المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

“فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان مسار حقيقي لتحقيق تغيّرات في شخصية قارئها”

37

أشار مشاركون في جلسات القراءة إلى التغيّرات التي طرأت على شخصياتهم بعد قراءة مؤلفات القائد، وأكدوا أن من يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي في شخصيته يجب عليه التعمّق في فلسفة القائد عبد الله أوجلان، التي ترتكز على بناء شخصية ذات إرادة حرة ضمن مجتمع حر.

"فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان مسار حقيقي لتحقيق تغيّرات في شخصية قارئها"

في إطار الحملة العالمية لحرية القائد عبدلله أوجلان الجسدية، أُنشئت مجموعات قراءة في مختلف أنحاء إقليم شمال شرق سوريا، تضم العديد من المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية والأحزاب السياسية، حيث تُعقد جلسات أسبوعية لقراءة مؤلفات القائد. 

في مدينة جل آغا بمقاطعة الجزيرة، تُعقد ثلاث جلسات أسبوعية لقراءة مجلدات القائد عبد الله أوجلان. الأولى تابعة لأكاديمية القائد عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية، ويشارك فيها عشرة أشخاص. أما الثانية، التي تحمل عنوان “بحث عن الحلم”، فمنظمة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي ويشارك فيها ثمانية أشخاص. والثالثة، التي ينظمها مؤتمر ستار، تشمل جميع النساء العاملات في المؤسسات الخدمية بالمدينة، حيث يبلغ عدد المشاركات خمسة وعشرين امرأة.

رصدت وكالتنا آراء المشاركين في الجلسات الثلاثة، لمعرفة مدى تأثير قراءة مؤلفات القائد عبد الله أوجلان على شخصياتهم، وكيفية تطبيق ما تعلموه من تحليلاته في حياتهم اليومية.

في جلسة حزب الاتحاد الديمقراطي المعنونة بـ “بحث عن الحلم” التي تُعقد أسبوعياً في جل آغا، يقرأ المشاركون حالياً الفصل الأول من المجلد الأول، بعنوان “الأسلوب ونسق الحقيقة”.

المشارك في الجلسة هاني محمد حمد أشار إلى انضمامه لمجموعة “بحث عن الحلم” منذ شهر ونصف الشهر، بقصد البحث عن ذاته، وأوضح: “خلال قراءتي للكتاب، وخاصة الفصل الذي وصلنا إليه حول الأسلوب ونسق الحقيقة، أدركت أن الحقيقة ليست ثابتة بل تتغير. هذا الكتاب ساعدني على إعادة تقييم بعض الأفكار التي كنت أعتقد أنها ثابتة، مثل الأفكار الدوغمائية، ما جعلني أدرك ضرورة تغيير مفهومي حول بعض القضايا.”

أهمية القراءة في تغيير الشخصية

وتابع: “تساعدني مؤلفات القائد في إعادة تقييم جميع جوانب حياتي، بدءاً من حياتي الشخصية والعملية، إلى طريقة تعاملي مع الآخرين، من خلال مقارنتي بين ما أتعلمه من القائد وما أفعله في حياتي، بدأت ألاحظ أوجه القصور في سلوكي وأفكاري.”

وأضاف: “لقد كانت لدي أفكار متناقضة، تتعلق بالتعصب الديني والقومية والدوغمائية، لكن بفضل قراءة كتب القائد، تمكنت من التخلص منها، وأصبحت شخصيتي أكثر انفتاحاً. لم أعد أنظر إلى المواضيع من منظور ضيّق، بل بدأت أتبنّى مفهوم ‘الكل من أجل الواحد، والواحد من أجل الكل’، ما يعكس أن مصير الشعوب مرتبط ببعضه البعض. كما أصبحت أكثر احتراماً للأديان والمذاهب المختلفة، وأستطيع الآن التمييز بين الإسلام الديمقراطي والإسلام السياسي.”

لا توجد شخصية متكاملة

واختتم هاني حديثه بالقول: “على الرغم من التغيّرات التي تحدث في شخصيتي، فقد أدركت أنه لا توجد شخصية متكاملة. لذلك، وسأستمر في تطبيق ما تعلمته على شخصيتي لأصبح شخصاً حراً قادراً على لعب دور فعال في مجتمع حر.”

من جانبها، عبّرت عضوة مؤتمر ستار، سوسن رمضان، عن تجربتها في مجموعة قراءة النساء بمركز مؤتمر ستار، حيث تشارك منذ عام في قراءة كتب القائد عبد الله أوجلان. وأشارت إلى أنهم وصلوا حالياً إلى المجلد الثالث من “مانيفستو الحضارة الديمقراطية: سوسيولوجيا الحرية”، الفصل الرابع الذي يتناول “البيئة”.

