كالكان: يجب سن قوانين الاندماج الديمقراطي والحرية-تم التحديث
قال دوران كالكان إن الكريلا مستعدون لخوض النضال السياسي الديمقراطي بأكثر الطرق فعالية إذا تم تمهيد الطريق أمامهم، مؤكداً أنه يجب سن قوانين الاندماج الديمقراطي والحرية.

قيّم دوران كالكان، عضو أكاديمية عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية، في البرنامج الخاص على قناة “مديا خبر” التلفزيونية، الدعوة المرئية التي وجّهها القائد آبو في 9 حزيران، وآثار مراسم إتلاف الأسلحة التي قامت بها مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي. كما تطرّق إلى اللجنة التي من المتوقّع تشكيلها في البرلمان التركي، والسياسة الحالية، وصيام الموت العظيم في 14 تموز، وثورة روج آفا التي تدخل عامها الثالث عشر.
https://cdn.iframe.ly/1NBC0gAi
“في البداية، أتوجه بالتحية إلى القائد آبو بكل احترام، وبالفعل، كان يوم 9 تموز يوماً تاريخياً، فبعد 26 عاماً و10 أيام، كان من المثير جداً سماع صوت القائد آبو مباشرةً مرة أخرى، حتى لو كانت بعدسة الكاميرا، لقد أثار حماسنا جميعاً، كنا متحمسين أيضاً، كان الأمر مثيراً ومهماً، حيث كان هذا نتيجة 26-27 عاماً من خوض النضال، فقد كان له نتائج مختلفة، كما يعبر هذا الأمر أيضاً عن الذروة من ناحية الأجندة.
وبالطبع، لا يزال الطريق أمامنا طويلاً، ولا ينبغي أن يتوقف النضال، بل يجب أن يستمر، ومع ذلك، فقد تحققت نتيجة مهمة كانت ثمرة لحملة النضال من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو، ولقد أثبت كلٌّ من مستوى الحملة والنضال المستمر منذ 27 عاماً ضد المؤامرة الدولية، أنهما أثمرا نتائج ملموسة، وتأكد أن تعبهم لم يذهب سدى، إذ ينبغي للجميع أن يشعروا بالفخر والسعادة، وتأكد أن تلك الجهود لم تذهب سدى، لأن نضالهم أثمر عن تحقيق النتائج، وقد ظهر ذلك بوضوح.
يمكنني أن أقول هذا: إننا كحركة وكشعب، أنا وجميع رفيقاتي ورفاقي، كنا دائماً نؤمن بالحرية الجسدية للقائد آبو، ولم تخدعنا أبداً ديمومة نظام التعذيب في إمرالي وقسوته والمظاهر المبالغ فيها من قبل بعض الأشخاص، ولا شك أن ذلك كان مؤثراً؛ لكنه لم يخلق فينا اليأس وعدم الاطمئنان أبداً.
والأهم من ذلك كله في هذا الصدد، أن شهداءنا آمنوا بالحرية الجسدية للقائد آبو، وأنا كنتُ أؤمن بذلك من أعماق قلبي، فلو لم يكن الأمر كذلك، لما أمكن خوض مثل هذا النضال في ظل هذه الظروف، لا القائد آبو كان بإمكانه أن يخوض مثل هذه المقاومة، ولا أولئك الذين في الخارج، ولا نحن ولا حتى الكريلا، لو لم يكن الأمر كذلك، لما ترك هذا القدر الكبير من الشبيبة كل شيء وصعدوا إلى الجبال، ولما انضموا إلى صفوف الكريلا، ولولا هذا الإيمان، لما كان النضال على خط الاستشهاد، ولما كان هناك شجاعة وروح فدائية كهذه.
وأود أن أعبر عن ذلك مرة أخرى في هذه المناسبة، وهو أن إيماننا لم يذهب سدى، ولم يذهب أملنا وإيماننا بأننا سننتصر بالنضال وأن نضال القائد آبو سيُكلل بالنجاح ولم يذهب سدى، وهو ما علمنا إياه ذلك مقاومو السجون، فقد بدأ هذا الأمر من حقي وعلّمنا إياه شهدائنا، يمكنني القول إن نجاحات عظيمة ستظهر من الآن فصاعداً، أي أنه ما حدث حتى الآن، دعونا نقول، أنها مجرد تطورات أولية، فالتطورات العظيمة الأساسية ستأتي من الآن فصاعداً.
واسمحوا لي بهذه المناسبة أنو أقول ما يلي: كان القائد آبو قد قال: ”يمكن الاحتفال بيوم 2 آب كيوم الورد“، لذا يجب فهم يوم 9 تموز بهذه الطريقة، حيث تفاعل شعبنا بالفعل بدموع الفرح، ولا يزال تأثيره مستمراً حتى يومنا هذا، يشاهده الجميع عشرات ومئات المرات مراراً وتكراراً، فالشيء المثير والملفت للاهتمام هو هذا: لقد شاهدته بنفسي عدة مرات، وكلما يشاهده المرء مجدداً، كلما يزداد حماسه كما لو أنه يشاهده للمرة الأولى، فهو يخلق مثل هذا الانطباع، أما من حيث المضمون، فهو استمرارية لدعوة بيان 27 شباط والبيانات اللاحقة، وفي هذا الصدد، ينبغي تقييمه أيضاً من حيث المضمون، فهو مليء بالمحتوى، فهو يحدد بطريقة جوهرية ومفهومة للغاية ما قمنا به ولماذا قمنا به وما الذي ينبغي علينا القيام به.
إنه يعكس قوة الحركة الآبوجية، فالقائد آبو يقول عنه ’حركة الرفاقية الاشتراكية‘، ولقد أثر هذا بالفعل على الجميع، وسوف تتطور الاشتراكية، وهذا مفهوم على نطاق واسع.
أما الأمر الثاني، بهذه المناسبة يتوجب أن أقول: نعم، هذا ما حدث في إمرالي، ولا ينبغي الاستهانة به، إنها بالفعل خلقت إثارة، وهذه تطورات وخطوات ذات أهمية تاريخية، ويجب أن يعترف الجميع بذلك: فقبل 27 عاماً، وقبل 26 عاماً، في 29 حزيران 1999، بماذا كانوا يفكرون عندما أصدرت محكمة إمرالي الحكم؟ وأين نحن الآن؟ لم يكن هناك أمل ولا توقع من أحد.
في الواقع، لن أنسى أبداً عام 99، خاصة بعد أن أصدرت المحكمة حكمها، حيث كان هناك من اتهمنا بالجنون نظراً لانخراطنا في عملية جديدة حول مقاومة إمرالي، وندم بعضهم، في الواقع كان لديهم نوايا حسنة للغاية، فقد كانوا يقولون ”ستخسرون كل شيء“، لكن ما الذي تسبب بالخسارة والحصول على المكاسب، فمن خسر ومن فاز، وأصبح يُشاهد الآن بشكل جيد تماماً وبدأت ثماره تظهر، وبات الأمر يكشف بوضوح شديد، في هذا الصدد، الأمر مهم جداً جداً، لكن ما يلي هو حقيقة أيضاً: كانت هناك الكثير من التطورات التي حدثت، والقائد آبو يقود العملية، أفكار القائد آبو وإرادته هي التي تدير العملية، وإذا كان للعملية أن تتقدم وتصل إلى نتيجة، فستكون بالتأكيد مع القائد آبو، فالقائد آبو هو الوحيد القادر على أن يصل بها إلى نتيجة مرجوة، وقد أثبتت هذه العملية المستمرة منذ 8-9 أشهر هذا الأمر مرة أخرى.
ولكن عندما ينظر المرء إلى الظروف في إمرالي، لا يمكن للمرء أن يرى ذلك، فقد خلق القائد آبو مثل هذه العملية المهمة، وأحدث الأمل والحماس لدى الجميع، لكن نهج الدولة وموقفها تجاه الشخص الذي أظهر ذلك للعلن لا يزال غير مفهوم في الواقع، حيث أنه لم يحدث أي تغيير جدي، لا يزال النظام، ونظام إمرالي مستمراً، وظروف الرهينة مستمرة.
نعم، برزت صورة إلى الواجهة، لكن لا يوجد ضمان قانوني لكل هذا، لا توجد استمرارية لها وهذا لا يكفي، وبعبارة أخرى، لا يمكن للقائد آبو أن يعمل، ولكن مع ذلك، إذا كان لديه بعض الوسائل والفرص، يمكنه أن يفعل أكثر من ذلك بمئات المرات، لكنهم يضعون العقبات دائماً في طريقه. وزير العدل، نعم، غداً سيجتمع مع وفد إمرالي مرة أخرى، فهل يجب أن نكون متأملين؟ ولكنه أدلى ببيان قبل عدة أيام مضت، وقال فيه ”حق الأمل ليس مدرجاً على جدول أعمالنا، نحن لا نفكر في مثل هذا الشيء“، وقد قدموا تقريراً في هذا الصدد إلى مجلس أوروبا، على أي حال، إنه ليس موجوداً في تشريعات تركيا، ومن المعيب بعض الشيء أن يقول المرء ذلك، فهو لا شيء، إنه غير موجود على أي حال، لكن هذه الأمور تتغير، فنحن في خضم عملية جديدة، يُقال لها عملية التغيير، أعني أن هذا التشريع سيتغير أكثر من غيره، أي هل سيتغير التشريع أم لا؟ فبدلاً من التفكير في ذلك، يقولون: ”هذه ليست موجودة في التشريع“، والأمر يبقى على هذا النحو.
