المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

​​​​​​​زخم وصخب في الخارج وتأييد عالمي يتسع لحرية القائد عبد الله أوجلان

235

ساهم المثقفون والمؤسسات الثقافية من مختلف دول العالم، خلال عام من النشاطات والفعاليات المختلفة في لفت أنظار الرأي العالم إلى نظام التعذيب في إيمرالي، والمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان.

مع دخول العام الـ 26 للمؤامرة الدولية ضد القائد عبدالله أوجلان والتي بدأت في 9 تشرين الأول عام 1998، تصاعدت مساعي المثقفين والمؤسسات الديمقراطية من مختلف دول العالم.

وخلال الفترة الممتدة من شهر تشرين الأول عام 2022 إلى شهر تشرين الأول من عام 2023، نظم المثقفون والكتاب والساسة والتنظيمات والنقابات من مختلف دول العالم سلسلة من الفعاليات والنشاطات.

وترفض سلطات دولة الاحتلال التركي جميع الطلبات التي يقدمها محامو مكتب العصر القانوني الذين يتولون الدفاع عن القائد عبد الله أوجلان، والمعتقلين الثلاثة الآخرين والطلبات التي تقدمها أسرهم، بذرائع مختلفة، مثل “العقوبة الانضباطية” و “حظر اللقاء”.

وتعرقل السلطات “الحق في الأمل” بفرض “العقوبات الانضباطية”، إذ يفرض عزلة مشددة على القائد عبد الله أوجلان منذ 25 آذار 2021، وخلال سنة واحدة مُدّد قرار حظر اللقاء عدة مرات لأسباب واهية، أولى هذه العقوبات خلال هذه السنة كان في 21 تشرين الأول 2022، بعد فرض عقوبة جديدة وحظر اللقاء لـ 6 أشهر، وعليه تم إغلاق المجال أمام لقائه.

وكشف المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، صبري أوك، في 8 تموز 2023، أن الدولة التركية وإدارة إمرالي تبعث برسائل تهديد مفادها “سنسمّمك بأشد نوع من السموم وستموت بهذا السم القاتل، حتى الحشرات التي ستأكل جسدك الميت ستموت بهذا السم، ستموت يوماً فيوم، لكن لن تشعر بذلك”، ورسائل التهديد هذه أرسلت دون اسم أو عنوان للقائد عبد الله أوجلان.

مع دخول العام الـ 26 للمؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان، سنستعرض أهم الفعاليات على المستوى الدولي التي نظمت، للضغط على سلطات الاحتلال التركي لكسر العزلة وتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.

قبلت المحكمة الأوروبية الدعوى التي أقامها القائد عبد الله أوجلان عبر محاميه ضد اليونان، وذلك في أواخر شهر تشرين الثاني 2022، وتضمن ملف الدعوى انتهاك اليونان لبنود معاهدة حقوق الإنسان خلال فترة المؤامرة الدولية في 9 تشرين الأول 1998، ومخالفتها لبنود معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية، حيث لم يتم النظر في طلبه الخاص باللجوء السياسي، واحتجازه بشكل مخالف للقانون.

أرسلت المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله اوجلان خطاباً إلى الأمانة العامة لمجلس أوروبا في 23 يناير 2023، وردت الإدارة العامة لحقوق الإنسان وسيادة القانون في مجلس أوروبا على الطلب المتعلق بالعزلة في 13 شباط، وذكرت أن مجلس أوروبا مهتم بالموضوع وأنها تتابع الأوضاع في إمرالي.

وجاءت في فحوى ردهم: “كونوا على ثقة أن مجلس أوروبا، ولا سيما مؤسسته (اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب)، مهتمة بشكل وثيق بحالة السيد أوجلان. كما تعلمون بالتأكيد، فقد زارت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب سجن إمرالي عدة مرات وزارته أخر مرة في أيلول 2022”.

ونظمت مجموعة العمل الكردي لحقوق الإنسان في جنوب أفريقيا بالتعاون مع المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، كونفرانساً على مدار يومي (28/ 1) شباط، في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، تحت شعار “الحرية لعبد الله أوجلان.. السلام والاستقرار في العالم”.

