المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

مبادرة أوجالان التاريخية

62

للمبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجالان، بقلم السيد: فؤاد نايف قطريب  

لماذا أنا أعتبر أن مبادرة المفكر المناضل العالمي أوجالان تاريخية؟

حتى نفهم العمق التاريخي والاستراتيجي لمبادرة أوجالان يجب أن نعرف بعمق حالة الشرق الأوسط الكبير حالياً

أنا أعتقد أن منطقة الشرق الأوسط تمر في هذا العقد بمنعطف تاريخي كبير يعادل اتفاقية سايكس بيكو ولوزان، لماذا؟ لأن أمريكا والصهيونية العالمية وذراعها الإسرائيلي يعملون على تكوين شرق أوسط جديد مقسم إلى كيانات طائفية وعرقية هزيلة متناحرة ومتصارعة تابعة للإمبريالية العالمية بقيادة أمريكا والصهيونية العالمية وذراعها الإسرائيلي كما تخيلها شمعون بيريز الصهيوني الإسرائيلي في آواخر القرن الماضي. هذا المخطط لا يشمل فقط الكيانات العربية المحيطة بفلسطين المحتلة: سوريا لبنان العراق مصر بل يشمل أيضاً تركيا وإيران والباكستان، لأن إسرائيل تريد أن تكون القوة الأساسية الكبرى في الشرق الأوسط الجديد. وهذا يقتضي بعد تفتيت سوريا وجعلها كانتونات هزيلة كما العراق بل وأكثر سوءاً، إضعاف إيران والعمل على تقسيمها إلى عدّة كيانات كما فعلوا بيوغوسلافيا، ومن ثم الانتقال إلى تركيا وإضعافها ومحاولة تفكيكها أيضاً وكل هذا يمكنني تسميته بالمخطط التفكيكي التقسيمي للشرق الأوسط وهذا السيناريو الشيطاني يعاكس تماماً وكلياً رؤية أوجالان أو مشروع أوجالان الشرق أوسطي الذي يهدف إلى تأسيس شرق أوسط مجتمعي ديموقراطي فيدرالي عادل مستقل عن الإمبريالية العالمية (يشبه الاتحاد الأوروبي إلى حدّ ما).

ما هي خصوصية المشروع الأوجالاني الشرق أوسطي؟

قبل الحديث عن ذلك لابد من القول إنه يوجد مشاريع عديدة:

  • أولها مشروع بيريز الصهيوني الإسرائيلي المدعوم أمريكياً والذي يحقق تقدماً حالياً.
  • ثانيها المشروع الإسلامي الذي طرحته الجمهورية الإسلامية الإيران وتركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية وحزب الإخوان المسلمون في مصر وبقية الدول العربية.
  • ثالثها المشروع الإسلاموي الجهادي الذي طرحته القاعدة وأخواتها وخاصةً داعش. هذا المشروع المدعوم أمريكياً وصهيونياً ذو خطر تدميري على الشرق الأوسط ومستقبله، أصبح له مركز انطلاق في سوريا بعد وصول هيئة تحرير الشام للسلطة بدعم أمريكي صهيوني إسرائيلي تركي وقطري.

المناضل والمفكر العالمي أوجالان يعرف ذلك جيداً رغم وجوده في السجن منذ عقود. وكخطوة أولى نحو مواجهة هذه المشاريع الهدّامة طرح مبادرته التاريخية على الحكومة التركية والقوى السياسية التركية في السلطة والمعارضة من جهة وعلى حزب العمال الكوردستاني من جهة ثانية.

بعد تفكير عميق ولعدة سنوات وصل أوجالان إلى نتيجة مفادها أنه لم يعد هناك جدوى من الكفاح المسلّح الذي يمارسه الحزب لأنه أصبح طريقاً عقيماً ثمنه الكثير من الشهداء والعنف والعنف المضاد السلطوي العسكري التركي وتعميق الشرخ بين الشعوب في تركيا. خصوصاً والشرق الأوسط عموماً ويصب في مصلحة الإمبريالية العالمية من هنا جاء التحول التاريخي في فلسفة المفكر أوجالان والانتقال إلى النضال السلمي الديموقراطي المجتمعي الذي يجعل الكورد في تركيا خصوصاً في مقدمة النضال المجتمعي السياسي السلمي الذي يهدف إلى تأسيس أمة ديموقراطية تتغذى من التعددية ومن الترابط والتفاعل الخلّاق للشعوب في تركيا وسوريا والشرق الأوسط. أوجالان في مفهومه للأمة الديموقراطية ينظر إلى التعددية الدينية والمذهبية والقومية على أنها ثروة كبيرة جداً ونعمة كبرى من الله عز وجل.

أنا أقول إن مبادرة أوجالان تشكل مقدمة كبرى لمنعطف تاريخي للشرق الأوسط يتناقض كلياً من المشاريع التي ذكرتها أعلاه.

هذه المسألة ولحسن الحظ التقطتها الحكومة التركية وتفاعلت معها إيجابياً وكذلك القوى السياسية في تركيا عموماً كما فعل حزب العمال الكوردستاني أيضاً. هذه المبادرة العظيمة أحب أن اسميها بداية الربيع الكوردي في تركيا والشرق الأوسط.

في الختام أقول تحية حب أوجالانية لاوجالان ولكل أحرار الشرق الأوسط الذين يحلمون ويناضلون من أجل شرق أوسط جديد يجسد مشروع أوجالان الشرق أوسطي آملاً أن يخرج من السجن في أقرب وقت ويأخذ مكانه في قيادة الثورة الديموقراطية المجتمعية السياسية عموماً والربيع الكوردي خصوصاً في الشرق الأوسط. وأعلن انضمامي من خلال سلسلة مقالات للحملة العالمية التي انطلقت لتحقيق الحرّية الجسدية للقائد عبد الله أوجالان تحت شعار “أرغب بلقاء عبد الله أوجالان”.