سلطت الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية الضوء على حجم التعويل على قدرة القائد عبد الله أوجلان في حل الصراعات والأزمات في المنطقة، حيث وصفت إحدى الصحف العربية القائد بـ “رجل الضرورة للسلام” ومفتاح الحل الدائم، كما أشارت صحف أخرى إلى أنه يحمل نموذجاً جديداً للسلام، ورأت أن حزب العمال الكردستاني يملك عناصر تفاوضية.
تفاعلت الكثير من الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية مع زيارة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى القائد عبد الله أوجلان في جزيرة إمرالي في 28 كانون الأول، وأظهر هذا التفاعل اهتماماً كبيراً بما يحمله القائد من حلول للصراع في المنطقة واقتراحات تهدف لإكمال عملية السلام.
عناصر تفاوض
صحيفة العرب اللندنية رأت أن تصريحات القائد أوجلان تعكس استعداداً لحوار سياسي مع السلطات التركية يفتح الباب لاختراق بعد سنوات من الجمود السياسي.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الكرد وحزب العمال الكردستاني يمتلكون عناصر تفاوض إضافية ومهمة تتيح لهم تحريكها فعلياً والإعلاء من سقف أيّ نتائج يمكن تحقيقها.
القائد أوجلان.. رجل الضرورة للسلام ومفتاح الحل الدائم
صحيفة الشرق الأوسط السعودية وصفت القائد أوجلان بـ “رجل الضرورة” لسلام تركيا وأكدت أن “لقاء إمرالي” يُحيي آمال حل المشكلة الكردية.
وقالت الصحيفة حول ذلك: “على الرغم من بقائه في السجن لمدة 25 عاماً، فإن مؤسس وزعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، لا يزال هو (رجل الضرورة) عند الحديث عن حل المشكلة الكردية في تركيا” وأضافت: “لم يطوِ النسيان صفحة أوجلان رغم سجنه، فنظراً لتأثيره الشديد على الكرد في تركيا والمنطقة المحيطة بها، ظل دائماً مفتاح الحل كلما تأزَّمت القضية الكردية وتداعياتها في تركيا”.
نموذج جديد للسلام
موقع DW عربية الألماني، أشار إلى أن بيان الحزب المنقول عن القائد عبد الله أوجلان أوضح بأنه مستعد للمساهمة إيجابياً في “نموذج جديد” للسلام، وتطرقت إلى الضغوط التي كان يعاني منها الكرد في شمال كردستان، حيث تسجل مناطقهم منذ فترة طويلة مستويات متراجعة عن بقية مناطق البلاد في معظم المؤشرات الاقتصادية بما في ذلك نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
شبكة سكاي نيوز الإماراتية وصفت الزيارة بالنوعية والمهمة، وهذا ما يظهر حجم التعويل على قدرة القائد عبد الله أوجلان في إنهاء الصراعات ودفع عملية السلام إلى الإمام.
السلام سيجلب مكاسب كبيرة لكن السياسات التركية السابقة لا تشجع كثيراً
شبكة العربية السعودية رأت أن إحلال السلام سيجلب مكاسب كبيرة لتركيا، إذ سيخفف العبء عن قواتها الأمنية ويعزز الاقتصاد في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية ويخفف التوتر الاجتماعي.
لكن الشبكة أيضاً تطرقت إلى المحاولات السابقة المشابهة ورأت أنه قبل شهرين، دفعت زيادة حدة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتغير المعادلات السياسية إلى طرح أول محاولة لإنهاء الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، لكن فرص نجاح هذا المسعى ظلت غامضة، إذ لم تقدم أنقرة أي أدلة على ما قد تستلزمه مثل هذه الخطوة.
(ي ح)