فهم تأثير الرأسمالية على البيئة

تحدثت سوسن عن كيفية شرح القائد لتأثير الصناعة والرأسمالية على البيئة، وأهمية الحفاظ عليها. وقالت: “ما أدركته من هذا الفصل هو كيف أن القائد يسلط الضوء على تأثير الرأسمالية على البيئة، ما يجعلنا نشعر بالمسؤولية نحن النساء، للحفاظ عليها وحمايتها.”

تحليل الواقع وتقديم الحلول

وتابعت: “من خلال أطروحات القائد، يتم تحليل واقع الشعوب من جميع الجوانب، مع تقديم حلول جذرية لمشكلاتها وأزماتها. هذا يجعل القراءة ممتعة، لأننا نجد حلولاً لمعضلات نواجهها في حياتنا اليومية.”

تمكين النساء من خلال القراءة

وأضافت سوسن: “أكثر ما يجذبني في قراءة مؤلفات القائد، هو المكانة الخاصة التي يمنحها للنساء في تحليلاته. منذ أن بدأت قراءة كتبه والمشاركة في جلسات القراءة، أشعر بقوة أكبر، وأصبحت لدي القدرة على التعبير عن آرائي في حياتي وعائلتي وعملي. لقد تخلصت من الخجل الذي كان يقيّدني.”

وأشارت سوسن إلى عملها في بيت المرأة، حيث ترى العديد من قضايا النساء ومعاناتهن تحت تأثير الذهنية الذكورية “هذا يدفعني للعودة إلى كتب القائد لأقدم حلولاً لهؤلاء النساء استناداً إلى أطروحاته.”

دعوة للنساء لقراءة كتب القائد

في ختام حديثها، دعت سوسن النساء لقراءة كتب القائد وتطبيق ما فيها في حياتهن، معدّةً أن “هذه الكتب هي المنقذ للنساء من هيمنة السلطة والذهنية الذكورية التي تسعى لفرض سيطرتها عليهن”.

من جانبه، قال سرور شطي، المشارك في جلسة قراءة كتب القائد التي تنظمها أكاديمية القائد عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية، إنهم بدأوا تنظيم مجموعة لقراءة مجلدات القائد منذ ثلاثة أشهر، وهم حالياً بصدد قراءة المجلد الأول بعنوان “المدنية”، وقد وصلوا إلى الفصل الثاني الذي يتناول اعتقال القائد وأثر الرأسمالية على المجتمعات في الشرق الأوسط.

اجتماعات أسبوعية وبرنامج يومي

أوضح سرور أن المجموعة تجتمع نهاية كل أسبوع للقراءة، لكن كل عضو لديه برنامج خاص يتضمن ساعة يومياً من القراءة، كجزء من التدريب الذاتي الذي اتفقوا عليه.

وأشار إلى أن ما استخلصه من الفصل الحالي هو “التعمّق في حقيقة المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان وأهدافها، وكيف تمكّن القائد من تحويل سجن إمرالي إلى مركز للعلم وفلسفة الأمة الديمقراطية، ما يساعد الشعوب على تحقيق حريتها”.

محورية الشعب في فكر أوجلان

أضاف سرور: “ما يجذبني لمواصلة قراءة كتب القائد هو تركيزه على الشعب كمحور أساسي في تقييماته. نحن بحاجة إلى إعادة التعرف على أنفسنا وتاريخنا وثقافتنا بعد فترة طويلة من الاضطهاد.”

دعوة للتنظيم والتطوير

كما أشار إلى أنه من خلال قراءته لأعمال القائد، أدرك أن هناك قصوراً وضعفاً في تنظيم الجهود الحالية، وأنه لا يوجد تنظيم حقيقي بين الأعمال.

وأكد أن “الحل يكمن في التعمق أكثر في فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان”.

خطوات عملية نحو التغيير

واختتم سرور بالقول إن “الخطوة الأولى التي قمت بها بعد قراءة كتب القائد هي الاستمرار في القراءة ومراجعة الأخطاء التي قد نرتكبها في الجانب التنظيمي”.

وأكد على أهمية التدريب الذاتي لتحقيق خطوات حقيقية ضمن الثورة وحمايتها.

تظهر كل هذه التجارب أنه كيف يمكن للقراءة أن تكون وسيلة فعالة لتمكين الأفراد، خصوصاً النساء، وتعزيز وعيهم بحقوقهم ودورهم في المجتمع. كما تبيّن هذه الآراء كيف أن القراءة ليست مجرد نشاط ثقافي، بل هي وسيلة فعالة لإحداث تغييرات عميقة في الفكر والسلوك، ما يسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وتماسكاً.

 (ل م)

ANHA

https://hawarnews.video//embed/aef7tYrIqJR4Rgi

العلامات: