المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

ندوة حوارية تؤكد على أهمية أطروحات القائد في حل أزمات المرحلة الراهنة

886

أكد المشاركون في ندوة حوارية بحلب، أن أفكار القائد عبد الله أوجلان وأطروحاته مهمة بالنسبة للبشرية وخاصة في المرحلة الراهنة، وأوضحوا أن تطبيقها كفيل بحل الأزمات العالقة.

نظمت المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان مع مبادرة المحامين السوريين للدفاع عن القائد عبد الله أوجلان ندوة حوارية سياسية وقانونية، في إطار حملة “الحرية لعبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية”.

أقيمت الندوة في صالة طلة حلب في القسم الشرقي من حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، بحضور ممثلي وممثلات الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية والشخصيات المستقلة.

وكانت لشخصيات سياسية من خارج سوريا مشاركة عن بُعد في الندوة، عبر إرسالهم مقاطع مصورة مسجلة.

أطروحاته تهم البشرية والوجود

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلاه إلقاء كلمة من قبل الناطق باسم المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، فرزندا منذر، أشار فيها إلى الحاجة الماسة لأطروحات القائد في المرحلة الراهنة وما يشهده العالم من حروب وأزمات، وقال: “كل يوم ومع كل حدث تظهر أهمية أطروحات القائد في حل المشاكل الأيكولوجية والاقتصادية والنزاعات الطائفية والإقليمية”.

ونوّه إلى هدف تركيا من تشديد العزلة بحق القائد، وقال: “نظام إمرالي استثنائي والعقوبات المطبقة على القائد ليست لها علاقة بالقوانين الدولية، وهادفة للتصفية وإنهاء القضية الكردية في شخص القائد”.

ركّز فرزندا على سبب إطلاق الحملة العالمية من أجل الحرية الجسدية للقائد، وقال: “العالم مدرك لحقيقة نضال الشعب الكردي ومن هو أردوغان وما المجازر التي يرتكبها بحق جميع الشعوب، ولهذا بإمكاننا القول بدأت الحملة العالمية بهدف تحقيق الحرية الجسدية للقائد، لأن أطروحاته تهم البشرية والوجود”.

أكبر مؤامرة في القرن العشرين

ومن ثم قرأت الناطقة باسم المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان في حلب، آمنة خضرو، المحور الأول للندوة والتي أشارت إلى المؤامرة الدولية بحق القائد، وأسباب وجود القائد في سوريا ولبنان في تسعينيات القرن الماضي، وقالت: “كان لخيار التمركز في سوريا ولبنان تأثير كبير على مسار حركة حرية كردستان لأن لهما ثقل تاريخي وسياسي مهم على الساحة الإقليمية والعالمية، وأيضاً قريبان من ساحات النضال والكفاح في مناطق الدفاع المشروع حيث استطاع خلال فترة بقائه فيهما من خطو خطوات مهمة في مرحلة البناء والتأسيس”.

ووصفت آمنة المؤامرة المحاكة ضد القائد بالمؤامرة الأكبر في القرن العشرين: “إن المؤامرة الشاملة التي تم تدبيرها وتنفيذها ضد حزب العمال الكردستاني وضد الشعب الكردي والشعوب التواقة للحرية في شخصية القائد عبد الله أوجلان، هي آخر وأكبر مؤامرة في القرن العشرين فقد تم إعداداها على مستوى عالمي وكان من أهم أهدافها ترسيخ النظام التركي كحليف استراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط”.

ولفتت آمنة إلى نتاج أطروحات القائد، بقولها “كان ولا يزال القائد عبد الله أوجلان أمل الشعوب التواقة للحرية والسلم والسلام وذلك بفضل مشروع الأمة الديمقراطية الذي يستمر صداه بالانتشار في كل أرجاء العالم انطلاقاً من شمال وشرق سوريا حيث النضال وأخوة الشعوب، فهنا تم جني أولى ثمار أطروحات القائد حيث الإدارة الذاتية الديمقراطية، وصولاً إلى العالم أجمع”.

