من القرن العشرين . وبنحوٍ أصح، إنها حربُ القصف الإعلامي المعلوماتيّ. فهي تنجح في التحكم بالشعوب عن طريق هذا الشكل الثاني من الحرب خلال النصف الثاني من القرن الأخير . إنها تؤدي دور الإبادة المجتمعية مع حلول _ أو الاعتقاد بحلول_ المجتمع الافتراضيِّ والنمطيِّ الزائف محل الطبيعة الاجتماعية الحقيقة
ع.أوجلان