وشارك في الكونفرانس شخصيات وممثلون عن أحزاب سياسية ونقابات عمالية في جنوب أفريقيا، للحديث عن اختطاف القائد عبد الله اوجلان وظروف الاعتقال، وتمحور الكونفرانس حول دور الأحزاب في جنوب أفريقيا في دعم القائد أوجلان، حيث أكد المشاركون أنهم سيسعون من أجل ضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان.

في 25 كانون الثاني التقى 21 عضواً من أعضاء الوفد الدولي ضد العزلة، والمكون من 36 شخصاً من سبعة دول من حقوقيين وصحفيين وأكاديميين، مع محامي مكتب العصر القانوني، ومنظمات المجتمع المدني والأوساط السياسية في إسطنبول وانقرة وآمد، للوقوف على نتائج لجنة الوزراء التابعة لمجلس أوروبا واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT)، وتقييم قرار التدخل المؤقت للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة (NY)، بشأن القائد عبد الله أوجلان وتطورات الطلب.

وعقد وفد نسائي دولي لقاء مع المجلس الأوروبي وعدد من البرلمانيين في 1 شباط، من أجل العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وعدم امتثال دولة الاحتلال التركي لبنود الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، كما تمت الإشارة إلى أهمية “الحق في الأمل”، وتعهد أعضاء المجلس الأوروبي بالتركيز على هذه المواضيع في تقاريرهم.

وكان محامو القائد عبد الله أوجلان قد رفعوا طلباً للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في النصف الأخير من عام 2022، من أجل إنهاء العزلة المشددة في إمرالي وحظر اللقاءات مع موكلهم، وكانت اللجنة قد منحت مسؤولي سلطات الاحتلال التركي مهلة حتى 31 آذار لتقديم تفسير حيال ذلك، لكن المدة انتهت، ولم يعرف ما إذا كانت السلطات التركية قد ردت على لجنة حقوق الإنسان أم لا، ومن جهة أخرى لم ينفذ قرار اللجنة واستمرت العزلة.

وعلى مدار يومين متواصلين (13/ 14) حزيران، عقد منتدى حواري على مستوى الشرق الأوسط في العاصمة اللبنانية بيروت، تحت شعار “معاً من أجل شرق أوسط ديمقراطي، الطريق إلى السلام)، وسلط الضوء على المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان، والأزمة العالمية وتداعياتها، والأمة الديمقراطية، ودور المرأة، وسبل العمل المشترك من أجل تحقيق الكونفدرالية الديمقراطية في الشرق الأوسط، وذلك بتنظيم من المؤتمر الدائم للفدرالية اللبنانية وبالتعاون مع “رابطة نوروز الثقافية، ومنتدى الشرق للتعددية، و Demokrattia novus orao seclorum، و RESILIENT BEIRUT”.

وشارك في المنتدى الحواري أكثر من 80 شخصية حقوقية، سياسية، مثقفة، من أكثر من 10 بلدان في الشرق الأوسط والعالم، (لبنان، العراق، تونس، السودان، فلسطين، الأردن، مصر، جنوب إفريقيا، إيران، تركيا، شمال وشرق سوريا، وكردستان على اختلاف قومياتها.

وأكد البيان الختامي للمنتدى الحواري على حاجة المنطقة إلى رؤية جديدة وطرح الأمة الديمقراطية الذي قدمه القائد عبد الله أوجلان، مرشح لأن يكون طريق الحل، بما يضمنه من حلول مناسبة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وطالب المشاركون بحرية المفكر عبد الله أوجلان.

وأعربت النقابات العمالية الدولية عن قلقها حيال العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، ووضعه الصحي، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقدوه في البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، في 21 تموز، وقالوا: “منظمات حقوق الإنسان ومجلس أوروبا والحكومة الأوروبية أصبحوا شركاء في هذا الانتهاك لحقوق الإنسان الأساسية؛ لأنهم التزموا الصمت في مواجهة هذا الانتهاك”.

