المبادرة السورية لحرية القائد عبدالله اوجلان

قره سو: عملية التليين والتطبيع ليست ممكنة دون تغيير السياسة تجاه الكرد

89

أكد مصطفى قره سو أن خطابات التليين والتطبيع التي يدعيها حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية لن تكون سوى خداع دون تغيير السياسة تجاه الكرد، وبما أن الذهنية الرئيسية لم تتغير، فسيرغبون في تحقيق أهدافهم في تحييد النضال الكردي واستكمال سياسة الإبادة.

أجاب عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) على أسئلة وكالة فرات للأنباء.

كانت هناك أحاديث ومناقشات مكثفة حول عملية “التليين والتطبيع” قبل الانتخابات وبعد الانتخابات وقبل قضية كوباني، بالنظر إلى الأحكام الصادرة في قضية كوباني، ماذا رأى للكرد من ’عملية التليين‘؟

قبل الانتخابات، أجريت دراسة تصورية مفادها أنه سيكون هناك عملية تليين تجاه الكرد بعد الأول من نيسان، حيث حاولت الحرب الخاصة ومقرها القصر والاستخبارات إنشاء هذا، كما بذلت بعض الجماعات المؤثرة في الحزب الديمقراطي الكردستاني مثل هذه الجهود لضمان حصول حزب العدالة والتنمية على أصوات بعض الكرد في الانتخابات، كما أعرب بعض الأشخاص داخل وحول السياسة الديمقراطية الكردية عن توقعهم بأنهم يريدون أن يحدث ذلك بحسن نية، وبطبيعة الحال، هناك أسباب لذلك، لقد تعرض الشعب الكردي والساحة السياسية الديمقراطية لضغوط شديدة لسنوات عديدة، وما زالوا ينتخبون رؤساء المشتركة للبلديات في الانتخابات، لكن الدولة تعيّن الوكلاء، وفي هذا الصدد، وبطريقة ساذجة، فإنهم يرغبون في عدم خلق حالة من الضغط، ويتم اتخاذ النهج وفقا لنواياهم وتطلعاتهم، وليس الوضع الحقيقي، نحن نفهم هذه التوقعات والرغبات، فالتقييم والتفسير دون الاطلاع على الحقائق لا يحقق التطلعات؛ على العكس من ذلك، فإنه يجعله بعيداً عن الواقع، قلنا إنه في مواجهة مثل هذه المحاولات لخلق التصور، لن يغير حزب العدالة والتنمية سياسته تجاه الكرد والقوى الديمقراطية، بغض النظر عما إذا كان يفوز أو يخسر، وبطبيعة الحال، لو فاز، لكان قد نفذ سياساته القمعية بشكل أكثر قسوة من ذي قبل، ولا يزال يتم تنفيذه الآن، ولكن هناك حكومة ضعيفة تابعة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ولذلك، فإنها سوف تواجه بعض نقاط الضعف في الممارسة العملية، وبما أن العقلية والسياسة الرئيسية لم تتغير، فسوف يرغبون في تحقيق نفس الهدف بطرق وأساليب مختلفة، وسيتماشى ذلك مع تحييد قوى النضال من أجل الحرية والديمقراطية للشعب الكردي واستكمال سياسة الإبادة.

لا تليين ولا تطبيع

إن التليين والتطبيع يتطلبان تغييراً في السياسات، ولم يقم حزب العدالة والتنمية ولا تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بأي تغييرات في السياسة، إن خطابات التليين والتطبيع من دون تغيير السياسات لا تعني سوى التغطية على السياسات القديمة، إذا أردنا تطبيق التطبيع، فلابد أولاً التخلي عن استخدام القضاء كأداة سياسية وهراوة، ناهيك عن التخلي عن هذا، يبدو أن هذا سيستمر بإصرار، وتجري محاولة لإضفاء الشرعية على القضاء المسيس من خلال إطلاق سراح بعض المعتقلين، وقد رأينا أنه من الآن فصاعداً سيتم استخدام القضاء كأداة سياسية، في إعداد لائحة الاتهام التي تستر على مقتل سنان آتش، وفي القرارات المتعلقة بقضية كوباني، إن اعتقال العشرات من المشاركين في مسيرة الأول من أيار هو دليل واضح على أن الضغط على القوى الديمقراطية سيستمر.