لغة المصالح طغت على لغة الحقوق

ثم قرأ المحامي علاء الدين الخالد كالو عضو مبادرة المحامين السوريين للدفاع عن القائد المحور الثاني للندوة، والذي ركز فيه على القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تحمي حقوق المعتقلين، وقال: “تم الاعتماد على عهدين هما العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وينص هذان العهدان على أن السجناء لهم حقوق حتى عند حرمانهم من حريتهم أثناء الاحتجاز”.

وأضاف: “وفي أوروبا على وجه الخصوص كانت هناك محاولات رئيسة لحماية السجناء من انتهاك حقوقهم الأساسية كما يتضح في مثال الاتفاقية الأوروبية لمناهضة التعذيب”.

وكشف زيف المزاعم التركية في فرض “العقوبات الانضباطية” بحق القائد، وقال: “إن ما تتذرع وما تتحجج به تركيا بفرض تكرار العقوبات الانضباطية الباطلة والمزيفة بحق القائد الأممي عبد الله أوجلان بحجة وذريعة عدم انضباطه هي حجج وذرائع باطلة ولا أساس لها من الصحة، لأننا نعلم علم اليقين بأن من أسس مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب المبني على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، هو التنظيم والانضباط المبني على الأخلاق والإنسانية”.

بيّن علاء وجه الاختلاف بين مشروع القائد ونظام الدول العظمى، وقال: “إن الدولة التركية هي عضوة في حلف الناتو ومعها جميع دول الحداثة الرأسمالية والاستعمارية في العالم والتي تبني مصالحها على دماء وحقوق الشعوب التواقة للحرية حيث إن هذه الدول بعيدة كل البعد عن الأخلاق والإنسانية فهي لا تريد أن تكون هناك حلول سلمية لأزمات الشرق الأوسط وفق فكر وفلسفة القائد”.

يجب أن يكون مصدر حكم الشعب

ومن ثم طرح المشاركون في الندوة آراءهم، حيث شارك وليد الرمالي وهو كاتب وصحفي مصري ورئيس تحرير وكالة أنباء الحدث رأيه، عبر إرسال مقطع مسجل تم الاستماع إليه في الندوة.

ووجّه الرمالي في مستهل حديثه التحية إلى أهالي شمال وشرق سوريا وحيي الشيخ مقصود والأشرفية بشكل خاص.

أشار وليد إلى انتشار أفكار القائد عبد الله أوجلان على نطاق واسع على الرغم من فرض السلطات التركية عزلة مشددة عليه، وقال: “بعيد عن شعبه ومناصريه لكن أطروحاته وأفكاره ما زالت بيننا ويتناقلها المفكرون والكتّاب وغيرهم من كافة أنحاء العالم ومنها مصر، لأن مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه مشروع عظيم ويجب أن يكون مصدر حكم الشعب لأنه الأنسب والأحق”.

ضرب مفهوم الدولة القومية الحديثة

أما أحمد درزي وهو محلل سياسي، فقال: “إن ما يدعو إليه القائد عبد الله أوجلان من أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية بغض النظر عن الاختلافات هو إعادة المنطقة إلى سياقها التاريخي الطبيعي ولكن بوجه جديد يختلف عن دولة الامبراطوريات وهو ضرب لمفهوم الدولة القومية الحديثة”.

مشروعه غيّر مسار حياة الشعوب

من جانبه، قال محمد عبدو، مراسل وكالة أنباء هاوار، مركز حلب: “الشعب الكردي والشعوب التواقة للحرية ومناصرو أفكار القائد في كافة أنحاء العالم لا زالت تطالب بحريته، لأنه قدم فكراً ساهم في تغيير منحى حياتنا، وخصوصاً بالنسبة للشعب الكردي حيث يعد فكره اليقظة بعد سبات طويل والإبادة الفكرية والثقافية”.

الجميع شارك في المؤامرة حفاظاً على مصالحه

بدوره، أشار الشخصية المستقلة عصام عزوز أن الجميع لعب دوراً في المؤامرة لوجود مصالح لهم فيها، ولأن مشروع الأمة الديمقراطية هو شكل من أشكال وحدة المنطقة ووحدة شعبها وهي خطر على دول الغرب.