وفي هذا الصدد، لا يزال وضع وظروف القائد آبو مستمرة كما كانت عليه من قبل، حيث أنه لم يحدث أي تغيير مهم في الجوهر، وهذا هو الوضع الذي لا ينبغي قبوله، “أعني هذا الموضوع حتى أنه ليس من شأني، لكن أودُّ أن أقول، لا ينبغي لنا أن نقول إن كل شيء قد تم حله بذلك المقطع المرئي، وعلى وجه الخصوص، فإن شعبنا الوطني ونساءنا وشبابنا وأصدقاؤنا لا يفكرون بهذه الطريقة على أي حال؛ ولكن اسمحوا ليّ أن أقولها على أي حال، يجب أن نواصل النضال من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو بجعلها أولوية في كل نضالاتنا، وجعلها أساس كل نضالاتنا والمضي بها بطرق وأساليب أكثر إثراءً، لأن النضال لن يتكلل بالنجاح إلا بهذه الطريقة، لاحظوا، إننا سنضمن تحقيق النصر النهائي أيضاً بخوض النضال.
ويتناول القائد آبو أيضاً في المقطع المرئي الأخير الحرية الفردية وحرية المجتمع. ونحن نتفق مع هذا الفكر، فهذه وجهة نظر فلسفية، ولطالما تعامل القائد آبو مع الأمر بهذه الطريقة، ولكن الآن، في ظل هذه الظروف، نريد أن يتحقق الجزء الأول من هذه الصيغة ويدخل حيز التنفيذ، وإذا دخل الجزء الأول حيز التنفيذ، فإنه سيمهد للطريق الثاني، وبعبارة أخرى، إذا تحرر الفرد، فإن المجتمع أيضاً يتحرر، يجب تمهيد الطريق للحرية الجسدية للفرد، ويجب اتخاذ خطوات حتى تتحقق الحرية الاجتماعية، لا يمكن أن يتحقق إلا بهذه الطريقة، على أي حال من الواضح من هو الفرد، أليس كذلك؟ ليست هناك حاجة للقول، هذا يعبر عن الحرية الجسدية للقائد آبو.
ونظراً لهذا الوضع، فالجميع يقدمون جميع أنواع المطالب، هناك عملية مكبوتة، لنسميها مرحلة ممتدة منذ عقود، بل لنقل منذ قرون، وقد كان قرناً مؤلماً بالنسبة للكرد، وكان القرن الأكثر قسوة، أي أنه لم يكن هناك قرن كهذا على مر تاريخ الكرد، وبالنتيجة، جعلت هذه الدولة المجتمع الكردي يعيش في هذه الحالة أيضاً، ولكن المجتمع في تركيا لم يختبر شيئاً مختلفاً عن هذا، وقالوا إننا سنجعل الكرد يعيشون هذا الأمر، وقد حدث تأثير كهذا في تركيا، إذ لطالما عانى المجتمع في تركيا من الظلم والاضطهاد، فقد عانى من نشاط مكثف للاستخبارات العسكرية والشرطة، بعبارة أخرى، كان يرزح تحت ظلم واضطهاد شديدين، ولطالما هيمنت الأطراف الفاشية على الإدارة في تركيا، بعبارة أخرى، من الضروري أن يتحرر هذا المجتمع، فهناك العديد من المطالب والأماني لهذا الأمر، ولكن هناك نقطة مهمة من شأنها أن تمهد الطريق أمام الحلول جميعاً وتضمن تحقيقها، آلا وهي الحرية الجسدية للقائد آبو، ويقول البعض: “كيف لهذا الأمر أن يكون؟ أن يُختزل الأمر في حرية شخص واحد؟”، لكن في بعض الأحيان يمكن لشخص واحد أن يمثل مجتمعاً، ويمكن لمجتمع أن يعبّر عن نفسه في عقل وقلب إنسان واحد، حيث كان واقع القائد آبو هكذا منذ البداية.
أما الآن، فإن الحرية الجسدية للقائد آبو هي النقطة الرئيسية لجميع الحريات في كردستان وتركيا، وسيتم تحقيق جميع المطالب الأخرى اعتماداً عليها، ولذلك، يجب أن يرى الجميع الحل بشكلٍ واضح، وليعبّر الجميع عن مطالبهم، ويعتبروا الحرية الجسدية للقائد آبو كهدف رئيسي لمطالبهم.
بخصوص المراسم
كان يوم التاسع من تموز بمثابة ميلاد جديد؛ فهو تاريخ مهم بالنسبة إلينا، ثم جاء يوم الحادي عشر من تموز ليُكمل هذا المعنى، وبالنسبة للأمر الثاني، اسمحوا لي أولاً أن أقول ما يلي: أهنئ جميع الرفيقات والرفاق الذين لبّوا دعوة القائد آبو بنجاح؛ فقد عبّروا عن موقف وسلوك وعمل منضبط وناجح إلى أقصى حد، يتوافق تماماً مع نهج المناضلين الفدائيين الآبوجيين.
أما الأمر الثاني، أودّ أيضاً أن أشكر جميع الأشخاص الذين كان لهم جهد في هذا العمل، فقد كان عملاً صعباً بالفعل، فالجميع يقدّرون ذلك، حيث كان يحدث في أماكن أخرى أيضاً، ولا تزال لا توجد ضمانات قانونية حتى الآن، فالجميع منخرط في جميع أنواع الأشياء، كان هناك العديد من الأمور المخيفة، وعلى الرغم من كل ذلك، تم إنجاز عمل منضبط ومنظّم ومهم، وكل من قدم جهداً في هذا الصدد، قام بدور قيّم وساهم في ذلك.
وأتوجه بالشكر إلى الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) والإدارة والعاملين بصفتهم الجهة المستضيفة، على مساهمتهم، وأقدّم لهم جزيل الشكر، وأودُّ أن أقول هذا أيضاً؛ أعني خاصة بالنسبة لصحافة الحركة، لقد أدلت حركتنا ببيان، ولأسباب خارجة عن إرادتنا، لم يتم الإبلاغ عنها بالقدر الذي كان ينبغي، لم نستطع أن ننقلها للمشاركين بشكل كامل، فقد حضروا وشاركوا، حيث لم يتمكن بعض من دعوناهم من الحضور، خاصة أعضاء الصحافة.
لم يكن ليحدث هذا، كانت الدعوات في الغالب من طرفنا، وبناءً على دعوتنا، لم يحضر عشرات بل مئات الأشخاص، من أعضاء الصحافة والسياسيين من خارج البلاد وداخلها، لكنهم لم يتمكنوا من المشاركة بما فيه الكفاية، ولم نتمكن من ضمان تحقيق ذلك، ومرة أخرى، باسم حركتنا، أعتذر لهم نيابةً عن حركتنا، لم يكن الأمر منا، عليهم أن يسامحونا، فنحن أردنا لهم المشاركة، لكن من الواضح أن الظروف لم تسمح بذلك، فالوضع الحالي لم يصل إلى هذا المستوى بعد، دعونا نقل إن الأمر على هذا النحو، وبعبارة أخرى، ظهرت عقبات، ولكننا لم نتمكن من القيام بذلك إلا على هذا المستوى، لأنه لم يتم القيام به من جانب واحد، في الواقع، لقد كان عملاً سيمنح القوة لكل المشاركين، فعندما اُقترح هذا الأمر في البداية، آمنا به، وقلنا إن كل من شارك وساهم وقد الجهد سينجحون، لأنه كان عملاً يفضي إلى الخير، وعملاً إيجابياً، عمل بنّاءً، ولا يمكن أن يُلحق الضرر بأحد، ولكن على الرغم من ذلك، كان هناك الكثير من الهواجس والتردد والقلق، خاصة من قِبل خصومنا، فقد أظهروا هذا الموقف، وتعاملوا بحذر شديد.
هل يمكن أن نقول إنهم لم يروا بعد أهمية ذلك وأثره الإيجابي؟ أم نقول إنهم ليسوا مستعدين بعد لهذا الأثر الإيجابي من حيث الإدراك والسياسة؟ ولكننا لم نتمكن من التأكد من كفاية ذلك، ويجب أن يعرف الجميع هذا الأمر ويستقبله بشكل واعي.
فما الذي أظهرته الكريلا؟ الجميع يقيّمه، وهذا واضح، حيث أن لم يكن هناك أي إكراه أو تأثير، فقد شارك كل شخص هناك بمبادرة منه، فالتنظيم والانضباط والموقف والسلوك كان حاضراً، والشيء الوحيد الذي جعلهم يبادرون إلى التحرك هو دعوة القائد آبو، والوعي الذي زرعه القائد آبو في قلوبهم على أساس حرية الكرد ودمقرطة تركيا، ولقد تصرف هؤلاء الأشخاص كما فعلوا لإيمانهم والتزامهم بالحرية الكردية والديمقراطية في تركيا، فقد قدموا تضحيات عظيمة، أي أنه يجب أن يقدّر الجميع ذلك.
