الفيلسوفة كاترين مالابو: عبد الله اوجلان قائد سياسي عظيم، يجب أن يتحرر!
وصفت كاترين مالابو، إحدى أبرز فلاسفة الفلسفة المعاصرة، قرار حزب العمال الكردستاني في حلّ نفسه على إنه مرحلة إعادة بناء شجاعة وأخلاقية، وقالت: “أوجلان قائد سياسي وأحترمه كثيراً، يجب أن يتحرر”.

يتم مناقشة بعض المواضيع الرئيسية في الآونة الأخيرة في تركيا والمنطقة، مثل؛ القضية الكردية، مستقبل الكفاح المسلح وأساليب الحل السياسي، كما تتضمن هذه المناقشات قرارات المؤتمر الثاني عشر الطارئ لحزب العمال الكردستاني وتأثير النموذج الجديد للقائد آبو، حسناً، هل يمكن مناقشة هذه المرحلة على أرضية فلسفية أيضاً وعدم حصرها فقط في المجال السياسي…؟
https://cdn.iframe.ly/yqgeTTzr
تحدثت إحدى الشخصيات المهمة في الفلسفة الفرنسية المعاصرة، الفيلسوفة كاترين مالابو لوكالة فرات للأنباء بشأن الموضوع، وقالت: “سمعت قبل مدة مثل الجميع بقرار حلّ حزب العمال الكردستاني لنفسه، برأيي هذه خطوة جريئة ومحل أمل، وكمؤيدة للسلام، سعدت كثيراً بهذا القرار، ولكن كما قلت في رسالتي أيضاً، اتمنى ألا يُنظر إلى إعلان هذه البادرة على أنه مجرد استسلام، أن يُسهم بشكل حقيقي في مشروع الاعتراف والديمقراطية”.
وحول الدعوات من أجل حرية القائد آبو، قالت كاترين مالابو: “بالطبع انضم لهذه الدعوة، ولكن ما يثير فضولي هو، هل سيتم الإفراج عنه وهل سيكون بأمان؟ آمل أنه أن يكون بخير عندما يتم الإفراج عنه، بلا شك أؤيد إطلاق سراحه من السجن مئة بالمئة، وبالتأكيد يجب تحقيق حريته الجسدية، أوجلان قائد سياسي عظيم جداً، وأنا معجبة جداً بشخصية مثله وأحترمه كثيراً، لأننا نتفق مع بوكين (موري بوكين) فيما يتعلق بالبيئة والسياسة، نعم، بالطبع أريده أن يتحرر، ولكن لديّ طلب واحد فقط: ضمان سلامته عند إطلاق سراحه من السجن”.
وقالت الفيلسوفة كاثرين مالابو بما يتعلق بتقييم القائد آبو حول الكونفدرالية الديمقراطية والجنولوجيا، “برأيي أن نموذج أوجلان ليست تلك الديمقراطية التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر في أوروبا (عصر التنوير)، هذا أسلوب ديمقراطية جديدة قائم على مفهوم جديد لا يتسم بالشمولية من حيث الهوية، وهو مختلف عن فكر الدستور الأساسي الديمقراطي في أوروبا خلال عصر التنوير: لم تعد فكرة المواطنة الكونية أو مفهوم الحرف الواحد موضع تساؤل، ما يتجسد في نموذج أوجلان هو فهم الديمقراطية الذي يحترم هوية الفرد والمجتمع.
وبرأيي هذا التقارب مهم للغاية، أي لن يفقد الكرد هويتهم في ظل عولمة غامضة، والديمقراطية التي سيتم بناؤها على هذا الأساس ستحافظ على الديمقراطية واستقلالية المجتمعات والأفراد”.
وبخصوص قرار حزب العمال الكردستاني في إنهاء الكفاح المسلح، قالت كاترين مالابو “نعم، بالتأكيد هذه عملية إعادة بناء الأخلاق، فكل خطوة تُتخذ نحو الحرية هي حركة أخلاقية، وفي الوقت ذاته إنني مؤمنة أن هذه لحظة مقاومة في حالة خاصة، أقصد أن ضغط الإنسان كثيراً على النضال، وجعله عالمياً كثيراً، يمكن أن يكون السبب في انفجار، لذلك يجب خوض هذه المرحلة في إطار احترام هوية كل شخص”.
ومن أجل سؤال “عمليات السلام لا تعني نسيان الماضي، بل تتطلب التحول والمواجهة، برأيكم، كيف يمكن تحقيق السلام مع الماضي؟ ما هو موقف هيغل من هذه المسألة؟” أجابت مالابو كالتالي:
“هناك العديد من الأجوبة لهيغل حول هذا الموضوع، لأن هذا هو جوهر الجدلية، يعني عندما ينتقل إلى شيء آخر، فإنه يتحول إلى مستوى أكثر عقلانية، لكن أثر الماضي يبقى دائماً.
يبقى أثر الماضي دائماً، هذه هي جدلية Aufhebung الشهيرة، أي نزيلها من الوجود وأيضاً نحميها في الوقت نفسه، نعم، نحذف شيئاً ما، ونمضي قدماً، لكننا نحافظ أيضاً على أثر الماضي وهذا مهم للغاية، لذلك، لا ينبغي أن تكون هذه العملية عملية نسيان للماضي”.
وأشارت الفيلسوفة كاترين مالابو إلى إنها تأمل ان يصبح قرار حلّ حزب العمال الكردستاني بداية جديدة، وتابعت: ” ولكن هذه المرحلة ليست فقط مرتبطة بالكرد، إنما هي مرتبطة أيضاً برد الحكومة التركية، برأيي هذه بداية جديدة، ولكن كيف ستفهم الحكومة والمجتمع التركي هذا؟ وهذه مرحلة متبادلة، آمل أن تكون كذلك، لن يكون حلّ على حزب العمال الكردستاني ذو معنى إلا بتطبيق المعايير الديمقراطية في تركيا، هذه رؤية واسعة النطاق.
ورداً على السؤال، “هل هذه المرحلة مسؤولية المجتمع الديمقراطي”؟ قالت كاترين: ” إنني متأملة، ولكن عندما أركّز على الأحداث التي تجري في إسرائيل، يعني عندما أرى موقف المجتمع الدولي الذي ينأى بنفسه ولا يقف إلى جانب حماية حقوق الفلسطينيين، لا أعلم هل سيكون المساهمة الدولية جيد أم لا، يمكن أن أكون مخطئة، ولكنني واثقة من أن مطالب الكرد مسموعة لدى المجتمع الدولي، برأيي قبل أي شيء يجب على الكرد أن يدافعوا عن أنفسهم بحركتهم المقاومة”.