المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

معارض سوري: كعربي أجد من الضرورة أن أشرح الأوجلانية للشارع العربي.

239

أكد المعارض السوري فراس قصاص، أن تشديد العقوبات على القائد عبد الله أوجلان، يعكس ازدراءً لقواعد وثقافة حقوق الإنسان، كما أن أهداف هذه الممارسات فشلت في الحد من نشر فكر القائد الذي وصل إلى مختلف شعوب المنطقة، وقال: “كعربي، أجد من الضرورة لي بمكان أن أشرح الأوجلانية للشارع العربي”.

معارض سوري: كعربي أجد من الضرورة أن أشرح الأوجلانية للشارع العربي

مدّدَت السلطات التركية ما تسمّى (العقوبات الانضباطية) المفروضة بحق القائد عبد الله أوجلان في 25 أيار، لمدّة 6 أشهر أخرى، في استمرارية للعزلة المشددة المفروضة على القائد منذ 25 آذار عام 2021.

اعتقال سياسي يعكس ازدراءً لقواعد وثقافة حقوق الإنسان

المعارض السوري ورئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، فراس قصاص أوضح في تصريح لوكالتنا: “لا يمكن عدّ وجود المفكر والمناضل الأممي عبد الله أوجلان في سجن إمرالي إلا اعتقالاً سياسياَ صرفاً ومشيناً، يمارس بحق أحد أهم دعاة الحرية في العصر الحديث، وبالتالي فكل تنظيم أو قواعد تسن متعلقة بالجانب التنظيمي لهذا الاعتقال، لا يمكن أن تكون إلا أنماطاً قهرية تأتي لاستكمال محددات وظروف الاعتقال وجعلها في أسوأ صورة ممكنة، بهذا المعنى يأتي تشديد هذه الضوابط  المتعلقة بالمناضل أوجلان في إمرالي ليزيد من حمولتها القمعية، وليسهم في مزيد من التضييق والانتهاك الذي يمارس بشكل منظم ضده وضد ما يمثل ويجسد “.

وأضاف فراس قصاص: “لا أرى لدى الحكومة التركية من أهداف تخص التشديدات الأخيرة إلا تلك التي تعكس فجوراً في الفاشية وازدراءً لأبسط قواعد وثقافة حقوق الإنسان أثناء تعاطيها مع كل ما يخص أوجلان والأوجلانية، لكني ألمح مع هذا الفجور إحساسها بالعجز المتطاول والفشل الشامل الذي يلفها ويحيط بسياساتها أمام قامة بحجم أوجلان”.

وأشار فراس قصاص: “قامة أثبتت أنها عصيّة على التغييب وعصيّة على التهميش، تعي حدود السياسة بوصفها فلسفة وفكراً وتعيها بوصفها علماً وعملاً وتنظيماً، إن إحساس الفاشيين الأتراك بهامشية وفشل سياساتهم التي تستهدف تغييب أوجلان وتحييد تأثيره وفلسفته وفكره هو ما يجعلهم يمعنون في إيجاد تنويعات جديدة من التضييق والتشديد والقمع، على أن ذلك لن ينجح ولن يؤتي ثماراً تصب في مصلحة ما يصبُون إليه أبداً”.

التداعيات ستعود على المتطرفين الأتراك

وحول نتائج السياسيات التي تتبعها السلطات التركية، أوضح قصاص: “استحالة أن يحقق المزيد من عزل المناضل أوجلان أية نتيجة تفيد طغيانهم وتخدم فاشيتهم، كما يتعذر الحد من تأثير الفلسفة الأوجلانية وتشييدها السياسية والمجتمعية التي أصبحت حقيقة في مناطق عديدة في سورية وتركيا والعراق، ووصلت إلى ملايين البشر كرداً وعرباً وآشوريين سريان يحملون هذا الفكر حيثما ما وُجِدوا”.

وبيّن قصاص: “أن أحد الأهداف من وراء ذلك، له علاقة بشن حرب لكسر إرادة المناضل أوجلان والتضييق الشخصي عليه، وهو أيضاً ما ثبت خواءه وخيبة من يراهن عليه، أما المنظور الموضوعي فيفيد بوصول غضب ملايين المؤمنين بفكر أوجلان وفلسفته أولئك الذين يُعدّونه ملهماً وأيقونة إلى ذروته، وهؤلاء يفعلون وسيفعلون ما يفضح سياسات الفاشية التركية بهذا الخصوص ويعرّيها ويلحق العار بها. كل التداعيات من وجهة نظري ستعود على أصحابها المتطرفين الأتراك بالخسران والخيبة”.

“الأوجلانية تمثل الحل الأمثل لقضايا المنطقة

المعارض السوري أكد أن: “الأوجلانية الفلسفية والسياسية بما تطرحه من تحليلات وما تشيده من سقوف، قيمة سياسية ومجتمعية جديدة، وما تضعه من محددات جديدة لمعالجة قضايا المجتمع والدولة والإنسان والمرأة والبيئة والانتماءات الثقافية والدينية والعضوية (القبلية)، تحظى بأهمية قصوى، بتصوري إن نجاح الأوجلانية في مجتمعات المنطقة سيقيها ويحميها من الوقوع في كوارث الحروب والصراعات بمختلف تداعياتها المريعة كتلك التي تشهدها المنطقة، وأيضاً مقاربة الأوجلانية للبعد الإيكولوجي لقضايا السياسة والمجتمع يجعل من تطبيقها أساساً لتلافي الكوارث الطبيعية وانعكاساتها المدمرة على كل ما يتعلق بالإنسان في منطقتنا. في الأوجلانية دون مبالغة يكمن الحل الأمثل لقضايا المنطقة، وحلحلة لتعقيداتها المتعددة والمتداخلة، والإدارة الذاتية الديمقراطية بتقديري هي التعبير العملي المجتمعي الأول للأوجلانية”.

وحول ما هو المطلوب من الأوساط العربية أكد فراس قصاص: “دعني أتحدث عن نفسي كعربي، أجد من الضرورة لي بمكان أن أشرح الأوجلانية للشارع العربي، وألقي الضوء عليها وأنقل لهم صورتها كما هي، لا كما يشوهها خصومها وأعداؤها، وأتوقع أن شيوع موقفي بين العديد من العرب ومحاولة الدفاع عن محموله ومكنونه بحيث يوسع الأرضية لتقبل الأوجلانية وتبنيها والدفاع عنها لدى المكون العربي، مسألة وقت فقط، إلا أنه مع ذلك لا بد من اللجوء إلى آليات جديدة لاتباعها لحمل العرب وسواهم من المكونات في المنطقة إلى اتخاذ الموقف المناسب والاستجابة اللازمة لما تطرحه الأوجلانية من رهانات استثنائية وإبداعيه في مستقبل المجتمع والدولة في منطقة الشرق الأوسط”.