بعض الأوساط تقيّم ذلك وتعطيه حقه، ولكن هذا ليس كافياً، في الواقع، ينبغي إعطاؤها حقها الكامل، حيث كان هذا الأمر في غاية الأهمية، وكان يوماً تاريخياً؛ ودخل صفحات التاريخ، وأظهر موقف وطابع وحقيقة المقاتلين والمقاتلات الآبوجيين الكرد، فهم أشخاص منظّمون، وهذا التنظيم نابع من وعيهم، ولم يتم خِداعهم أو أخذهم إلى هناك عنوة، كما يقول البعض، فقد تصرفوا بوعي وإيمان تام، حيث لم يتم اختيار الرفيقات والرفاق الذين سيحضرون المراسم، فالبعض منهم كان على مستوى الوحدة، وتمت إضافة الإدارة وبعض الرفيقات والرفاق، ولم يتم اختيارهم بشكل خاص، فكل قوة للكريلا من الذين يذهبون إلى هناك، وكل قوة موجودة في الجبال، يمكنها أن تظهر نفس الموقف، ويمكنها أن تتصرف بنفس الطريقة، حيث أن رفيقاتنا ورفاقنا لم يمثلوا أنفسهم هناك فقط، ولم تمثل تلك الوحدة نفسها، بل مثّلوا مقاتلات ومقاتلي حرية كردستان، ومثّلوا مقاتلات ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، ومثّلوا مقاتلات ومقاتلي الآبوجيين، ففي الواقع، لقد ظهروا بالفعل كممثلين لها.
وقد تَجلّى هذا الأمر بوضوح، حيث يوجد وعي عميق وإيمان راسخ، وعلى أعلى المستويات، ومن ناحية أخرى، فهم ليسوا كما يحاول البعض تصويرهم؛ لم يحملوا السلاح بشكل أعمى، وليسوا من عشّاق السلاح، ولم يمتشقوه بدافع الحب له، ولم يصعدوا إلى الجبال بمحض إرادتهم، فالأمر ليس كذلك إطلاقاً، بل على العكس، لقد فعلوا كلا الأمرين لغرض عظيم، حيث قال القائد آبو: ”إذا لم يكن ذلك لغرض عظيم، فإن إراقة قطرة دم واحدة هي جريمة قتل بالنسبة لنا“، فهم يتبنون هذه الفلسفة، حيث تشكلت ذهنيتهم بالكامل بهذا الفهم، ويجب أن يكون هذا مفهوماً.
وقد أظهروا ذلك بوضوح للجميع، بعبارة أخرى، عندما صعد حزب العمال الكردستاني، وشباب وبنات الكرد، وأبناؤهم إلى الجبال وحملوا السلاح، لم يفعلوا ذلك بدافع عداء أعمى لأحد، ولا رغبة منهم في إراقة الدماء، أو لأنهم كانوا يشعرون بالملل والضجر، بل رأوا في ذلك ضرورةً من أجل غاية عظيمة وهدف سامٍ، وضحوا بأنفسهم في كل خطوة، من الضروري فهم هذا الغرض، فهذا هو ما أودّ شرحه.
ما الذي تسبب في دفع هؤلاء الناس إلى حمل السلاح لمدة 47 عاماً، والصعود إلى الجبال، خوض النضال الأكثر شجاعة وتضحية في ظل أصعب وأقسى الظروف؟ إذا كان هذا يحدث من تلقاء نفسه أو لأشياء بسيطة، فليتفضل ويجربها الآخرون ويروها، لا يوجد أحد، لا يمكن لأحد أن يفعل ذلك، لهذا، علينا أن نرى الهدف السامي الذي برز على الواجهة، وينبغي علينا أن ننصف مقاتل ومقاتلة الكريلا ونقدّرهم حق تقدير.
ومن الناحية التاريخية، علينا أن نُقدّر حق التقدير المعركةَ المتواصلة التي تخوضها الكريلا منذ 41 عاماً، والمقاومة التي يقودها حزب العمال الكردستاني منذ 47 عاماً، وأن نعطيها ما تستحق، فقد كانت هذه تجسيداً للحرية الكردية وترسيخاً للديمقراطية في تركيا. دعونا نذكر ذلك هنا أيضاً:
عندما أعلنت محكمة إمرالي “إنني أحكم بعقوبة الإعدام”، ماذا قال القائد آبو؟ قال: “لا أعلق على العقوبة، لكنني أرفض تهمة الخيانة للوطن، فتحن خضنا نضالاً من أجل الديمقراطية”، وهذا ما قاله، وغادر قاعة المحكمة. في الواقع، لقد خاض القائد آبو وحزب العمال الكردستاني النضال من أجل ترسيخ الديمقراطية في تركيا، يجب أن يعرف الجميع ذلك، فقد قال: ”إذا قرر الشعب من خلال التصويت، وإذا أقام الكرد دولة منفصلة، فسأكون مؤيداً لذلك“، لكنه لم يتصور قيام دولة منفصلة، فهو لم يكن أبداً معادياً لتركيا والمجتمع في تركيا، بل على العكس، كان القائد آبو هو أكثر من بحث وكشف واقع تركيا وواقع التركمان وحاول ترسيخهما في وعي تركيا، فلا بدَّ من رؤية هذه الحقيقة، وهذه الكريلا هي ثمرة الوعي والنضال، ومن المهم إدراك ذلك.
الخلاصة: يمكننا أن نقول هذا، سنسأل عما حدث مع هذا، لقد أثبتت الكريلا حقيقة، وكان الجميع يقول: ”القائد آبو غير مؤثر، لا يمكنه فعل أي شيء“. ولقد شُوهد ما إذا كان غير مؤثر أو مؤثر؟
ماذا حدث؟ أعنى هناك تطورات منذ تشرين الأول من العام الماضي، أعني هناك تطورات منذ 27 شباط، وقيل إن “حزب العمال الكردستاني لا يستمع إلى القائد آبو”، وهذا ما قيل، واتضح أن الأمر لم يكن كذلك، وهناك من كان يقول: ”لن تلقي الكريلا أسلحتها“، ومنهم من كان يقول: ”إنهم يقومون بتكتيكات، وإذا وجدوا الفرصة مرة أخرى، فإنهم سيعودون“، لكن هذا الحدث أظهر أنهم لم يكونوا من المؤيدين للكفاح المسلح، وأنهم لم يكونوا مغرمين بالسلاح، وأنهم لجأوا إليه بدافع الضرورة، وإذا كان الطريق مفتوحاً، وإذا كانت هناك فرصة سانحة، فإن هذه الكريلا ستخوض النضال السياسي الديمقراطي بأكثر الطرق فعالية، وهي مستعدة لذلك، ولقد أنهوا الكفاح المسلح، في الواقع، لقد وضعوا أسلحتهم.
وبعبارة أخرى، أوضحت المراسم التي أُقيمت في 11 تموز إلقاء مقاتلي ومقاتلات الكريلا للسلاح بشكل جلي، والآن، يجب أن تكون كل هذه الشكوك قد تبددت، فقط كل ما تبقى هو ضرورة الوفاء بمتطلبات ذلك، أعني، من الواضح مَن هو العنوان، حيث يقول البعض: ”لقد حان الآن دور الدولة“.
بخصوص حرق الأسلحة
كان هنالك العين الثالثة، أي المراقبون في المراسم، وكذلك شارك ممثلين سياسيين، جاؤوا من تركيا وشمال كردستان، ومن العراق وجنوب كردستان، بل وحتى من الخارج، أردنا وجود المزيد من مؤسسات حقوق الإنسان هناك، أو أنشاء لجنة محايدة، حيث أصر القائد آبو منذ البداية، ما ينقصنا واضح، أي ما لم تفعله السلطات التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية.
إنَّ القضية الكردية ونهج حزب العمال الكردستاني والقائد آبو تجاهها، ليس نهجاً لتقاسم السلطة أو الفرص، لو كان الأمر كذلك، لكانت صفقة، ولكانت هنالك مساومة أو تنازلات، ولذلك، لا بدَّ من وجود طرف ثالث، بمعنى الوسيط، لكن الأمر ليس كذلك، إنَّها قضية وجود وحرية وحياة شعب، بمعنى آخر، لقد اتحد العالم أجمع وقالوا “لا وجود للكرد” إنَّهم يريدون محوهم، لقد قاوم الكرد أيضاً مئات السنين قائلين “نحن موجودون” يُناضل حزب العمال الكردستاني من أجل هذا الوجود منذ خمسين عاماً، لقد ناضل من خلال تقديم هذا العدد الكبير من الشهداء.
أود أن أقول إنَّ هذا النضال حيوي، إذا أدرك من يواجه هذه العقبة الحقيقة واحترم الحقيقة والعدالة ولو قليلاً، فسوف تحل هذه القضية، لذلك، إذا لم يحدث تغيير في الذهنية والسياسة، فإنَّ القضية الكردية ستكون هي القضية الصعبة ولن تحل أبداً، أود أن أؤكد ذلك بكل وضوح.
لا يمكن حل القضية الكردية بمثل هذه المساوات، وبالإجراءات التي تتخذ وتمارس في مختلف أنحاء العالم، فالجميع يُحاول ذلك، ليس نحن، بل حاول الكثيرون غيرنا، ولم يجد أحد الحل، ولكن إذا طرأ تغيير على الذهنية والسياسة، أي على وجود شعب، شعوب… نعم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “لقد أظهر التاريخ ما أنجزوه عندما اتحد الأتراك والكرد والعرب، وسيظهر ذلك في المستقبل أيضاً” جميل، نعم كلام رائع، لكن اسم الكرد لم يكن موجوداً في تركيا منذ مئات السنين.
