المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك

447
الصورة الحالية ليس لديها نص بديل. اسم الملف هو: صورة-واتساب-بتاريخ-1446-09-18-في-14.29.51_7dcd78b8.jpg


أدعو جميع مكونات الشعب السوري إلى توحيد الرؤى حول مستقبل وطننا بناء على دروس الماضي القاسية حيث أثبتت تجربة شمال شرق سوريا أن الحماية الحقيقية لا تأتي إلا من خلال إرادة الشعوب نفسها فالحكومة المركزية تخلت سابقا عن مناطق شمال شرق سوريا أمام زحف داعش الإرهابي تاركة أبناءها يواجهون مصيرهم بمفردهم لكن إرادة الحياة والدفاع المشترك حولت اليأس إلى انتصار حيث أثبتت قوات سوريا الديمقراطية ( التي تشكلت من تحالف مكونات وشعوب شمال شرق سوريا) أن الشعوب حين تتحكم بمصيرها تستطيع ليس فقط الدفاع عن وجودها بل هزيمة أخطر التهديدات الإرهابية محليا ودوليا فتحية إجلال لتضحيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي جسدت بأرواح شهدائها مقاومة أممية ضد فاشية داعش وحررت دير الزور والرقة وغيرها من براثن الإبادة فدماء شهدائنا في شمال وشرق سوريا ليست ملكا لمنطقة معينة فحسب بل هي قيمة إنسانية دولية حيث يجب أن تترجم هذه التضحيات العظيمة إلى ضمانات دستورية تحفظ حقوق المناطق التي قدمت أغلى التضحيات في معركة الدفاع عن الإنسانية جمعاء ونؤكد على ضرورة اعتماد نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية كحل جذري يضمن المشاركة الفعلية لجميع مكونات الشعب في صنع القرار ويحول دون عودة أي شكل من أشكال الاستبداد المركزي او الارهاب كما نرفض أي حلول تتعارض مع مبدأ تحريم الدم السوري ونعتبر الحوار الديمقراطي الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات في ظل سوريا المستقبل التي يجب أن تقوم على أساس التعايش بين جميع الثقافات والأديان والهويات ضمن إطار من التضامن الاجتماعي والعدالة البيئية حيث نعمل لبناء مجتمع أخلاقي-سياسي يحقق الحرية الحقيقية للمرأة ويضمن التوازن البيئي وليكن هذا العيد منعطفا تاريخيا نحو تحقيق المشروع الديمقراطي الذي يحترم إرادة الشعوب في العيش المشترك بعيدا عن كل أشكال الهيمنة والاستغلال حيث تكون سوريا الجديدة نموذجا للتعايش السلمي والتعددية الثقافية في ظل نظام كونفدرالي ديمقراطي يحقق طموحات شعبنا في الحرية والكرامة فحقيقة لقد كشفت سنوات الأزمة أن المركزية القمعية كانت السبب الجذري لكوارثنا فهي التي فتحت الباب أمام المجازر والمآسي التي شهدتها و تشهدها سوريا سواء تلك التي ارتكبها النظام أو التي نفذتها التنظيمات المتطرفة بينما قدمت تجربة الإدارة الذاتية نموذجا عمليا للبديل الديمقراطي القائم على التضامن المجتمعي والحماية الشعبية اليوم أمامنا خياران لا ثالث لهما: إما العودة إلى المركزية التي تعني استمرار التهميش والدمار والعودة لدائرة العنف الطائفي والعرقي والذي شهدته سوريا في اولى اشهر التحرير من النظام المجرم أو اعتماد نموذج لا مركزي ديمقراطي يحفظ حقوق جميع المناطق والمكونات ويضمن عدم تكرار المآسي إن دروس السنوات العشر الماضية تثبت أن الأمن الحقيقي يبدأ عندما يتحمل أبناء كل منطقة مسؤولية حماية أنفسهم وإدارة شؤونهم ضمن رؤية وطنية جامعة تحترم التعددية وتضمن العدالة فكما انتصر أبناء الشمال الشرقي على داعش بإرادتهم الحرة يمكن لسوريا كلها أن تنتصر على كل أشكال الاستبداد والارهاب عبر تبني فلسفة الحكم الذاتي الديمقراطي التشاركي في ظل سوريا جمهورية ديمقراطية تعددية لامركزية في هذا العيد لنعاهد أنفسنا على أن نكون جنودا لسوريا الجديدة سوريا الجمهورية الديمقراطية التعددية اللامركزية حيث لا مكان فيها للمركزية القمعية ولا للتبعية العمياء بل لتجسيد فيها قيم التضامن والتعاضد فالإدارة الذاتية التي أثبتت نجاعتها في أحلك الظروف يجب ان تكون منطلق لسوريا الجديدة كل عام وشعبنا السوري أقرب إلى تحقيق حلمه بوطن حر كريم وطن يستحق التضحيات التي قدمت من أجل تحريره وبنائه ففي ظل فلسفة الكونفدرالية الديمقراطية التي تؤمن بالتعايش المشترك وحكم الشعوب لنفسها أدعو جميع مكونات الشعب السوري إلى توحيد النضال من أجل سوريا جمهورية تعددية ديمقراطية لا مركزية تحترم فيها إرادة كل منطقة ومجتمع فالمستقبل لا يبنى بالمركزية القمعية بل بتضامن الشعوب وتقرير مصيرها في إطار وحدة وطنية طوعية.

الاستاذ : أنس قاسم المرفوع