المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

سياسيون وأكاديميون مصريون: أوجلان نموذج للتعايش 

20

طالب عدد كبير من المثقفين والسياسيين والأكاديميين المصريين المشاركين في ندوة القاهرة بحرية القائد أوجلان منددين بمؤامرة اختطافه، وذلك خلال فعاليات ندوة “أوجلان من الاختطاف إلى الإبداع الفكري”.

تتابع وكالة فرات للأنباء مداخلات الحضور في الندوة التي عقدتها المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان بعنوان “أوجلان من الاختطاف إلى الإبداع الفكري” والتي ناقشت تلك الفترة الهامة في حياة القائد أوجلان منذ مؤامرة اختطافه وكيف أن العزلة الجسدية لم تؤثر على أفكاره التي حلقت بعيداً وطافت العالم.

وتضمنت الندوة التي أدارها الكاتب الصحفي إلهامي المليجي، منسق عام المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان، مناقشة عدد من الأوراق الهامة لكل من الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، والدكتور مختار الغباشي، الامين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتورة رائدة الذبحاني، دكتورة القانون الدولي وسفيرة السلام والإنسانية وافضل رائدة عربية في التنمية المستدامة، ومجدي الدقاق الكاتب الصحفي، والتي تخللتها عدد من المداخلات الهامة حول قضية القائد عبد الله أوجلان.

وقال عاطف المغاوري، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع في البرلمان المصري، إن القائد عبد الله أوجلان اختار بيروت والتي كانت قلعة من قلاع النضال تقودها الثورة الفلسطينية، ولا يمكن أن ننسى جمهورية الفاكهاني – مقر منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت – وجمهورية بيروت الغربية والتي تم تدميرها في عام 1982، مشيراً إلى نضال قلعة شقيف وكيف كان لمقاتلي حزب العمال الكردستاني دور في الدفاع عن هذه القلعة.

وأضاف، أن نضال عبد الله أوجلان بدأ عندما سقطت قلعة شقيف، وتم إخراج قوات الثورة الفلسطينية التي تفرقت بين عدة عواصم، مبيناً أن هناك اختلاف بين الحالة الفلسطينية والحالة الكردية، لأن الشعب الكردي يعيش على أرضه ولا ينازعه أحد عليها، ولكن يعاني من سطوة الأغلبية في الأجزاء الأربعة التي تقاسمت أراضي الشعب الكردي، حيث يسمونهم في تركيا أتراك الجبل، وكذلك الوضع في إيران، على العكس من مبدأ الصهيونية “شعب بلا أرض لأرض بلا شعب” والذي جعل الصراع في فلسطين بين شعبين على أرض واحدة. 

وتطرق رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع في البرلمان في مداخلته إلى عملية اختطاف القائد أوجلان، مبيناً أنهم في حزب التجمع عام 1999 عقدوا يوماً كاملاً في مقر الحزب عبارة عن اعتصام، وشارك به عدد كبير من أعضاء الحزب ونوابه، مثل النائب بدر فرغلي، وكان الاعتصام بعنوان “فاوضوه بدلاً من أن تعتقلوه”، مشيراً إلى أن الندوة استعادت جزءاً من نفس القاهرة، والتي استضافت كل حركات التحرر في الماضي.

واختتم مغاوري مداخلته، بأنه يرفع الصوت عالياً ويكرر كل عام منذ اعتقال القائد أوجلان: “الحرية لعبد الله أوجلان”، رغم أنه بلغ من العمر 75 عاماً، ولكن تأكيداً على حقوق الشعب الكردي الثقافية والقومية.

بينما يقول هاني الجمل، الباحث في الشؤون السياسية والاقليمية، إن القائد عبد الله أوجلان يرسل منذ 25 عام، رسائل هامة من خلف القضبان، ويدشن دبلوماسية السجون، ويأتي هذا المصطلح لأنه استطاع من خلف القضبان أنه يجمعنا باختلاف الانتماءات الفكرية والقومية، ليس بالدفاع عنه فقط ولكن للدفاع عن الحريات وحق الإنسان في تقرير مصيره.

وأضاف، أن القائد عبد الله أوجلان اعطى نموذجاً جيداً للتعايش السلمي في شمال شرق سوريا وهذا النموذج يعد دبلوماسية جديدة دشنها بجانب الدبلوماسيات السياسية والرسمية، مطالباً بوضع آلية جديدة لوصول هذه الدبلوماسية وهي دبلوماسية السجون للعالم، مبيناً أن القائد أوجلان أصبح نموذجاً للتقارب بين القضايا العربية والقضية الكردية.

ويرى نبيل عدنان، السياسي المصري خلال مداخلته، أنه حدثت في قضية اختطاف القائد عبد الله أوجلان عدة جرائم، تعتبر جرائم حرب يجب أن يسأل عنها كل من كينيا وقبرص وتركيا، وذلك لأن قبرص أعطت جواز سفرها لشخص ليس من مواطنيها، وكينيا التي سمحت بخروج عبد الله أوجلان من اراضيها، واختطافه، وتركيا التي أدارت عملية الاختطاف.

وطالب عدنان بأن تتوافر آليات رقمية لجمع توقيعات حول العالم، لتكون وسيلة ضغط على كل من قبرص وكينيا وتركيا.
بينما انتقلت الكلمة للدكتور علي ثابت مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة دمنهور، أن القائد عبد الله أوجلان لم يحاكم بالقانون، ولكن تم تكييف القانون التركي على محاكمته، فهي جريمة إنسانية في الأساس.
وأضاف، أننا تعلمنا في التاريخ أن التحركات الشعبية في القضايا الإنسانية تسبق التحركات الرسمية لأنها هي من تقوم بتحريك الأخيرة، والمثال على ذلك مذابح الأرمن في أضنة لم تتحرك القضية إلا بعد فتوى شيخ الأزهر مع الضغط الشعبي وتحرك الصحفي المصري حسن صبري.

 وطالب ثابت بتوسيع القاعدة الشعبية وإدخال مؤسسات غير رسمية مثل الأزهر والكنيسة داخل مصر وخارجها، لأن كل الدول أصبحت هشة وإذا تحركت مصر سيكون هناك تحرك فعلي في قضية القائد عبد الله أوجلان.

وأختتم مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة دمنهور مداخلته في الندوة قائلاً: “أوجلان فكرة والفكرة لا تموت”.
وانتقلت الكلمة إلى المهندس عمرو الشافعي، ممثل الحزب الاشتراكي المصري، مبيناً أن العالم اليوم يتعامل بقوانين الإمبريالية العالمية، مشيراً إلى أن قضية أوجلان والقضية الفلسطينية مثال مريع حول كيفية أن هذا العالم يدار لصالح الأقلية الحاكمة التي تسيطر على مقدرات هذا الكوكب.

 وأضاف، أن العنصر الشعبي هو القادر على تغيير المعطيات، وتغيير النتائج وليس العنصر القانوني فقط، مطالباً بتوسيع القاعدة الشعبية، وتنظيم صفوف هذه القواعد، واستخدام كل أدوات المشروعة وغير المشروعة، لمواجهة هذا القانون الدولي المعيب الذي يحكم الشعوب لصالح الأقليات.

لا يتوفر وصف.


لا يتوفر وصف.