عندما شكّل العرب والأتراك تحالفاً وأخوّة، كيف تعاملتم مع الكرد، مما مهد الطريق لهذا التقدم الكبير؟ ما هو وضع الكرد؟ لنُوضّح ذلك، كانت هذه العقلية وسياسة الإنكار والتدمير خطيرة للغاية، ضاعت أشياء كثيرة في تركيا.
يحسبون الأشياء من منظور مادي ويقولون “أنفقنا التريليونات” لا، إنَّها خسارة أخلاقية، خسارة معنوية وخسارة ديمقراطية، يجب أن يروا هذه الأمور، هذه أهم الخسائر، على من يحب تركيا أن يرى ذلك، في هذا الصدد، نريد أن نرى حلاً فعلياً، هم ببساطة لا يريدون ذلك، يجب أن يغيروا هذه الفهم وهذه السياسة، إذا حدث هذا، فسيتم الوصول إلى الحل.
جاء طلب مماثل من الجبهة التركية، لم يكن مُقنعاً تماماً، يجب عليهم إقناع المجتمعات، هل يُحدثون تغييراً فكرياً وسياسياً حقيقياً؟ أم أن هناك شيئاً مختلفًا؟ هذه مهمتهم، الجميع يُقيّم، لكن إذا طرأ مثل هذا الأمر، فسنقوله، عندما طرح من جانبهم هذا، لم نُصرّ عليه كثيراً، بل نعتبره أمراً قيّماً، بتغيير في المفاهيم، يُمكن للأطراف حلّ القضية، ويُمكن للذين يحاربون بعضهم أن يتفقوا، يُمكنهم أيضاً بناء سلام أقوى، إذا قاتلوا بصدق، إذا قاتلوا بإرادتهم، نحن كحركة نؤمن بهذا إيماناً راسخاً، وقد عبّر القائد آبو عن هذا الموقف بوضوح، نريد أن تكون القوة المُقابلة لنا هكذا.
حتى اليوم، تعرض حزب العمال الكردستاني والقائد آبو لشتى أنواع الظلم والإذلال بسبب هذا السلاح، قضيتُ ست سنوات في السجن في ألمانيا، ورأيتُ ذلك جلياً هناك، لا علاقة للأسلحة بتجريم حزب العمال الكردستاني، حاولنا جاهدين أن نشرح لهم أننا لا نملك أسلحة، وما إلى ذلك، رأينا أنهم يصفوننا بالإرهابيين بسبب هذا السلاح، يصفون أفكارنا بالإرهابية، يعتبرون عبارة “الكرد موجودون” إرهاباً، بمعنى آخر، لا علاقة لهذا بالسلاح، لقد ظلموا حزب العمال الكردستاني كثيراً.
أولاً، ليعلم الجميع بأنَّ حزب العمال الكردستاني ليس عاشقاً للسلاح، بل فعل ذلك بدافع الضرورة، ولماذا نُعطي السلاح لغيرنا؟ بإمكانهم أخذه واستخدامه في مكان آخر، وقد حسبنا ذلك أيضاً، لماذا نُدفنه؟ إذا استُخدم مجدداً… أعني، في أيدينا يُستخدم كإرهاب، وفي أيدي غيرنا يُستخدم كديمقراطية؟ كان الصواب ما حدث، كان ذلك وفقاً للأسطورة الكردية.
ثانياً؛ أو الشيء الآخر هو أنه كان متوافقاً مع عالم اليوم والشرق الأوسط، ماذا عسانا أن نقول؟ لنفترض أننا استجبنا لحلف الناتو، في اجتماع هولندا، رُفع استثمار الناتج المحلي الإجمالي وميزانية الأسلحة إلى خمسة بالمئة، أي أن هناك عسكرة واسعة، كيف يمكن تحقيق الأمن بهذه الطريقة؟ قال الرئيس الفرنسي الليلة الماضية “أوروبا تواجه تهديداً أمنياً كبيراً، ولذلك يجب عليهم إنفاق الكثير لتوفير المال على الأسلحة” أود أن أجيب على هذا” حتى لو ضاعفوا الإنفاق عشرة أضعاف، فلن يتمكنوا من ضمان أمن فرنسا بالسلاح، يمكن للقادة الفرنسيين ضمان أمن فرنسا بالحرية والديمقراطية والعقلانية والسياسة، العالم كله على هذا النحو، لكنهم اتخذوا هذا القرار، لقد صنّفنا الناتو إرهابيين.
أنهم يُسلَّحون أنفسهم إلى هذا الحد، لقد حوّلوا الشرق الأوسط إلى بحر من الدماء، كذلك فعلوا بكردستان، نريد أن يتوقف هذا الدم بشكل كامل، وأن تنتهي هذه الحرب كلياً، كل هذا يحدث بسبب مصالح السلطات وأجهزة الدولة، إنَّه نتاجهم، وقد أظهرنا ذلك أيضاً، بالطبع، هذا لمن يفهم.
الاندماج
الآن يستخدم هذه الكلمة كمفهوم، أعني، نحن نسمعه، إنَّه مفهوم، أي أنَّنا تعلمناه، لكن أكثر ما لفت انتباهي قبل خمس أو ست سنوات هو خطاب طيب أردوغان عن الجالية التركية في ألمانيا، كانت الدولة الألمانية تُحارب هذا المفهوم، استخدمته آنذاك لحماية الأتراك الذين هاجروا إلى ألمانيا، هنا أتذكره، قال “الاندماج” وقال “نحن ضد الصهر والانحلال، نحن نريد الاندماج” كان يُحذر الدولة الألمانية، كان الأتراك في أوروبا يُنادون الأتراك الموجودين في ألمانيا أيضاً “لا تقبلوا الانحلال، لكن كونوا مع الاندماج، يجب الاعتراف بالاندماج” كان يقول هذا لأجل الدولة الألمانية، هل سيعترف طيب أردوغان بالاندماج الذي يريده للأتراك في ألمانيا وللكرد في تركيا أم لا؟ نريده أن يعترف به، نريده أن يتذكره، هل يحق للأتراك فعل هذا، معارضة الانحلال، المطالبة بالاندماج، بينما الكرد لا يملكون ذلك؟ يجب أن يتمتع الكرد به أيضاً، لكن الكرد الآن يريدون الاندماج أيضاً، تماماً كما طلب رجب طيب أردوغان من ألمانيا.
قال القائد آبو “الاندماج الديمقراطي” يُستخدم الاندماج بطرق مختلفة، يُقال إنَّ الاندماج “التكامل” الاقتصادي والاندماج الاجتماعي هما وسيلة للتواصل بين الوحدات المتعاونة، أي حل المشكلات بين وحدتين مختلفتين والتعاون فيما بينهما، أما كيفية تعاونهما، فهي مسألة تعريف، ولهذا، بالطبع، هناك اعتراف متبادل بين الوحدات، ويجب أن تتقبل بعضها البعض.
من ناحية أخرى، الانسجام… أي أنَّه مفهوم إيجابي، هذا ليس الحال في الاندماج؛ فلا يوجد رفض متبادل، ولا سيطرة متبادلة، ولا سياسة الصهر والانحلال، يخلط البعض بينه وبين الانحلال، فالانحلال أمر مختلف، الاندماج هو الاتفاق والتعاون مع كيان آخر على أساس الحفاظ على الوجود، سبق للقائد آبو أن ذكر هذا في مرافعاته، قائلاً “إنَّ العلاقات بين الدولة والمجتمع هي العلاقات بين الدولة والمجتمع الديمقراطي، ووصفها بأنَّها الدولة + المجتمع الديمقراطي، وتناول قضايا مثل كيفية تعايشهما في جدلية العلاقة والنضال.
بالطبع، يجب أن يرتبط هذا النوع من العلاقات بالقانون والمبادئ، وفي الواقع إذا كانت اجتماعية، فإنَّها تتطلب القانون والدستور الأساسي، ومثاله، إذا كان الدستور التركي ديمقراطياً، فيجب أن يتضمن هذه الأمور من الأساس، لقد تم إعداده بطريقة جعلت فيه العديد من النقاط والقضايا التي لا علاقة لها بالدستور إطلاقًا… الأمر ليس كذلك، هذه هي القضايا الأساسية، يجب أن يتضمنها، أي أنَّنا فهمنا الاندماج وناقشناه بهذا الشكل.
