المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

نخب عالمية: يجب خوض نضال حساس من أجل الحرية الجسدية لعبد الله أوجلان 

33

عبّر المشاركون في مؤتمر السلام والديمقراطية في برلين عن ارتباطهم الوثيق بالقائد عبد الله أوجلان، وأكدوا ضرورة خوض نضال حساس من أجل تحقيق حريته الجسدية. كما تم تسليط الضوء على السياسات التي تتبعها تركيا في إمرالي.

نخب عالمية: يجب خوض نضال حساس من أجل الحرية الجسدية لعبد الله أوجلان 

انضم حشد من المثقفين والأكاديميين والصحفيين والسياسيين ومثقفين من تركيا، بالإضافة إلى العديد من المثقفين الكتّاب والأكاديميين والصحفيين والسياسيين الكرد في أوروبا، لمؤتمر السلام والديمقراطية، الذي انطلق في صالة فندق ميركور في برلين، أمس السبت واستمر إلى ساعات متأخرة.

وقال البرفسور الدكتور نشا أوزكن، أحد منظمي المؤتمر، إن الهدف من تنظيم هذا المؤتمر هو الدفاع عن السلام والديمقراطية ضد الهجمات في العالم، وذكر نشا أوزكن أنهم اجتمعوا بهدف السلام المشرّف، ونوه إلى أن الحروب في العالم لا تعترف بالجغرافيا، كحرب الإنكار والتدمير التي تشنها الدولة التركية على الشعب الكردي في غرب وجنوب وشمال كردستان.

وأكد البروفسور أن الهدف المنشود هو إنهاء العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان وتحقيق حرية جميع المعتقلين، وقال: “يجب رفع العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، ولا بد من رفع هذه العزلة لإنهاء الحرب في تركيا وسياسات الحرب في الشرق الأوسط”.

“يريدون القضاء على الشعب الفلسطيني”

وفي خضم المؤتمر عُقدت، ندوة حوارية تحت عنوان “الحرب-الصراع وتجارب حركات المعارضة خلال مرحلة المفاوضات”، بإدارة البرلماني السابق في حزب الشعوب الديمقراطية HDP هشيار أوزسوي.

وانضم كل من الدكتورة نورا ج. رجب، وباحث اللجوء ومؤسسة أرشيف الحركة النسوية في برلين كوني ليديسما، وعضو الجبهة الديمقراطية والوطنية في الفلبين أدوارد شالالا، ومدير مركز القيم القانونية، وعدد من الأعضاء السابقين في الهيئات التشريعية في جنوب أفريقيا، ومارلين سيرنا ساليناس ممثلة المؤتمر الشعبي- حركة الفلاحين في كاجيبيو، باول غافان، وعضو مجلس الشيوخ عن الشين فين من إيرلندا، وعضو اللجنة الأوروبية في مجلس أوروبا للندوة الحوارية.

وتحدثت الدكتورة نورا رجب في الندوة الحوارية بخصوص الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ومبررات هذه الحرب في السياسة الدولية، وقالت الدكتورة نورا رجب: “إن كان بإمكاننا التحدث فيما يتعلق بالحرب، فيمكننا القول إن هذه سياسية استعمارية، ويجب تحديد هذا في القضية الفلسطينية، أن الاستيطان وسياسات الاستعمار تستهدف المجالات الحياتية للشعوب بشكل غير قانوني وبعيدة عن الإنسانية، وهذا ما يحدث على وجه الخصوص في فلسطين، يريدون القضاء على الشعب الفلسطيني”.

تجارب مفاوضات السلام

وتحدثت كوني ليديسما حول تجاربها في الفلبين خلال مفاوضات السلام، وقالت: “كانت هناك مرحلة سلام منذ التسعينيات في جنوب الفلبين، وكانت مرحلة السلام محاصرة بين المجموعات الإسلامية، وقد تم إعلان مناطق مستقلة على وجه الخصوص للمسلمين والشعب الفلبيني الآخر بعد هذه المرحلة. وكانت هناك مرحلتان للسلام في الفلبين، حيث كان إلقاء السلاح إحداها، وبعدها دخلوا مرحلة الديمقراطية، وتم تأسيس مرحلة السلام هذه على وجه الخصوص من خلال الجبهة الإسلامية الديمقراطية، التي كانت ذات قوة حينها”.

