المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

فرناز عطية: دعوة السيد أوجلان للسلام تاريخية وعلى تركيا إثبات حسن نواياها تجاه الكرد

11

وصفت الباحثة المصرية في العلوم السياسية وإحدى المشاركات في حملة أريد أن التقي بـ أوجلان، فرناز عطية الحملة بأنها ليست ضغطاً سياسياً، بل تعبير حي عن روح الدفاع عن مشروع التحرر والتعايش السلمي الذي ينادي به السيد أوجلان.

تحدثت الباحثة المصرية في العلوم السياسية وإحدى المشاركات في حملة أريد أن التقي بـ أوجلان، فرناز عطية لوكالة فرات للأنباء، قائلة: “وسط الظروف المعقدة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط من صراعات وحروب طاحنة، تبرز دعوة القائد عبد الله أوجلان بوصفها دعوة تاريخية، تؤكد صدق النوايا وتضع أسساً حقيقية للسلام العادل والشامل، لكن، في المقابل، يبقى على الدولة التركية أن تستثمر هذه اللحظة التاريخية وتُظهر بدورها حسن نواياها، خصوصاً أنها – وحتى اللحظة – لم تتخذ أي خطوة إيجابية تجاه القضية الكردية داخل حدودها، وأكدت إن على تركيا اليوم أن تُقدم على إجراءات ملموسة على أرض الواقع، لتثبت أنها جادة في السعي نحو السلام، وإلا فإنها ستُظهر بأنها هي الجهة التي تعرقل عملية السلام التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان.

وقالت فرناز:” مشروع أوجلان الديمقراطي هو المشروع الأكثر توافقاً وملاءمةً لدول الشرق الأوسط باختلاف تكويناتها السياسية والاجتماعية، مشيرةً إلى أن هذا هو الوقت الأنسب لتبني نموذج الأمة الديمقراطية، في ظل ما يشهده الإقليم من تصاعد في الصراعات الطائفية والقومية، وتدخلات دولية، وحروب أهلية كما هو الحال في السودان، وصراعات دولية كتلك بين إسرائيل المدعومة أميركياً وبين إيران.

وأضافت فرناز أن هذا النموذج المتهالك من الأنظمة القومية الأحادية لم يعد ملائماً للواقع الحالي، ولابد من التوجه الجاد نحو مشروع الأمة الديمقراطية كمدخل لتسوية الخلافات، وبناء منظومة سياسية جديدة تُراعي التعددية والعدالة الاجتماعية.

وأشارت إلى أن القائد عبد الله أوجلان هو رمزٌ ليس للقضية الكردية فحسب، بل للشعوب المضطهدة كافة، ولحرية الشعوب والعدالة. واختطافه، كما تقول، يمثل سلباً لحرية هذه الشعوب ومحاولةً لكبح آمالها وتطلعاتها نحو الحرية والعدالة والتعايش السلمي.

وترى فرناز أن تحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً هو خطوة نحو تحرير الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط، لا سيما أنه لم يعد هناك أي مبرر قانوني لاستمرار اعتقاله، إذ أتمّ المدة القانونية للحكم المؤبد حسب القانون التركي، والتي تبلغ 25 عاماً، بل دخل في عامه الـ26 داخل السجن.

وتساءلت فرناز ماذا تريد تركيا أكثر من ذلك؟ رجل أنهى الكفاح المسلح، وأطلق مبادرةً لإلقاء السلاح وإحلال السلام بين الكرد والترك، وها هو اليوم يحرم من حريته رغم كل مبادراته السلمية.

وأضافت: تركيا تخشى من إطلاق سراح أوجلان لأنه يمثل المطالبة بكامل الحقوق الكردية – السياسية والثقافية والاجتماعية – وهي لا تريد الاعتراف إلا بالقومية التركية، في حين تحاول فرض سيطرتها الكاملة على الكرد.

وشددت فرناز على أنه لا يمكن بناء سلام دائم دون الاعتراف بالإرادة السياسية والفكرية التي يمثلها عبد الله أوجلان، وبيّنت أنه لطالما طرح أفكاراً متقدمة تكرس مطالب وحقوق الشعب الكردي، وكان آخرها المبادرة التي قدمها من أجل إلقاء السلاح وترسيخ علاقات الأخوة بين الكرد والأتراك، لكن تركيا – على حد قولها – تغض الطرف عن هذه المبادرات، وتكتفي بجني التنازلات دون تقديم أي خطوة مقابلة، الإرادة التركية متأخرة ومتقاعسة عن السعي الجاد نحو السلام.

وفي حديثها عن دور المرأة، أشارت فرناز إلى الأهمية الكبيرة التي تضطلع بها النساء في الحملة لدعم القائد عبد الله أوجلان، مؤكدةً أن هذا الدور ليس رمزياً فحسب، بل يمتد عبر مختلف الأصعدة – السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية – في مناطق عدة من العالم، سواءً في الشرق الأوسط، حيث تلعب النساء دوراً محورياً في المطالبة بحرية أوجلان الجسدية، والمدافعة عن العدالة تجاه الشعب الكردي.

ورداً على بعض الادعاءات التي تعتبر حملة “أريد أن ألتقي بأوجلان” مجرد ضغط سياسي، قالت فرناز: “هذه الحملة ليست ضغطاً سياسياً، بل تعبير حي عن روح الدفاع عن مشروع التحرر والتعايش السلمي الذي ينادي به الكرد، وعن رمزية القائد أوجلان كممثل للقضية الكردية ومظلوميات الشعوب المضطهدة”.

وفي ختام حديثها، عبرت فرناز عطية عن أمنيتها في لقاء القائد عبد الله أوجلان، وقالت: “السؤال الذي أرغب في طرحه عليه هو: ما هي طموحاتك للقضية الكردية في ظل ما يمر به الوطن العربي والشرق الأوسط؟ وكيف سيستمر نضالك من أجل تحقيق التعايش المشترك بين الكرد وبقية القوميات في هذه المنطقة؟.