الآن، كيفية تحقيقه… بالطبع، قلتُ بإنَّ نوع العلاقة يجب أن يستند إلى مبادئ قانونية، يجب توضيح القواعد على المستوى القانوني، كما يجب إصدار قوانين لهذا الغرض، وقد صرّح القائد آبو بذلك بوضوح؛ قوانين الاندماج الديمقراطي، بالطبع، وكذلك قوانين الحرية، كيف؟ ضمان حرية الشعوب وحرية التعبير وضمان جميع الحريات الأخرى، قوانين الحرية مهمة، في الواقع، حرية التعبير والتنظيم هي أهم الحريات الديمقراطية، إنَّها أساس التحول الديمقراطي، أما حظر حرية التنظيم، والقضاء عليه… إذا كان هذا الوضع كما يقول القائد آبو؛ “ستكون هناك انتفاضة” لا محال، لأنَّه لن تكون هناك ديمقراطية، هذه هي المعايير والمبادئ الأساسية للديمقراطية، لذا فإنَّ قوانين الاندماج الديمقراطي هي القوانين الأساسية للتحول الديمقراطي في تركيان إنَّها قوانين ستحدد العلاقات التركية- الكردية على أساس مبدأ “أخوة الشعوب” أي التعديلات القانونية والشرعية التي ستضمن حقوقهم والعدالة، يجب أن يحدث هذا، دعنا نقول فقط أن هذه كانت البداية، لهذا السبب قالت بعض الأطراف” علينا أن نرى ذلك، لا نصدق، فليكن هناك ثقة” لقد اتخذ القائد آبو الخطوات اللازمة وجميع المسؤوليات المترتبة عليه، و التزاماً له ألقى مجموعة من مقاتلي الكريلا أسلحتهم أيضاً، إنَّهم يلقون أسلحتهم، هذه هي الخطوات التاريخية، لذا يجب سن قوانين الحرية والاندماج، بالطبع، سيتجه هذا تدريجياً نحو الدستور الأساسي، أي أنَّه يجري النظر في الدستور الأساسي الجديد، سيتم تحديد وضعه النهائي ضمن الدستور الأساسي، بالطبع، لا يمكن وضع الدستور الأساسي بهذا الشكل ، إنَّه أمر صعب للغاية، في مكان مثل تركيا، مع سن القوانين في نفس السياق، سيتجه هذا نحو الدستور الأساسي الديمقراطي.
لا ينبغي الخوف من الأجندة الأصلية
لم تكن الحزم القضائية السابقة مناسبة، ولن تكون كذلك، لأنَّ تلك التعديلات أو الإصلاحات كانت بسيطة؛ لم تكن كافية لحل المشاكل الرئيسية، لماذا؟ لأنَّها ليست مدرجة على جدول أعمال تركيا الآن، فقط القوانين التي سُنّت كانت متوافقة معها أيضاً، لم تكن المشاكل الرئيسية المطلوب حلها مدرجة أصلًا على جدول الأعمال، لم يُطرح سوى مواد من هذا القبيل، كانت هناك مقاربات بسيطة مثل “ليكن الأمر أحادياً، وليكن متعدد الأطراف، ليستفيد منه طرف واحد، وليستفيد منه الآخرون” ولكن ما نوع هذه الفائدة؟ ما هي أجندة تركيا الرئيسية، وما هي مشاكلها الرئيسية؟ ترتبط هذه المشاكل ارتباطاً مباشراً بالقانون.
القضايا القانونية قضايا جوهرية، ولذلك يقول القائد آبو في هذا التوقيت “المبدأ الأساسي لنضالنا سيكون قانونياً” بمعنى آخر، أهم أسلوب ومنهج وتكتيك للتغيير وإعادة البناء هو النضال القانوني.
لأنَّ لدينا قانونا مُجزّأً، هناك إطار قانوني بعيد كل البعد عن المعايير الديمقراطية، يجب ألا يخشى المرء من الأجندة الحقيقية، على الجميع أن يكونوا حذرين، بإمكان الجميع المطالبة بحقوقهم، لكن عليهم أن يعلموا أن هذا الحق ممكنٌ مع تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، وأن يطالبوا به بناءً على ذلك، على الصحافة أن تُدرج هذا الأمر على جدول أعمالها دائماً، وأن تقوم على الدعاية له.
ينطبق الأمر نفسه على اللجنة، ولهذا أردتُ التعبير عن ذلك، ليس بقصد النقد، إنَّ إنشاء اللجنة أمرٌ جيد، بل هو خطوةٌ مهمة للغاية، مع ذلك، في عام 2013، بُذلت محاولةٌ مماثلة، لكنها لم تُكلَّل بالنجاح، كانت اللجان التي شُكِّلت آنذاك مُصمَّمة لمهام مختلفة، وكانت المناقشات تجري في هذا الاتجاه، والآن، هنالك مساعٍ لتشكيل اللجنة، ولكن إذا لم تنجح هذه المرة أيضاً، فستُكرِّر مخاطر الماضي نفسها.
لأنَّ تلك اللجان لم تُشكّل بالعدل والقانون، نأمل أن تستفيد اللجنة هذه المرة من تجربة عامي2013-2024، وإلا، فسيتكرر كل شيء، وسيتكرر نفس البرنامج الرئيسي.
يقول حزب العمال الكردستاني “كل شيء تكرر، فلا يجب أن نكررها نحن” إذا كررنا ما حدث قبل عشر سنوات، فهذا يدل على أنَّنا لم نتعلم من التاريخ ولم نتقدم خطوة إلى الأمام.
ماذا ينبغي أن تفعل اللجنة إذن، وما هو جدول أعمالها؟ لا نريد تقديم نصائح، لكن القائد آبو أراد هذه اللجنة، وهذه ضرورة طبيعية لهذه العملية.
نحن، كحركة حزب العمال الكردستاني، اتخذنا خطوات بناءً على عمل هذه اللجنة لم يكن أحد يتخيلها من قبل، أحياناً أتساءل” كيف سيكون العالم لو قام حزب العمال الكردستاني بحلّ نفسه؟
كل شخص من جهته كان يريد الاستفادة من ذلك، كان الأمر كما لو كانوا يحصلون على المكاسب من وراء حزب العمال الكردستاني، ساد الاعتقاد بأنَّ انسحاب حزب العمال الكردستاني من هذا المصنع، ستقوم القيامة.
في الواقع، عندما انسحب القائد آبو، قال “انقلب جميع الموازين” وهذا أمر طبيعي، لأنَّ هذا التوازن لا يعتمد فقط على حزب العمال الكردستاني، هناك توازن عالمي قائم منذ قرون، مبني على إنكار الكرد وقمعهم.
هكذا بُني النظام العالمي للحداثة الرأسمالية، خلال الخمسين عاماً الماضية، تبلورت هذه الحرب وهذا الصراع على الجانب الكردي، ممثلاً بحزب العمال الكردستاني، لذلك، ارتكز هذا التوازن على حزب العمال الكردستاني، وبانسحابه، اختلت جميع التوازنات.
يعتقد البعض بأنَّه إذا استمرينا على هذا المنوال، سينسحب حزب العمال الكردستاني، وسنستفيد نحن، لكن حزب العمال الكردستاني لم يُتح لهم فرصةً لذلك.
يجب على اللجنة أن تفي بواجباتها ومسؤولياتها التاريخية
المسألة التي أودُّ طرحها الآن هي” ماذا سيكون دور هذه اللجنة وعملها؟ لن تكون لجنةً عادية، ولا ينبغي أن تكون كذلك، لا ينبغي أن تكون مثل لجنة عام 2013، عليها أن تقوم بواجباتها وتتحمل مسؤولياتها التاريخية.
هناك مرحلتين لذلك:
الأولى: سترتكز على حل القضية الكردية، سيقبلون واقع الكرد ووجودهم، باختصار، سيفهمون القضية الكردية ويعملون على إيجاد حل عادل لها.
أما الثانية: فتتعلق بالتحول الديمقراطي في تركيا، في الواقع، يقولون “هذا عار” وأحياناً يُعبّر أعضاء حزب العدالة والتنمية عن هذا أيضاً، حسناً، لقد حاولتَم حكم هذا البلاد بدستور كنعان إيفرين لمدة 23 عاماً، بعد ذلك، تتحدثون عن الديمقراطية وغيرها، يقولون “هناك ديمقراطية في تركيا، لماذا يعارض حزب العمال الكردستاني هذا؟ لماذا يتواجد المقاتلون في الجبال؟” بعد دستور كنعان إيفرين، توجه حزب العمال الكردستاني إلى الجبال، أتذكر جيداً، عندما أُجري التصويت على الدستور، في 7 تشرين الثاني 1982، كان العنوان الرئيسي للتقييم الدستوري في صحيفتنا سرخبون ” ليس الدستور الأساسي، بل الثورة” لقد انطلقنا من هذا المبدأ.
يجب عليهم مواجهة الحقائق
لأنَّ ذلك الدستور كان سبباً في ظهور الكريلا، وحوّل حزب العمال الكردستاني إلى مقاتلي الكريلا، وأنتم ما زلتم تحكمون بموجب ذلك الدستور، ما علاقة هذا بالديمقراطية؟ لذلك، يجب أن يكون هنالك موقف لمواجهة حقائق الماضي، ولا بدَّ من مواجهة المئة عام الماضية، الثلاثين، الخمسين عام.
لقد لفت رجب طيب أردوغان الانتباه أيضاً إلى بعض المسائل بصفته رئيساً، ففي خطاباته في 13 تموز، ذكر “سيارات توروس البيضاء…” و” هم من نفذوا عملية سجن آمد…”. وتوجه إلى بوابة سجن آمد وقال “شهدنا هنا مقاومة عظيمة”، بل وحتى ذرفت دموعه، ونحن الآن في شهر تموز؛ احتفلنا بمقاومة 14 تموز وقمنا باستذكار شهداءها الأبرار، علينا أن نواجه هذه الحقائق، وأن نوضحها.
