المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

ماكارينكو: عبدالله أوجلان لا يتخلى عن العمل والتفكير

16

أوضح محلل شؤون الشرق الأوسط والخبير في الكردولوجيا فاديم ماكارينكو بأنه على الرغم من أن القائد آبو مسجون منذ أكثر من ربع قرن، إلا أنه لا يتخلى عن التفكير في مصير الكرد والشرق الأوسط ويواصل العمل وتقييم وفهم التطورات في المنطقة.

تحدثنا مع محلل شؤون الشرق الأوسط والخبير في الكردولوجيا فاديم ماكارينكو المختص بسياسة الشرق الأوسط والقضية الكردية والعلاقات الروسية ـ التركية والصراعات الإقليمية، حول التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط.

في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط التي توصف بالحرب العالمية الثالثة، انهار نظام الأسد في سوريا واستلمت هيئة تحرير الشام السلطة، مع انخراط روسيا وتركيا وأمريكا وإسرائيل والعديد من الفاعلين يشاركون في هذه الحرب، ماذا يعني التقدم في سوريا…؟ من ربح ومن خسر في سوريا…؟  ما النتائج التي ستظهر على المستوى الإقليمي…؟

لا داعي لتعظيم ذلك، لا يتم الحديث عن الحرب العالمية الثالثة، ولكن هناك مرحلة صراع بين البلدان التي ظهرت بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط، إسرائيل التي كان الكثير من الدول العربية لا يريدون الاعتراف بها لفترة طويلة، أثبتت في الأعوام 1948، 1967 و1973 أنه لا يمكن محوها من خارطة الشرق الأوسط، ولكن لم ينشأ بعد بين بلدان الشرق الأوسط مجتمع إقليمي قادر على التعامل مع بعضها البعض دون تحيز أو غطرسة، من الممكن أن اتفاقية إبراهيم التي غيرت البنية السياسية للشرق الأوسط هي التي مهدت الطريق لذلك، لكنها ستدوم لعقود من الزمن.

عدا عن العلاقات الصعبة مع إسرائيل، هناك مشاكل في العلاقات الدولية بين بلدان الشرق الأوسط: الحرب الإيرانية العراقية، احتلال الكويت من قبل العراق، حدوث أزمات حقيقية بين سوريا والأردن، وبين مصر وليبيا، حول اليمن هناك أزمة إقليمية، سياسة تركيا في سوريا والعراق تشكل تهديداً خطيراً وتخشى من محاولات تغيير حدود الدولة بالقوة في الشرق الأوسط، لأن الحروب والصراعات في المناطق التي يشكل الكرد غالبية سكانها، تُظهر تسريع هذا الشيء، وهناك عقدة غورديون أخرى ألا وهي الصراع بين إسرائيل وإيران، بعد تبادل عدة رشقات صاروخية بين إيران وإسرائيل، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً لا هوادة فيه ووحشي ضد غزة وحزب الله، وبعد انهيار نظام الأسد، استفادت إسرائيل من هذا الوضع ودمرت الأسلحة المتطورة والتكنولوجية للجيش السوري، ووصل الصراع بين إسرائيل وإيران إلى أعلى مستوى، كما توجه أمريكا تهديدات خطيرة للقواعد العسكرية الإيرانية على أراضيها.

ومع تفاقم هذا الوضع، هناك حاجة لإيجاد الحلول ودعمها بمشاركة زعماء العالم، ودعم إعمار المنطقة، ولذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي/روسيا يحافظان على وجودهما في الشرق الأوسط، ولكن على الرغم من التغيرات الجيوسياسية الكبيرة التي حدثت في هذه المنطقة، فإن الوضع ليس كما كان في أعوام 1956 و1967 و1973، ولا يمكن أن يحاربوا بعضهم البعض.

دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مشاكل السياسة الخارجية، فهي تعاني أيضاً من العديد من المشاكل الداخلية، لديها مشاكل كبيرة فيما يتعلق بالاستقرار الداخلي، لأنها لم تستطع حل مشكلة تطوير الهوية الوطنية المشتركة، وهذه القضية ليست سهلة في سوريا والعراق وإيران واليمن وليبيا والجزائر، أفريقيا ليست من ضمنها، ورغم ذلك، لم يتم حل هذه المشاكل حتى وإن كانت غير ظاهرة في بلدان غنية مثل مصر ودول الخليج، في فترة الربيع العربي، شعر الجميع بذلك، الكل وقع في ضائقة عندما انقلب الوضع في مصر والعراق وليبيا وتونس وسوريا رأساً على عقب.

وبالرغم من امتلاكها كل شيء، لم يستطع حزب البعث في العراق وسوريا من تطوير بلدهما، والنتيجة: انهيار الأنظمة السياسية في كلا البلدين، لقد تم إسقاط كلا النظامين نتيجة لتدخلات خارجية قوية، ولكن العوامل التي أدت إلى انهيارهما كانت الصراعات العرقية والدينية الداخلية، القوى الخارجية يمكنها أن تطيح بنظام لا إنساني، ولكنها لا تستطيع حل مشاكله الداخلية، ولذلك فقد واجهت العراق حالة من عدم الاستقرار السياسي الشديد خلال العقدين عقب سقوط صدام حسين، الأمر الذي وجّه البلاد في كثير من الأحيان نحو الانهيار، وحتى الآن لم يتم حل هذا الوضع غير المستقر، حتى الآن لا يستطيع أحد أن يقول كم سنة أخرى يحتاجها العراق ليصبح دولة مستقرة ومتقدمة، لأن العراق يسير على نفس النهج الذي اتبعه من قبل، هذه المرة تحت الحكم الشيعي، إن وضع كرد العراق صعب، لكن إقليم كردستان لعب دوراً مستقراً للغاية خلال هذه الفترة، وبدلاً من تقويض استقرار العراق وسلامته، دعم الدفاع عن العراق.

بعد إسقاط نظام الأسد عن طريق العنف، كم من العقود ستمضي لحل الوضع في سوريا، ولأن الأحزاب في هذا البلد لا تحترم مصالح الوضع ولا تقبل بالتسويات والقرارات التوافقية فإن النظام يتجه نحو استبداد آخر تحت غطاء التطرف الديني السني والتطرف الديني، وهذا أكثر تخلفاً من عهد حافظ الأسد، الجميع سوف يخسر، لأن المجتمع سيبدأ من الصفر، وفي هذا الوضع نأمل أن لا يتم حل القضية الكردية في سوريا والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بالقوة، لكن الولايات المتحدة الأمريكية التي تتسم سياستها في المنطقة بعدم القدرة على التنبؤ، هي الوحيدة التي بإمكانها ضمان الحكم الذاتي الفعلي للكرد في سوريا.

يتبع…