المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

دوران كالكان: الشهيدة أمينة أرجيس كانت رائدة متعددة الأوجه في خط تحرير المرأة

19

وصف دوران كالكان الشهيدة أمينة آرجيس بأنها ”قيادية ناضلت في جميع الظروف، وأوصلت المجال الأيديولوجي-الاجتماعي إلى الفن، واتخذت موقفاً رائداً ضد التصفية“.

تحدث دوران كالكان بشأن الرفيقة أمينة آرجيس التي استشهدت في كارى بتاريخ 20 نيسان2020. وفيما يلي التقييم الذي قدمه دوران كالكان:  

https://cdn.iframe.ly/a53ozmMQ

“أُعلن في 20 نيسان عن استشهاد الرفيقات أمينة آرجيس، وأكين آمارا، وزين زاغروس في منطقة كارى. وقد تناولت رفيقاتهن ومَن عرفهن هذا الحدث بنقاش مكثّف، في حين سلّطت وسائل الإعلام الضوء على مسيرة حياتهن ونضالهن أمام الرأي العام. وبالفعل، فإنّه كلما ناقش المرء مسيرة هؤلاء الرفيقات، وكلما ركّز على حقيقة حياتهن ونضالهن، فإن ذلك سيكون على قدر كبير من الصواب، لأنهن يستحققن ذلك.

وقد عشنّ حياتهن بكل معنى الكلمة، وكرّسن وجودهن من أجل النضال التحرري. أصبحن مناضلات ناجحات في صفوف حركتنا التحررية، وتحولن إلى رموز لنضالنا التحرري. وعلى هذا الأساس، نستذكر الرفيقات أمينة، وأكين، وزين بكل ما تحمله الرفاقية من محبّة واحترام وامتنان. كما نجدد عهدنا على مواصلة تحقيق أهدافهن وتبني ذكراهن.

ناضلت في ظل كل الظروف وبذلت جهوداً كبيرة”

كانت الرفيقة أمينة قيادية الرفيقتين الأخريين، كانت عضوة القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة، كما كانت عضوة مجلس القيادة لقوات الدفاع الشعبي، لقد ناضلت وعملت في صفوف الكريلا لفترة طويلة، دربت المئات، بل الآلاف، من المناضلات من أجل الحرية، لم تكتفِ بتدريب المقاتلات فحسب، بل بذلت جهوداً هائلة لضمان اكتساب المقاتلين الذكور شخصية أيديولوجية وتنظيمية سليمة على نهج حرية المرأة، وليصبحوا مقاتلين أكفاء على خط الآبوجي.

لم تتوقف، لم تتعب، عملت ليلاً نهاراً، لم تستسلم للصعاب، ناضلت في جميع الظروف، وبذلت جهوداً عظيمة، لعملها فضل كبير علينا جميعاً، أسهمت بقيم عظيمة في نضالنا من أجل الحرية، سنستذكرها دائماً على هذه الأسس، سيخلد ذكراها في نضالنا من أجل الحرية حتى النهاية.

عندما تُروى قصة حياة الرفيقة أمينة، يعلم الجميع أنها تلقت تدريباً على يد القائد آبو قبل المؤامرة الدولية، بقيت في ساحة القائد وشاركت بفعالية في أنشطة التدريب، إذ شعرت بالمؤامرة، تدربت وأعدّت نفسها، لقد شعرت بعمق المؤامرة ضد القائد آبو وأدركت وكشفت عن مخاطرها، وعلى هذا الأساس، أعدّت نفسها لأصعب النضال وأخطر المهام.

لقد ساهمت في كل خطوة من خطوات مكافحة المؤامرة

طوال حياتها، خاضت نضالاً لا مثيل له ضد المؤامرة الدولية، حشدت كل طاقاتها لتفكيك وتدمير نظام التعذيب والعزل في إمرالي، ولضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، ولضمان انتصار نضالنا من أجل الحرية، كما لعبت دوراً بارزاً في كل خطوة من خطوات مكافحة المؤامرة، مساهمةً بشكل كبير فيها.

لم تكن الرفيقة أمينة شخصيةً أحادية الجانب، بل كانت متعددة الأوجه، انضمت إلى نهج الآبوجي ليس بطريقة أحادية، بل بطريقة شاملة، لقد عاشت رومانسية الكريلا بكل تفاصيلها، كانت رفيقةً تعرف كيف تضحك وتعيش بروح معنوية عالية، حتى في أصعب الظروف، لطالما ساندت رفاقها وساعدتهم في تجاوز العقبات والصعوبات. لم تُبدِ أي تردد أو تثبيط أو ضعف.