وأيضاً قدم إدوارد شالالا عرضاً عن تجاربه في جنوب أفريقيا، وقال: “كانت الديمقراطية وأيضاً العدالة والتنشئة الاجتماعية من أهم مشكلات جنوب أفريقيا، كان نضال الديمقراطية نضالاً قوياً، النضال الذي تم خوضه في التسعينيات، كان نضال اجتماعي؛ لأن جنوب أفريقيا في الثمانينيات والتسعينيات كانت مكاناً فوضوياً”.

“يجب خوض نضال حساس من أجل الحرية الجسدية لعبد الله أوجلان”

وقال بدوره باول غافان: “أودُّ التحدث بخصوص النضال ضد المجموعات المسلحة، لقد استمرت الحرب لفترة طويلة، ولقد كان الجيش الجمهوري الإيرلندي نشطاً بالفعل في بلادنا، وأريد التحدث عن استراتيجية السلام، حيث عُقدت عدة لقاءات بعضها كان سرياً وبعضها علنياً بين الجهات الفاعلة، الأمر الذي أدى إلى قيام الجيش الجمهوري الإيرلندي بوقف النضال المسلح، وسنحت الفرصة فيما بعد لعقد اتفاقية، لكن لم تتم مناقشتها كحل سياسي لكنها كانت عصراً مهماً للغاية من حيث سيادة الشعوب والتنمية، وقد علمتنا تلك المرحلة العديد من الأشياء، يجب أن يكون هناك تضامن دولي مع فلسطين الآن، كما يجب أن تكون النوايا الحسنة بين الأطراف كافة، من غير الممكن لجميع الجهات الفاعلة أن تسهم على قدم المساواة في هذه المرحلة، يجب تأسيس منصة ترصد المساواة بين الشعوب كافة، وأيضاً ينبغي أن تدير الجهات الفاعلة المرحلة بهذه الطريقة، وخاصةً أن الاتحاد الأوروبي لا يسهم في هذه المراحل بما فيه الكفاية”.

وقال باول غافان: “ومن هنا، أعبّر عن دعمي لنضال الشعب الكردي، ويجب ألا يُنسى فكر ونضال عبد الله أوجلان، كما ويجب خوض نضال حساس من أجل الحرية الجسدية لعبد الله أوجلان؛ كما وأعبّر عن دعمي للشعب الفلسطيني أيضاً”.

ومن ثم انتقل المؤتمر إلى محور مهم، حيث عقدت ندوة حوارية موسعة بعنوان “العزلة والعزل في إمرالي”، وترأس الندوة الصحفي هايكو بغداد وجنكيز يوريكلي من محامي مكتب العصر الحقوقي، والرئيسة المشتركة لجمعية حقوق الإنسانÎHD  أران كسكين، وتحدث وزير العدل الأيسلندي السابق أوغموندور جوناسون في الجلسة ايضاً.

“الدولة التركية لا تأخذ المقترحات بعين الاعتبار”

