المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

المبادرة الشعبية تنضم للحملة العالمية من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية

119

أعلنت المبادرة الشعبية لشمال وشرق سوريا انضمامها لحملة “الحرية لأوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية”، التي أُطلقت في 10 تشرين الأول، تحت شعار” الحرية للقائد أوجلان، حلّ سياسي للمشكلة الكردية”.

أدلت المبادرة الشعبية لشمال وشرق سوريا، اليوم ببيان، إلى الرأي العام، أعلنت خلاله انضمامها للحملة التي أطلقتها النقابات العالمية والأحزاب السياسية في 74 مدينة حول العالم، في تاريخ 10 تشرين الأول،” تحت شعار “الحرية لأوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية”.

وقرئ البيان في ملعب شهداء 12 آذار بمدينة قامشلو، باللغتين الكردية والعربية من قبل عضوي المبادرة الشعبية هناء خليل وأنور العسر، بحضور الآلاف من الأهالي وممثلين عن المجالس والمؤسسات المدنية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وعضوات التنظيمات النسائية والشبابية والأحزاب السياسية وشيوخ ووجهاء العشائر العربية والكردية وحركة المجتمع الديمقراطي والاتحادات المنضوية تحت سقفها.

وجاء في نص البيان:

“انطلقت في ١٠ تشرين الأول عام ٢٠٢٣، حملة تحت عنوان (الحرية لأوجلان، حل سياسي للقضية الكردية)، بقيادة ممثلي النقابات العمالية والأحزاب السياسية، والمنظمات الاجتماعية، والشخصيات البارزة مثل الفلاسفة، والحائزين على جائزة نوبل، في كافة القارات، وفي أربع وسبعين مدينة، لتشمل العالم أجمع.

وبهذه المناسبة، وباسم المبادرة الشعبية في شمال وشرق سوريا، نعلن انضمامنا إلى هذه الحملة، ونرفع نداءنا عبر بياننا هذا، إلى كافة الجهات المعنية، أملاً في تحقيق الحملة لنتائج مرجوّة.

وذلك لأن السيد عبد الله أوجلان، ذو خصوصية كبرى، وشخصية استثنائية، فهو يمثّل الإرادة السياسية بالنسبة لملايين الكرد على وجه الخصوص، والقائد بالنسبة لمكوّنات عدة، ليست في سوريا وحسب، بل في كافة أنحاء العالم، على وجه العموم، لأنهم وجدوا في فكره وفلسفته وأطروحاته، إرادة السلام والحل لمشاكل ومعضلات الشعوب المضطهدة، والمجموعات العرقية، الدينية، الطائفية، الجنسوية، البيئية، حتى أطلقوا عليه (قائد الشعوب).

ونتيجة لهذا الفكر النيّر، ولتلك الفلسفة العميقة، ولهذه الأطروحات الإنسانية، دفع الثمن حياته وحريته، حيث اختطف في ١٥ شباط عام ١٩٩٩، بعملية استخباراتية دولية، وتسليمه إلى الدولة التركية التي قامت باحتجازه واعتقاله في سجن انفرادي بجزيرة إمرالي، منذ خمسة وعشرين عاماً، وبفرض أشد أنواع التعذيب والانتهاكات والممارسات اللا إنسانية والعزلة المطلقة عن العالم الخارجي عليه.

وعلى الرغم من كل هذه السياسات اللا إنسانية التي تمارسها الدولة التركية بحق القائد أوجلان؛ إلا أن فكره الإنساني النيّر، تحوّل إلى أرضية متينة ومرجع فريد، تستلهم منه المنظمات الإنسانية والقوى الوطنية في شمال وشرق سوريا، وجميع المناضلين في سبيل تقرير المصير وحرية المرأة والحد من جميع أنواع الاستغلال واللا مساواة في أنحاء المعمورة.

وتستمر الدولة التركية في سياساتها إزاء الكرد وقضيتهم، حيث سياسة التتريك وطمس الهوية الكردية وزهق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء وتشريد الملايين من الكرد وحرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية والسياسية وتعزيز قوة العنصريين والمتعصبين الدينيين والاستبداد.

هذه السياسة الممارسة ضد الكرد، جعلت مشكلتهم تستمر منذ قرون عدة، ودون أن تجد حلاً من قبل تركيا، أو حتى من قبل دول الشرق الأوسط، وأن تتحوّل إلى مشكلة عالمية، وذلك لأن كردستان تمّ تقسيمها بين أربع دول، تركيا وإيران والعراق وسوريا، ولهذا فإذا تمّ حل القضية الكردية، فسينعكس إيجاباً على العالم كله.

فالحملة المعلنة عالمية؛ لأن المشكلة الكردية، دون أدنى شك، هي مشكلة عالمية، وهي في الوقت ذاته دولية، لأن قضية القائد أوجلان دولية، وحل المشكلة الكردية يمرّ بالتأكيد من بوابة حل قضية القائد أوجلان، وذلك لأن حالته ليست حالة شخص واحد، بل هي حالة شعب يواجه إبادات جماعية، وهي حالة منطقة بأكملها.

فالقائد أوجلان، كعالم مميّز بفكر شمولي عميق، وفيلسوف ذي نظرة ثاقبة للأمور، قد قدّم الحلول لجميع المشاكل العالقة في المنطقة، عبر أطروحة (الحداثة الديمقراطية).

وإطلاق سراحه، سيكون سبيلاً لانضمامه إلى العملية السياسية لحل المشكلة الكردية، ولكن، وللأسف، فالحكومة الديكتاتورية في تركيا، هي واعية تماماً، لهذه الحقيقة، ولهذا، فهي مستمرة في فرض سياسة العزلة الشديدة عليه، لكيلا يتمكّن من نشر فكر الحرية والمساواة والسلام، ومواصلة حكمه ومحاربة الفساد.

ولهذا فإننا، كمبادرة شعبية لشمال وشرق سوريا، نعيش حالة الريبة والقلق على وضع القائد أوجلان، بسبب مرور ما يقارب ثلاث سنوات، على عدم تلقي أي معلومة منه وعنه، وهو وضع خطير، ما يستوجب إنهاء هذه العزلة وتحقيق حريته الجسدية، وتمكينه من ممارسة دوره السياسي، لحل النزاعات بين الكرد والدولة التركية ودول الشرق الأوسط، فالإرادة السياسية للشعب الكردي، هي القائد أوجلان الذي يمثّل مفتاح الحل للمشكلة الكردية، وذلك لأنه قد أثبت بمقاومته التاريخية، في سبيل إرساء السلام والكرامة وأخوة الشعوب في المنطقة، بأنه الدرع الصامد ضد أشكال الاضطهاد والظلم والتعذيب.

وبناء عليه، فإننا كمبادرة شعبية لشمال وشرق سوريا، نطلق حملة (الحرية للقائد أوجلان، حل للمشكلة الكردية)، وندعو كافة المنظمات الاجتماعية، من نساء وشباب وأحزاب سياسية للانضمام إلى هذه الحملة، ونتعهّد بتطوير النضال، من خلال الأنشطة السياسية والقانونية والدبلوماسية والشعبية، في سبيل تطوير فكر أوجلان في سوريا، والشرق الأوسط والعالم أجمع، والعمل بكل السبل والطرق الممكنة لتحقيق أهداف الحملة”.