ما لم تتغير السياسة تجاه الكرد، فلن يحدث ذلك

لماذا أصبح القضاء في تركيا هو الجهاز السياسي للسلطة الحاكمة، ولماذا أنشأ نظاماً غير مسبوق من القمع؟ ولماذا ينبغي تعزيز هذا النظام القائم على القمع عبر سنّ القوانين الجديدة؟ وما لم يتم الإجابة لهذه الأسئلة المطروحة، فإن خطابات التليين والتطبيع لا معنى لها سوى خداع الشعب، وقد تم تسييس السلطة القضائية إلى هذه الدرجة لقمع وتصفية النضال التحرري للشعب الكردي والقوى الديمقراطية؛ وعلى هذا المستوى، تأسس نظام القمع وفُصل الكرد عن غيرهم وأحدث انقساماً بحيث لم يسبق له مثيل في أي مرحلة أخرى على مر تاريخ تركيا، وقد مُورست ضغوط غير مسبوقة على القوى الديمقراطية لقمع النضال التحرري للشعب الكردي وتنفيذ سياسة الإبادة الجماعية بسهولة أكبر، لدرجة أنه حتى حزب الشعب الجمهوري تم إعلانه خائناً عندما أدلى ببعض الخطابات الديمقراطية، لأنه هناك اعتقاد سائد أن كل خطاب ديمقراطي يضعف سياسة الإبادة الجماعية على الكرد، ومن هذا الجانب، فإن خطابات التليين والتطبيع دون تغيير السياسة تجاه الكرد ليست سوى خداع، وربما هناك خطاب التوافق في السياسات القائمة ضد الكرد والقوى الديمقراطية.

ويقول كل من الكرد والقوى الديمقراطية إن مصدر نظام القمع في تركيا هو العزلة المفروضة في إمرالي وسياسة القمع، ويشكل نظام إمرالي أساس سياسة الإبادة الجماعية ضد الكرد، كما أن القمع الممارس على المجتمع بأكمله يستمد مصدره من السياسات القائمة في إمرالي، وهذا الأمر يصبح مفهوماً بشكل أفضل مع مرور كل يوم، وقد قال دولت بهجلي، إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن تكون الأحكام التي صدرت بعد قضية كوباني سياسية وأنه ستحدث ليونة ما، وقد قالها علانية، إذا تم تبني سياستنا ستحدث التليين والتطبيع، وقد قال لـ أوزغور أوزال بالأسئلة التي طرحها عليه، إذا أظهرت عداءً تجاه الكرد، فسيتم قبولكم، وإلا فسيستمر خطابنا وتوجهاتنا تجاه حزب الشعب الجمهوري كما كان قبل الانتخابات، وكان بإمكان أوزغور أوزال أن يقدم إجابة واضحة لدولت بهجلي بالقول إن “هذه القضايا سياسية بالأساس”، إلا أنه أجاب فقط حول حادثة سنان آتش.

حزب الشعب الجمهوري يقع في فخ أردوغان

لقد تأسست السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية على أساس العداء تجاه الكرد، بالأساس ولهذا السبب شارك حزب الحركة القومية في هذا التحالف، وفي هذا الصدد، ستستمر سياسة العداء التي ينتهجها حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية تجاه القوى الديمقراطية والكرد، ولكن سيكون هناك ليونة! لا يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء.

وفي الواقع، وقع حزب الشعب الجمهوري في فخ طيب أردوغان، وسيواصل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المضي قدماً في السياسات القديمة، وعندما يخوض حزب الشعب الجمهوري وزعيمه العام النضال ضد هذه السياسة، سيقولان إن حزب الشعب الجمهوري وأوزال يعارضان عملية التليين والتطبيع، وبهذا الخطاب فإن السلطة الحاكمة ستلعب دورها الإجرامي والقوي في آن واحد، وبشكل أكثر دقة، هو أنه سيتم إرضاء الزعيم الجديد لحزب الشعب الجمهوري سيكون بإبداء الليونة تجاهه وأنه لن يكون بمثابة عقبة أمام السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وبهذه الطريقة، فإن المجتمع سيصوّت لصالح حزب الشعب الجمهوري ضد تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وسيكون حزب الشعب الجمهوري في وضع على عكس مطلب الشعب. 

يتبع…