أنا لا أدعو إلى معاقبة أو إعدام أي شخص، ولكن ما هو الصواب، وما هو القانون؟ ما هو الصواب، وما هو الخطأ، وما هي الجريمة؟ يجب توضيح كل هذه الأمور، كرر كمال كليجدار أوغلو القول “لا بد من التوصل إلى اتفاق”، لكنه تخلى عن السياسة، أقول “الاتفاق ممكن” ويمكن التوصل إليه، مع ذلك، تابعتُ إعلام حزب العدالة والتنمية، فلم تبرز خطابات رجب طيب أردوغان، ولم يضعوا أيٌّ منها عناويناً رئيسية للصحف، ولم تُناقش حتى على التلفزيون.
لا تزال وسائل الإعلام – بعضها، وليس كلها – تُظهر نهجاً عنصرياً وشوفينياً، إنَّها تُهين الكرد وتستخف بهم وتُسمّمهم، في شخص القائد آبو، وحزب العمال الكردستاني ومقاتلي الكريلا، هذا الموقف ليس ديمقراطياً، بدلاً من فتح المجال للسياسة، يقومون بعرقلتها، كنا نُسمّيهم قوميين، لكن دولت بهجلي يقول ” لا وجود للقومية بهذا الشكل” إذن، دعونا نُعرّفها بدقة أكبر، دعونا نُصحّحها؛ هذا نهج عنصري وشوفيني، لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك.
بهذا المعنى:
الأولى، سيتم الكشف عن الماضي.
الثانية، سيتم تناول الوضع الحالي بشكل صحيح.
لقد جسد القائد آبو إرادة حزب العمال الكردستاني ومقاتلي الكرد، أثبت القائد آبو للجميع أنه قوة الحل، لقد تحول حزب العمال الكردستاني من الساحة السياسية للتاريخ وأصبح جزءاً من التاريخ، كانوا يقولون “حزب العمال الكردستاني عقبة”، وقد أُزيلت تلك العقبة، قالوا “العقبة مقاتلي الكريلا والسلاح”، فأقدم مقاتلي الكريلا على حرق أسلحتهم، لقد أثبتوا انفتاحهم واستعدادهم للسياسة الديمقراطية والنضال السياسي الديمقراطي القائم على قوانين الحرية والشراكة الديمقراطية، وقد وُجهت بالفعل دعوات مفتوحة، عاد الرفاق إلى أماكنهم، لم يكن هذا قرارنا؛ فالدولة التركية لم تكن مستعدة لذلك.
لا يمكن لحزب العمال الكردستاني والكرد أن يندمجوا في صورة تركيا الضيقة هذه
أعلن حزب العمال الكردستاني بانه ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو، ولكن هل تركيا مستعدة لضمه؟ كلا، في ظل وضعها الحالي، لا يمكنها ذلك، لا يستطيع حزب العمال الكردستاني، ولن يندمج، في هذه الصورة الضيقة لتركيا، ولن يندمج الكرد فيها، عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة، ولن يتمكنوا من ذلك،
أحيانًا يقول بولنت آرنج كلاماً ملفتاً للنظر، لا أقول هذا للانتقاد، بل أريد تذكيركم فقط” كان هناك وقتٌ كان يقول فيه دائماً “فليذهبوا إلى الجحيم” أنه أمر مخزٍ، لن نترك هذه الأرض وهذا البلد، ولن نذهب إلى الجحيم أيضاً، جميعنا لنا نفس الحقوق التي يتمتع بها بولنت آرنج، في هذه الأرض وهذا البلد، نحن أيضاً أبناء هذه الارض، إن كان ملكاً لأبيه، فهو ملكنا أيضاً، بالإضافة إلى ذلك، لا نتحرك بأموال واملاك أبينا، لذلك، لا ينبغي لأحد الاقتراب من أي شخصٍ آخر أو يقول مثل هذه الأشياء.
ينبغي أن يكون الجميع قادرين على إظهار التضحيات التي يمكن تقديمها من أجل الحرية والديمقراطية المشتركة، ومن أجل الوحدة الديمقراطية والاندماج الديمقراطي، هذا هو المقياس الحقيقي للديمقراطية والالتزام والشجاعة، ينبغي أن يكونوا قادرين على إظهار ذلك، على اللجنة أن تمهد الطريق لذلك وأن تبرز هذه المطالب.
لا ينبغي أن تُعنى اللجنة بالأمور العادية، بالطبع، لا يمكنها القيام بكل شيء بمفردها، ولكن عليها أن تُفعّل البرلمان، وعلى البرلمان توضيح القانون، وقواعد التحول الديمقراطي في تركيا، وحل القضية الكردية، ومواجهة الماضي، ووضع خطوات عملية، وهذا ما نتوقعه من اللجنة، إذا كان الأمر كذلك، فستكون اللجنة حقيقية وصادقة وفعّالة، وستُحقق نتائج، إذا كان الأمر كذلك، فسنكون منفتحين على أي نوع من التعاون معها.
إذا اتخذت اللجنة خطوة، فسوف ندعمها
إذا شُكِّلت مثل هذه اللجنة؛ وكما صرح الرئيس رجب طيب أردوغان “من يخطو خطوة واحدة، سوف نخطو خطوتين” في الواقع، كم خطوةً اتخذها الجانب الكردي والقائد آبو فعليا؟ لنرىَ الآن ردود أفعالهم على هذه الخطوات.
ما أنجزناه حتى الآن دليل على وفائنا بالتزاماتنا ووعودنا، لكن على اللجنة أن تكون جدية حقاً، وأن تحل القضايا الجوهرية وتناقشها، وأن تجد حلولاً لها، عليها أن توضح قواعد التوافق فيما يتعلق بمواجهة الماضي، والتحول الديمقراطي، وحل القضية الكردية، قواعد الحرية والاندماج الديمقراطي…
في تركيا تحديداً، لا بد من خوض نضال فعال للقضاء على مشاعر العداء للكرد الناتجة عن التوجهات العنصرية والشوفينية، حيث يتعرض الشعب للضرب، إن تعرض امرأة وطفلها للظلم بسبب استماعهما للموسيقى الكردية أمر مرفوض؛ على الدولة أن تقف في وجه هذا، من المستحيل ربط هذا الوضع بكون الشخص كردياً؛ إنَّها مسألة ثقافية بحتة.
كيف نشأ هذا القدر الهائل من النهج الشوفيني والعداء تجاه الشعب؟ قالت زوجة هرانت دينك وهي مُحقةً “كيف ينشأ الطفل قاتلاً؟” يجب إيجاد إجابة لهذا السؤال وحلها، هناك الكثير من الأشخاص في تركيا نشأوا على هذا الأساس العدائي، يجب بناء نضال شامل ضدهم، يجب أن تكون جميع هذه الأمور من أهم بنود جدول أعمال هذه اللجنة.
لا ينبغي أن تكون الوحدة ضد الشعوب الأخرى
من جانبنا، يجب على حركة الحرية الكردية والسياسة الكردية، المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بحزب العمال الكردستاني، ألا تقع في مثل هذه الأخطاء: لا ينبغي فهم الوحدة الكردية على أنَّها معارضة للشعوب الأخرى، على سبيل المثال، نؤيد تصريح طيب أردوغان “وحدة الأتراك والكرد والعرب”، لكن هذه الوحدة لا يمكن أن تكون ضد الشعوب الأخرى، يجب أن تشمل هذه الوحدة الأرمن والسريان واليهود الديمقراطيين والفرس وجميع شعوب الشرق الأوسط، وهذا معيار أساسي للديمقراطية.
ثانياً، في علاقاتنا كحزب العمال الكردستاني مع المنظمات، لم نُشكّل تحالفات مع الآخرين ضد أي منظمة، شكّلنا تحالفات على أساس العمل المشترك، وليس لإثارة الفتنة، المسألة تكمن في علاقتنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني من أجل العمل المشترك، وليس ضد الاتحاد الوطني الكردستاني، مع اليسار التركي، شكّلنا جبهات مشتركة مع العديد من المنظمات، لكن هذه الجبهات لم تكن قائمة على المعارضة، بل على هدف الوحدة، هذا الفهم وهذا النهج يرتكزان على سياسة القائد آبو.
وقد ورد هذا التوجه أيضاً في تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان. ورغم استياء بعض الأطراف من هذا الوضع، فإنَّ المهم لحل القضية الكردية هو إحداث تغيير في الفهم والسياسة، فهذه القضية لا تهم الكرد فحسب، بل المجتمع التركي برمته، وهي قضية بالغة الأهمية ترتبط ارتباطاً مباشراً بعملية التحول الديمقراطي في تركيا.
المواقف الغير موحدة لا تبني الحلول
هذا ليس عملاً يستطيع البعض القيام بها بمفردهم، إذا لم تكن هناك ديمقراطية، وإذا لم تُحل القضية الكردية، وإذا لم يتحلَّ الجميع بعقلية واحدة، فسيكون هناك ضغوطات وحروب، يجب أن تشمل هذه العملية الجميع، وأن تكون موحدة، إنَّ المواقف الغير موحدة لا يُنتج حلولاً؛ بل على العكس، قد يبدو من يسعى وراء مصالح حزبية وتنظيمية ضيقة ناجحاً على المدى القريب، لكنه سيفشل على المدى البعيد.
