عضو وفد إمرالي السابق: يجب على الدولة والمجتمع أن يتحملا المسؤولية
أشار عضو وفد إمرالي السابق إدريس بالوكن إلى أنه يجب تقييم مانيفستو القائد آبو من خلال أطروحة تاريخية موضحاً أن العملية تضع على عاتق الجميع مسؤولية كبيرة وخاصة الدولة.

لقد لاقت دعوة القائد آبو من أجل “السلام والمجتمع الديمقراطي”، التي أعلنها وفد إمرالي في 27 شباط، صدى واسع النطاق على المستوى الدولي، بما في ذلك في تركيا وكردستان والشرق الأوسط، وقد أجرى عضو وفد إمرالي السابق والسياسي الكردي إدريس بالوكن تقييم هذا الموقف التاريخي للقائد آبو الذي أظهره من أجل حل سياسي وديمقراطي للقضية الكردية.
“سيتم فهم تأثير الخطوة الاستراتيجية في وقت قصير”
وأوضح بالوكن أن القائد عبدالله أوجلان ليس قائداً يتخذ موقفاً وفقاً للتطورات التي تجري في البلاد أو المنطقة يوماً بعد يوم فقط، وقال: “لقد رأينا هذا من قبل، فهو يقيم الأحداث الإقليمية والمحلية بشكل جيد للغاية، ويبحث في الخلفية السياسية لخمسين أو مائة عام. وأثناء قيامه بذلك، فإنه يتصرف وفقاً للواقع الاجتماعي، الفلسفي، الاجتماعي والسياسي، لذلك، يصبح من الصعب فهم الخطوات الاستراتيجية التي يطرحها السيد أوجلان بشكل صحيح بالنسبة للأشخاص الذين يقيمون الأمور وفقًا لتضييق السياسة اليومية، ولكن مع تقدم العملية، يتم فهم قيمة خطواته.
إذا تتذكرون، عندما بدأت عملية الحل في الفترة 2013-2015، كانت هناك حالة من الارتباك بين مختلف شرائح المجتمع، وحتى بين بعض دوائر الشعب الكردي، كانت تجري معركة قاسية للغاية، وكانت هناك اعتقالات سياسية، ولم تظهر الحكومة أية إرادة تجاه السياسة الكردية والتحول الديمقراطي.
في ذلك الوقت، كان الجميع يتساءلون: “لماذا كانت هناك حاجة إلى مثل هذه العملية عندما كان كل هذا يحدث؟” لكن التطورات التي حدثت في روج آفا مع مرور الوقت، والعملية الثورية في روج آفا أصحبت ملموسة، والحركة السياسية الكردية في شخص حزب الشعوب الديمقراطي انتقلت من 6-7 في المائة إلى 13 في المائة في السياسة التركية وتبوأت مكانة رئيسية في السياسة التركية؛ وأصبح ذلك بمثابة عنوان بديل ثالث بين القوتين الرئيسيتين؛ وعلى عكس الصورة التي شوهت على الدوام، فقد عرف السيد أوجلان لأول مرة باعتباره قائداً للسلام في المجتمع التركي (غرب الفرات وفي المجتمع الدولي)، وقد تحقق كل هذا بفضل عملية الحل.
إن الناس عادة ما يقيمون عملية الحل من منظور ما حدث بعد أن انقلبت الطاولة، ولكنهم يتجاهلون المكاسب التي حققتها هذه العملية للشعب الكردي والدوائر الثورية والديمقراطية في تركيا.
أنا أشبه العملية الحالية بهذا، أجل، قد تكون هناك بعض المخاوف التي قد يكون من الصعب بعض الشيء فهمها عندما ننظر إليها في سياق السياسة اليومية، ولكن هذا ما يسمى بالقيادة، قيادة السلام، وبدون التطرق إلى هذه القضايا، فإن الشجاعة هي اتخاذ خطوات استراتيجية والمخاطرة.
سيتم فهم قيمة الخطوة التي اتخذها السيد أوجلان في وقت قصير، وستكون آثارها بمثابة نقطة تحول تاريخية ستؤثر على كافة التطورات على المدى الطويل، ولهذا السبب أردت أن أعبر عن هذا بشكل محدد”.