تحدث المحامي جنكيز يوركلي في الندوة الحوارية؛ وذكر أن الظلم الذي تعرض له القائد عبد الله أوجلان منذ اليوم الأول من أسره في إمرالي ويستمر حتى اليوم بشكل متزايد، وأوضح يوركلي أن التطبيق الأول لحالة الطوارئ، التي تم تنفيذها في 20 تموز 2016، تم في إمرالي، وأضاف: “دخلت حالة الطوارئ الأولى حيز التنفيذ في إمرالي في صباح نفس الليلة، تم إجراء تغييرات وقيود مهمة رسمياً في إمرالي، حيث يُحتجر المعتقلون في إمرالي وخاصة عبد الله أوجلان، في ظروف عزلة مشددة وتحرم هذه الشروط والظروف عبد الله أوجلان من حقه في مقابلة السجناء الآخرين وعائلته والمحامين، كما زادت القيود المفروضة على الزيارات واللقاءات، وتم الحرمان من الحقوق ضد المعتقلين الآخرين، وتضمن أيضاً تقييد اللقاءات مع العوائل والمحامين في تقارير اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT، كما تم الكشف عن القيود المفروضة على الظروف الجسدية والنفسية من خلال تقارير اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT، والحقيقة أن مساحة الحركة الجسدية للسيد أوجلان باتت محدودة ومقيدة، كما تم تقليل الفترة الزمنية للتنفس، ويمنعون من رؤية الشمس بشكل مباشر، هناك تقارير من اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب تفيد بأنه من أجل إزالة هذه العزلة، يجب أن يكون للمعتقلين علاقات اجتماعية أكثر واتصالات أكبر مع العالم الخارجي، لكن الدولة لم ولن تأخذ ذلك في الاعتبار بأي شكل من الأشكال”.

“المؤسسات الدولية تتجاهل العزلة في إمرالي”

وانضمت أيضاً أران كسكين، الرئيسة المشتركة لـجمعية حقوق الإنسان IHD، إلى الندوة الحوارية عبر خدمة السكايب، وقالت إران كسكين إن سياسات العزلة التي يتعرض لها القائد عبد الله أوجلان في إمرالي مرتبطة بالقضية الكردية.

أوضحت أران كسكين: “أن ممارسات الدولة التركية الأخيرة على روج آفا هي بسبب الإنجازات التي تحققت في روج آفا، الدولة لا تستهدف عبد الله أوجلان فحسب، بل تستهدف جميع الكرد بنظام العزلة”.

وأكدت أران كسكين أن القضية الكردية موجودة حتى قبل الجمهورية التركية، وأشارت إلى أن الإنجازات في روج آفا تحولت إلى سياسات ضغط للدولة التركية وهذا الضغط وصل إلى وضع لا يمكن تصوره، وقالت: “إن الهجمات الجسدية التي نفذتها الدولة في التسعينيات يتم تنفيذها ضد حرية التعبير اليوم”.

وانتقدت إران كسكين الرئيسة المشتركة لجمعية حقوق الإنسان  ÎHD الصعوبات التي واجهتها أثناء زيارتها إلى إمرالي وانتهاكات الدولة التركية للاتفاقيات الدولية، وأشارت إلى أن المؤسسات الدولية تتجاهل هذا الوضع، وأكدت أن الضغوطات الممارسة على السياسة الكردية ليست مستقلة عن العزلة في جزيرة إمرالي.

“العزلة في إمرالي غير مقبولة”

كما أوضح وزير العدل الأيسلندي السابق أوغموندور جوناسون، أن عبد الله أوجلان قائد معروف عالمياً، وذكر أنه كان عضواً في وفد إمرالي 6 مرات، وأنه يناضل من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية.

وبيّن أوغموندور جوناسون أن الدولة التركية لا تريد السلام، بل تريد فقط السلام بشروطها والاستسلام، وقال: “لم ترد أي معلومات من عبد الله أوجلان منذ 3 سنوات ونصف، وأن آخر رسالة جاءت في عام 2019، وذكر جوناسون أن رسالة عبد الله أوجلان هذه تتضمن خطوات إلى الأمام وتم تقديم مطالب ديمقراطية، أن رسالة السلام التي أرسلها عبد الله أوجلان في عيد نوروز 2013 أحدثت تأثيراً مهماً، ولاحقاً، وفي عام 2015 أُغلقت أبواب إمرالي، وقامت أنقرة بقطع المفاوضات”.أوضح أوغموندور جوناسون أن العزلة المفروضة في إمرالي أمر غير مقبول، ويجب اتخاذ خطوات بشكل عاجل، الدولة التركية ترفض إجراء اللقاء مع أفراد العائلة والمحامين رغم مطالب اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، ولا تمنح حتى الحق في الاتصال الهاتفي.