يجب أن نقول بوضوح: ليس من الصواب الاعتقاد بأنَّ “حزب العدالة والتنمية يجري إصلاحات”، إذا اتبع حزب العدالة والتنمية هذا النهج، فلن يقبله حزب المساواة وديمقراطية الشعوب ولا أي قوى أخرى، إذا اتبع حزب العدالة والتنمية هذا النهج، فسيُهزم، يجب أن تكون المعارضة – وخاصة حزب الشعب الجمهوري – أقوى وأكثر تصميماً وشمولية، ولا فرق إذا كانت الحكومة أم المعارضة، فعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية هذه العملية ودعمها، لقد أصبحت السياسة في تركيا قذرة للغاية، وليس حزباً واحداً فقط، بل فوضى عارمة تضم العديد من الأطراف، يجب تطهيرها؛ ولكن ليس فقط تطهير جانب واحد، بل يجب إعادة بناء النظام بأكمله على أساس العدالة.
وأدعو المعارضة تحديداً” نعم، هناك ظلم، وهناك أخطاء. لكن المهم هو القول “هناك قضية كردية”، وأن الحل يجب أن يكون بإرادتهم، هذا هو أساس حركتنا، ونُوليه أهمية كبيرة.
لكن للأسف، لا تزال بعض الأطراف في حزب الشعب الجمهوري تُطلق اتهامات باطلة وغير عادلة، مثل “حزب العمال الكردستاني يعمل لمصالحه الخاصة والضيقة، ويريد إضعاف المعارضة” وهذا لا يتوافق مع العقل والمنطق والواقع، هذا الظلم والانفلات الأمني هما نتاج نظام غير ديمقراطي، يعتمد أيضاً على إنكار وجود الكرد وحقوقهم وتدميرها.
هل ستُمهّد حرية الكرد الطريق لهذا الظلم؟ قطعاً لا، كل خطوة تُخطى على طريق حرية الكرد ستساهم في إرساء الديمقراطية في تركيا، فإذا عززت الحرية والديمقراطية في كردستان، ستنمو الديمقراطية أيضاً في تركيا.
إن من يعارضون هذا ويعمقون عقول الناس يُلحقون ضرراً بالغاً للكرد وتركيا على حد سواء، إذا كانت المعارضة غير راضية لهذا الوضع، فعليها أن تتحمل مسؤولية أكبر، وأن تكون أكثر نشاطاً وفعالية، وأن تُعزز نضالها من أجل الديمقراطية والسلام من أجل تركيا موحدة، أما من يُفكّرون في السلطة بمنظور ضيق، فسيخسرون أيضاً، وهذا خطرٌ كبير.
بعض الجنرالات لديهم عقدة الهزيمة
للأسف، الهجمات على مناطق الكريلا لاتزال مستمرة، وتصريحات قوات الدفاع الشعبي صحيحة، لم نكن نريد أن يكون الوضع هكذا، بعد كل هذه الخطوات، كنا نأمل أن تتوقف هذه الهجمات، أعلنا عملية وقف إطلاق النار في الأول من آذار، وأنهينا الكفاح المسلح في السابع من أيار، ألقى المقاتلون أسلحتهم، لكن هناك هجوم على هذه القوة، إنه وضع مثير للاهتمام، نعم، لقد فكّرنا في الأمر، لنفترض أنَّها عقدة الهزيمة؛ هنالك عقدة كهذا لدى بعض الجنرالات .
لقد وصفهم الرفاق بالــ ” المستغلين” كما عرّفوهم بأنهم من يحاولون استفزاز العملية، بالطبع، هذا استفزاز بالعملية، بل إنه في الواقع يخدم أصحاب المصالح “المستغلين”، كل هذه الأمور صحيحة، لكن هل هم حقاً كذلك؟ لماذا تُصرّ بعض الأطراف على هذا؟ إنها عقدة الهزيمة، بمكانتهم، أقنعوا أنفسهم، وخاصة أمام الشعب… لقد سحقوا الآخرين، ويقولون إنهم قادرون على سحق الكرد أيضاً… لم يتمكنوا من القيام بذلك بفعالية ولم يفعلوا ذلك، والآن، مع هذا، يقولون، “لقد حققتُ هذا، وعلى الجميع قبوله”، إنهم يريدون من المجتمع والسياسة أن يقبلوا ما عجزوا عن تحقيقه على أنه إنجاز، هذه هي عقدة الهزيمة، يستخدمون الأسلحة الكيمياوية، يستخدمون الذخائر التكتيكية والمتفجرات، يدعون إلى الاستسلام، بمعنى آخر، يفعلون كل شيء.
ألقى مقاتلي الكريلا أسلحتهم، يقولون إنه يجب على الجميع إلقاء الأسلحة، ينادون، مُدّعين بأنَّ هذه هي الطريقة التي سيهزمون بها حزب العمال الكردستاني، يريدون تحقيق انتصار سهل بالفرار والاستسلام، هذه هي عقدةٌ النقص، لا بد من قول ذلك.
لا يزالون يحلمون بالاستسلام
عندما أحرق الجنود جثثهم، قالت الرفيقات “إنهم لا يملكون ثقافة” هناك بنية غير مثقفة، أي أن هناك عقدة النقص، أود أن أقول لهذه الأطراف” إنَّ توقع انهيار المنظمة بهذه الأساليب، والقضاء عل مقاتلي الكريلا هو توقع غير واقعي، لقد بذلوا قصارى جهدهم لشهور لتحقيق ذلك، هاجموا لمدة أربعين عاماً، لكنهم لم ينجحوا، لقد نفذوا العديد من الهجمات على السجون؛ فهل نجحوا في إيقافه؟ وهل يستطيعون إجباره على الاستسلام؟ عليهم أن يتذكروا هذا.
كأنَّ هؤلاء أشبه ببقايا عزت أوكتاي، عدنا مجدداً إلى شهر تموز، على ماذا اشتعلت مقاومة 14 تموز؟ كان هناك شخص يُدعى عزت أوكتاي، كان جندياً أيضاً، أي نوع من الجنود كان؟ رأينا الوضع في سجن آمد، الآن يبدو الأمر كما لو أن لديه أتباعاً، من المرجح أن يُرهبونهم ويجبرونهم على الاستسلام، يأملون في ذلك، ما زالوا يحلمون، في الحقيقة، إنها محاولة عقيمة، حلم فارغ… نهج لا يتعلم من التاريخ، ولا يفهم سمات حزب العمال الكردستاني، وحرب الكريلا، والنضال من أجل الحرية -الثقافة، يُبالغ في نفسه، ويرى نفسه كبيراً، وعنصرياً، وشوفينياً، هذا واضح جداً، إنه يقلل من شأن الطرف الأخر، إنه لا يرى إلا “استسلموا” لا يمكن تصوره بأي طريقة أخرى، أي أنه أمر غير ممكن، ولن ينجحوا في ذلك.
ولم نقم على إثارة هذه كمسألة، لكن هذا واضح في الصحافة، والجميع يسمعه، هناك مخاوف كبيرة لدى الرأي العام، لدى الشعب الكردي والمرأة، الجميع يقول “إذا كان هؤلاء يهاجمون، فكيف ألقى حزب العمال الكردستاني، ومقاتلي الكريلا، سلاحهم؟ ماذا سيحدث لهذا الوضع؟” إنهم محقون تماماً، جميع هذه المخاوف في محلها، أنا لا أخبرهم بشيء، مخاوفهم في محلها.
يجب علينا أن نقاتل ضد القوى خارج المعايير
لكن القلق وحده لن يُخرجنا من هذا المأزق، هنا تكمن المشكلة، وهي أننا لن نرضى بذلك، سنقضي على هذه المشاكل بالنضال، ماذا فعل الرفاق في سجن آمد؟ كيف كُتب التاريخ؟ ما هو الإنجاز؟ من خلال مقاومة صيام الموت… تحقق ذلك بالمقاومة، أي بالنضال، النصر تحقق بالنضال، سنستمر في مواصلة النضال.
لا يوجد شيء جاهز، النهج الآخر أشبه بالاستعداد، أحدهما مستغل، والآخر لا أعرف ماذا… مُستفز، ليس واضحاً من يخدمون، في الواقع، هناك قوى كهذه، من الواضح أنها لم تُطهَّر، هناك قوى خارجة عن المألوف، يجب أن نناضل.
يُناضل مقاتلي الكريلا أيضاً بهذه الحالة، سيردُّون بلغة يفهمونها، وسيستمرون على مواصلة نضالهم، هناك عزيمة، على المجتمع بأسره أن يُناضل أيضاً، يُمكننا تدمير كل هذا بالنضال، لذلك، يجب ألا نكتفي بالقلق فحسب، بل يجب أن نناضل.