“السيد أوجلان يحمل الجميع المسؤولية”
ولفت إدريس بالوكن الانتباه إلى مسؤولية الجميع التي أشار إليها القائد آبو وقال: “أولاً، دعا الدولة والحكومة إلى إزالة العقبات أمام الديمقراطية وإجراء التغييرات القانونية وفقاً لذلك لعدم إضاعة القرن الجديد، ولتمهيد الطريق للسياسة الديمقراطية حتى يتشكل القرن الجديد حول جمهورية ديمقراطية.
ونأمل ألا يتصرف مسؤولو الدولة والحكومة بإهمال تجاه هذه القضية، فهي ضرورة أساسية.
كما أُعطي للجانب الكردي مهمة ومسؤولية اتخاذ التحول الديمقراطي كأساس، وتشكيل وتنظيم نفسه وفقاً لذلك، وتقييم سياسة العصر ضمن هذا الإطار، إن قوة التحول الديمقراطي التي أظهرتها الحركة السياسية الكردية في هذا السياق والممارسة الناجحة التي أظهرتها في الآونة الأخيرة تظهر أنه لا بد من بذل جهد مكثف بما يتماشى مع وجهة نظر السيد أوجلان.
وفي هذا الصدد فإن مختلف ديناميكيات الحركة السياسية الكردية سوف تقوم بالواجبات والمسؤوليات الموكلة إليها، وتنخرط في العمل لتحقيق هذه الغاية.
وبالإضافة إلى ذلك، يحمل السيد أوجلان كافة الدوائر الاجتماعية مسؤولية السلام والديمقراطية، ولدعم هذه العملية وترويجها ونجاحها، يجب على الجميع المساهمة في هذه العملية.
وبقدر ما نفي بواجباتنا ومسؤولياتنا في مواجهة مشاكلنا التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمان، فسوف نكون قادرين على التحرك نحو حل يستمر قرناً من الزمان.
ولذلك فأن تكثيف الجهود في الفترة المقبلة لبناء مجتمع ديمقراطي وسلام بما يتوافق مع المنظور الذي طرحه السيد أوجلان، بدلاً من التركيز أو التصرف بناءً على موقف الدولة والحكومة، سوف يساهم في الحل.
إن النضال من أجل السلام والديمقراطية عملية تتطلب جهداً جماعياً وتضحيات كبيرة لا يمكن أن تُلقى على عاتق شخص واحد. إن ركيزة التنشئة الاجتماعية التي لم تتمكن من تحقيقها في عملية الحل السابقة ينبغي توسيعها في هذه الفترة (بغض النظر عن موقف الحكومة والدولة)، وينبغي لهذه العملية أن تخلق الضغط على الحكومة والدولة من أجل السلام والديمقراطية”.
“لا ينبغي أن يقتصر دعم المعارضة على مستوى الخطاب”
وتابع بالوكن الإشارة إلى وضع المعارضة في تركيا، وقال: “لقد أظهر حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي نهجاً إيجابياً تجاه العملية منذ بداية العملية على المستوى الخطاب، وقد أعرب حزب الحركة القومية ودولت بهجلي، اللذان عارضا بشكل قاطع عملية الحل من قبل، عن موقفهما بشأن حاجة تركيا إلى السلام في هذه العملية، حتى على المستوى الخطاب، فهذا مهم.
ولكن لا ينبغي أن تبقى هذه الأمور على مستوى الخطاب، وفي تركيا، باستثناء عدد قليل من الأحزاب العنصرية والقومية والهامشية الكبيرة والصغيرة التي بقيت في البرلمان، أعلنت جميع الأحزاب السياسية وهياكل المجتمع المدني التي تمثل جميع الأحزاب داخل البرلمان أو خارجه أنها تستطيع تقديم الدعم لعملية السلام المدني، وهذه قضية مهمة للغاية، ولكنها تحتاج إلى الانتقال من مستوى الخطاب إلى مستوى الفعل، وبعبارة أخرى، ينبغي تطوير المبادرات المتعلقة بالتغييرات القانونية التي من شأنها ضمان التحول الديمقراطي داخل البرلمان وتحقيق السلام الدائم، ينبغي أن يكون جدول أعمال البرلمان الرئيسي حول الديمقراطية والمستقبل السلمي”.