شاركت في النضال الثوري بكل جوانبه، برزت كشخصية ثورية متكاملة، كانت محاربة، مقاتلة، قيادية، إدراية، منظمة، فنانة مسرحية وسينمائية، غنت الأغاني الشعبية، كتبت، وكتبت أشعار، وشاعرة أيضاً.

شاركت في النضال ضد التصفية على مستوى القيادة

لقد تصرفت وفقًا لمقتضيات المهام الثورية، قادرة على العمل والإنتاج والإبداع في أي بيئة وفي أي ظرف، وفي هذا الصدد، قدّمت إسهامات كبيرة في نضالنا من أجل الحرية ضد المؤامرة الدولية، وأظهرت موقفاً ثابتاً وواعياً ومنظماً ضد التصفويين الذين رضخوا لهجمات المؤامرة الدولية.

لم تتردد قط، ولم تضعف، بل على العكس، سرعان ما عززت ارتباطها بخط تحرير المرأة ضد التصفية، واتخذت موقفاًً ضد التصفية بإيمان ومعرفة وتنظيم، وناضلت وشاركت في النضال على خط الآبوجي على مستوى القيادة، وكانت مناضلة من أجل حرية المرأة من هذا النوع.

وقفت بشموخ في وجه جميع الهجمات التي شنتها الأنظمة المتعطشة للسلطة، الدولتية، والعقلية الذكورية، وناضلت على خط الحرية الآبوجية، لعبت دوراً رائداً في كشف الحقيقة، وتحليل الهجمات الرجعية، والتصفوية، والقمع القائم على الهيمنة الذكورية، وإيجاد سبل ووسائل مبتكرة لدحرها.

شاركت في أصعب مناطق الكريلا

في تلك الأوقات العصيبة، عندما شكلت هجمات المؤامرة الدولية ونظام التعذيب والعزل والإبادة الجماعية في إمرالي ضغطاً كبيراً على حركتنا وشعبنا وكل من أراد العيش بحرية، على الرغم من كونها مناضلة شابة، وصلت حديثًا إلى جبال كردستان، وانضمت حديثاً إلى صفوف الكريلا، ولا تزال تناضل من أجل الحرية، إلا أنها شاركت بقوة، ووقفت بحزم في وجه جميع أنواع الهجمات التصفية والرجعية، وقاتلت بأساليب إبداعية، في الوقت والمكان المناسب، وحققت نتائج عظيمة، في مواجهة التحول النموذجي، تجاوزت النموذج الدولتي واستوعبت نموذج المجتمع الديمقراطي، وهو نموذج جديد قائم على تحرير المرأة والبيئة الاجتماعية، بناءً على الأساس الذي وضعه القائد آبو، طوال هذه العملية، أظهرت شخصية رائدة متعددة الأوجه وخلاقة وفعالة.

من جهة، شاركت في أصعب ساحات الكريلا ضد المؤامرة التي تعتبر من أكثر ساحات النضال نشاطاً وتحدياً، ومن جهة أخرى، لبت جميع متطلبات النضال ضد المؤامرة، وجميع متطلبات الشخصية الثورية لنموذج الحداثة الديمقراطية، أجرت تدريبات، وتولت مناصب القرار، وقادت، علاوة على ذلك، قدمت مساهمات كبيرة في العمل الأيديولوجي وفي تطوير الفن والأدب والشعر في صفوف الكريلا، كانت موهوبة حقاً، في الواقع، يمتلك كل شخص موهبة، والباقي على كل شخص إظهار فنه، كانت الرفيقة أمينة واحدة من الشخصيات البارزة والمعروفة في حركة الكريلا التي أظهرت هذه القوة.

لقد فعّلت كل طاقاتها، ولم تُكبّلها، وخلافًا لما انتقده القائد آبو دائماً، لم تُلقِ بقوتها الكامنة إلى القبر، بل على العكس، خاضت الكريلاتية بكل ما أوتيت من قوة، مُلبّيةً متطلبات النضال الثوري، حشدت كل مواهبها وساهمت بها في النضال من أجل الحرية وحركة حرية المرأة، جرّبت كل شيء، وشاركت في كل مهمة.