المؤتمر الصحفي الذي تم الإعلان عنه، سيُدار من قبل سراح غيلن، ويشارك فيه كل من: سيمون دوبينس، ويونايت يونين (الاتحاد) (إنكلترا)، وبارونيس كريستين بلاور(إنكلترا)، وأنطونيو أموروسو، واتحاد الشعب CUB (إيطاليا)، وميشيلا أريكال، ومحامي مركز البحوث  من أجل الديمقراطية (CRED)، (إيطاليا) آميديو ـ سياكتاليا، وروما ـ إيطاليا Vlll، ورؤساء البلديات (إيطاليا)، وسافيريو نونو، ورئيس بلدية فوسالتو(إيطاليا) لورا دي بونفيلس، وARCI، (إيطاليا)، ولويغي دي ماغيستريس، ورئيس بلدية نابولي السابق (إيطاليا) فيسنتي جوسيه ريكوندو، وممثل (LAB) دانييل كوب، وعضو سكرتارية (بل) في بلجيكا روزا صالح، وعضو مجلس غلاسكو(اسكتلندا)، ومايك آرنوط رئيس مجلس النقابات في اسكتلندا (Îngîltere) (TUC).

وفي الـ 27 من تموز دعت الحملة النقابية لحرية القائد عبد الله أوجلان ومقرها المملكة المتحدة، خلال مؤتمر صحفي عاجل أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، إلى رفع العزلة عن القائد وتحقيق حريته الجسدية، شارك فيه ممثلو حملة النقابات القائمة على الملايين من الأعضاء في الاجتماع.

وبعثوا برسائل إلى مجلس الوزراء في مجلس أوروبا جاء فيها (ضرورة مناقشة رفض الحكومة التركية للاقتراحات المقدمة من لجنة مناهضة التعذيب بالاستمرار، توضيح الخطوات التي سيتم اتخاذها لمحاسبة الحكومة التركية).

وأرسلوا رسالة إلى لجنة مناهضة التعذيب أيضاً، ودعوا إلى (تقديم بيان خاص حول ما إذا كان هناك لقاء أجري مع عبد الله أوجلان خلال الزيارة الأخيرة، تقديم معلومات محددة حول تفاصيل هذا اللقاء).

ودعت رسالة أخرى الأطراف السياسية المحلية والدولية إلى (العمل من أجل إطلاق عبد الله أوجلان في ظروف تتيح له المشاركة في المفاوضات من أجل حل ديمقراطي وسلمي لقضية الشعب الكردي في تركيا).

والمنظمات المشاركة في المؤتمر الصحفي للبرلمان الأوروبي حول قضية عبد الله أوجلان هي: الكتلة النقابية الموحدة (CUT)، وكوساتو، والاتحاد العام للنقابات الغاليسية (CIG)، ولاب، وستيلاس، والاتحاد العام الموحد (CGT)، وكوباس، والاتحاد العام بين النقابات، والاتحاد العمالي البديل في كاتالونيا (IAC)، والاتحاد العام للنقابات العمالية (GFTU)، والاتحاد العمالي الفالنسي (Intersindical Valenciana)، وSTUC، والاتحاد الباسكي (ELA)، ومركز البحوث والتحقيق من أجل الديمقراطية (CRED)، وCSI، وSAT، وARCI، ومن أجل الإيكولوجية الشعبية والاجتماعية (PEPS)، TUC، وفرنسا – كردستان.

ولم تتوقف فعاليات وأنشطة أصدقاء الشعب الكردي على مدار العام في إيطاليا والسويد وفنلندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا سويسرا، للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان وكسر العزلة في إمرالي.

والتقت المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، مسؤولين في الأمم المتحدة، ووضعتهم في صورة واقع جرائم السلطات التركية بحق القائد أوجلان، في 10 آب، وأطلع وفد المبادرة المسؤولين في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، على العزلة المفروضة، والجرائم التي ترتكبها تركيا بحقه والمنافية لمبادئ حقوق الإنسان التي تتبناها الأمم المتحدة.

ودعت نقابات دولية من جميع أنحاء العالم، الحرية للقائد عبد الله أوجلان، في 10 و11 و12 أيلول في مدينة ساو خوسيه دوس كامبوس البرازيلية في اجتماع شبكة الدعم والنضال للنقابات الدولية، وأعلنوا عن تأييدهم للحملة الدولية من أجل الحرية للقائد أوجلان وآلاف السياسيين الكرد في تركيا.

وتم توقيع بيان تم قبوله في الاجتماع، واقترحه عضو الحركة الاشتراكية الثورية البرازيلية في لجنة اجتماع الثوريين (CRIR)، من قبل النقابات المشاركة، إذ وقع عليها 69 شخصاً من كافة أنحاء العالم.