المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

«أريد لقاء أوجلان».. مبادرة عربية تطالب بحرية القائد في ظل إقليم مضطرب

12

في ظل الأوضاع الملتهبة بمنطقة الشرق الأوسط، لازال نداء السلام للقائد عبدالله أوجلان هو الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة برغم محاولات التشويش والمؤامرات الساعية إلى النيل من المبادرة.

أصدرت «المبادرة العربية لحرية عبدالله أوجلان»، بالتعاون مع نخبة من المثقفين والمفكرين والسياسيين العرب بياناً للمطالبة بالإفراج عن القائد أوجلان، مؤكدين أن عزلة القائد واستمرار سجنه يمثل جورا ليس على الحقوق الكردية فحسب وإنما مؤامرة لوأد مبادرة لسلام التي يمكن أن تُسهم في إنقاذ الشرق الأوسط من دوامة الصراع والانقسام.

إلهامي المليجي الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ومنسق المبادرة العربية لحرية القائد عبدالله أوجلان قال في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ «المبادرة العربية لحرية القائد تمثل صوتاً جديداً وضرورياً في فضاء عربي ظل لفترة طويلة يُغيّب عمداً القضية الكردية ويغضّ الطرف عن المأساة الإنسانية والسياسية التي يعيشها القائد أوجلان في عزلةٍ مطبقة منذ ربع قرن، كما أن المبادرة ليست مجرّد تعبير عن تضامن سياسي أو إنساني فحسب، بل هي محاولة جادة لتصحيح البوصلة الأخلاقية والفكرية داخل الوعي العربي، والاعتراف بأن حرية عبدالله أوجلان ليست قضية كردية فحسب، بل قضية تخص كل دعاة العدل والحرية في منطقتنا. فالرجل الذي حمل مشروع الأمة الديمقراطية قدّم طرحاً يتجاوز حدود الاثنية والجغرافيا، ويرتكز على تعايش الشعوب ضمن صيغة تحفظ وحدة الدول وتحمي حقوق مكوناتها. وهذا الطرح هو ما تحتاجه منطقتنا بكل صدق في مواجهة الفتن الطائفية، والصراعات الهوياتية، والتقسيمات المصطنعة».

رفع العزلة

وأضاف «المليجي»: «من هذا المنطلق، فإن تضامن المبادرة العربية مع المطالبات المتصاعدة بالسماح بلقاء القائد أوجلان، ورفع العزلة عنه، هو موقف مبدئي وأخلاقي، ورسالة للداخل التركي والدولي على السواء. فحرمان القائد أوجلان من حقه الأساسي في التواصل مع محاميه وعائلته هو انتهاك فاضح لكل المعايير الحقوقية والإنسانية. والصمت الدولي عن هذه الجريمة المتواصلة لا يُدين تركيا وحدها، بل يضع المجتمع الدولي أمام امتحان شاق لقيمه المعلنة.. إننا نرى أن مجرد السماح بلقاء أوجلان – وهو أبسط الحقوق – قد يُشكّل مدخلاً ضرورياً نحو مناخ من التهدئة والحوار، ليس في تركيا وحدها، بل في عموم المنطقة. ولهذا فإننا لا نطالب بهذا الحق القانوني بدافع إنساني فحسب، بل من منطلق إيماننا بأن أوجلان لا يزال يحمل مفاتيح الحل الديمقراطي المستدام، إن أُتيح له أن يُشارك برؤاه وصوته».

تدويل القضية

وحول نجاح هذه المبادرة، أكد الكاتب الصحفي المصري أنه لا يقاس فقط بنتائجها المباشرة، بل أيضاً بالتحوّل الذي تحدثه في الرأي العام الإقليمي والدولي، وفي كسر حاجز الصمت حول العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان منذ سنوات، معتبرا المبادرة خطوة متقدمة في إطار التدويل التدريجي للقضية، وإبرازها بوصفها قضية إنسانية وسياسية على الساحة العالمية، لا قضية أمن داخلي كما تروج لها السلطات التركية، ووصف تركيا – رغم عنادها المعروف في هذا الملف – بانها ليست بمنأى عن الضغوط الدولية، خاصة إذا جاءت المبادرات من أطراف حقوقية، برلمانية، ومنظمات دولية مرموقة، وتحظى بتغطية إعلامية واسعة.

الاستمرارية والتراكم

وكشف أنه كلما اتسعت رقعة المطالبة بحق أوجلان في لقاء محاميه وعائلته، وكلما تعزز الخطاب الداعي للاعتراف بدوره في السلام، ازداد الحرج السياسي على أنقرة، وارتفع منسوب التحدي أمامها في المحافل الأوروبية والدولية، مشيراً إلى أن نجاح هذه المبادرة يتطلب أمرين أولهما يتمثل في الاستمرارية والتراكم، بمعنى أن تتحول إلى حركة ضغط مستدامة، لا مجرد حدث موسمي، وثانيهما التقاط اللحظة السياسية المناسبة، خاصة في ظل تغير التوازنات في الإقليم وتبدّل التحالفات الدولية، ما قد يجعل من الملف الكردي ورقة ضغط تُستخدم من قِبَل قوى دولية فاعلة، وباختصار، قد لا تغيّر تركيا موقفها بين ليلة وضحاها، لكنها تدرك جيداً أن أوجلان ليس مجرد سجين، بل رمز سياسي وفكري له حضور شعبي واسع في كردستان وخارجها، وأن الصمت الدولي لم يعد مضموناً كما كان. لذلك فإن هذه المبادرة، مهما بدت رمزية، تمثل خطوة نوعية في مسار طويل نحو رفع العزلة وإحقاق الحرية.

لا يتوفر وصف.

فيما قال حسن بديع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ «تمسك القائد عبدالله أوجلان بنداء السلام يؤكد إدراكه لما يحدث في الداخل التركي وسوريا وفي منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط من منطلق حسه السياسي العميق وإنما منطلق أطروحاته الفكرية التي تستشرف مستقبل المنطقة من خلال تشريح العلاقة بين الشعوب والحكام من جانب، وبين الأنظمة وبعضها من جانب آخر، فضلا عن إدراكه لفلسفة الدول العظمى في التعامل مع ملفات المنطقة وسبل التعاطي معها على كل  الأصعدة بما يخدم مصالح الشعوب ومن ثم فإن المطالبة بالحرية للقائد أوجلان باتت ضرورة ملحة في ظل ما يواجهه الإقليم من اضطرابات وخاصةً أن أطروحات القائد قد تكون سببا في هدوء الأوضاع وخلق استقرارا بالشرق الأوسط، ومن ثم تطالب المبادرة العربية بحرية القائد من منطلق الحرص على استقرار المنطقة والعودة إلى حالة السلام».