أود أن أقول هذا للجنود الأتراك” يقول البعض: كيف يمكن لحزب العمال الكردستاني أن يلقي سلاحه؟” ماذا حدث لهذه الحرب؟ أعني، لقد أعلنا عملية وقف إطلاق النار عام 1993 في شهر آب 1998، قيّم القائد آبو الوضع قائلاً “هذه الحرب طريقها مسدودة” بمعنى آخر، لا رابح ولا خاسر، لا نحن ولا الدولة قادرين على تحقيق خططنا، يجب أن نُحدث تغييراً، بمعنى آخر، كان وقف عملية إطلاق النار في الأول من أيلول، الخروج إلى أوروبا، مبنيين على هذا التقييم، فرضت المؤامرة الدولية هذا، القوى المُعارضة التي لا تريد حلاً للقضية الكردية…
قَبِل حزب العمال الكردستاني هذا، نحن في هذا الوضع، لقد أُحرز بعض التقدم، الآن بعض الجنرالات مُتَعنِّتون، ويقولون ” حلف الناتو رخام، الناتو هو الرأس…”. أي أنهم ينسبون ذلك إلى الناتو، لكن على بعض السياسيين السيطرة على رؤوس هذه المجموعة من الجنود، في الواقع، في عام 2008، رأينا كيف هاجموا زاب.
أستطيع أن أقول أخيراً” أمور كهذه لا تأثير لها إطلاقاً، لكنها تُشكّل خطراً على العملية، بمعنى آخر، تُشكّل تهديداً لكل شيء، على الأوساط السياسية تحمّل مسؤوليتها في هذا.
وكما أنَّ النهج واللغة والمحتوى العنصري والشوفيني لبعض وسائل الإعلام يسمم المجتمع التركي ويعرقل هذه الجهود السلمية، فإنَّ هذه المؤسسة تفعل الشيء نفسه.
لقد قاوموا حتى الآن، يحدث هذا على خط زاب، مقاومتهم لا تزال قائمة، قدمنا شهداء عظام، كما قاوم مقاتلي الكريلا مقاومة بطولية وأوصلونا إلى هذا اليوم، بمعنى آخر، تركوا وراءهم إرثاً عظيماً.
يقول بعض السياسيين الآن -وكانوا ينتقدون مسؤولي حقوق الإنسان أمس “عندما أحرق هؤلاء المقاتلين أسلحتهم، سلموا إلينا أيضاً النضال من أجل السلام والديمقراطية، هكذا فهمنا الأمر”، لقد فهموا الأمر بشكل صحيح، وينبغي للمجتمع بأسره أن يفهمه بهذا الشكل، لقد أوصل مقاتلي الكريلا هذا الوضع إلى هذه النقطة.
لو لم تحدث ثورة روج آفا، لكان مستقبل الشرق الأوسط أكثر ظلمة
كانت ثورة 19 تموز 2012 ثورة حقيقية وخطوة عظيمة، كما كانت ثمرة لمقاومتنا الفدائية، نضالٌ امتدّ في جميع أنحاء كردستان الأربعة، وظهرت نتائجه في روج آفا، فتحت آفاقاً جديدة، كانت أملاً للبشرية كانت انطلاقة مهمة، هكذا عرّفها الجميع، أيام روج آفا، أيام كوباني، لقد هددت هجمات المرتزقة الفاشية الإنسانية برمتها، وبهذه المقاومة شعرت البشرية ببعض الارتياح، وانتعشت، واستعادت الأمل من خلال هذه المقاومة والثورة.
على هذا الأساس، أحيي الذكرى الثالثة عشرة لثورة الحرية في 19 تموز، وأهنئ جميع القوى التي قادت هذه الثورة، مناضلي روج آفا، وشعوب روج آفا وشمال وشرق سوريا “كرداً وعرباً وأرمناً وسرياناً وتركماناً وشركساً” شعوباً عديدة، لقد بنوا بحق أملاً ديمقراطياً.
كانت هذه روحاً عظيمة وانطلاقة عظيمة، في الواقع، أصبحت نوراً للبشرية، نوراً للشرق الأوسط… ولولا هذا النور، لكان مستقبل سوريا وحاضرها أشد ظلمة، لم تُتح لهم أي فرصة، لقد ضحّى شعب شمال وشرق سوريا بآلاف الشهداء على مدى ثلاثة عشر عاماً في مواجهة أشد الصعوبات والمحن، وما زالوا مستمرين في النضال.
الولايات المتحدة سلّمت أفغانستان وسوريا لتنظيم القاعدة.
أنشأوا نظاماً وطنياً ديمقراطياً، وأسّسوا حياةً متساويةً ومتناغمةً، وعزّزوا حرية المرأة، الجميع ينظر إلى هذا النظام كمثال، لقد أصبح بالفعل مكاناً للتنفس والأمل، نأمل دائماً أن يكون كذلك، بالطبع، تحدث بعض الأمور؛ هناك دائماً تهديدات. يُطلق الأمريكيون التهديدات من حين لآخر.
نعتقد أن شعب شمال وشرق سوريا أصبح أقوى في هذا الشأن، ولن يأخذوا هذه التهديدات على محمل الجد، على الولايات المتحدة أيضًا أن تكف عن تهديد الجميع بـ”سأفعل هذا وسأفعل ذاك”. لكننا نرى ما يفعلونه. سلّموا أفغانستان لتنظيم القاعدة، وسلّموا سوريا له، حركة طالبان أيضاً كانت تنظيم القاعدة، وهيئة تحرير الشام هي أيضاً تنظيم القاعدة، أحمد الشرع (الجولاني) عضوٌ في تنظيم القاعدة، على أساس أنه كان ينفّذ هجماتٍ مع أسامة بن لادن، أليست هذه القاعدة، هي نفس القوة التي نفذت هجوم على برجي التجارة العالمي؟
إذا فعلت الولايات المتحدة هذا، فسيُكشف لباسها القذر، سيشتد الجدل حول من يقف وراء هذه الأحداث وما هي الألاعيب التي تُمارس، لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، كما أن ما يفعله هذا الممثل في الواقع غير واضح، لقد نوقش هذا الأمر اليوم، وأردت مشاركته بهذه المناسبة وهو يُتداول بكثرة في وسائل الإعلام.
لقد أصبح شعب شمال وشرق سوريا، وخاصة الكرد، على وعي وتنظيم كافٍ، لديهم قوات دفاعية، سيقاومون وينتصرون على أي نوع من الهجوم، نحن نؤمن بهذا، يجب أن يُحافظوا على آمالهم حيّة دائماً، وأن يبقوا متيقظين ومنظمين، يجب ألا يفقدوا تضامنهم ووحدتهم، سينتصرون.
نصرهم لا يعتمد على أفعال الآخرين، بل على أفعالهم، أهنئ وأحيّي مرةً أخرى كل من ساهم في ذكرى ثورة 19 تموز. شكرًا جزيلاً لكم.
مقاومة الكرامة الوطنية في 14 تموز
نُحيي الذكرى الثالثة والأربعين لمقاومة صيام الموت العظيمة في 14 تموز، والتي عُرفت باسم “مقاومة الكرامة الوطنية”. لقد كانت بالفعل مقاومة حقيقية للكرامة، واتُّخذ قرارها هناك بكل وعي وإصرار. وأود أن أؤكد على نقطة مهمة: هناك من لا يزال يعتقد أنه قادر على خداع حزب العمال الكردستاني أو إخضاع الشعب الكردي. وهناك من يردد: “سنخدعهم، سنرهبهم، وسنجبرهم على الاستسلام”. ولمن يظن ذلك، نُذكّرهم بمقاومة صيام الموت العظيمة في 14 تموز، وبشكل خاص، نستذكر صمود سجن آمد.
انظروا إلى ما فعلتموه هناك، وتأملوا نتائج أساليبكم. تأملوا ما أفرزته تلك السياسات. إن تكرار الأساليب القديمة والفاشلة لن يوصلكم إلى شيء، ويجب أن تدركوا ذلك. لم تتمكنوا من كسر إرادة المعتقلين في ذلك السجن، ولا من النيل من معنوياتهم، ولا من ثنيهم عن المقاومة. واليوم، تحاولون النيل من الروح المعنوية للشباب والنساء في هذا المجتمع الكردي الواعي والمنظم، ودفعهم نحو الاستسلام.
هذه الجهود عبثية، ما هي الحقيقة؟ هذا واضحٌ أيضًا في واقع مقاومة سجن آمد ومقاومة 14 تموز. كل شيء وصل إلى هذا اليوم بروح المقاومة والوعي والنصر الأيديولوجي الذي خلقه.
اليوم، شمل هذا الوعي، وهذا الموقف الأيديولوجي، المجتمعَ بأسره وانتشر في البشرية، مُظهرًا التقدم. وعلى هذا الأساس، أُحيّي مجددًا الذكرى الثالثة والأربعين لمقاومة صيام الموت العظيمة في 14 تموز.
أبطال هذه المقاومة العظماء هم الرفاق خيري وكمال وعاكف وعلي. أستذكر في شخصهم جميع شهدائنا باحترام ومحبة وامتنان. بدأت الكريلايتية بهذه المقاومة. أثبت الشعب الكردي وجوده بهذه الروح المقاومة. على هذا الأساس، تحوّل إلى الديمقراطية؛ واليوم يقول الجميع ذلك بكل ثقة.
الآن، تستمر هذه العملية الجديدة، هذه الخطوة الجديدة، مرحلة السلام والمجتمع الديمقراطي، في مواجهة هذه المقاومة وتطويرها. بمعنى آخر، يمكننا القول بثقة: نحن نتغير ونتحول على نهج مجتمع ديمقراطي. ستستمر هذه العملية على هذا النحو. سيستمر التغيير والتحول الديمقراطي. ستنجح الدعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي حتماً.